النوفلي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» صلاة صباح عيد ختان الرب 2023
الندوة الكتابية 32 Emptyالسبت فبراير 17, 2024 4:02 am من طرف Jo Hermiz

» رمش عيد ختان الرب 2022
الندوة الكتابية 32 Emptyالخميس فبراير 15, 2024 3:09 pm من طرف Jo Hermiz

» الجمعة الرابعة من السوبارا
الندوة الكتابية 32 Emptyالأربعاء فبراير 14, 2024 5:43 pm من طرف Jo Hermiz

» تشبوحتا
الندوة الكتابية 32 Emptyالخميس سبتمبر 01, 2022 3:32 pm من طرف Jo Hermiz

» شبح لالاها معشنان
الندوة الكتابية 32 Emptyالثلاثاء مايو 03, 2022 5:20 am من طرف Jo Hermiz

» تشبوحتا دمثأمرا بسهرة الحش يوم خميس الفصح بعد الانجيل
الندوة الكتابية 32 Emptyالجمعة أبريل 15, 2022 3:04 pm من طرف Jo Hermiz

» شليحا دعيذا قديشا دقيمتيه دمارن
الندوة الكتابية 32 Emptyالخميس أبريل 14, 2022 3:09 pm من طرف Jo Hermiz

» قريانا دعيذا قديشا دقيمتيه دمارن
الندوة الكتابية 32 Emptyالأربعاء أبريل 13, 2022 3:48 pm من طرف Jo Hermiz

» قولاسى دقوداشا تليثايا تسجيل جديد
الندوة الكتابية 32 Emptyالأربعاء أبريل 13, 2022 3:06 pm من طرف Jo Hermiz

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
قم بحفض و مشاطرة الرابط النوفلي على موقع حفض الصفحات
التبادل الاعلاني
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط النوفلي على موقع حفض الصفحات


الندوة الكتابية 32

اذهب الى الأسفل

الندوة الكتابية 32 Empty الندوة الكتابية 32

مُساهمة  Abdullah الجمعة نوفمبر 04, 2011 10:09 am

الندوة الكتابية
اللقاء الثاني والثلاثون
سيادة المطران بشار متي وردة


المقدمة

خرجتَ أسباط إسرائيل الإثني عشر من مصرَ مع جمعٍ من الغرباء الذين إنضمّوا إليهم لمناسبةِ هذه الحريّة التي وُهِبَت لهم نعمةً، وهكذا إندمجت جماعاتٌ جديدة إلى إيمان شعبِ إسرائيل، لأن الحرية الممنوحةَ لهم، تعني حريةً للآخرين، مثلما أن الخلاص الموهوب لنا، هو خلاصٌ للعالم أجمع. والعالمُ هنا يعني الخليقة كلّها فمع الجموع المحررة كان هناك الآف الحيوانات التي خرجت مع الشعب. ولكنّ، كان لابد من تمييز مَن الذي سيحتفل بفصحِ الربِ، هنا كان الختان العلامة المميزة لمَن يؤمن بإلهِ إبراهيم وإسحق ويعقوب، إله التحرير، فصار الخروجُ مرتبطاً بالفصحِ؛ عيد الفطير وعيد الفصح فلم يعدا أعياداً شعبيةً بل ذكرى لماضٍ أصبح حاضراً يُعاش، بل ماضٍ يُعطي للشعبِ هويّتهُ.
أحداثٌ كثيرةٌ ميّزت هذه الليلةِ نذكرُ منها حراسة الربِّ لهم: "تلك الليلةِ سَهِرَ فيها للربُّ ليُخرجهم من أرضِ مصرَ، وهذه الليلةُ يسهرُ فيها للربِّ جميعُ بَني إٍسرائيلَ مدى أجيالهم" (12: 42). هي ليلةُ اليقظةِ (مز 121) التي على شعب ِالله أن يحفظها لأنه فيها قَبِلَ الخلاصُ نعمةً من الربِ الإله الذي لم يعتمد فيها على طاعةِ الشعبِ، بل إنتظرها. عملُ الله الخلاصي يملءُ هذه المشاهِد َالكتابية.
تكريس الأبكار (خروج 13: 1- 16)
أنهى حدثُ الخروج قضيةَ تقديمِ الأبكار كذبائحِ للألهةِ والتي كانت عادة جاريةً ما بين الشعوب، ولكنَّ، وبسبب مهابةِ الحدث الخروجِ والتحرير رُبطتَ هذه الظاهرة بحدثِ الخروجِ الذي سيحتفل به الشعبُ ويتذكّره أينما يكونوا مؤمنينَ أن الربَّ الإلهَ هو وحدهُ. هم جماعةُ موالونَ للربِّ الإلهِ وحدهُ، بل جماعةٌ تستجيبُ لهذا الإيمان من خلال مظاهرَ حياتيةً: "كالوشمِ على أيديكُم أو كالعلامةِ على جباهكم بين عيونكم، تَذكاراً يُبقي شريعةَ الربِّ في افواهِكم لأن الربَّ بيدٍ قديرةٍ أخرجكم من مصرَ" (13: 9). سيكونون جماعةً مُستقرةً حيث يأكلون خبزاً مُخمّراً، ولكنهم جماعة ذكرى حدث الخروج، ولأجل حدث الخروجِ ونعمهِ عليهم أن يأكلوه فطيراً ليُذكرهم بما فعلَ الله القدير لهم في مصرَ لاسيما وأنهم سيعيشونَ بين جماعاتٍ لهم آلهتُها المُزيفة، بل تُعد تهديداً لإيمانِ جماعةِ إسرائيلَ. وهكاذ تمَّ فداءُ البكرِ المُخصصِ للربِّ الإلهِ في تعبيرٍ على أن البكرَ (وما سيتبعهُ) إنمّا هو نعمةُ من الله، وهو يُذكر الشعب بما جرى في الضربةِ الأخيرة على مصرَ والمصريين. وهي فرصةُ تعليمٍ عن الربِّ المُخلص، لأن طقوس العيد ستبعث على التساؤول ما بينَ الأطفالِ، وعلى الوالدين أن يُقدّموا شهادةً إيمانية عن ذلكَ.
طقوس الإحتفال بالخروج تُحارِب تجربةِ النسيان التي تُصيبُ الناس عندما ينعمونَ بالإستقرارِ والرفاهيةِ المادية، وهكذا يتناسونَ حضورِ الله فيما بينهم، لذا، وجَبَ إبقاءُ الشعب كلّه، ولاسيما الأطفالُ، في علاقةٍ مع الماضي الصعب، فيكون الحاضر مبعثَ تساؤولٍ وإندهاشٍ وبالتالي باعثاً للإمتنانِ، عوض أن يكون مبعث إكتفاءٍ ذاتي. فٌقدان الذاكرة مرضُ يُصيبُ الأفراد ويُعطل حياتهم لأنه يُصيبُ علاقاتهم بفوضى عارمةٍ، ويُصيبُ الجماعةَ أيضاً فيُعطلَّ ماضيها ومُستقبلها متوهمةً أنها قادرةٌ على أن تعيش للحاضرِ، فتُصبحَ جماعةً غير قادرةٍ على التذكّر بل غير قادرةٍ على الرجاءِ أيضاً، فلا تجد معنى لحاضرها.
لم يكن الخروج سهلاً، بل جاء نعمةً مُكلفةً في اللحظات الأخيرةِ. بالحقيقة كان هذا الخروج مُكلفاً، لقد سهِرَ الله ليُخرجَ شعبهُ، وكلّفَهُ حياة كثير من الناس. الله الذي فتكَ بالأبكار وغامرَ بكلِّ شيءٍ من أجلِ إنقاذِ بكره، فعلى الشعب أن يُقدّرَ قيمةَ هذا الخروج، ويعي أن إيمانهِ يتطلّبُ جهداً وصراعاً. وعلينا كمسيحيين أن نُقدّرَ فداء الله لنا بيسوع المسيح، لأن خلاصنا كلّف الله حياة إبنهِ: يسوع المسيح. لذا، يدعونا حدثُ الخروجِ لنتأملَّ جديّة إيماننا، إيماننا الذي صارَ لنا نعمةً بقبولِ الأبنِ أن يكون هو فداءً عن كثيرين: "لأن إبنَ الإنسان جاءَ لا ليخدمهُ الناسن بل ليخدمه ويَفدي بحياتهِ كثيراً منهم". (مر 10: 45).

تحريرٌ وخلاصٌ مكلّفٌ
"فأعملوا هذا لذكري". فأنتم كلّما أكلتُم هذا الخبزَ وشربتُم من هذه الكأسَ تُخبرونَ بموتِ ربّنا إلى أن يجيءَ" (1 كور 11: 25- 26). هذا ما يّذكرنا به بولس الرسول، ويريدنا أن نتذّكره دوماً: لقد كان عمل الفداء مُكلفاً، فلا يُمكن الإستخفاف بهذا الفداء. لا يُمكن أن نتصوّر أن ديانتنا تعني تعلّم معلومات عن الكتاب المقدس وعن يسوع وعن الكنيسة، وإذا أخطأتَ وإبتعدّت عن شركةِ القديسين، فيكفي أن تندمَ وهكذا تعود إلى أحضانِ الكنيسة، بل لك أن تُخطأ مثلما تشاء ومتى ما تشاء: لا يهمّك أمر الغفران، لأن الله دفعَ ثمنَ خطاياكَ مُسبقاً، وليس عليكَ أن تُغيير كثيراً من أسلوبِ حياتِك، لذا، لم تعد المسيحية جذابةً، ولم تعد تُثير الكثير من التساؤولات عند الناس، لأننا صرِنا مثلَ بقية الناس، وعوضَ أن نسمعَ كلمة ربّنا يسوع: إتبعني، صرنا نصرخُ طالبين من يسوع أن يتبعنا. وهذا هو السبب الذي جعلَ كثير من الناس ترفض هذه المواقف، بل أصرّت على أصالةِ دعوة إتبعني فكان لنا الرُهبانيات في كنيسة ربّنا يسوع المسيح شاهدةً على كل محاولة تمييع الكنيسة لتكون مثلما يُريدها العالم، ولتكن ذلك الصوتُ الصارخ في الكنيسة يُذكّرنا دوماً: كم كلّفَّ الله خلاصنا؛ تجسّد وتألمَ وماتَ وقُبرَ.
فمريمُ سمحَت ليتحّدَّ بجنسنا البشري، فكان لله فرصةٌ ليُخبرنا عن عظمةِ الحب الموجودةِ فينا كبشرٍ لأننا خُلقنا على صورتهِ كمثالهِ. سارَ ربّنا يسوع طُرقنا وعلّمنا بشهادةِ حياتهِ أن العالم له لأن يكونَ مكاناً حسناً إن إتخذنا مواقفَ غير التي تعوّدنا أن نأخذها: مُسامحةٌ وغفرانٌ حبٌ وعطاءٌ سخيٌ. من السهل جداً على الإنسان أن يُنفِقَ الجهودِ في البحث عن مُسبباتِ الألم وتبعاتهِ، ولكنَّ الأصعب هو أن يكونَ رحوماً على مثالِ الله ويبقى مع المتألمِ ويُحارب ضدَّ هذا الألم لكي لا يكون، وهذا هو الطريق الأصعب الذي قبلهُ ربّنا يسوع.
الظلمُ والخطيئةُ والشرُ هو مُشكلة فلسفيةٌ بالنسية للعالمِ، أما بالنسبة لربّنا يسوع فهو عدوٌ عليهِ أن يُحاربهُ. هناك طُرقٌ سهلةٌ يعيش فيها الإنسان حياتهُ ليتنعّمَ بأوقاتٍ هانئةٍ، ولكنها طُرقٌ لا تؤدي إلى حياةٍ إنسانيةٍ مُشرفةٍ لها مُستقبلها. بإمكان العبرانيين ابقاء َفي مصرَ وتحمّل العبودية مثلما تحمّلها آباؤهم، ولكنّها ليس الحياة التي يُريده الله للإنسان لذا، فهو مدعو لأن يخرجَ عن هذا المألوفِ الآمن: أن يموتَ عن حياته السابقةِ؛ وهذا مُكلفٌ جداً لأنها تتطلّب من الإنسان أن يتنازلَ عن راحةِ أنانيّتهِ ومشاريعهِ الطموحه ليفسحَ المجالَ للآخر وحاجاتهِ فيُصغي إليها بحبٍ وعنايةٍ فائقةٍ وإلا فلا حياة للإنسان. لنتأمل كم أطفالٍ تموت قبل أن ترى الحياة بسبب أنانية الوالدين أو أحدهما؟ كم من أطفالٍ تموتُ إنسانياً بسبب أنانية الزوجين أو أحدهما؟ كم من أُناس تموت بسبب مشاريع الإنسانِ الطموحةِ التي يبحث فيها عن أناه فحسب.
حبٌ مصلوب
حياة ربّنا يسوع المسيح أثارت في الإنسانية مواقفَ مُتباينة ما بين متفرجٍ وعدوٍ وساخرٍ ومؤمنٍ مُلتزِم؛ وكانت هذه إرادة الله منذ البدء، أن يكونَ معناً ويدعونا إليهِ من دونِ أن يُرغما على ذلك.
كان لرافضي ربّنا يسوع أسبابهم وأهمّها هو مجدّفٌ على كلِّ ما تعوّدنا عليهِ. هي السُلطة التي جعلت آدم يأكلَ من الشجرة المحرمة رافضاً الطاعةِ، رافضاً أن يكون أمره بيد آخر. زهي السُلطة التي جعلت قلبَ فرعونَ يقسو مُعانداً الله فيما كان يأمرُ به. وهي السلطة التي جعلت الناس ترفضُ ربّنا يسوع هو الذي جاء ليخدم الناس لا ليسودهم ويُسيطر عليهم. وكان بإمكان ربّنا التراجع عن موقفِ الحُبِ الذي أظهر، ولكنه أصرَّ على مواصلةِ الطريق مهما كان مؤلماً بل مُخيفاً: نفسي حزينةٌ حتّى الموت، لأن في مواصلةِ الطريق خلاصٌ للإنسانيةِ كلّها.
وهذه كلّها كانت لنا بُمبادرة من الله الذي يتذكّر دوماً عهدهُ. فإذا كانت الخطيئة قد أبعدت الإنسان بعيداً عن الله، ها هو الله نفسهِ يأتينا ليُعيد الإنسانِ إليه. الإنسان الذي أخطأَ إلى الله، هوذا الله يُصالحهُ بربّنا يسوع المسيح، وهذه هي البُشرى السارة: ربّنا يسوع المسيح. ربنّا يسوع المسيح هو الـ "نعمُ" التي ينتظرها الله من الإنسان. لذا، كان ربّنا يسوع هو الإنجيل، هو البُشرى السارّة التي يُريد الله أن يجعلها بيننا. وهذا هو السبب الذي جعلَ مرقس الإنجيلي يبدأ كتابهُ قائلا: "بدءُ بشارة يسوع المسيح إبن الله"، ليُؤكّد على أن مُبادرة الخلاص صارت لنا من الله، كما عوّدنا الله دوماً أن يكون هو البادئ: "في البدء" (تك 1: 1)، ومع مُبادرة الله صارَ لنا الموسم المُفرح: يسوع المسيح. الخلاص ليس مُبادرة من الإنسان، وليس رغبةً منه أو أمنيةً، مثلما أنه ليس فكرة، بل لقاءٌ معه بادرَ به الله فأبدعهُ وأدامهُ. لذا، فالإنجيل ليس أعمالُ يسوع وأقولهِ، بل شخصُ يسوع المسيح نفسهُ. يسوع المسيح هو البشارة، ومَن يُريد الإيمان بهذه البشارة يجب أن يلتقي يسوع المسيح، لا أن يسعى لكي يفهمَ أقولهُ ويتفحّص أعمالهِ وكأنهُ مادة تاريخية قابلةٌ للتحليل. يسوع هو بشارة الله، لأنه إبنُ الله. وهذه هي بُشرى المسيحية التي سيُعلنها بطرس في منتصفِ الإنجيل: "أنت المسيح إبن الله الحي"، ويُعلهنا قائد المئة الواقف تحت الصليب: بالحقيقة كان هذا إبنُ الله.
مع ربّنا يسوع المسيح صارَ للبشرية زمنٌ جديدٌ لم يكن من قبلٌ، فيهِ إختلافٌ جذريٌ عن ما سبقَ، ويتطلّب قبولاً وتغييراً جذرياً في ذات الوقت. هو زمنٌ مُفرحٌ: إنجيلٌ؛ بُشرى ساّرة. الخلاصُ آتٍ، وهو نداءٌ ودعوة للقاءِ هذا الخلاصِ على نحوٍ شخصي: "أعدّوا طريق الربّ، وأجعلوا سُبلهُ قويمةً. فالإنجيل ليس وثيقة مكتوبة تشرح لنا حياة إنسانٍ عاشَ بيننا، بل دعوة للإرتباطِ معهُ في علاقةٍ، لأن يسوع المسيح إبنُ الله هو الإنجيل نفسه، وهذا كان قصدُ الله منذ البدء.
قصدٌ صارَ وعداً لإشعيا الجالسَ متأملاً عذاباتِ الشعبِ وهم يعيشونَ رُعبَ الأسرِ في بابل، فقامَ فيها نبياً مُعلناً وعداً الله بأن الخلاصَ آتٍ، وها هو يُرسلَ نبياً ليُعدَّ طريقَ العودةِ إلى أرضِ الميعاد، أرضِ رضى الله، وهذه أخبارٌ تبعثُ على الفرحَ، لأن الله خرجَ للطريق، وهذا يتطلّب إستعداداً وتحضيراً للإنطلاق حيثما الربَّ الإلهِ المُخلّص، وسيكون يوحنا خادماً لهذه البشارة. فلسنا نحن مَن هيأ الطريق وحضّره، بل الله نفسهُ كان مُبادراً، وهو يتطلّع إلى إستجابتنا؛ توبتنا، طلوعنا للقاءهِ في البرية التي إختارها هو لتكونَ طريقَ عودتنا. فالبشارة ليست عن أمنيةٍ نتمنّاها، بل عن رجاءٍ تحقق أخيراً، فلنخرج خلفَ يسوع المسيح في طريقِ تلمذة نزيهةً، فمن دونِ هذه التلمذةِ يصعبُ جداً قبول ربّنا يسوع المسيح، إبنُ الله كخبرٍ سارٍ: إنجيل. وهذه كلّهِ من تدبير الله الذي يسهر دوماً على مسيرةِ عبده، وعبدهُ يؤمن أنه تحت رعاية الله فيُنشدُ شاكراً: الرب راعي فلا يعوزني شيءٌ" (مز 23: 2)

سحابةُ وعمودُ نارٍ (13: 17- 22)
نعود مرّة أخرى لقصّة الخروج لنُكمل أحداث 12: 37- 39 والتي إنقطعت بسبب ذكرِ طقوس ِالإحتفالِ. تروي لنا القصة أن الشعب غيّر مسارَ الطريقِ تحت قيادة الله والذي حَرِصَ على أن لا يُواجهَ الشعبُ أي متاعبَ في الطريقِ لاسيما مواجهاتٍ عسكرية مع الفلسطيين لا لأنه يخافهم، بل لأنه عارفٌ بشعبهِ وهو مُدركٌ أنهم سندمونَ إذا واجهتُم صعوبةٌ أو حربٌ. لذا، جاءت قيادة الربِّ للشعب لا كسُلطةٍ قاهرةٌ مثل فرعونَ، بل إصغاءً وعناية بشعبهِ الذي يعرف حاجاتهِ. قيادة متواصلة طوالَ الليل والنهار، فكانت سحابةٌ تحميهم من حرِّ الشمس، ونارٌ تُنيرُ ظلمة الليلِ. فالخروج لم يكن نهايةَ العبودية فحسب، بل بدءَ رحلة صعيةٍ نحو الحُريةِ وبيان هويةِ الشعب من أن "محبوبُ الله"، لذا، تطلّبُ الأمرُ قيادةً مُدبرة يُمكن الوثوقُ بها: "الربُّ راعي فلا يعوزني شيءٌ" (مز 23: 2)، القيادة التي لا يخفى عن بالها شيءٌ، بما فيها إدمانُ الشعبِ على حياة العبودية ومظاهرها.
ويذكر لنا الرواي أن موسى حملَ عظامَ يوسف في هذه الرحلة ليربطَ قصّة الخروجِ بقصةِ التكوين، ويُثبّت إيمانَ يوسف من أن الله لن يتركَ شعبهُ يتعذّب في ظلمِ العبوديةِ. فالخروجَ كان ممكناً لأن الله تذكّر: "فسمِعَ الله أنينهم وذكرَ عهدهُ مع إبراهيمَ وإسحقَ ويعقوبَ. ونظرَ الله إلى بني إسرائيلَ وآعترفض بهم" (خر 2: 24- 25). فجماعة الخروجِ هي تواصلٌ لجماعةِ الرجاء التي عبّر عن يوسف حتّى قبلَ أن يُولدوا. يوسف الذي آمنَ بمجيء الله المُحرِر، وأعلنَ ذلك بالإيمانِ حتّى وإن لم يراهِ، وهكذا يُمكن لرحلة الشعب أن تكون بإلإيمان حتّى وإن كانت صعبةً.

Abdullah
Abdullah
Admin
Admin

عدد الرسائل : 12852
العمر : 71
تاريخ التسجيل : 10/01/2008

http://shamasha.com.au

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى