موعظة أحد ما بعد الصعود

مركريت قلب يسوع الأحد مايو 24, 2009 5:20 pm

موعظة أحد ما بعد الصعود
النص: (مرقس9:16-20)
رغم الظهورات المتعددة ليسوع، بقي التلاميذ متحرين ومتشككين في صحة هذه الظهورات، إنهم يذكروننا بتلك النزعة المادية التي تكاد أن تسيطر علينا في الكثير من الأوقات، بتلك النظرة الشكوكية الارتيابية التي تخالجنا عندما يتعرض إيماننا إلى تساؤلات متعددة ممن لا يُشاركوننا الإيمان، ولا يقاسموننا فرحة القيامة.
من جهة أخرى فإننا نتصور كمثل التلاميذ، أن حقيقة ظهور يسوع لا يمكن أن تتحقق ما لم نكن نحن طرفًا فيها، يسوع في إنجيل اليوم يلوم التلاميذ على عدم تصديقهم الآخرين الذين ظهر يسوع لهم، وكأنهم يقول لهم إن حقيقة الله لا يمكن أن تكون حكرًا لأحد فالله حاضر في كل الأشخاص بأشكال متعددة ولا يمكن حصره بمجموعة معينة فقط.
تأتي ملامة يسوع للتلاميذ وهم مجتمعون لتناول الطعام، إنه علامة على الافخارستيا، فهو يكون حاضرة بيننا في كل مرة نجتمع لتناول الطعام، في كل مرة نعيش حقيقة الافخارستيا، حقيقة مشاركة الآخرين لا في تقاسم الطعام فحسب، بل وتبادل الآراء والأفكار التي تساهم بشكل فعال في تجلي صورة الله الحقيقية بين البشر بغض النظر عن الانتماء الديني... الرَّب يكون حاضرة بيننا عندما نشبع جوعنا، لا للطعام فقط بل جوعنا الروحي، للإتحاد مع الله.
ملامة يسوع للتلاميذ يعقبها امتيازات يمنحها لهم: طرد الشياطين والتكلم بلغات... الخ. امتيازات تعطى للإنسان المؤمن الصادق، الشهيد والشاهد الذي يبذل حياته كمثال معلمة خدمًة للحقيقة، وسعيًا لنشر حقيقة الخلاص على الأرض.
إخوتي، لننزع من قلوبنا كل الشكوك التي تبعدنا عن حقيقة ظهور يسوع وحضوره بيننا، فالباحث عن الحقيقة وفي داخله شيء لن يجد الحقيقة بل الشيء؟!... فلتكن قلوبنا ممتلئة بالحقيقة، حقيقة القيامة لنكون مؤهلين لنقل بشرى الإنجيل للعالم أجمع، أن نكون بحق سفراء المسيح على الأرض.

الأب افرام كليانا