بحـث
المواضيع الأخيرة
المحبة، الجزء السابع،المحبة لا تفرح بالظلم...شماشا وعد بلو
صفحة 1 من اصل 1
المحبة، الجزء السابع،المحبة لا تفرح بالظلم...شماشا وعد بلو
المحبة، الجزء السابع
المحبة لا تفرح بالظلم، بل تفرح بالحق
المحبة لا تفرح بالظلم، بل تفرح بالحق
تحدثنا في الجزء السادس المنشور في عدة مواقع عن المحبة بأنها لا تحنق ولا تُبالي بالسوء، أي أن(المحبة لا تحتد ولا تظن السوء)، في هذا الجزء نتحدث عن المحبة التي لا تفرح ولا تُفكّر بالظلم أبداً، بل يجب أن تفرح بالحق الذي يسود بين البشر في كافة المُجتمعات ومهما كانت الأسباب.
أنا هو الحق، هذا ما قاله الرب يسوع لليهود، أما مار بولس الرسول فإنه يعطي للحق القُدسية عندما يقول في أفسس 4 : 24 "والبسوا الأنسان الجديد الذي خلقه الله على صورته في البرِّ وقداسة الحقَّ".
هناك كلمتان نستخدمهما في حياتنا، الظلم والحق، وكثير من المرات نقول: لماذا هذا الظلم يا ربّي؟ أو لماذا يدوم الظلم؟ أين الحق؟ مَنْ عاصر وعاش فترة الحرب العراقية الأيرانية وبعدها حربي الخليج الأولى والثانية، وبعد السقوط والمآسي تلو المآسي والظلم يتبعه ظلماً أقوى وأكبر، والأنسان يستفسر ويقول أين الحق؟ لماذا الله ينظر الينا ولا يفعل شيئاً، أسئلة كثيرة تدور في فكر الأنسان والجواب عنده ولا يعرف أن الله له المجد لم يظلم أحداً( الله لم يجبُر قايين على قتل أخيه هابيل) ولم يجبُر البشر في وقت نوح على فعل الخطيئة بالرغم من تنبيه نوح لهم بأن الله سوف يُقاصصهم إذا لم يتوبوا، ولكن لم يسمعوا. وقوم لوط وأفعالهم الشنيعة والمُحادثة بين الله وابراهيم، وعن كثرة مراحم الله الآب عندما كان يتنازل لإبراهيم لكي لا يحرق سدوم وعمورة، ولم يظهر صالحاً الى لوط وعائلته المتكونة من ابنتين وزوجة، أي لم يعبروا الخمسة أشخاص، حتى زوجته لم تسمع الى كلام الله عندما قال لهم لا تلتفتوا الى الوراء، فماتت زوجة لوط عندما التفتت الى الوراء وأصبحت عمودا من الملح. وهناك الكثير من القصص في العهدين القديم والجديد التي يُخيّر الله الأنسان في اختيار حياته وقراراته، تأتي كل هذه الأمور في ظل فقدان المحبة داخل الأنسان.
كثيرون مِنّا يفرحون في ظلم الآخرين، وقد نزيد من الظلم عليهم بالأستهزاء والضحك والأستصغار والأنتقاص منهم والتعالي عليهم، ألم يكن على صورة الله ومثاله مخلوقاً؟ ألم نصادف كثير من الأحيان مواقف لكي نحزن على ظلم القريب؟ ألم يكن من الواجب علينا أن نظهر محبتنا للقريب عندما نراه في موقف الظلم؟ أم نضحك ونسيئ اليه لأننا أقوى منه؟ أو لأننا لا نريد أن نراه في موقف الحق والقوّة، مهما ظلمنا نرى الظلم يأتي علينا، أي نُظلم مِن قِبل غيرنا. الرب يقول في سفر حزقيال 45 : 9 " كفاكُم يا رؤساء اسرائيل! كُفّوا عن الظلم والعنف وأجروا الحق والعدل، وأرفعوا عن شعبي أغتصابكم". بالأيمان علينا تطبيق كلام الرب حتى لا نظلم أحداً ولا نتعالى على الغير، فالمحبة الحقيقية تفرح بالحق وخاصة عندما نقف بجانب الضعيف عندما يكون الحق معه ومن دون أية مُحابات، ولكن مع الأسف الشديد نرى الكثيرين يقفون مع الظلم على حساب الفقير الذي يكون الحق معه، وخاصة عندما يكون غنياً أو ذات سُلطة مُتنفّذة أو لأجل مصلحةٍ ما. فالمشكلة هنا في هذا العصر أصبح الفرح بالظلم والتمسك بهِ أكثر من الفرح بالحق. فليكُن يسوع مثالنا عندما أعطى المحبة والفرح للحق من خلال وقوفه ضد هيرودس، وكذلك يوحنا المعمدان عندما وقف ضد هيرودس من خلال الزواج من زوجة أخيه فدفع الثمن رأسه(قُطِع رأسه وهو في السجن). لقد صُلب يسوع الرب له المجد من أجل الحق لأنه وقف ضد الظلم البشري من خلال وصاياه وتعاليمه النيّرة التي كانت عكس ما تعلّمه الأنسان القديم(العين بالعين والسن بالسِّن وامور أخرى)، فكانت تعاليمه كلّها فرح بمحبة الحق والوقوف بجانب الأنسان المسكين الضعيف التي أعطت قوّة للضعيف وأغزى الأغنياء والمتكبّرين بنعتهِ لهم بأقسى الكلمات، ليس حقداً أو كرهاً، بل كان يعرف نِفاقهم وريائهم وكبريائهم بنفسهم فأخزاهم بأنه اختار الضعفاء (ضعفاء العالم) وأعطاهم قوة الفرح والحق والأمل والرجاء والأيمان برسالتهم السماوية. فعندما نفرح بالحق نُظهر لهم أننا أولاد الله، نظهر لهم أننا أبناء المحبة والكنيسة المقدسة التي تعطي صورة المسيح المُحِب الذي يقودها كرُبّان السفينة الذي يقود كنيسته الى بر الأمان. دوماً نرى أن الكثير من المظلومين حقانيين ولكنهم مُبغضون من العالم لأن الأنسان يميل الى المحابات نحو القوي والغني، وهذا نفاق ويُدان على فعلتهِ(أنا هو الحق)، علينا أن ندرك ونفهم جيداً الحق وعكسهِ لأننا أولاد الله كما يقول الرسول يوحنا في رسالته الأولى 5 : 19 "نعرف أننا من الله، وان العالم كلّه تحت سلطان الشرير. ونعرف أن ابن الله جاء وانه أعطانا فهماً ندرك به الحق، ونحن في الحق، في ابنه يسوع المسيح، هذا هو الإله الحق والحياة الأبدية".
فلنُصلِّ الى يسوع الرب وأمه مريم العذراء وخاصة في هذه الأيام شهر تقديس الكنيسة لنُقدّس أنفسنا مع كنيستنا وبيتنا الكبير بيت الله المُحب، لنكون مع الحق دائماً وبالضد من الظلم والظالمين. صلّوا من أجلنا نحن الخطأة ومن أجل عوائلنا والسلام في العالم.
مُحبكم
شماشا وعد بلو
مسعود هرمز النوفلي- عدد الرسائل : 131
العمر : 73
تاريخ التسجيل : 07/09/2009
مواضيع مماثلة
» المحبة، الجزء الثامن (الأخير)، بقلم الشماس وعد بلو
» المحبة
» المحبة
» تعال يا روح المحبة
» المحبة تتألق وتترفق
» المحبة
» المحبة
» تعال يا روح المحبة
» المحبة تتألق وتترفق
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت فبراير 17, 2024 4:02 am من طرف Jo Hermiz
» رمش عيد ختان الرب 2022
الخميس فبراير 15, 2024 3:09 pm من طرف Jo Hermiz
» الجمعة الرابعة من السوبارا
الأربعاء فبراير 14, 2024 5:43 pm من طرف Jo Hermiz
» تشبوحتا
الخميس سبتمبر 01, 2022 3:32 pm من طرف Jo Hermiz
» شبح لالاها معشنان
الثلاثاء مايو 03, 2022 5:20 am من طرف Jo Hermiz
» تشبوحتا دمثأمرا بسهرة الحش يوم خميس الفصح بعد الانجيل
الجمعة أبريل 15, 2022 3:04 pm من طرف Jo Hermiz
» شليحا دعيذا قديشا دقيمتيه دمارن
الخميس أبريل 14, 2022 3:09 pm من طرف Jo Hermiz
» قريانا دعيذا قديشا دقيمتيه دمارن
الأربعاء أبريل 13, 2022 3:48 pm من طرف Jo Hermiz
» قولاسى دقوداشا تليثايا تسجيل جديد
الأربعاء أبريل 13, 2022 3:06 pm من طرف Jo Hermiz