بحـث
المواضيع الأخيرة
البحث عن الحقيقة
النوفلي :: المواضيع الدينية :: عظات
صفحة 1 من اصل 1
البحث عن الحقيقة
يقول الله على لسان النبي ارميا"قفوا في الطُرق وأنظُروا, وأسألوا عن السبل القديمة, أين الطريق الصالح وسيروا فيه, فتجدوا الراحة لنفوسكم "أرميا 6:16".
هناك طريقين يسلكهما جميع الناس في هذه الحياة, امّا طريق الله المستقيم الذي يوصلنا الى الراحة والسلام أو طريق يختاره الأنسان على هواه, فالله أعطى الحرية للأنسان لكي يختار أما الطريق المؤدي الى الحق والحياة أو سلوك الطريق الذي يقوده الى الموت والهلاك ، انّ الناس في هذه الأيام( كما في أيام المسيح ) مضطربون وفي خضم هذه الحياة الصاخبة وعلى ضوء الأيقاع السريع لهذه الحياة لا يتمتع الأنسان بالوقت للتأمُّل والرجوع الى الذات فهم ضائعون ، أذهانهم متشتتة وليس لهم هدف سوى اللهث وراء الماديات وكل ما هو جسدي لا يُشبع جوعهم الى ما يحتاجوه من غذاء الروح" كلمة الله الحق "فهم اليوم في أمس الحاجة الى معرفة الحقائق الألهية . انّ الناس تميل الى تصديق الأكاذيب التي تعزز أحاسيسهم بالذات, وتدعم عقائدهم الشخصية, وخاصة عصر الهرطقات والبدع والموسيقى والسينما وسائر الوسائل التي تقدّم معظم الأحيان أشياء لاتتفق مع القيّم الصحيحة, فهناك اليوم الكثير من الفلسفات والمزاعم تتعارض مع كلمة الله الحقّة في الكتاب المقدس. وعن هؤلاء الناس يقول الرسول بولس:
"اتخذوا الباطل بدلا من الحق الألهي"روميا 1:25.
عجبني قول أحدهم في أحدى القنواة الفضائية عندما قال:"الأنسان هذا الكائن الذي خلقه الله على صورته فانّه لا يرضى بالمحدود لكنه يحاول دائما النظر الى اللامحدود الى الكمال ويضعه في هدفه النهائي , ولكن يا للأسف هناك الكثيرون يحاولون التركيز على الأشياء والأهداف المحدودة لكي يحصلون عليها فيتعبوا ويسهروا وقد يفقدوا صحّتهم وسنوات شبابهم للوصول الى تلك الأهداف ولكن ما أن يحققوا هدف حتى يفكرون بهدف اخر وينتهي عمرهم دون أن يشبعوا أو يكتفوا أو يستقروا أو يسعدوا في حياتهم على هذه الأرض فتراهم كمن يجري وراء السراب فسرعان ما يصابون بالأحباط والمرارة والكآبة وأحيانا الأنتحار.
انّ السبب الحقيقي لذلك كُله لا يعرفه الا الذين ينظرون الى الهدف الأسمى وكرّسوا حياتهم لتحقيقه وهو السعي الى ما هو وراء هذه الحياة القصيرة الى الهدف الحقيقي ألا وهو التطلع الى خالق هذا الكون وهذه الحياة, الذي يغمرنا بمحبته اللامحدودة والفائقة الأدراك, وهؤلاء الناس هم اسعد الناس فتراهم يعيشون في فرح وسعادة وسكينة وراحة البال لأنهم حصلوا على أغلى وأثمن كنز , انّه كنز"الحقيقة والحياة"يسوع المسيح , وهو القائل "حيثما يكون كنزك هناك يكون قلبك".
يقول أحد متسلقي الجبال المشهورين (والذي حصل على عدة جوائز والقاب نتيجة تسلقه لأعالي قمم الجبال التي لم تطأها قدم أنسان قبله):"أنّني أُخطط وأتدرّب وأفكر وأُجازف في كل خطوة أقوم بها قبل وأثناء تسلّقي الجبل من أجل الوصول الى الهدف ألا وهو الوصول الى قمة الجبل , وأثناء وصولي الى القمة أشعر بالسعادة والفرح تغمرانني لأنّي حقّقت هدفي هذا .....ولكن سرعان ما ينتابني شعور من الحزن والكآبة والملل لأني حققت هذا الهدف والآن ليس لي هدف اخر, اذن ماذا بعد هذا؟
هذا هو السؤال الذي يجب أن يطرحه كل انسان يعيش على هامش هذه الحياة ومصير الأنسان يتوقف على الأجابة, فهل يكون هدفه مجرّد تحقيق أهداف في هذه الحياة القصيرة أم ينقصه الهدف الحقيقي للحياة وهذا الهدف هو السعي للوصول الى الحقيقة ، وعندما يصل الى الحقيقة فهو يتحرر من كُل ما يقيّده ويستعبده من ألأهداف الزائلة والسعادة الزائفة والشهرة الخدّاعة ، انّ ألعقل بحاجة الى الحقيقة وحاجة الأرادة الى الخير وجميع الناس يصبون الى السعادة ويتوقون اليها, حاجة الى شيء غير متناه وهذا الشعور زرعه فينا كائن غير متناه هو الله الخالق, فالبحث عن الحقيقة ضرورة كالخبز والماء ولا يجدها الأنسان الآ بعلاقة مباشرة مع الله, وكل دين أو معتقد لا يلبي هذه الحاجة في الأنسان ولا يقبل بحرية الأعتقاد والبحث عن الحقيقة هو دين يخالف ما يريده الله من البشرية ، يظنُّ بعظ الناس أنّ كُلّ الديانات, على حد سواء, طرق صالحة توصل الى الله, ولكن ليس هذا ما يقوله الله,فقد أعدّ طريقا واحدا, هو الرب يسوع المسيح "يوحنا 14:6". ليس ثمّة شخص اخر أو طريق اخر أو طقوس وفرائض يمكن أن تهب حياة أبدية, فليس غير طريق واحد لنكون مع الله في الأبدية ذلك بالأيمان بيسوع المسيح ربا ومُخلصا ,هو القوّة التي يربط الخليقة معا, هو الأبدي الأزلي الكائن على الدوام وخالق الكون كُله, وكُلُّ من لا يؤمن بهذا فقد ظلّ الحق"يوحنا 1:1". جاء المسيح ليقول للعالم انّه هو نفسه الطريق والحق والحياة ويمنح الأنسان السلام الذي يفوق الوصف ويمنحه الفرح والسعادة في الحياة مهما كانت الضروف حوله . أنّ المسيحية ليست مجموعة من الحقائق المهمّة, لكنها قوّة الله للخلاص التي يؤكدها حق الأنجيل , فحياة المؤمنين هي شهادة حيّة انّ ما يقوله الأنجيل هو حق , فالروح القدس يؤكّد لهم حق الأنجيل, لأنّ قوة الروح القدس تغيّر الأنسان وتنقله من الظلام الى نور المسيح ، يقول أحد الذين التقوا بالمسيح (بعد جهد جهيد وصراع مرير وصعوبات هائلة واجهته في هذا البحث الطويل تطلبت تضحيات كبيرة منها أنه خسر أهله وأحبائه واصدقائه وحتى وطنه):
"بحثتُ عن الحقيقة ثم وجدتها بعد جهود ومثابرة, فوجدت الهي الحقيقي الذي غيّر قلبي لأحب الآخرين وأُصالح ذاتي ويصالحني مع الاخرين الأحباء منهم والأعداء فهو مخلّصي والهي وتاج راسي وعزّي وسيّدي وقضيّتي ونضالي ... هو يسوع المسيح" ، أنّنا يجب أن نعرف الحق حتى يُمكننا الدفاع عنه, والذين يتبعون المسيح من المؤمنين عرفوا الحق وهذا الحق حرّرهم لأن أقوال المسيح كانت مثل السيف الذي يفصل الحق عن الباطل فيستطيع الأنسان عندما يبحث عن الحق أن يعرف أن يميّز بين ماهو حق وما هو باطل, ما هو من الله وما هو من الشيطان أما في العالم فهناك التباس وتداخل بين الحق والباطل وهذا ما يفعله الشيطان عندما يلبس قناع الحق ولكنه في حقيقته باطل وكذّاب وقاتل "عبرانيين 4:12" ، يسوع المسيح يُعلن لنا الحق, ثم يحيا فينا بالروح القدس أذ نستجيب لذلك الحق, فهو جاء ليخبرنا بالحقيقة وليس بأنصاف الحقائق"الكلام الذي كلمتًكم به هو روح وحياة"يوحنا 6:36".
هناك على الدوام أُناس يحوّرون حق الأنجيل, امّا لأنهم لا يفهمون الكتاب المقدس, أو لأنّهم لايستريحون للحق كما يُعلنه, فاذا كان تعليمهم لايتفق مع الحق المعلن في كلمة الله, فهو اذن تعليم غير صحيح بالنسبة لهم"غلاطية 1:7" ، ويطلب الرسول بطرس منا أن نستتخدم حق الله في الكلمة لمحاربة المعلمين الكذبة , فمقياس الحق هو أن نختبر كلِّ الرسائل على ضوء الكتاب المقدس "2بطرس 1:19"فكل ما لايوافق "أنجيل المحبة"يجب أن نستغنى عنه, بل أنّ قراءة الكتاب المقدس ودراسته دون علاقة شخصية مع يسوع المسيح هو كمن يبني بيت على الرمل . فيسوع المسيح هو معيار ومقياس الحق وعلى ضوء هذه الحقيقة يجب أن تُقاس كُلّ الأقوال والمبادئ والقوانين والشرائع السماوية فعلى الأنسان الباحث عن الحق أن يمتحن أقوال الآخرين بأقوال كلمة الله في الكتاب المقدس فقد يقولون أشياء صحيحة ولكنهم يقودون الأنسان الى الأتجاه الخاطئ وقد يقولون ما لا يفعلونه في حياتهم الخاصة فالكتاب المقدس يخبرنا أنّ الحكيم هو من يمتحن أفكارهم بدقّة على ضوء كلمة الله"تثنية13:1".
بهذه الحقيقة يصبح المؤمن قادرا على تقييم كُلِّ التعاليم الأخرى في ضوء الحق الأساسي المختص بالرب يسوع المسيح الذي هو الحقيقة المُعلنة فهو وحده له السلطة المطلقة على الحياة والموت والشيطان وهو الوحيد من بين كل الأنبياء الذي يغفر الخطايا وهو وحده الذي يعيننا على رؤية الحياة في وجهة نظر ابدية , فهو الوحيد الذي يضمن لنا الحياة الأبدية لأنّه غلب الموت بالقيامة وأعطانا الحياة الجديدة وهو وحده الذي أعطى القيمة الحقيقية للأنسان وكيف أنّ الله أحبّه حتى مات ابنه من أجل هذا الأنسان ليخلّصه من حكم الموت والخطية والشيطان "تيموثاوس 6:3".
قرأت كتاب لأحد الكتاب المؤمنين كان عنوانه "بحثت فوجدتُ"وكان يقصد في بحثه عن الله(الحق) وهو كتاب يردُّ على كاتب ملحد ، الّف كتاب بعنوان"بحثتُ فلم أجد". يعلّق الكاتب المؤمن, بعد قرائته لكتاب الملحد فيقول:انَّ صاحبي الذي يقول أنّه بحث عن الله(الحق) فلم يجده فهو كمن يغطس في نهر ويخرج منه فيقول لم احّس بوجود الماء أو كمن يتنفس الهواء ويقول لا وجود للهواء لأني لا أراه"، هناك ناس وضعوا عُصّابة على عيونهم وقسّوا قلوبهم وسدّوا اذانهم لكي لايروا نور الحق أو يسمعوا قول الحق. كما قال عنهم الرب يسوع المسيح "متي 13:14" . انهم يعرفون وجود الله ولكنهم لايفهمون حق الله لأنهم غير مستعدين له , فعندما نتحدّث مع هؤلاء الناس عن الله الحق فهم لن يفهمونه لأنهم غير مستعدين له وهؤلاء ما أكثرهم, (والكتاب المقدس يعطينا فرعون كمثال على قساوة القلب بالرغم من المعجزات والضربات لشعب مصر ومع ذلك لم يتب ولم يقبل فرعون الأعتراف بالحقائق الألهية راجع سفر الخروج) وهكذا عمل المسيح الكثير من المعجزات مع اليهود وأثبت للعالم كُله بقيامته من بين الأموات ومع ذلك لا زال الملايين لايؤمنون به ، يقول يسوع المسيح لتلاميذه انّ العالم لايقدر أن يقبل روح الحق(أي الروح القدس )لأنّه لايراه ولا يعرفه "يوحنا 14:15,16,17" ، بينما يقول الرب يسوع لتلاميذه أن الروح القدس الذي سيرسله هو يرشدهم على الحق. "يوحنا 16:12,13"، هناك من الناس تُفصّل الحق على مقياسها, أي أن يكون الحق يلائم مزاجهم الشخصي ، وهناك ناس يُسيئون فهم الحق لأنهم لا يدركون الأبعاد الحقيقية لرسالة المسيح "متى 20:16-18".
وهناك ناس يبطئون في فهم الحق ويحتاجون الى فترة قد تطول, فهم يصلون الى معرفة الحق بالتدريج "متى 17:22,23" ، وهناك من يعترف بالحق ولكن لا يعمل به (مثل بيلاطس الذي حاكم المسيح وهو يعرف ببرائته كما سنشرح ذلك أدناه) ، هناك ناس يواجهون الحق ويهربون منه رافضين سماع صوت الحق, فقد طرد رؤساء اليهود الرسولين بولس وبرنابا"أعمال 13:15"، هناك من يسمع بالحق ولكنه ينسى الحق " راجع مثل الزارع "متى 13:10,11"، فالمثل يقارن بين شيئ مألوف واخر غير مألوف , فهو يساعدنا على فهم الحق الروحي باستخدام أشياء مألوفة ,فالمثل يضطر السامع لأكتشاف الحق , وفي نفس الوقت يُخفي الحق عن الكسالى المعاندين الذين لا يريدون معرفة الحق , أمّا الذين يبحثون عنه فأن الحق يصبح جليّا أمامهم .
فعندما كان الرب يسوع المسيح يتكلّم بأمثال لم يكن يخفي الحق عمّن يطلبونه بأخلاص, فالذين تقبّلوا الحق الروحي, فهموا هذه التشبيهات, وخاصة كان يسوع المسيح يستشهد من الطبيعة لأيصال الحق وتقديم الطعام الروحي للمحتاجين اليه, حتى للمزارعين البسطاء, أما للآخرين فلم تكن هذه الأمثال سوى قصص بلا معنى ولهذا أجاب يسوع المسيح تلاميذه عندما سألوه "لماذا تخاطبهم(أي الناس )بأمثال؟" فكان جوابه مدهشا حتى لتلاميذه وهو يدهشنا حتى نحن المؤمنين اليوم ونقف متأملين في سر هذا الأعلان العجيب عن ملكوت الله للمؤمنين به عندما يقول:"أنتُم اُعطيتُم أن تعرفوا أسرار ملكوت السّماوات, وأمّا هم فما أَعطوا"متى13:10 ، وهناك ناس لا أباليين حياتهم هي أكل وشرب ونوم وكما قال أحد الشعراء"اليوم خمر وغدا أمرٌ"هؤلاء الناس مساكين يصح عليهم قول الرسول بولس"هؤلاء عاقبتهم الهلاك , والههم بطنهم , ومجدهم عارهم , وهمّهم أمور الدنيا "فيلبي 3:19" ، هناك ناس يُخفون الحق المختص بيسوع المسيح الذي هو مصدر الحق , والمثال على ذلك رؤساء وقادة اليهود , فهم رفضوا مجرّد التفكير في أنّ كلمات يسوع المسيح قد تكون هي الحقيقة"متى 26:65,66"، واليوم أيضا هناك من يتّهم المسيحيين بأنّهم يجدّفوا عندما يقولوا أنّ يسوع المسيح هو أبن الله الحق, دون أن يُفكّروا أو يبحثوا عن هذه الحقيقة , لأنّ الحقائق الدامغة تعرّي تفكيرهم وأنانيّتهم ويقول الرسول بولس عن هؤلاء الناس :"يحجبون الحق بالأثم وهم لا عذر لهم"روميا 1:18"، وهناك ناس يقولون انهم يملكون الحقيقة وتقوقعوا داخل نظامهم الديني ورفضوا ويرفضون أن يغيّروا ما يؤمنون به وأصبح الدين حجر عثرة لمعرفة الحقيقة والألتقاء بيسوع المسيح الذي يغيّر الأنسان ويحرّره , فهم لا يقبلون ما يخالف أعتقادهم بل يفرضون أعتقادهم هذا على الاخرين بالأكراه والترهيب وهذا ما يخبرنا عنه سفر أعمال الرسل عن اليهود الذين كانوا يظطهدون المسيحيين وهكذا العالم الوثني ممثلا بالأمبراطورية الرومانية , ولا زال هذا الأضطهاد مستمرا الى يومنا هذا للذين يبشّرون بيسوع المسيح المخلص .
هناك من الناس ظلوا الحق وهم مشتاقين الى من يرشدهم ويقودهم الى طريق الحق وهم لهم أشتياق ورغبة وفراغ روحي ، لن يملأه الآ الله الحق لأنه مصدر الحياة . وعلى المؤمنين واجب أن يجذبوا هؤلاء الناس الى المسيح"روميا 10:18,19,20" ، هناك ناس يشكّون في حقيقة المسيح ولكن هذا الشك قد يقودهم الى أعادة التفكير كما فعل أحد الملحدين الذي أراد الطعن بحقيقة يسوع المسيح وبحث في مكتبات العالم الرئيسية لدحض المسيحية ودفن الحقيقة , ولكنه وبعد سنتين من بحوثه ودراساته سجد أمام الرب يسوع المسيح وقال قول توما "الشكاك" :"ربي والهي" وأصبح هذا الأنسان من اشهر الوعاظ في العالم المسيحي, فالشك هو أذكاء العقل لا تغييره , فبالشك يمكن أن نطرح اسئلة والبحث للحصول على الأجابة لأتخاذ القرار السليم ، كذلك الكثيرين من المجرمين والأرهابيين والخطاة بحثوا فوجدوا الحق والحق حرّرهم ، لكن هناك ناس تسمع لنداء الحق فيبحثون عن الحق "متى 2:1,2"فقد قطع المجوس الاف الأميال ليشاهدوا الطفل يسوع المسيح , وعندما رأؤوه فرحوا وقدموا له الهدايا , لقد وصلتهم رسالة خاصة من الله قادتهم الى المسيح أو قد قرأوا النبوات في الكتاب المقدس عن مجيء المسيح المخلص. وسفر أعمال الرسل يخبرنا أنّ كيرنيليوس مثالا يُظهر "أنّ الله يكافئ الذين يسعون اليه " "عبرانيين 11:6"فالخبر السار متاح لجميع الناس , فالمسيح جاء لكل العالم لأنّه أحب العالم كُله فهنيئا لكل انسان يبحث عن الحق فتنفتح عيونه, فيبصر نور يسوع المسيح, واذانه فيسمع كلمة الحق ويعمل بها فيسوع المسيح يكافي الذين يسعون اليه(أي يبحثون عن الحق)"عبرانيين 11:6" ويمنحُهم الحقَّ في أن يصيروا أبناء الله"يوحنا 1:12,13 ويعطي للذين يبحثون عن الحق "روح الحق ليرشدهم الى الحق كُلَّهُ"يوحنا 16:12,13" والحق يحررهم من سلطة الخطيئة والموت والشيطان "يوحنا 8:31".
الى اللقاء في الجزء الثاني وشكراً .
هناك طريقين يسلكهما جميع الناس في هذه الحياة, امّا طريق الله المستقيم الذي يوصلنا الى الراحة والسلام أو طريق يختاره الأنسان على هواه, فالله أعطى الحرية للأنسان لكي يختار أما الطريق المؤدي الى الحق والحياة أو سلوك الطريق الذي يقوده الى الموت والهلاك ، انّ الناس في هذه الأيام( كما في أيام المسيح ) مضطربون وفي خضم هذه الحياة الصاخبة وعلى ضوء الأيقاع السريع لهذه الحياة لا يتمتع الأنسان بالوقت للتأمُّل والرجوع الى الذات فهم ضائعون ، أذهانهم متشتتة وليس لهم هدف سوى اللهث وراء الماديات وكل ما هو جسدي لا يُشبع جوعهم الى ما يحتاجوه من غذاء الروح" كلمة الله الحق "فهم اليوم في أمس الحاجة الى معرفة الحقائق الألهية . انّ الناس تميل الى تصديق الأكاذيب التي تعزز أحاسيسهم بالذات, وتدعم عقائدهم الشخصية, وخاصة عصر الهرطقات والبدع والموسيقى والسينما وسائر الوسائل التي تقدّم معظم الأحيان أشياء لاتتفق مع القيّم الصحيحة, فهناك اليوم الكثير من الفلسفات والمزاعم تتعارض مع كلمة الله الحقّة في الكتاب المقدس. وعن هؤلاء الناس يقول الرسول بولس:
"اتخذوا الباطل بدلا من الحق الألهي"روميا 1:25.
عجبني قول أحدهم في أحدى القنواة الفضائية عندما قال:"الأنسان هذا الكائن الذي خلقه الله على صورته فانّه لا يرضى بالمحدود لكنه يحاول دائما النظر الى اللامحدود الى الكمال ويضعه في هدفه النهائي , ولكن يا للأسف هناك الكثيرون يحاولون التركيز على الأشياء والأهداف المحدودة لكي يحصلون عليها فيتعبوا ويسهروا وقد يفقدوا صحّتهم وسنوات شبابهم للوصول الى تلك الأهداف ولكن ما أن يحققوا هدف حتى يفكرون بهدف اخر وينتهي عمرهم دون أن يشبعوا أو يكتفوا أو يستقروا أو يسعدوا في حياتهم على هذه الأرض فتراهم كمن يجري وراء السراب فسرعان ما يصابون بالأحباط والمرارة والكآبة وأحيانا الأنتحار.
انّ السبب الحقيقي لذلك كُله لا يعرفه الا الذين ينظرون الى الهدف الأسمى وكرّسوا حياتهم لتحقيقه وهو السعي الى ما هو وراء هذه الحياة القصيرة الى الهدف الحقيقي ألا وهو التطلع الى خالق هذا الكون وهذه الحياة, الذي يغمرنا بمحبته اللامحدودة والفائقة الأدراك, وهؤلاء الناس هم اسعد الناس فتراهم يعيشون في فرح وسعادة وسكينة وراحة البال لأنهم حصلوا على أغلى وأثمن كنز , انّه كنز"الحقيقة والحياة"يسوع المسيح , وهو القائل "حيثما يكون كنزك هناك يكون قلبك".
يقول أحد متسلقي الجبال المشهورين (والذي حصل على عدة جوائز والقاب نتيجة تسلقه لأعالي قمم الجبال التي لم تطأها قدم أنسان قبله):"أنّني أُخطط وأتدرّب وأفكر وأُجازف في كل خطوة أقوم بها قبل وأثناء تسلّقي الجبل من أجل الوصول الى الهدف ألا وهو الوصول الى قمة الجبل , وأثناء وصولي الى القمة أشعر بالسعادة والفرح تغمرانني لأنّي حقّقت هدفي هذا .....ولكن سرعان ما ينتابني شعور من الحزن والكآبة والملل لأني حققت هذا الهدف والآن ليس لي هدف اخر, اذن ماذا بعد هذا؟
هذا هو السؤال الذي يجب أن يطرحه كل انسان يعيش على هامش هذه الحياة ومصير الأنسان يتوقف على الأجابة, فهل يكون هدفه مجرّد تحقيق أهداف في هذه الحياة القصيرة أم ينقصه الهدف الحقيقي للحياة وهذا الهدف هو السعي للوصول الى الحقيقة ، وعندما يصل الى الحقيقة فهو يتحرر من كُل ما يقيّده ويستعبده من ألأهداف الزائلة والسعادة الزائفة والشهرة الخدّاعة ، انّ ألعقل بحاجة الى الحقيقة وحاجة الأرادة الى الخير وجميع الناس يصبون الى السعادة ويتوقون اليها, حاجة الى شيء غير متناه وهذا الشعور زرعه فينا كائن غير متناه هو الله الخالق, فالبحث عن الحقيقة ضرورة كالخبز والماء ولا يجدها الأنسان الآ بعلاقة مباشرة مع الله, وكل دين أو معتقد لا يلبي هذه الحاجة في الأنسان ولا يقبل بحرية الأعتقاد والبحث عن الحقيقة هو دين يخالف ما يريده الله من البشرية ، يظنُّ بعظ الناس أنّ كُلّ الديانات, على حد سواء, طرق صالحة توصل الى الله, ولكن ليس هذا ما يقوله الله,فقد أعدّ طريقا واحدا, هو الرب يسوع المسيح "يوحنا 14:6". ليس ثمّة شخص اخر أو طريق اخر أو طقوس وفرائض يمكن أن تهب حياة أبدية, فليس غير طريق واحد لنكون مع الله في الأبدية ذلك بالأيمان بيسوع المسيح ربا ومُخلصا ,هو القوّة التي يربط الخليقة معا, هو الأبدي الأزلي الكائن على الدوام وخالق الكون كُله, وكُلُّ من لا يؤمن بهذا فقد ظلّ الحق"يوحنا 1:1". جاء المسيح ليقول للعالم انّه هو نفسه الطريق والحق والحياة ويمنح الأنسان السلام الذي يفوق الوصف ويمنحه الفرح والسعادة في الحياة مهما كانت الضروف حوله . أنّ المسيحية ليست مجموعة من الحقائق المهمّة, لكنها قوّة الله للخلاص التي يؤكدها حق الأنجيل , فحياة المؤمنين هي شهادة حيّة انّ ما يقوله الأنجيل هو حق , فالروح القدس يؤكّد لهم حق الأنجيل, لأنّ قوة الروح القدس تغيّر الأنسان وتنقله من الظلام الى نور المسيح ، يقول أحد الذين التقوا بالمسيح (بعد جهد جهيد وصراع مرير وصعوبات هائلة واجهته في هذا البحث الطويل تطلبت تضحيات كبيرة منها أنه خسر أهله وأحبائه واصدقائه وحتى وطنه):
"بحثتُ عن الحقيقة ثم وجدتها بعد جهود ومثابرة, فوجدت الهي الحقيقي الذي غيّر قلبي لأحب الآخرين وأُصالح ذاتي ويصالحني مع الاخرين الأحباء منهم والأعداء فهو مخلّصي والهي وتاج راسي وعزّي وسيّدي وقضيّتي ونضالي ... هو يسوع المسيح" ، أنّنا يجب أن نعرف الحق حتى يُمكننا الدفاع عنه, والذين يتبعون المسيح من المؤمنين عرفوا الحق وهذا الحق حرّرهم لأن أقوال المسيح كانت مثل السيف الذي يفصل الحق عن الباطل فيستطيع الأنسان عندما يبحث عن الحق أن يعرف أن يميّز بين ماهو حق وما هو باطل, ما هو من الله وما هو من الشيطان أما في العالم فهناك التباس وتداخل بين الحق والباطل وهذا ما يفعله الشيطان عندما يلبس قناع الحق ولكنه في حقيقته باطل وكذّاب وقاتل "عبرانيين 4:12" ، يسوع المسيح يُعلن لنا الحق, ثم يحيا فينا بالروح القدس أذ نستجيب لذلك الحق, فهو جاء ليخبرنا بالحقيقة وليس بأنصاف الحقائق"الكلام الذي كلمتًكم به هو روح وحياة"يوحنا 6:36".
هناك على الدوام أُناس يحوّرون حق الأنجيل, امّا لأنهم لا يفهمون الكتاب المقدس, أو لأنّهم لايستريحون للحق كما يُعلنه, فاذا كان تعليمهم لايتفق مع الحق المعلن في كلمة الله, فهو اذن تعليم غير صحيح بالنسبة لهم"غلاطية 1:7" ، ويطلب الرسول بطرس منا أن نستتخدم حق الله في الكلمة لمحاربة المعلمين الكذبة , فمقياس الحق هو أن نختبر كلِّ الرسائل على ضوء الكتاب المقدس "2بطرس 1:19"فكل ما لايوافق "أنجيل المحبة"يجب أن نستغنى عنه, بل أنّ قراءة الكتاب المقدس ودراسته دون علاقة شخصية مع يسوع المسيح هو كمن يبني بيت على الرمل . فيسوع المسيح هو معيار ومقياس الحق وعلى ضوء هذه الحقيقة يجب أن تُقاس كُلّ الأقوال والمبادئ والقوانين والشرائع السماوية فعلى الأنسان الباحث عن الحق أن يمتحن أقوال الآخرين بأقوال كلمة الله في الكتاب المقدس فقد يقولون أشياء صحيحة ولكنهم يقودون الأنسان الى الأتجاه الخاطئ وقد يقولون ما لا يفعلونه في حياتهم الخاصة فالكتاب المقدس يخبرنا أنّ الحكيم هو من يمتحن أفكارهم بدقّة على ضوء كلمة الله"تثنية13:1".
بهذه الحقيقة يصبح المؤمن قادرا على تقييم كُلِّ التعاليم الأخرى في ضوء الحق الأساسي المختص بالرب يسوع المسيح الذي هو الحقيقة المُعلنة فهو وحده له السلطة المطلقة على الحياة والموت والشيطان وهو الوحيد من بين كل الأنبياء الذي يغفر الخطايا وهو وحده الذي يعيننا على رؤية الحياة في وجهة نظر ابدية , فهو الوحيد الذي يضمن لنا الحياة الأبدية لأنّه غلب الموت بالقيامة وأعطانا الحياة الجديدة وهو وحده الذي أعطى القيمة الحقيقية للأنسان وكيف أنّ الله أحبّه حتى مات ابنه من أجل هذا الأنسان ليخلّصه من حكم الموت والخطية والشيطان "تيموثاوس 6:3".
قرأت كتاب لأحد الكتاب المؤمنين كان عنوانه "بحثت فوجدتُ"وكان يقصد في بحثه عن الله(الحق) وهو كتاب يردُّ على كاتب ملحد ، الّف كتاب بعنوان"بحثتُ فلم أجد". يعلّق الكاتب المؤمن, بعد قرائته لكتاب الملحد فيقول:انَّ صاحبي الذي يقول أنّه بحث عن الله(الحق) فلم يجده فهو كمن يغطس في نهر ويخرج منه فيقول لم احّس بوجود الماء أو كمن يتنفس الهواء ويقول لا وجود للهواء لأني لا أراه"، هناك ناس وضعوا عُصّابة على عيونهم وقسّوا قلوبهم وسدّوا اذانهم لكي لايروا نور الحق أو يسمعوا قول الحق. كما قال عنهم الرب يسوع المسيح "متي 13:14" . انهم يعرفون وجود الله ولكنهم لايفهمون حق الله لأنهم غير مستعدين له , فعندما نتحدّث مع هؤلاء الناس عن الله الحق فهم لن يفهمونه لأنهم غير مستعدين له وهؤلاء ما أكثرهم, (والكتاب المقدس يعطينا فرعون كمثال على قساوة القلب بالرغم من المعجزات والضربات لشعب مصر ومع ذلك لم يتب ولم يقبل فرعون الأعتراف بالحقائق الألهية راجع سفر الخروج) وهكذا عمل المسيح الكثير من المعجزات مع اليهود وأثبت للعالم كُله بقيامته من بين الأموات ومع ذلك لا زال الملايين لايؤمنون به ، يقول يسوع المسيح لتلاميذه انّ العالم لايقدر أن يقبل روح الحق(أي الروح القدس )لأنّه لايراه ولا يعرفه "يوحنا 14:15,16,17" ، بينما يقول الرب يسوع لتلاميذه أن الروح القدس الذي سيرسله هو يرشدهم على الحق. "يوحنا 16:12,13"، هناك من الناس تُفصّل الحق على مقياسها, أي أن يكون الحق يلائم مزاجهم الشخصي ، وهناك ناس يُسيئون فهم الحق لأنهم لا يدركون الأبعاد الحقيقية لرسالة المسيح "متى 20:16-18".
وهناك ناس يبطئون في فهم الحق ويحتاجون الى فترة قد تطول, فهم يصلون الى معرفة الحق بالتدريج "متى 17:22,23" ، وهناك من يعترف بالحق ولكن لا يعمل به (مثل بيلاطس الذي حاكم المسيح وهو يعرف ببرائته كما سنشرح ذلك أدناه) ، هناك ناس يواجهون الحق ويهربون منه رافضين سماع صوت الحق, فقد طرد رؤساء اليهود الرسولين بولس وبرنابا"أعمال 13:15"، هناك من يسمع بالحق ولكنه ينسى الحق " راجع مثل الزارع "متى 13:10,11"، فالمثل يقارن بين شيئ مألوف واخر غير مألوف , فهو يساعدنا على فهم الحق الروحي باستخدام أشياء مألوفة ,فالمثل يضطر السامع لأكتشاف الحق , وفي نفس الوقت يُخفي الحق عن الكسالى المعاندين الذين لا يريدون معرفة الحق , أمّا الذين يبحثون عنه فأن الحق يصبح جليّا أمامهم .
فعندما كان الرب يسوع المسيح يتكلّم بأمثال لم يكن يخفي الحق عمّن يطلبونه بأخلاص, فالذين تقبّلوا الحق الروحي, فهموا هذه التشبيهات, وخاصة كان يسوع المسيح يستشهد من الطبيعة لأيصال الحق وتقديم الطعام الروحي للمحتاجين اليه, حتى للمزارعين البسطاء, أما للآخرين فلم تكن هذه الأمثال سوى قصص بلا معنى ولهذا أجاب يسوع المسيح تلاميذه عندما سألوه "لماذا تخاطبهم(أي الناس )بأمثال؟" فكان جوابه مدهشا حتى لتلاميذه وهو يدهشنا حتى نحن المؤمنين اليوم ونقف متأملين في سر هذا الأعلان العجيب عن ملكوت الله للمؤمنين به عندما يقول:"أنتُم اُعطيتُم أن تعرفوا أسرار ملكوت السّماوات, وأمّا هم فما أَعطوا"متى13:10 ، وهناك ناس لا أباليين حياتهم هي أكل وشرب ونوم وكما قال أحد الشعراء"اليوم خمر وغدا أمرٌ"هؤلاء الناس مساكين يصح عليهم قول الرسول بولس"هؤلاء عاقبتهم الهلاك , والههم بطنهم , ومجدهم عارهم , وهمّهم أمور الدنيا "فيلبي 3:19" ، هناك ناس يُخفون الحق المختص بيسوع المسيح الذي هو مصدر الحق , والمثال على ذلك رؤساء وقادة اليهود , فهم رفضوا مجرّد التفكير في أنّ كلمات يسوع المسيح قد تكون هي الحقيقة"متى 26:65,66"، واليوم أيضا هناك من يتّهم المسيحيين بأنّهم يجدّفوا عندما يقولوا أنّ يسوع المسيح هو أبن الله الحق, دون أن يُفكّروا أو يبحثوا عن هذه الحقيقة , لأنّ الحقائق الدامغة تعرّي تفكيرهم وأنانيّتهم ويقول الرسول بولس عن هؤلاء الناس :"يحجبون الحق بالأثم وهم لا عذر لهم"روميا 1:18"، وهناك ناس يقولون انهم يملكون الحقيقة وتقوقعوا داخل نظامهم الديني ورفضوا ويرفضون أن يغيّروا ما يؤمنون به وأصبح الدين حجر عثرة لمعرفة الحقيقة والألتقاء بيسوع المسيح الذي يغيّر الأنسان ويحرّره , فهم لا يقبلون ما يخالف أعتقادهم بل يفرضون أعتقادهم هذا على الاخرين بالأكراه والترهيب وهذا ما يخبرنا عنه سفر أعمال الرسل عن اليهود الذين كانوا يظطهدون المسيحيين وهكذا العالم الوثني ممثلا بالأمبراطورية الرومانية , ولا زال هذا الأضطهاد مستمرا الى يومنا هذا للذين يبشّرون بيسوع المسيح المخلص .
هناك من الناس ظلوا الحق وهم مشتاقين الى من يرشدهم ويقودهم الى طريق الحق وهم لهم أشتياق ورغبة وفراغ روحي ، لن يملأه الآ الله الحق لأنه مصدر الحياة . وعلى المؤمنين واجب أن يجذبوا هؤلاء الناس الى المسيح"روميا 10:18,19,20" ، هناك ناس يشكّون في حقيقة المسيح ولكن هذا الشك قد يقودهم الى أعادة التفكير كما فعل أحد الملحدين الذي أراد الطعن بحقيقة يسوع المسيح وبحث في مكتبات العالم الرئيسية لدحض المسيحية ودفن الحقيقة , ولكنه وبعد سنتين من بحوثه ودراساته سجد أمام الرب يسوع المسيح وقال قول توما "الشكاك" :"ربي والهي" وأصبح هذا الأنسان من اشهر الوعاظ في العالم المسيحي, فالشك هو أذكاء العقل لا تغييره , فبالشك يمكن أن نطرح اسئلة والبحث للحصول على الأجابة لأتخاذ القرار السليم ، كذلك الكثيرين من المجرمين والأرهابيين والخطاة بحثوا فوجدوا الحق والحق حرّرهم ، لكن هناك ناس تسمع لنداء الحق فيبحثون عن الحق "متى 2:1,2"فقد قطع المجوس الاف الأميال ليشاهدوا الطفل يسوع المسيح , وعندما رأؤوه فرحوا وقدموا له الهدايا , لقد وصلتهم رسالة خاصة من الله قادتهم الى المسيح أو قد قرأوا النبوات في الكتاب المقدس عن مجيء المسيح المخلص. وسفر أعمال الرسل يخبرنا أنّ كيرنيليوس مثالا يُظهر "أنّ الله يكافئ الذين يسعون اليه " "عبرانيين 11:6"فالخبر السار متاح لجميع الناس , فالمسيح جاء لكل العالم لأنّه أحب العالم كُله فهنيئا لكل انسان يبحث عن الحق فتنفتح عيونه, فيبصر نور يسوع المسيح, واذانه فيسمع كلمة الحق ويعمل بها فيسوع المسيح يكافي الذين يسعون اليه(أي يبحثون عن الحق)"عبرانيين 11:6" ويمنحُهم الحقَّ في أن يصيروا أبناء الله"يوحنا 1:12,13 ويعطي للذين يبحثون عن الحق "روح الحق ليرشدهم الى الحق كُلَّهُ"يوحنا 16:12,13" والحق يحررهم من سلطة الخطيئة والموت والشيطان "يوحنا 8:31".
الى اللقاء في الجزء الثاني وشكراً .
طلال فؤاد حنوكة ايشوعي- عدد الرسائل : 1971
العمر : 63
تاريخ التسجيل : 31/03/2010
مواضيع مماثلة
» البحث عن الحقيقة ج1 ، بقلم نافع شابو البرواري
» كلدايا نت والبحث عن الحقيقة ، نقد وتحليل
» طوفان نوح ... بين الحقيقة و العلم و الخيال و الأساطير
» " السريانية " بين البحث العلمي والبحث السياسي
» الأحد الثالث من موسم الصوم/جاء يسوع من أجل البحث عن الانسان
» كلدايا نت والبحث عن الحقيقة ، نقد وتحليل
» طوفان نوح ... بين الحقيقة و العلم و الخيال و الأساطير
» " السريانية " بين البحث العلمي والبحث السياسي
» الأحد الثالث من موسم الصوم/جاء يسوع من أجل البحث عن الانسان
النوفلي :: المواضيع الدينية :: عظات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت فبراير 17, 2024 4:02 am من طرف Jo Hermiz
» رمش عيد ختان الرب 2022
الخميس فبراير 15, 2024 3:09 pm من طرف Jo Hermiz
» الجمعة الرابعة من السوبارا
الأربعاء فبراير 14, 2024 5:43 pm من طرف Jo Hermiz
» تشبوحتا
الخميس سبتمبر 01, 2022 3:32 pm من طرف Jo Hermiz
» شبح لالاها معشنان
الثلاثاء مايو 03, 2022 5:20 am من طرف Jo Hermiz
» تشبوحتا دمثأمرا بسهرة الحش يوم خميس الفصح بعد الانجيل
الجمعة أبريل 15, 2022 3:04 pm من طرف Jo Hermiz
» شليحا دعيذا قديشا دقيمتيه دمارن
الخميس أبريل 14, 2022 3:09 pm من طرف Jo Hermiz
» قريانا دعيذا قديشا دقيمتيه دمارن
الأربعاء أبريل 13, 2022 3:48 pm من طرف Jo Hermiz
» قولاسى دقوداشا تليثايا تسجيل جديد
الأربعاء أبريل 13, 2022 3:06 pm من طرف Jo Hermiz