بحـث
المواضيع الأخيرة
عيد الميلاد
صفحة 1 من اصل 1
عيد الميلاد
عيد الميلاد
سيادة المطران بشار متي وردة
سيادة المطران بشار متي وردة
وأضجعته في مِذود، لأنه لم يكن لَهما مُوضِعٌ في الفندق ( لو 2: 7)
دعانا إلهنا اليوم لنحتفلِ بقدومه لا في قصورٍ مُحصّنة ولا في ساحات كُبرى، بل دعانا لنرافق مجيئه مع عائلة بسيطة ليُقدّم نفسه هدية لإنسانية تعودّت على الإبتعاد عنه والإنشغال بهمومها، فأغلقت الأبواب أمام هذه العائلة البسيطة، مثلما أغلقَ الناس قلوبهم وحياتهم عن نعرفة الله.
"لم يكن لهما موضعٌ في الفندق" هذه وقفة تتحدانا لنُفكّر اليوم: إذا جاء الله إلينا هل يجد مكاناً له في حياتنا؟ إذا حضرَ الله فهل سيجد قلوباً تستقبلهُ بفرحٍ؟
لا نستعجل في الإجابة، لأننا في حضرة الله، وهو يعرف ما في القلوب، ويعرف كم هي مشغولة بكل شيءٍ إلا الله.
هو يعرف أن قلوبنا متأرجحةٌ ما بين التعبّد الصادق له، وما بين عبودية الشهرة والسلطة والإغتناء.
هو يعرف أن فينا غضباً على إخوته، وحسداً وقلقاً وخوفاً فلا يبقى له مكان.
هو يعرف أن حياتنا مُفككة، وفكرنا متعلّقٌ بتوافهِ الأشياء، فنسيناه لنتسلّى بتزين الدار عوض أن نُزّين حياتنا بحضوره.
وهكذا تأتينا الدعوة لإستقبال ميلاد ربّنا من دون أن تُغيّر فينا شيئاً، فيُضاف هذا العيد إلى قائمة مناسباتٍ أخرى لا نتذّكر منها إلا الصرفيات الباهضة التي لا علاقة لها بالميلاد. فإذا تسألنا اليوم: لماذا لم يكن لربّنا مكانٌ ليستقبلهُ، سنفهم أنه لم يُستقبَل منذ ألفي سنة ولا يُستقبَل اليومَ أيضاً، فبقي إلهنا مُشرداً حالهُ حالُ الآف المساكين والفقراء اليوم.
سألوا مُعلّمٌ روحي تلاميذه: أين هو مسكنُ الله؟ فأجابوه مندهشينَ لسؤاله: "ما هذا السؤال يا مُعلّم؟ أو ليسَ العالم كلّه مملوء من مجده؟
فردَّ هو على سؤاله: "يسكنُ الله أينما يسمح له الإنسان". فهل ستسمحون لله بالسًكنى في حياتكم؟
لذا، ولأنه يُحبّنا يُبشرنا اليوم: وُلِدَ لكم اليوم مُخلصٌ! فلا حاجة يا إنسان لأن تبقى بعيداً عن الله. أنت أسير الخوف والخطيئة والتكبّر والحسد والغضب والكرهِ والحقد والقلق، سلّم حياتكَ لله، وأقبله طفلاً لا وتُب إليه، لأنه أعظمُ من خطاياكَ، وهو الذي صالحنا بيسوع المسيح. يسوع الذي لم يختر القوّة أو العنفَ ليُغيّر الإنسان والعالم، بل إختارَ الخدمة والإصغاء والإنتباه لحاجات الفقراء والمساكين، ليقول: هوذا ملكوت الله. ملكوت العطاء اللامحدود، عطاء ليس وفقَ معايير الناس، بل وفقَ ما يريده الله من خير للجميع. يُحكى عن رجلٍ غني تعوّد أن يُوزعَ الخبزَ للمساكين يومياً، فلاحظ يوماً أن حجم الخبزِ بدأ يصغر فسأل خادمهُ عن السبب؟ فأجابَ أن سعرَ الطحين إرتفعَ! فحزنَ الرجل لذلك، ووبّخَ خادمه وقال: نحن نوزّع الخبزَ بحسب جوعِ الفقراء وليس بحسبِ ثمنِ الطحين.
فلنسعَ لأن ننسحبَ من زحمة العيد هذه، ونبقى بجوار العائلة التي لم تجد لها مكاناً على الأرض، لأن الأرضَ كلّها، والإنسان مُنشغلٌ بذاته، ويسعى ليتملّك ويتسلّط ويتقوى على حسابِ أخيه الإنسان. لنُرافق ربّنا يُريد أن يُعلّمنا أن خلاصنا يكون عندما نتعامل مع الإنسان ببراءة الأخوّة الصادقة، وبالبساطة ونقاوة القلب من دون خداع أو مراوغة. قيمٌ يصعبُ على عالمنا أن يُُصدّقها لذلك لن يقبلها ولن تجدَ في قلوب الناس مكاناً، لكننا نعرف أن عالمنا بحاجةٍ إليها، ليخلصَ ويكون مكاناً حسناً، مثلما أراده الله. فلنُصلِ إلى ربّنا ليهيدنا إلى الدخول في إحتفال عيده، ويُقوينا لأن نُعطي ونتقاسم خيراتنا، فنسير طريقَ الخلاص الذي يُقدّمه لنا. الخلاص من أنانيتنا، ومن مخاوفنا والثقةَ به إلهاً لا نعبد إلهاً آخراً سواه.
فإليكَ يا ربَّ العطاء، إليكَ يا فرحتنا، نُقدّمَ لكَ قلوباً فقيرة مشغولة بتحضيرات العيد متناسين ربَّ العيد نفسه. نُقدّم إليكَ يا ربُّ حياتنا المسجونة بالمخاوف، زيّنها بعطاياكَ، وإجعلها خضراء بمواهب روحِكَ القُدوس، تُفرِحَ كل مَن يقترب إليها. إليكَ يا ربَّ السلام نُصلي اليوم: إمنحنا السلام، وأزرع فينا قلوبنا تقبل سلامكَ، ولا تتراجع عنّا إذا ما أختبرتَ فينا يا ربّ تردداً أو رفضاً. نحن نؤمن أنك قادرٌ على كل شيء. نحن نؤمن أن إحتفال الميلاد بمد يد المُصالحة، وبأن نُشعل شمعة السلام أمام إخوتنا وأخواتنا.
"لم يكن لهما موضعٌ في الفندق" هذه وقفة تتحدانا لنُفكّر اليوم: إذا جاء الله إلينا هل يجد مكاناً له في حياتنا؟ إذا حضرَ الله فهل سيجد قلوباً تستقبلهُ بفرحٍ؟
لا نستعجل في الإجابة، لأننا في حضرة الله، وهو يعرف ما في القلوب، ويعرف كم هي مشغولة بكل شيءٍ إلا الله.
هو يعرف أن قلوبنا متأرجحةٌ ما بين التعبّد الصادق له، وما بين عبودية الشهرة والسلطة والإغتناء.
هو يعرف أن فينا غضباً على إخوته، وحسداً وقلقاً وخوفاً فلا يبقى له مكان.
هو يعرف أن حياتنا مُفككة، وفكرنا متعلّقٌ بتوافهِ الأشياء، فنسيناه لنتسلّى بتزين الدار عوض أن نُزّين حياتنا بحضوره.
وهكذا تأتينا الدعوة لإستقبال ميلاد ربّنا من دون أن تُغيّر فينا شيئاً، فيُضاف هذا العيد إلى قائمة مناسباتٍ أخرى لا نتذّكر منها إلا الصرفيات الباهضة التي لا علاقة لها بالميلاد. فإذا تسألنا اليوم: لماذا لم يكن لربّنا مكانٌ ليستقبلهُ، سنفهم أنه لم يُستقبَل منذ ألفي سنة ولا يُستقبَل اليومَ أيضاً، فبقي إلهنا مُشرداً حالهُ حالُ الآف المساكين والفقراء اليوم.
سألوا مُعلّمٌ روحي تلاميذه: أين هو مسكنُ الله؟ فأجابوه مندهشينَ لسؤاله: "ما هذا السؤال يا مُعلّم؟ أو ليسَ العالم كلّه مملوء من مجده؟
فردَّ هو على سؤاله: "يسكنُ الله أينما يسمح له الإنسان". فهل ستسمحون لله بالسًكنى في حياتكم؟
لذا، ولأنه يُحبّنا يُبشرنا اليوم: وُلِدَ لكم اليوم مُخلصٌ! فلا حاجة يا إنسان لأن تبقى بعيداً عن الله. أنت أسير الخوف والخطيئة والتكبّر والحسد والغضب والكرهِ والحقد والقلق، سلّم حياتكَ لله، وأقبله طفلاً لا وتُب إليه، لأنه أعظمُ من خطاياكَ، وهو الذي صالحنا بيسوع المسيح. يسوع الذي لم يختر القوّة أو العنفَ ليُغيّر الإنسان والعالم، بل إختارَ الخدمة والإصغاء والإنتباه لحاجات الفقراء والمساكين، ليقول: هوذا ملكوت الله. ملكوت العطاء اللامحدود، عطاء ليس وفقَ معايير الناس، بل وفقَ ما يريده الله من خير للجميع. يُحكى عن رجلٍ غني تعوّد أن يُوزعَ الخبزَ للمساكين يومياً، فلاحظ يوماً أن حجم الخبزِ بدأ يصغر فسأل خادمهُ عن السبب؟ فأجابَ أن سعرَ الطحين إرتفعَ! فحزنَ الرجل لذلك، ووبّخَ خادمه وقال: نحن نوزّع الخبزَ بحسب جوعِ الفقراء وليس بحسبِ ثمنِ الطحين.
فلنسعَ لأن ننسحبَ من زحمة العيد هذه، ونبقى بجوار العائلة التي لم تجد لها مكاناً على الأرض، لأن الأرضَ كلّها، والإنسان مُنشغلٌ بذاته، ويسعى ليتملّك ويتسلّط ويتقوى على حسابِ أخيه الإنسان. لنُرافق ربّنا يُريد أن يُعلّمنا أن خلاصنا يكون عندما نتعامل مع الإنسان ببراءة الأخوّة الصادقة، وبالبساطة ونقاوة القلب من دون خداع أو مراوغة. قيمٌ يصعبُ على عالمنا أن يُُصدّقها لذلك لن يقبلها ولن تجدَ في قلوب الناس مكاناً، لكننا نعرف أن عالمنا بحاجةٍ إليها، ليخلصَ ويكون مكاناً حسناً، مثلما أراده الله. فلنُصلِ إلى ربّنا ليهيدنا إلى الدخول في إحتفال عيده، ويُقوينا لأن نُعطي ونتقاسم خيراتنا، فنسير طريقَ الخلاص الذي يُقدّمه لنا. الخلاص من أنانيتنا، ومن مخاوفنا والثقةَ به إلهاً لا نعبد إلهاً آخراً سواه.
فإليكَ يا ربَّ العطاء، إليكَ يا فرحتنا، نُقدّمَ لكَ قلوباً فقيرة مشغولة بتحضيرات العيد متناسين ربَّ العيد نفسه. نُقدّم إليكَ يا ربُّ حياتنا المسجونة بالمخاوف، زيّنها بعطاياكَ، وإجعلها خضراء بمواهب روحِكَ القُدوس، تُفرِحَ كل مَن يقترب إليها. إليكَ يا ربَّ السلام نُصلي اليوم: إمنحنا السلام، وأزرع فينا قلوبنا تقبل سلامكَ، ولا تتراجع عنّا إذا ما أختبرتَ فينا يا ربّ تردداً أو رفضاً. نحن نؤمن أنك قادرٌ على كل شيء. نحن نؤمن أن إحتفال الميلاد بمد يد المُصالحة، وبأن نُشعل شمعة السلام أمام إخوتنا وأخواتنا.
فهيمة الشيخ- عدد الرسائل : 199
العمر : 70
تاريخ التسجيل : 24/01/2008
مواضيع مماثلة
» ألحان رمش عيد الميلاد
» موعظة عيد الميلاد المجيــــــــد
» الاحد الاول بعد الميلاد
» عظة الميلاد .. ألهنا قريب
» مذاريش الميلاد وما بعده
» موعظة عيد الميلاد المجيــــــــد
» الاحد الاول بعد الميلاد
» عظة الميلاد .. ألهنا قريب
» مذاريش الميلاد وما بعده
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت فبراير 17, 2024 4:02 am من طرف Jo Hermiz
» رمش عيد ختان الرب 2022
الخميس فبراير 15, 2024 3:09 pm من طرف Jo Hermiz
» الجمعة الرابعة من السوبارا
الأربعاء فبراير 14, 2024 5:43 pm من طرف Jo Hermiz
» تشبوحتا
الخميس سبتمبر 01, 2022 3:32 pm من طرف Jo Hermiz
» شبح لالاها معشنان
الثلاثاء مايو 03, 2022 5:20 am من طرف Jo Hermiz
» تشبوحتا دمثأمرا بسهرة الحش يوم خميس الفصح بعد الانجيل
الجمعة أبريل 15, 2022 3:04 pm من طرف Jo Hermiz
» شليحا دعيذا قديشا دقيمتيه دمارن
الخميس أبريل 14, 2022 3:09 pm من طرف Jo Hermiz
» قريانا دعيذا قديشا دقيمتيه دمارن
الأربعاء أبريل 13, 2022 3:48 pm من طرف Jo Hermiz
» قولاسى دقوداشا تليثايا تسجيل جديد
الأربعاء أبريل 13, 2022 3:06 pm من طرف Jo Hermiz