بحـث
المواضيع الأخيرة
موعظة الأحد الأول من موسى/ مثل العمال في الكرم
النوفلي :: المواضيع الدينية :: عظات
صفحة 1 من اصل 1
موعظة الأحد الأول من موسى/ مثل العمال في الكرم
موعظة الأحد الأول من موسى
النص: (متى1:20-16) مثل العمال في الكرم
ينفرد متى الإنجيلي بهذا المثل، الذي من خلاله يوضح لنا طبيعة الحياة في الملكوت... إن ما يُثير الاستغراب في هذا المثل هو تصرف صاحب الكرم، فنراه أولاً يخرج في أوقات متعددة، وكأن عمله الوحيد هو البحث عن من هم بحاجة إلى العمل، ومن جهة أُخرى نلاحظ الطريقة التي من خلالها يُعطي الأُجرة للعمال، والتي تسببت بتذمر واستياء فيما بينهم، فقد كان بإمكانه أن يُعطي أُجرة العمال الأولين أولاً، ثم يصرفهم وبعدها يُعطي للآخرين.
إن صاحب الكرم الذي يُمثل الله في هذا المثل، أراد أن يُبيّن لنا، أن الحياة في الملكوت ليست خاضعة لمقاييس البشر، وإن كان ثمة مقياس لها، فمقياسها الوحيد هي أنها من دون مقياس؟!.. فحياة الملكوت هي حياة المحبة، التي تفوق تصوراتنا البشرية المحدودة، وهذا أجمل ما فيها. فالله يتعامل معنا بقلب له منطق لا يفهمه العقل، إنه يُفاجئُنا دومًا بدروس لا يمكن أن نتعلمها إلاّ في مدرسة يسوع، تلك المدرسة التي لا يتخرج منها أحد مدى الحياة.
تذمر العمال الأولين يُعلمنا، أنه لابد في كل حضارة من وجود أُناس غير راضين، وهؤلاء هم وقود الحضارة إذ يدفعونها دفعًا إلى الأمام على توالي الأجيال... إن الملكوت هو ليس مكافأة على عملك الصالح، بل هو عمل دؤوب، إنه يُقدم لك كنعمة من الله، ونعمة الله مقدمة للجميع دون استثناء. الملكوت هو دائمًا حقيقة جماعية، لأنه يُعاش في الكنيسة. وليس ثمة عقاب أشد من أن يكون الإنسان لوحده في الملكوت.
العمال الذين جاءوا في أوقات مختلفة من النهار للعمل في الكرم، كانوا أيضًا واقفين في الساحة منذ الصباح الباكر، بالتالي كانوا مستعدين للعمل، فالمشكلة لم تكن فيهم، لأن دعوة الله لم تصل إليهم، فهم لم يكونوا مقاومين لها ولا معاندين، بل كانوا يحتاجون إلى من يدعوهم للعمل من أجل الملكوت... في حياتنا اليوم علينا أن نخرج نحن أيضًا ما دام لنا النهار، ونعمل باحثين بمحبة عن من هم بحاجة إلى ذلك الدينار، الذي ربما يكون كفيلاً بامتلاكهم للحياة الأبدية. أن نتخلص من نظرتنا الإيمانية تجاه أنفسنا، لأن الإيمان الحقيقي نعيشه مع الآخرين وليس فقط مع ذواتنا.
إن سبب تذمر العمال الأولين، هو أنهم كانوا يعملون بروح العبودية، فلم يشعروا بأي تعزية، بل شعروا بثقل النهار وحره فقط؟!. ألاّ نتذمر نحن أيضًا في الكثير من الأحيان لنفس السبب؟.. عندما نعيش إيماننا ودعوتنا، ونطلب من الآخرين أن يكونوا مثلنا، وكأننا نحن المثل الصالح، علينا الحذر من الإفراط بمثل هذا الاهتمام، فالله يدعو من يشاء، ربما بطرق قد تكون بالنسبة لنا لا شرعية، أو قد يطلبُ من الآخرين عملاً يبدو لنا مُخالفًا، لنمط وحياة دعوتنا. علينا أن نتذكر دومًا أن كل شيء عند الله ممكن؟ّ...
نتكلم كثيرًا في عالمنا اليوم عن الحق والعدل، إننا مدعوين لندرك من خلال هذا المثل، بأن الحق والعدل من دون الرحمة سيكونان قاسيان جدًا. وإنجيل اليوم يُظهر لنا أن رحمة الله هي أوسع مما يقضي به العدل، من غير أن يُخالفه (فقد أعطى للآخرين أجرتهم كما اتفق معهم). فمن يُريد أن يكون رحومًا هذا لا يعني أن يكون عادلاً، بل محبًا، لأن الله يُعامل الإنسان برحمة أكثر من العدالة، فإن لم يكن الله رحومًا لكان الملكوت خاليًا إلى يومنا هذا..
الأب أفرام كليانا
النص: (متى1:20-16) مثل العمال في الكرم
ينفرد متى الإنجيلي بهذا المثل، الذي من خلاله يوضح لنا طبيعة الحياة في الملكوت... إن ما يُثير الاستغراب في هذا المثل هو تصرف صاحب الكرم، فنراه أولاً يخرج في أوقات متعددة، وكأن عمله الوحيد هو البحث عن من هم بحاجة إلى العمل، ومن جهة أُخرى نلاحظ الطريقة التي من خلالها يُعطي الأُجرة للعمال، والتي تسببت بتذمر واستياء فيما بينهم، فقد كان بإمكانه أن يُعطي أُجرة العمال الأولين أولاً، ثم يصرفهم وبعدها يُعطي للآخرين.
إن صاحب الكرم الذي يُمثل الله في هذا المثل، أراد أن يُبيّن لنا، أن الحياة في الملكوت ليست خاضعة لمقاييس البشر، وإن كان ثمة مقياس لها، فمقياسها الوحيد هي أنها من دون مقياس؟!.. فحياة الملكوت هي حياة المحبة، التي تفوق تصوراتنا البشرية المحدودة، وهذا أجمل ما فيها. فالله يتعامل معنا بقلب له منطق لا يفهمه العقل، إنه يُفاجئُنا دومًا بدروس لا يمكن أن نتعلمها إلاّ في مدرسة يسوع، تلك المدرسة التي لا يتخرج منها أحد مدى الحياة.
تذمر العمال الأولين يُعلمنا، أنه لابد في كل حضارة من وجود أُناس غير راضين، وهؤلاء هم وقود الحضارة إذ يدفعونها دفعًا إلى الأمام على توالي الأجيال... إن الملكوت هو ليس مكافأة على عملك الصالح، بل هو عمل دؤوب، إنه يُقدم لك كنعمة من الله، ونعمة الله مقدمة للجميع دون استثناء. الملكوت هو دائمًا حقيقة جماعية، لأنه يُعاش في الكنيسة. وليس ثمة عقاب أشد من أن يكون الإنسان لوحده في الملكوت.
العمال الذين جاءوا في أوقات مختلفة من النهار للعمل في الكرم، كانوا أيضًا واقفين في الساحة منذ الصباح الباكر، بالتالي كانوا مستعدين للعمل، فالمشكلة لم تكن فيهم، لأن دعوة الله لم تصل إليهم، فهم لم يكونوا مقاومين لها ولا معاندين، بل كانوا يحتاجون إلى من يدعوهم للعمل من أجل الملكوت... في حياتنا اليوم علينا أن نخرج نحن أيضًا ما دام لنا النهار، ونعمل باحثين بمحبة عن من هم بحاجة إلى ذلك الدينار، الذي ربما يكون كفيلاً بامتلاكهم للحياة الأبدية. أن نتخلص من نظرتنا الإيمانية تجاه أنفسنا، لأن الإيمان الحقيقي نعيشه مع الآخرين وليس فقط مع ذواتنا.
إن سبب تذمر العمال الأولين، هو أنهم كانوا يعملون بروح العبودية، فلم يشعروا بأي تعزية، بل شعروا بثقل النهار وحره فقط؟!. ألاّ نتذمر نحن أيضًا في الكثير من الأحيان لنفس السبب؟.. عندما نعيش إيماننا ودعوتنا، ونطلب من الآخرين أن يكونوا مثلنا، وكأننا نحن المثل الصالح، علينا الحذر من الإفراط بمثل هذا الاهتمام، فالله يدعو من يشاء، ربما بطرق قد تكون بالنسبة لنا لا شرعية، أو قد يطلبُ من الآخرين عملاً يبدو لنا مُخالفًا، لنمط وحياة دعوتنا. علينا أن نتذكر دومًا أن كل شيء عند الله ممكن؟ّ...
نتكلم كثيرًا في عالمنا اليوم عن الحق والعدل، إننا مدعوين لندرك من خلال هذا المثل، بأن الحق والعدل من دون الرحمة سيكونان قاسيان جدًا. وإنجيل اليوم يُظهر لنا أن رحمة الله هي أوسع مما يقضي به العدل، من غير أن يُخالفه (فقد أعطى للآخرين أجرتهم كما اتفق معهم). فمن يُريد أن يكون رحومًا هذا لا يعني أن يكون عادلاً، بل محبًا، لأن الله يُعامل الإنسان برحمة أكثر من العدالة، فإن لم يكن الله رحومًا لكان الملكوت خاليًا إلى يومنا هذا..
الأب أفرام كليانا
مركريت قلب يسوع- عدد الرسائل : 570
تاريخ التسجيل : 04/06/2008
مواضيع مماثلة
» موعظة الاحد الاول من موسى/ مثل العمال في الكرم
» موعظة الأحد الأول من الصوم
» موعظة الأحد الثاني من موسى/احياء ابنة يائيروس
» موعظة الأحد الأول من الصوم
» موعظة الأحد الأول من الصيف
» موعظة الأحد الأول من الصوم
» موعظة الأحد الثاني من موسى/احياء ابنة يائيروس
» موعظة الأحد الأول من الصوم
» موعظة الأحد الأول من الصيف
النوفلي :: المواضيع الدينية :: عظات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت فبراير 17, 2024 4:02 am من طرف Jo Hermiz
» رمش عيد ختان الرب 2022
الخميس فبراير 15, 2024 3:09 pm من طرف Jo Hermiz
» الجمعة الرابعة من السوبارا
الأربعاء فبراير 14, 2024 5:43 pm من طرف Jo Hermiz
» تشبوحتا
الخميس سبتمبر 01, 2022 3:32 pm من طرف Jo Hermiz
» شبح لالاها معشنان
الثلاثاء مايو 03, 2022 5:20 am من طرف Jo Hermiz
» تشبوحتا دمثأمرا بسهرة الحش يوم خميس الفصح بعد الانجيل
الجمعة أبريل 15, 2022 3:04 pm من طرف Jo Hermiz
» شليحا دعيذا قديشا دقيمتيه دمارن
الخميس أبريل 14, 2022 3:09 pm من طرف Jo Hermiz
» قريانا دعيذا قديشا دقيمتيه دمارن
الأربعاء أبريل 13, 2022 3:48 pm من طرف Jo Hermiz
» قولاسى دقوداشا تليثايا تسجيل جديد
الأربعاء أبريل 13, 2022 3:06 pm من طرف Jo Hermiz