بحـث
المواضيع الأخيرة
الاحد الاول بعد الميلاد
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الاحد الاول بعد الميلاد
الأحد الأول بعد الميلاد
سيادة المطران بشار متي وردة
سيادة المطران بشار متي وردة
ميلادٌ للعالم كلّه (متى 2: 1- 23)
وُلدَ ربّنا خلاصاً للعالم كلّه، هذا ما أعلنه الملائكة بالأمسِ، وما يعترفِ به المجوس اليوم الذين أتوا إلى أورشليمَ يسألون عنه بعدما شاهدوا نجمه في السماء. طريقهم إلى يسوع الطفل لم يكن سهلاً، مصاعب طثيرة واجهتهم، وجاءت أيامٌ أختبروا فيها الضياع والتيه ولم يكن لهم دليلٌ يُرشدهم إلى يسوع سوى إيمانهم بالنجمةِ، وثباتهم في مواصلة الطريق، فنالوا ما أرادوا من خيرٍ للجميع. فكل مَن يُريد الخير للجميع سيناله وإن صعُبَ الطريق. مسيرتهم الإيمانية هي مسيرة كل واحدٍ منّا، لأننا جميعاً مدعوون للسير نحو ربّنا يسوع الذي هو طريقنا الحق للحياة الأبدية، طريقنا لله. وما يُميّز هذه المسيرة هو الصليب الذي علينا أن نحملهُ عبر صعوبات وتساؤولات ومخاوف وهموم تجعلنا نشعر أننا وحنا على الطريق وإن الله تركنا. ما نختبره واضحاً أحياناً: نجمٌ في السماء يهدينا، يختفي ويجعلنا نتوجّه نحو أُناس يضمرون الشر لنا وللآخرين. ولكن الذي يصبر إلى المُنتهى، يخلص.
تشجّع المجوس لمّا شاهدوا النجمَ في السماء، وعرفوا أن للسماء هدية للأرض، هي ليست لليهود وحدهم، فهذا الملك هو نعمة للناس أجمع، فأتوا وفي قدومهم حملوا هدايا الأرضِ كلّها علامة قبولِ وإعتراف العالم بملوكية يسوع. وعندما تقدموا في المسيرة، وجدوا أنفسهم ضائعينَ أمام إختفاء النجم الهادي، هم وحدهم على الطريق! لم يتراجعوا! ولم تخر قواهم ولم يضعفوا! لم يقولوا أن ما رأوه كان وهماً! بل راحوا يسألون ويبحثون إلى أن جعلوا الجميعَ يتذكّر أن الله وَعَدَ بمجيء المُخلص، فواصلوا الطريقَ، ونالوا فرحة لقاء يسوع الطفل. فصاروا معلوا الثبات على الطريق.
إيمانهم بما كُشِفَ لهم، وثباتهم وعطاءهم جعلهم يختبرونَ فرحة اللقاء بالمُخلص، وهو ما يعوزنا اليوم. فنحن ميّالونَ للشكِ فيا أعلنه الربُ لنا، ويأسرونا القلق في الحياة فترانا مسجونينَ في خوفنا، وكثيراً ما نتراجع أما الصعوبات، وإذا طُلِبَ منّا، فليس من السهلِ أن نتخلّى عن ما نتصوّره مُلكاً لنا. لذا، لن نختبرَ فرحة اللقاء بالمخلص، لأننا مُستعبدون بالكثير الذي يمنعنا من الإحتفال الحقيقي بميلادِ يسوع.
يروي لنا آباؤنا الروحيون عن فتى مُعاق أسمه أماهل، والذي كان يسكن بيتَ لحمَ أيام هيرودس. هذا سَمِعَ بقدومِ المجوس، وعَرِفَ أنهم يسألون عن مكان ولادة "ملكِ اليهود"، فتبعهم عن بُعدٍ من دون أن يكتشفوا أمره. ولمّأ وصلوا إلى حيث الطفل، تعجّبَ من المهابة والوقار الذي حظي به الطفل منه، ورأى الهدايا التي قُدّمِت للطفلِ يسوع، فدخلَ هو الآخر، وسجد للطفل، ولأنه لم يكن يملك سوى العكّاز الذي يستند عليه، قدّمه ليسوع، فشُفيَّ في الحال. واختبرَ الخلاص عندما تخلّى عن ما يعتقد أنه سنده الوحيد في الحياة.
نحن مثل هيرودس نُريد أن نٌحافظ على إمتيازاتنا، ونتصوّر أن المسيحية ستُفقدنا الكثير لذلك نضطرب ونسعى جاهدين للخلاص من يسوع. وتجدنا أحياناً مثل الكتبة ورؤساء الكهنة، نعرف الحقيقة، ونُعلنها للعالم أجمع: المسيح يسوع هو المُخلّص"، ولكننا نتقاعس من البحث عنها، ولا نشهدُ لها في حياتنا. وفي كلا الحالتين نكون من الذين ساهموا في تشويه معنى ميلاد يسوع في حياتنا اليوم.
ايلوم يُضيء ربّنا نوره في حياتنا من جديد، ويطلّب منّا التحرّك نحوه. ربّنا وهيأ لنا خلاصاً وفرحاً، فهل سنجعله مناسبة إجتماعية أم فرصة للتوبة والإهتداء إليه. هناك مَن بقيَّ خارجَ المغارة لا يُريد الدخول ولقاء يسوع: هيرودس ورؤساء الكهنة والكثير من الشعب المُضطرب، وهناك مَن آمنَ ودخلَ وقدّم كلَّ ما يملك. فما هو أختيارنا: هل سندخل أم نبقى في الخارج؟
ولادة ربّنا يسوع وحضوره بيننا لا يُمكن أن يكونَ حدثاً عابراً في حياتنا، ولا يُمكن أن نتجاهلهُ بإحتفالاتٍ ثانوية، فإحتفال العيد الحقيقي هو: إستعدادنا للقاء يسوع والسجود له وتقديم ما يُعيقنا من أن نكون معه. وهذه هي التهنئة الحقة التي تنتظرها مريّم منّا. مريمُ التي قَبِلتَ دعوة الله لها، وآمنت بكلمتهِ، فحملتهُ للعالم خلاصاً. نُقدّم التهاني لمريم مع شُكرنا لأنها قدّمت لنا اليومَ المُخلص، شكُرٌ خجول لا نملك مثل المجوسِ ما نُقدّمه للعائلة المُقدسة وهي تستقبل مولدها الجديد. فتستقبلنا مريم بطلبٍ: "أفعلوا ما يأمركم به"، وهذا ما نملكهُ: فعلُ الطاعة لله، الله الذي يظهرُ اليومَ نجماً ونوراً هادياً لنا في الحياة. الله الذي لم يتركنا، بل بقيّ أميناً على الرغمِ من خطايانا.
تشجّع المجوس لمّا شاهدوا النجمَ في السماء، وعرفوا أن للسماء هدية للأرض، هي ليست لليهود وحدهم، فهذا الملك هو نعمة للناس أجمع، فأتوا وفي قدومهم حملوا هدايا الأرضِ كلّها علامة قبولِ وإعتراف العالم بملوكية يسوع. وعندما تقدموا في المسيرة، وجدوا أنفسهم ضائعينَ أمام إختفاء النجم الهادي، هم وحدهم على الطريق! لم يتراجعوا! ولم تخر قواهم ولم يضعفوا! لم يقولوا أن ما رأوه كان وهماً! بل راحوا يسألون ويبحثون إلى أن جعلوا الجميعَ يتذكّر أن الله وَعَدَ بمجيء المُخلص، فواصلوا الطريقَ، ونالوا فرحة لقاء يسوع الطفل. فصاروا معلوا الثبات على الطريق.
إيمانهم بما كُشِفَ لهم، وثباتهم وعطاءهم جعلهم يختبرونَ فرحة اللقاء بالمُخلص، وهو ما يعوزنا اليوم. فنحن ميّالونَ للشكِ فيا أعلنه الربُ لنا، ويأسرونا القلق في الحياة فترانا مسجونينَ في خوفنا، وكثيراً ما نتراجع أما الصعوبات، وإذا طُلِبَ منّا، فليس من السهلِ أن نتخلّى عن ما نتصوّره مُلكاً لنا. لذا، لن نختبرَ فرحة اللقاء بالمخلص، لأننا مُستعبدون بالكثير الذي يمنعنا من الإحتفال الحقيقي بميلادِ يسوع.
يروي لنا آباؤنا الروحيون عن فتى مُعاق أسمه أماهل، والذي كان يسكن بيتَ لحمَ أيام هيرودس. هذا سَمِعَ بقدومِ المجوس، وعَرِفَ أنهم يسألون عن مكان ولادة "ملكِ اليهود"، فتبعهم عن بُعدٍ من دون أن يكتشفوا أمره. ولمّأ وصلوا إلى حيث الطفل، تعجّبَ من المهابة والوقار الذي حظي به الطفل منه، ورأى الهدايا التي قُدّمِت للطفلِ يسوع، فدخلَ هو الآخر، وسجد للطفل، ولأنه لم يكن يملك سوى العكّاز الذي يستند عليه، قدّمه ليسوع، فشُفيَّ في الحال. واختبرَ الخلاص عندما تخلّى عن ما يعتقد أنه سنده الوحيد في الحياة.
نحن مثل هيرودس نُريد أن نٌحافظ على إمتيازاتنا، ونتصوّر أن المسيحية ستُفقدنا الكثير لذلك نضطرب ونسعى جاهدين للخلاص من يسوع. وتجدنا أحياناً مثل الكتبة ورؤساء الكهنة، نعرف الحقيقة، ونُعلنها للعالم أجمع: المسيح يسوع هو المُخلّص"، ولكننا نتقاعس من البحث عنها، ولا نشهدُ لها في حياتنا. وفي كلا الحالتين نكون من الذين ساهموا في تشويه معنى ميلاد يسوع في حياتنا اليوم.
ايلوم يُضيء ربّنا نوره في حياتنا من جديد، ويطلّب منّا التحرّك نحوه. ربّنا وهيأ لنا خلاصاً وفرحاً، فهل سنجعله مناسبة إجتماعية أم فرصة للتوبة والإهتداء إليه. هناك مَن بقيَّ خارجَ المغارة لا يُريد الدخول ولقاء يسوع: هيرودس ورؤساء الكهنة والكثير من الشعب المُضطرب، وهناك مَن آمنَ ودخلَ وقدّم كلَّ ما يملك. فما هو أختيارنا: هل سندخل أم نبقى في الخارج؟
ولادة ربّنا يسوع وحضوره بيننا لا يُمكن أن يكونَ حدثاً عابراً في حياتنا، ولا يُمكن أن نتجاهلهُ بإحتفالاتٍ ثانوية، فإحتفال العيد الحقيقي هو: إستعدادنا للقاء يسوع والسجود له وتقديم ما يُعيقنا من أن نكون معه. وهذه هي التهنئة الحقة التي تنتظرها مريّم منّا. مريمُ التي قَبِلتَ دعوة الله لها، وآمنت بكلمتهِ، فحملتهُ للعالم خلاصاً. نُقدّم التهاني لمريم مع شُكرنا لأنها قدّمت لنا اليومَ المُخلص، شكُرٌ خجول لا نملك مثل المجوسِ ما نُقدّمه للعائلة المُقدسة وهي تستقبل مولدها الجديد. فتستقبلنا مريم بطلبٍ: "أفعلوا ما يأمركم به"، وهذا ما نملكهُ: فعلُ الطاعة لله، الله الذي يظهرُ اليومَ نجماً ونوراً هادياً لنا في الحياة. الله الذي لم يتركنا، بل بقيّ أميناً على الرغمِ من خطايانا.
فهيمة الشيخ- عدد الرسائل : 199
العمر : 70
تاريخ التسجيل : 24/01/2008
رد: الاحد الاول بعد الميلاد
عزيزتي ام ارسلان قدسك الرب
شكرا لك على تنزيلك لموعظة سيدنا بشار متي وردة . في منتدى لكي يستفاد منها اكبر عدد من المشاركين في الموقع. الرب يباركك ويحفظك. مع شكري وتقديري لسيدنا على هذه التأملات التي تغذي ايماننا وحياتنا الروحية.
اكرر لك شكري وتقديري
دمت تحت حماية القلب الاقدس
محبتك الاخت مركريت قلب يسوع
شكرا لك على تنزيلك لموعظة سيدنا بشار متي وردة . في منتدى لكي يستفاد منها اكبر عدد من المشاركين في الموقع. الرب يباركك ويحفظك. مع شكري وتقديري لسيدنا على هذه التأملات التي تغذي ايماننا وحياتنا الروحية.
اكرر لك شكري وتقديري
دمت تحت حماية القلب الاقدس
محبتك الاخت مركريت قلب يسوع
مركريت قلب يسوع- عدد الرسائل : 570
تاريخ التسجيل : 04/06/2008
مواضيع مماثلة
» الاحد الاول بعد الميلاد
» عظة الاحد الاول من موسى
» موعظة الاحد الاول من الدنح
» موعظة الاحد الاول من موسم البشارة
» عيد الميلاد
» عظة الاحد الاول من موسى
» موعظة الاحد الاول من الدنح
» موعظة الاحد الاول من موسم البشارة
» عيد الميلاد
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت فبراير 17, 2024 4:02 am من طرف Jo Hermiz
» رمش عيد ختان الرب 2022
الخميس فبراير 15, 2024 3:09 pm من طرف Jo Hermiz
» الجمعة الرابعة من السوبارا
الأربعاء فبراير 14, 2024 5:43 pm من طرف Jo Hermiz
» تشبوحتا
الخميس سبتمبر 01, 2022 3:32 pm من طرف Jo Hermiz
» شبح لالاها معشنان
الثلاثاء مايو 03, 2022 5:20 am من طرف Jo Hermiz
» تشبوحتا دمثأمرا بسهرة الحش يوم خميس الفصح بعد الانجيل
الجمعة أبريل 15, 2022 3:04 pm من طرف Jo Hermiz
» شليحا دعيذا قديشا دقيمتيه دمارن
الخميس أبريل 14, 2022 3:09 pm من طرف Jo Hermiz
» قريانا دعيذا قديشا دقيمتيه دمارن
الأربعاء أبريل 13, 2022 3:48 pm من طرف Jo Hermiz
» قولاسى دقوداشا تليثايا تسجيل جديد
الأربعاء أبريل 13, 2022 3:06 pm من طرف Jo Hermiz