دعوته فأجابني

عندما يعطي الرب إيماناً عظيماً, ففي غالب الأحيان يمتحنه بمعاملات طويلة. فكثيراً ما يجعل أصوات عبيده يعود صداها الى آذانهم كما من سماء من نحاس. لقد طرقوا على الباب السماوي ولكنه ظل لا يتحرك. لقد صرخوا مثل إرميا قائلين: <<التحفت بالسحاب حتى لا تنفذ الصلاة>> (مرا44:3). وهكذا استمر قديسون حقيقيون صابرين طويلاً دون استجابة, ليس لأن صلواتهم لم تكن حارة ولا لأنهم لم يكونوا مقبولين, ولكن لأنه هكذا كانت المسرة أمام العلي الذي يعطي حسب مشيئته.
إن الصلاة لا تفقد ولا تضيع عبثاً. لا توجد صلاة لقديس مكروهة ولا غير مُلتفت اليها من الله, وبعض الأشياء التي نعتبرها مرفوضة أو مُهملة, ما هي سوى أشياء مؤجلة لوقت آخر. فقد يؤخر المسيح مساعدته لكي يمتحن إيماننا وينهض صلواتنا. قد تدخل المياه السفينة وهو نائم, لكنه لا بد وأن يستيقظ قبل أن نغرق. ليت ثقتنا في حكمته وصلاحه لا تضعف