الأمير والقاضي

Abdullah الثلاثاء يوليو 08, 2008 2:53 am

[center]كان الأمير هنرى (ابن هنرى الرابع ملك إنجلترا) شاباً مستهتراً فاسداً وكان يرتكب وأصدقاؤه الجرائم المخزية مالا يليق بكرامة العرش والتاج، وذات يوم قُبض على أحد الأصدقاء وتقرر تقديمه للمحاكمة وسمع الأمير بذلك فقرر أن يحضر الجلسة بنفسه ليرهب القاضي ويلفت نظره إلى أن المتهم صديقه فيعدل عن إلصاق التهمة به،
ولكن القاضي لم يهتز لوجود الأمير بل فحص القضية فحصاً عادلاً نزيهاً فوجد أن المتهم مذنباً
فحكم عليه بالحبس،
عندما سمع الأمير ذلك الحكم غضب وقام إلى وسط المجلس وكلم القاضي بلهجة وقحة قائلاً: ليس السجن هو مكان صديق الأمير إني أمنعك من أن تسجن هذا الرجل مثل أي مجرم عادى، فقال القاضي في حزم وثبات: ليس من حقك أن تتكلم هكذا مع رئيس القضاة، لقد أقسمت على أن أنصر العدل وسأنصره بكل تأكيد، وكانت اللهجة الهادئة التي تكلم بها القاضي مثيرة جداً للأمير فاندفع ولطم القاضي على خده،

وعندئذ أمر القاضي الحراس أن يقبضوا على الأمير ذاته وقال القاضي: إني لم أتخذ هذا القرار لا لإعتداء الأمير عليَّ بل لاستهانته بكرامة القانون، وقال للأمير: ستصبح أيها الأمير ملكاً يوماً ما فكيف تنتظر من رعيتك الطاعة إذا كنت نفسك تخرج على القانون؟! وعند ذلك احمر وجه الأمير خجلاً فانحنى للقاضي واستسلم لمن ساقوه للسجن[

[center]وصل خبر هذا الحادث للملك فقال: ما أسعدني بوجود قاضي في مملكتي يطبق القانون على أكبر الكبراء وما أسعدني بولد يخضع في النهاية لحكم القانون، ومرت الأيام وأصبح الأمير هنرى ملكاً ولكن الأمير أصبح إنساناً جديداً فقد أبعد أصدقاء السوء وتاب، وأتت وفود الشعب لتهنئ الملك الجديد بالعرش وكان من بينهم القاضي الشهم الحر الذي أمر يوماً بسجنه وهو أمير، وكان يعتبر نفسه معزولاً من منصبه ولكن الملك قام له وشكره على الدرس الحازم الذي تلقاه وهو شاب مستهتر وقال له: ستظل في منصبك عن جدارة واستحقاق فمادام في أمتي رجال مثلك فهي أمة
راقية محفوظة الكرامة موقرة العزة