هل الله خلق الشر ؟

سلام ونعمة

كثيرا ما يعثر المؤمن ويتساءل هل خلق الله الشر.. وماذا يقصد الله بالشر حسب الكتاب المقدس ..`?

وقد بدأت من الآية التي تحدث فيها الوحي المقدس عن الشر .. اشعياء 45 - 6 و 7

6 لكي يعلموا من مشرق الشمس ومن مغربها ان ليس غيري.انا الرب وليس آخر.7 مصور النور وخالق الظلمة صانع السلام وخالق الشر.انا الرب صانع كل هذه.

وبالتدقيق في الاسلوب اللغوي المستخدم في هذه الآيات نجد ان الوحي المقدس قد استخدم المتضادات لإيصال الحق
فقد اردف المشرق مع المغرب
النور مع الظلمة
السلام مع الشر


المشرق هو عكس المغرب
والنور هو عكس الظلمة

وبما ان الله قد اردف السلام مع الشر اذا فالله يقصد من الشر هنا عدم السلام..

السلام يكون للانسان من خلال معرفته بالله وفكره من خلال الكلمة والصلاة و الشركة الحية مع الله

وبذا يكون عدم السلام بسبب الابتعاد عن الله

كلنا نعلم ان آدم كان يعيش بسلام في الجنة اذ كان بعلاقة حميمة مع الله الذي كان يزوره كل يوم في الجنة يتحدث اليه و يعلمه ويرشده. .

وقد وجد عدم السلام هذا لدى الانسان منذ ان انفصل آدم عن الله بسبب اختياره ان لا يستمع الى وصية الله ويأكل من الشجرة ويسقط في الخطيئة ..

ولدراسة الآية نسأل من هو النور؟

يو 8: 12 ثم كلمهم يسوع ايضا قائلا انا هو نور العالم.من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة.

يو 4:9 ينبغي ان اعمل اعمال الذي ارسلني ما دام نهار.يأتي ليل حين لا يستطيع احد ان يعمل.5 ما دمت في العالم فانا نور العالم


اذا السيد المسيح هو نور العالم والنور هو الحياة
ولنلاحظ اقتران النور مع الظلمة في الأيات اعلاه لكي نفهم فكر الله

من هو معطي السلام؟

يو 14: 27 سلاما اترك لكم.سلامي اعطيكم.ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا.لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب.

اذا السيد المسيح هوالسلام..

وبسبب اقتران الليل والظلمة مع النور فاذا ما يقصده الله بالليل والظلمة هو عدم السلام والموت .. ومعطي الموت هو ابليس فهو القتال منذ البدء وهو الكذاب وابو الكذابين كما يذكر الكتاب المقدس



واذا تمعنا في المفردات المستخدمة نجد ان الوحي المقدس قد استخدم الافعال:
مصور مع النور
وخالق مع الظلام
وصانع مع السلام
وخالق مع الشر

نجد ان الله قد استخدم الفعل الذي يدل على الابداع (صانع) مع كل من النور والسلام
وفعل خالق مع كل من الظلام والشر

ماذا يريدنا الله ان نفهم من كل هذا؟
هذه الآية نبوءة واضحة عن روعة صنيع الله وعمل محبتة البديع من خلال تجسد الإله في جسد السيد المسيح نور العالم ومعطي السلام والحياة

لانه يولد لنا ولدا ونعطى ابنا ويدعى اسمه عجيبا إلها مشيرا ابا ابديا رئيس السلام

و رئيس الشر هو ضد رئيس السلام

نصل من كل ما ذكر أعلاه ان الانسان هو من اختار لنفسه عدم السلام بتخليه عن السلام وباختياره اتباع الشر والشرير والقتال والكذاب وابو الكذابين

ومن الذي خلق ابليس؟
الله هو خالق لوسيفر الذي كان ملاكا رئيسا ومن اجمل واحكم الملائكة ولكن بسبب غروره سقط.. اذا خرج الشر من ذاته (ولذلك لا نجاة لابليس ) اذا الله الذي صنع النور والسلام (عمل محبته السيد المسيح الذي اعطى الحياة) هو ايضا خالق الشر والظلمة (لوسيفر الملاك الساقط الذي سبب الخطيئة والموت)

ومن سياق الآية (اشعياء 45 - 7 والمعاني التي وضحتها أعلاه أرى ان الله لم يخلق الشر لكي يخير الانسان كما يعتقد البعض.. بل الشر كان بسبب غرور آبليس والشر نبع من ذاته ما ادى الى سقوطه .. و بملء ارادة آدم التامة اتبع آدم ابليس (الشرير) بدلا من الله صانع السلام ..

الله لم يخلق شرا بل خلق لوسيفر الذي هو من صنع الشر مع خالقه وبسبب ذلك قامت حرب سماوية

رؤ 12: 7 وحدثت حرب في السماء.ميخائيل وملائكته حاربوا التنين وحارب التنين وملائكته

وكان لوسيفر (ابليس او الشيطان) هو سبب عدم السلام (الشر المتضاد مع السلام) في أشعياء 45 - 7

يعتقد البعض ان الله يجربنا بالشرور فهل هذا الاعتقاد كتابي؟

الله لا يجربنا بالشرور.. الله ليس من يرسل الشرور ليمتحنا بها ولا يجربنا بها فقد جاء في


يع 1: 13 لا يقل احد اذا جرّب اني أجرّب من قبل الله.لان الله غير مجرّب بالشرور وهو لا يجرّب احدا.


اذا لماذا تقع علينا شرور؟

1 كو 7: 5 لا يسلب احدكم الآخر الا ان يكون على موافقة الى حين لكي تتفرغوا للصوم والصلاة ثم تجتمعوا ايضا معا لكي لا يجربكم الشيطان لسبب عدم نزاهتكم.

اذا اتى شر على الانسان من عند الشيطان الذي يجربه بسبب عدم نزاهته.

وبعض المؤمنين لا يعرفون كيف يسمعون صوت الله ويتسرعون ويحكمون على ظروفهم او قد يلومون الله.. واود ان اوضح هنا ان ما يعتقده المؤمن شرا في بعض الاحيان قد يكون في الحقيقة خير.. و اذكر هذا الشاهد.. ..

رو 8: 28 ونحن نعلم ان كل الاشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده.

فطرق الله بعيدة عن الفحص والاستقصاء فما نراه نحن ليس خيرا في حقنا يكون في الحقيقة خيرا لان طرق الله وفكره غير طرفنا وفكرنا.. فهو الغني في كل شيء والحكيم والعليم اما نحن فمحدودي التفكير ولا نعلم الآتيات .. بل هو يرتب لنا كل الامور لتكون في النهاية لخيرنا

رو 11: 33 يا لعمق غنى الله وحكمته وعلمه.ما ابعد احكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء.

انه الله المحب صانع الخير والسلام والذي لا يجازنا حسب خطايانا

مز 103: 10 لم يصنع معنا حسب خطايانا ولم يجازنا حسب آثامنا.

بل يالعمق محبة الله.. فإنه كذلك يصنع من التجارب التي يمر بها الانسان بسبب عدم نزاهة الانسان يصنع خيرا.. وينقي المؤمن ليكون مثمرا
رو
انا عارف اعمالك انك لست باردا ولا حارا.ليتك كنت باردا او حارا. 16 هكذا لانك فاتر ولست باردا ولا حارا انا مزمع ان اتقيأك من فمي 17 لانك تقول اني انا غني وقد استغنيت ولا حاجة لي الى شيء ولست تعلم انك انت الشقي والبئس وفقير واعمى وعريان.18 اشير عليك ان تشتري مني ذهبا مصفى بالنار لكي تستغني.وثيابا بيضا لكي تلبس فلا يظهر خزي عريتك.وكحّل عينيك بكحل كي تبصر. 19 اني كل من احبه اوبخه واؤدبة.فكن غيورا وتب.

يو 15: 2 كل غصن فيّ لا يأتي بثمر ينزعه. وكل ما يأتي بثمر ينقيه ليأتي بثمر اكثر.[/color]
_________________