بحـث
المواضيع الأخيرة
سوء الاستخدام
صفحة 1 من اصل 1
سوء الاستخدام
هناك عطايا كثيرة وهبنا الله إياها, ويمكن أن نستخدمها في الخير. ولكننا إذا أسأنا استخدامها, تكون النتيجة ضررا لنا ولغيرنا. فالضرر إذن ليس فيها, إنما في سوء الاستخدام. فالمال مثلا يمكن ان يكون منه الخير أو الضرر, حسب استخدامه. يمكن استخدامه في الخير عن طريق العطف علي المحتاجين, والقيام بمشروعات نافعة للمجتمع. وفي الإصلاحات العامة, وفي تقوية اقتصاد البلاد, ومساندة الجمعيات الخيرية ومساعدة العجزة والأيتام والأرامل.. وما إلي ذلك, ولهذا نقرأ عن كثير من القديسين كانوا أغنياء, وجعلوا الفقراء شركاء في أموالهم.. ولكن سوء استخدام المال يصبح شرا, إذا ما استخدم المال في الاحتكار, والتلاعب بالبورصة والأسواق, وفي الملاذ الخاطئة, وفي شراء الذمم بالمال, أو الوصول الي السلطة عن طريق المال, وكذلك إن تم تقييم الناس بحسب أموالهم
كما قال أحد الشعراء:
إن قل مالي فلا خل يصاحبني
إن زاد مالي فكل الناس خلاني
فكم عدو لأجل المال صادقني
وكم صديق لفقد المال عاداني
وأيضا من الضرر محبة المال, ومحبة اكتنازه كما لو كان صنما, والاتكال الكلي علي المال والاعتماد عليه في الوصول لأي غرض, أو أن يصير المال سببا في التعالي والكبرياء, وسببا في فرض السلطة, كل هذا بسبب سوء استخدامه..
نقطة أخري وهي الحب:
لاشك أن الحب فضيلة كبري, إذا ما استخدم في محبة الله, ومحبة الخير, ومحبة الناس جميعا, ومحبة السماء والملائكة, ومحبة المثاليات.. وبهذا المفهوم يكون من الخطأ أننا لا نحب.. ولكن اسم الحب قد يساء استخدامه, إذا ما أطلق علي الشهوة والجنس. وإذا ما صار حب فتي لفتاة سببا في ضياع عفتها, وضياع سمعتها ومستقبلها, وشغل عقلها بعواطف مؤقتة تؤدي الي عدم نجاحها في حياتها..
وأيضا يصبح الحب ضررا, إذا ما استخدم في الأنانية, وأحب الانسان ذاته محبة خاطئة تقوده إلي الإضرار بمن يعتبره منافسا له في المركز, أو في المال, أو في الظهور, أو في محبة امرأة, هنا تكون محبة الذات هي الخطأ, ويكون إنكار الذات هو الفضيلة.. كذلك هناك نوع من الحب يسبب ضررا, إذا ما أحب شخص المادة وأصبحت هي كل ما يشغله وما يسعي اليه, وبهذا يخلو قلبه من محبة الله والناس.. الفن أيضا يمكن استخدامه في الخير أو في الشر ونقصد بالفن فروعه في الموسيقي والغناء والشعر والرسم والنحت والتمثيل في المسرح أو السينما وسائر الفنون الأخري, ولاشك ان الفن موهبة.
لقد كان داود النبي شاعرا وموسيقيا, كان ينظم كثيرا من مزاميره شعرا, ويغنيها علي المزمار, كما كان يحسن الضرب علي العود والقيثار وعلي الأوتار العشرة, وكان ميشيل انجلو رساما اشتهر بأيقوناته الرائعة.. وما أعظم النحاتين الذين صارت تماثيلهم تعرض في أرقي الميادين تعيد الي الناس ذكريات أعظم الرجال.. وكان بيتهوفن وباخ من أعظم الموسيقيين تأثيرا في المشاعر, كما كان شكسبير من أشهر الشعراء ومؤلفي التمثيليات.
ويعوزني الوقت إن تحدثت عن التمثيليات النافعة التي تحكي قصصا من أحداث التاريخ النافعة, وذكريات الشهداء والأبطال..
ولكن الفن ـ للأسف الشديد ـ قد يستخدمه البعض في الإثارة الجنسية, مثل الصور العارية والأغاني الماجنة, والتمثيليات التي تقود الي مشاعر خاطئة, والشعر الذي يستخدم في الهجاء والغزل والخمر, كل ذلك لايعيب الفن, إنما العيب هو في الاستخدام الخاطئ.
** ننتقل الي الكلام عن العقل:
فالعقل موهبة عظيمة من الله للانسان, ميزه عن سائر المخلوقات الحية التي علي الأرض, وجعل من عناصر العقل: الفهم والاستنتاج والبديهة والذاكرة والذكاء, وبالعقل السليم يمكن ان يكون الانسان ناجحا, وحكيما في تصرفاته, ونافعا للمجتمع الذي يعيش فيه, ومنتجا.
غير ان العقل يمكن ان يساء استخدامه, ويصبح اداة في أيدي الأشرار والمجرمين, يدبرون به المؤامرات, ويحيكون به الحيل الخبيثة والدجل والشعوذة, والمعروف ان وراء كل جريمة عقلا يدبرها, ويحاول ان يخفي معالمها, كما ان العقل قد يدخل في الأمور الاقتصادية فيقلب موازينها كما يدخل أيضا في الحروب فيساعد علي اهلاك الملايين.
وأكبر مثل لاستخدام العقل في الشر: الشيطان, فهو بحيله وأفكاره أهلك الملايين في طرق الرذيلة التي يوحي بها.. في مجال العقل, نتحدث أيضا عن نقطتين وهما الخيال وبعض المخترعات وكلاهما من نتاج العقل.
* فالخيال موهبة, يمكن ان يستخدم في الخير, ويساعد في نظم الشعر, وتأليف القصص والروايات النافعة, كما يساعد علي التأمل, ويسرح به العقل في السماء والملائكة والأبدية.. غير أن الخيال يمكن أن يستخدم أيضا في الشر كما يتخيل البعض قصصا ينتقمون بها لأنفسهم, أو يرتكبون بها شهوات يريدونها, أو يدخلون بها في أحلام اليقظة, ونلاحظ ان كثيرا من المجانين شطح بهم الخيال فتخيلوا انفسهم ما ليس لهم! كذلك المخترعات هي بركة من العقل للبشرية, ولكنها يمكن ان تستخدم في الخير, فالذرة والمفاعلات النووية يمكن استخدامها في أمور سلمية نافعة ويمكن بسوء استخدامها في الحروب تؤدي الي التدمير الخطير كما حدث مع هيروشيما.. اذن هي ليست شرا في ذاتها, إنما في سوء استخدامها. ونفس الوضع نقوله عن العديد من انتاج التكنولوجيا الحديثة..
** الغريزة أيضا ليست شرا في ذاتها, وإلا ما كان الله قد خلقها فينا, وذلك إذا استخدمت في مجالها الطبيعي.
فالغريزة الجنسية لازمة لبقاء الجنس البشري عن طريق الزواج, أما إذا استخدمت في الزنا والنجاسة فحينئذ تصير شرا, ليس في ذاتها, إنما بسوء استخدامها.
وكذلك الغضب يعتبر خيرا, إن انتج الشجاعة والنخوة والشهامة والدفاع عن الحق وإن كان بطرق سليمة, اما اذا ما أسيء استخدامه فانه يتحول الي شر منفر.
* أخيرا يمكن تطبيق هذا المنهج في أمور كثيرة.
نقلا عن جريدة الأهرام
كما قال أحد الشعراء:
إن قل مالي فلا خل يصاحبني
إن زاد مالي فكل الناس خلاني
فكم عدو لأجل المال صادقني
وكم صديق لفقد المال عاداني
وأيضا من الضرر محبة المال, ومحبة اكتنازه كما لو كان صنما, والاتكال الكلي علي المال والاعتماد عليه في الوصول لأي غرض, أو أن يصير المال سببا في التعالي والكبرياء, وسببا في فرض السلطة, كل هذا بسبب سوء استخدامه..
نقطة أخري وهي الحب:
لاشك أن الحب فضيلة كبري, إذا ما استخدم في محبة الله, ومحبة الخير, ومحبة الناس جميعا, ومحبة السماء والملائكة, ومحبة المثاليات.. وبهذا المفهوم يكون من الخطأ أننا لا نحب.. ولكن اسم الحب قد يساء استخدامه, إذا ما أطلق علي الشهوة والجنس. وإذا ما صار حب فتي لفتاة سببا في ضياع عفتها, وضياع سمعتها ومستقبلها, وشغل عقلها بعواطف مؤقتة تؤدي الي عدم نجاحها في حياتها..
وأيضا يصبح الحب ضررا, إذا ما استخدم في الأنانية, وأحب الانسان ذاته محبة خاطئة تقوده إلي الإضرار بمن يعتبره منافسا له في المركز, أو في المال, أو في الظهور, أو في محبة امرأة, هنا تكون محبة الذات هي الخطأ, ويكون إنكار الذات هو الفضيلة.. كذلك هناك نوع من الحب يسبب ضررا, إذا ما أحب شخص المادة وأصبحت هي كل ما يشغله وما يسعي اليه, وبهذا يخلو قلبه من محبة الله والناس.. الفن أيضا يمكن استخدامه في الخير أو في الشر ونقصد بالفن فروعه في الموسيقي والغناء والشعر والرسم والنحت والتمثيل في المسرح أو السينما وسائر الفنون الأخري, ولاشك ان الفن موهبة.
لقد كان داود النبي شاعرا وموسيقيا, كان ينظم كثيرا من مزاميره شعرا, ويغنيها علي المزمار, كما كان يحسن الضرب علي العود والقيثار وعلي الأوتار العشرة, وكان ميشيل انجلو رساما اشتهر بأيقوناته الرائعة.. وما أعظم النحاتين الذين صارت تماثيلهم تعرض في أرقي الميادين تعيد الي الناس ذكريات أعظم الرجال.. وكان بيتهوفن وباخ من أعظم الموسيقيين تأثيرا في المشاعر, كما كان شكسبير من أشهر الشعراء ومؤلفي التمثيليات.
ويعوزني الوقت إن تحدثت عن التمثيليات النافعة التي تحكي قصصا من أحداث التاريخ النافعة, وذكريات الشهداء والأبطال..
ولكن الفن ـ للأسف الشديد ـ قد يستخدمه البعض في الإثارة الجنسية, مثل الصور العارية والأغاني الماجنة, والتمثيليات التي تقود الي مشاعر خاطئة, والشعر الذي يستخدم في الهجاء والغزل والخمر, كل ذلك لايعيب الفن, إنما العيب هو في الاستخدام الخاطئ.
** ننتقل الي الكلام عن العقل:
فالعقل موهبة عظيمة من الله للانسان, ميزه عن سائر المخلوقات الحية التي علي الأرض, وجعل من عناصر العقل: الفهم والاستنتاج والبديهة والذاكرة والذكاء, وبالعقل السليم يمكن ان يكون الانسان ناجحا, وحكيما في تصرفاته, ونافعا للمجتمع الذي يعيش فيه, ومنتجا.
غير ان العقل يمكن ان يساء استخدامه, ويصبح اداة في أيدي الأشرار والمجرمين, يدبرون به المؤامرات, ويحيكون به الحيل الخبيثة والدجل والشعوذة, والمعروف ان وراء كل جريمة عقلا يدبرها, ويحاول ان يخفي معالمها, كما ان العقل قد يدخل في الأمور الاقتصادية فيقلب موازينها كما يدخل أيضا في الحروب فيساعد علي اهلاك الملايين.
وأكبر مثل لاستخدام العقل في الشر: الشيطان, فهو بحيله وأفكاره أهلك الملايين في طرق الرذيلة التي يوحي بها.. في مجال العقل, نتحدث أيضا عن نقطتين وهما الخيال وبعض المخترعات وكلاهما من نتاج العقل.
* فالخيال موهبة, يمكن ان يستخدم في الخير, ويساعد في نظم الشعر, وتأليف القصص والروايات النافعة, كما يساعد علي التأمل, ويسرح به العقل في السماء والملائكة والأبدية.. غير أن الخيال يمكن أن يستخدم أيضا في الشر كما يتخيل البعض قصصا ينتقمون بها لأنفسهم, أو يرتكبون بها شهوات يريدونها, أو يدخلون بها في أحلام اليقظة, ونلاحظ ان كثيرا من المجانين شطح بهم الخيال فتخيلوا انفسهم ما ليس لهم! كذلك المخترعات هي بركة من العقل للبشرية, ولكنها يمكن ان تستخدم في الخير, فالذرة والمفاعلات النووية يمكن استخدامها في أمور سلمية نافعة ويمكن بسوء استخدامها في الحروب تؤدي الي التدمير الخطير كما حدث مع هيروشيما.. اذن هي ليست شرا في ذاتها, إنما في سوء استخدامها. ونفس الوضع نقوله عن العديد من انتاج التكنولوجيا الحديثة..
** الغريزة أيضا ليست شرا في ذاتها, وإلا ما كان الله قد خلقها فينا, وذلك إذا استخدمت في مجالها الطبيعي.
فالغريزة الجنسية لازمة لبقاء الجنس البشري عن طريق الزواج, أما إذا استخدمت في الزنا والنجاسة فحينئذ تصير شرا, ليس في ذاتها, إنما بسوء استخدامها.
وكذلك الغضب يعتبر خيرا, إن انتج الشجاعة والنخوة والشهامة والدفاع عن الحق وإن كان بطرق سليمة, اما اذا ما أسيء استخدامه فانه يتحول الي شر منفر.
* أخيرا يمكن تطبيق هذا المنهج في أمور كثيرة.
نقلا عن جريدة الأهرام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت فبراير 17, 2024 4:02 am من طرف Jo Hermiz
» رمش عيد ختان الرب 2022
الخميس فبراير 15, 2024 3:09 pm من طرف Jo Hermiz
» الجمعة الرابعة من السوبارا
الأربعاء فبراير 14, 2024 5:43 pm من طرف Jo Hermiz
» تشبوحتا
الخميس سبتمبر 01, 2022 3:32 pm من طرف Jo Hermiz
» شبح لالاها معشنان
الثلاثاء مايو 03, 2022 5:20 am من طرف Jo Hermiz
» تشبوحتا دمثأمرا بسهرة الحش يوم خميس الفصح بعد الانجيل
الجمعة أبريل 15, 2022 3:04 pm من طرف Jo Hermiz
» شليحا دعيذا قديشا دقيمتيه دمارن
الخميس أبريل 14, 2022 3:09 pm من طرف Jo Hermiz
» قريانا دعيذا قديشا دقيمتيه دمارن
الأربعاء أبريل 13, 2022 3:48 pm من طرف Jo Hermiz
» قولاسى دقوداشا تليثايا تسجيل جديد
الأربعاء أبريل 13, 2022 3:06 pm من طرف Jo Hermiz