بحـث
المواضيع الأخيرة
لنعش بكثافة إرادة الله في اللحظة الحاضرة
النوفلي :: المواضيع الدينية :: تأملات
صفحة 1 من اصل 1
لنعش بكثافة إرادة الله في اللحظة الحاضرة
لنعش بكثافة إرادة الله في اللحظة الحاضرة
الغني يعيش كما يعيش الفقير وكلاهما يُقلّبان الأيام تباعا ويشاهدان أحداثا مختلفة ويستمعان لأخبار متنوعة، ولكن ليس بالضرورة أن تكون حياتهما متشابهة بحكم الفرق بين إمكانياتهما المادية، وهذه هي الحياة إذ لا يمكن أن نحصل على نتائج متطابقة لاثنين حتى لو عاشا معا في بيت واحد وتشابهت أوضاعهما المادية، لأن الله خلق الإنسان على صورته وزينه بالمواهب العديدة، وكل إنسان يتميز عن غيره بطباع وعادات وتقاليد، بل أفكاره لا يمكن أبدا أن تتطابق مع غيره تماما كطبع الأصابع الذي هو العلامة الفارقة بين إنسان وآخر.
وعيش الإنسان الفقير له مميزات قد يتحسّر عليها الإنسان الغني، كما يحدث العكس عند الفقير الذي يتطلع إلى حياة الغني ليتمتع بما فيها من مزايا، ومظاهر البذخ والراحة!! لكن ليس الفرق فقط في الحياة بين الغني والفقير بصورة عامة كونها تختلف من فقير إلى آخر ومن غني إلى آخر، ليدخل عامل القناعة هنا؛ فمنهم من يقتنع بمقدار محدود من الحياة لا يقتنع به الآخر لنرى بالنتيجة أن كل إنسان قد لا يقتنع بما متاح له ويصبح الجميع غير مرتاحين، قلقين باستمرار، وهذا هو ديدن الحياة؛ والغني غير مرتاح والفقير كذلك، لكن بوجود القناعة يكون الجميع مرتاحين وتسير الحياة بهدوء ويُبدع الجميع كما يُجزل الله على الجميع عطاياه ويشملهم ببركاته، والكنيسة على ضوء ذلك تردد دائما في أدعيتها من أجل الجميع أن ينالوا البركة لكي هم بدورهم يباركون الله ويمجدونه.
والعيش على الهامش ليس هو المطلوب إنما يجب أن نُغني حياتنا بكل شيء أي أن نكثّف جهودنا نحو الحصول على رضى الله وإتمام مشيئته. إن الكثافة في العيش نحو إرادة الله يعني أن نكون على طول الخط أمناء ومنتبهين لكل ما يدور من حولنا لكي ننتبه لكل تصرفاتنا وأفعالنا ونُجري مراجعة دورية لكي لا ننزلق دون وعي باتجاه يخالف ما يريده لما الله وما كانت خطته عندما نفخ فينا نسمة الحياة.
فالعيش بكثافة يعني أن نخلي ذواتنا ونقول لربنا لا تكن مشيئتنا بل مشيئتك وأيضا ليكن كقولك، نحن خدام أمناء للرغبة والمشيئة الإلهية نحن نكرس ذواتنا لإبراز الرموز السامية من الخلق، ولكي نكون أهلا لكي ندعو الله أبانا، ولكي نكون أهلا لكي نطلب منهه خبزنا كفافنا اليوم ونأمل منه أن ينجينا من الشرير، وأن يغفر لنا خطايانا، لكن ليس سهلا هذا دون مقابل بل أن نبادر نحن بنفس الفعل ونجعل من ذواتنا أبناء بررة له، وأن نعمل لكي نقيت أنفسنا وغيرنا، ونبذل ما بوسعنا لكي نبتعد عن الشرير ونخزيه وأن نغفر لمن أساء إلينا، عندها نكون نعيش بكثافة مع إرادة الله ونكون مطمأنين أنه سينظر إلينا نظرة رضى وسننال حتما بركته.
وعيش الإنسان الفقير له مميزات قد يتحسّر عليها الإنسان الغني، كما يحدث العكس عند الفقير الذي يتطلع إلى حياة الغني ليتمتع بما فيها من مزايا، ومظاهر البذخ والراحة!! لكن ليس الفرق فقط في الحياة بين الغني والفقير بصورة عامة كونها تختلف من فقير إلى آخر ومن غني إلى آخر، ليدخل عامل القناعة هنا؛ فمنهم من يقتنع بمقدار محدود من الحياة لا يقتنع به الآخر لنرى بالنتيجة أن كل إنسان قد لا يقتنع بما متاح له ويصبح الجميع غير مرتاحين، قلقين باستمرار، وهذا هو ديدن الحياة؛ والغني غير مرتاح والفقير كذلك، لكن بوجود القناعة يكون الجميع مرتاحين وتسير الحياة بهدوء ويُبدع الجميع كما يُجزل الله على الجميع عطاياه ويشملهم ببركاته، والكنيسة على ضوء ذلك تردد دائما في أدعيتها من أجل الجميع أن ينالوا البركة لكي هم بدورهم يباركون الله ويمجدونه.
والعيش على الهامش ليس هو المطلوب إنما يجب أن نُغني حياتنا بكل شيء أي أن نكثّف جهودنا نحو الحصول على رضى الله وإتمام مشيئته. إن الكثافة في العيش نحو إرادة الله يعني أن نكون على طول الخط أمناء ومنتبهين لكل ما يدور من حولنا لكي ننتبه لكل تصرفاتنا وأفعالنا ونُجري مراجعة دورية لكي لا ننزلق دون وعي باتجاه يخالف ما يريده لما الله وما كانت خطته عندما نفخ فينا نسمة الحياة.
فالعيش بكثافة يعني أن نخلي ذواتنا ونقول لربنا لا تكن مشيئتنا بل مشيئتك وأيضا ليكن كقولك، نحن خدام أمناء للرغبة والمشيئة الإلهية نحن نكرس ذواتنا لإبراز الرموز السامية من الخلق، ولكي نكون أهلا لكي ندعو الله أبانا، ولكي نكون أهلا لكي نطلب منهه خبزنا كفافنا اليوم ونأمل منه أن ينجينا من الشرير، وأن يغفر لنا خطايانا، لكن ليس سهلا هذا دون مقابل بل أن نبادر نحن بنفس الفعل ونجعل من ذواتنا أبناء بررة له، وأن نعمل لكي نقيت أنفسنا وغيرنا، ونبذل ما بوسعنا لكي نبتعد عن الشرير ونخزيه وأن نغفر لمن أساء إلينا، عندها نكون نعيش بكثافة مع إرادة الله ونكون مطمأنين أنه سينظر إلينا نظرة رضى وسننال حتما بركته.
مواضيع مماثلة
» لنعش اللحظة الحاضرة في ظل إرادة الله
» لنعش بفرح إرادة الله في اللحظة الحاضرة
» لنعش بإصرار إرادة الله في اللحظة الحاضرة
» لنعش بحكمة أرادة الله في اللحظة الحاضرة
» لنختار إرادة الله في اللحظة الحاضرة
» لنعش بفرح إرادة الله في اللحظة الحاضرة
» لنعش بإصرار إرادة الله في اللحظة الحاضرة
» لنعش بحكمة أرادة الله في اللحظة الحاضرة
» لنختار إرادة الله في اللحظة الحاضرة
النوفلي :: المواضيع الدينية :: تأملات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت فبراير 17, 2024 4:02 am من طرف Jo Hermiz
» رمش عيد ختان الرب 2022
الخميس فبراير 15, 2024 3:09 pm من طرف Jo Hermiz
» الجمعة الرابعة من السوبارا
الأربعاء فبراير 14, 2024 5:43 pm من طرف Jo Hermiz
» تشبوحتا
الخميس سبتمبر 01, 2022 3:32 pm من طرف Jo Hermiz
» شبح لالاها معشنان
الثلاثاء مايو 03, 2022 5:20 am من طرف Jo Hermiz
» تشبوحتا دمثأمرا بسهرة الحش يوم خميس الفصح بعد الانجيل
الجمعة أبريل 15, 2022 3:04 pm من طرف Jo Hermiz
» شليحا دعيذا قديشا دقيمتيه دمارن
الخميس أبريل 14, 2022 3:09 pm من طرف Jo Hermiz
» قريانا دعيذا قديشا دقيمتيه دمارن
الأربعاء أبريل 13, 2022 3:48 pm من طرف Jo Hermiz
» قولاسى دقوداشا تليثايا تسجيل جديد
الأربعاء أبريل 13, 2022 3:06 pm من طرف Jo Hermiz