بحـث
المواضيع الأخيرة
الأحد الخامس من الرسل (10 تمّوز 2011)
2 مشترك
النوفلي :: المواضيع الدينية :: عظات
صفحة 1 من اصل 1
الأحد الخامس من الرسل (10 تمّوز 2011)
الأحد الخامس من الرسل (10 تمّوز 2011)
مثل الغني الغبي (لو 12: 13- 21)
مثل الغني الغبي (لو 12: 13- 21)
"يا جاهل في هذه الليلة تُطلبُ روحكَ" مِنّكَ"، ... على الرغم من القصّة لم تذكر لنا: وعندما صارَ الليلَ" إلا أن ربّنا يقول أن الله قالَ للغني: يا غبي في هذه الليلة تُسترَدُ نَفسُكَ منّكَ. فمتى صارَ الليل في حياة الغني؟
دخلت حياة الغني في ليل مُظلمَ عندما أبدلَ المُعطي بالعطية التي بين يديه، فلم يعد يُفرّق بين الهبة والواهب. بل تعلّقت نفسه بالهبة وتركَ الواهب، وهكذا دخلت حياته ليلاً مُظلماً فلم يعرف ماذا يُقرر، وإن قرر فسيُقرر بجهلٍ، والجاهل هو من يُنكِر وجود الله، ومَن يعتقد أن بإمكانهِ أن يعيشَ من دونِ الله. فأعتقدَ الغني الذي وصفهُ ربّنا يسوع بالجاهل، مثلما نعتقد نحن أيضاً"، أن المال هو غايةٌ بحدِ ذاتها، فوضعوه صنماً يعبده، متجاهلاً حقائق أخرى منها: الإنسان، القريب الذي نحن مسؤولون عليه، ومحبّة القريب هي التي ستُوصلنا للهّ، لأن الإنسان لا يأخذ معه شيءُ إلا ما أعطاه لقريبهِ. فحياة القريب ومحبته هي الأهراء التي لا ينفذ إليه سارقٌ أو لصٌ، لأنه مُؤمّنةٌ في الله الذي لا يغلبهُ الشرير، وهذا ما نسيهُ الغني، وينساه كثيرون منّا أيضاً.
يروي لنا آباؤنا الروحيون عن أحد الأغنياء الذين دخلوا الفردوس بعد مماتهم. فبينما كان يتجول في أسواقها تعجّب من ان البضائع في السماء رخيصة جداً... فوقف في أحدِ المحلات التجارية وأراد أن يشتري أشياء كثيرة. فأخرج دفتر الشيكات وأرادَ التسوق... فقاطعه أحد الملائكة بقوله: "هذه العملة غير متداولة في السماْء". فسأله الغني: "وما هي العملة المتداولة هنا؟" فأجاب الملاك: "العملة المتداولة في السماء هي الأموال التي أنفقت على الفقراء في الارض".
يريد ربنا يسوع أن يتحدّانا لنواجه أنفسنا بالسؤال: ما معنى حياتنا الأرضية؟ ولما نعيش؟ ويُريد أن يُعطينا الجواب: معنى الحياة هو أن نعترف بالله إلهاً ورباً وملكاً يُعبد، وبالإنسان قريباً يُحتَرم، وهكذا نُفقّر أنفسنا، ونغتني بالله. وهذا ما لم يفهمهُ هذا الغني الذي عاشَ مع نفسهِ فقط، وإستشارَ نفسه فقط، وحضّرَ المُمتلكات لنفسه فقط، فبقيَّ في ظٌلمةٍ مع نفسهِ، فكان غنياً مع نفسهِ وفقيراً بالله، بل ناكراً وجود الله. وفي هذا برهنَ على أنه غبيٌّ لأنه لم يرَ أن الناس هم من حولهِ، فكان لا اُبالياً، ولم يُبيّن محبةً أو قلباً يُشفِق على بؤسهم، ولم يتعرّف على أن العطية التي وُهبت له: المال، إنما كانت من أجل أن تُقرّبهُ أكثر من الناسن لا أن تعزلهُ عنهم. "يقول مار بولس في رسالته الأولى إلى طيمثاوس: فإن اصلَ الشرور محبّة المال، وقد طمحَ إليه أُناسٌ، فشردوا عن الإيمان، وطعنوا أنفسهم بأوجاعٍ شتّى" (1 طيم 6: 10). المشكلة ليست في المال أو الخيرات، بل في كيفية التصرّف بها. المال والخيرات وُجدت لخدمة الإنسان وخدمة حياة القريب، وهذا ما لم يفهمه الغني، ولا يقبل أن يفهمه الإنسان دوماً، ومازلنا نُعناد أنفسنا إلى اليوم ونقول: بالمال نستطيعُ فعلَ كل شيء. نعم المالُ وسيلةٌ متى صارتَ إلهاً قتلتَ إنسانيتنا وإنسانية الآخرين.
نتأسفُ اليوم حزانى على مُشكلاتٍ تحصلُ يومياً بين عائلاتنا المسيحية وسببها: عبادة المال. نتأسفُ على سُمعتنا كمسيحيين بين الناس والتي تلطخّت بمواقفَ مُخجلة بسبب عبادة المال! كان مجتمعنا يضرب بنا المثل في الأمانة والإخلاص الصدق، ورعاية أموالهم، أما اليوم، وقد دخلَ الطمع والجشعُ نفوسنا، صاروا يخافونَ منّا، لأننا أزحنا الله عن أنظارنا، ونصبّنا الله إلهاً. يحزن إلهنا بإستمرارٍ لأننا ننساه دوماً بسبب رغبتنا في جمعِ أموالٍ أكثر، مُعتقدين أن في ذلك آمانٌ وأمنٌ. يُحكى عن غني كان حريصاً على قصرهِ الفخم، والذي أقلقهُ دوماً لأنه كان يُفكر في أن يجعلهُ في أحسنٍ حالٍ. حدثت حرائق في الغابات القريبة من قصره، وجاءت النيران لتلتهمَ كل شيءٍ. طلبَ الصحفيون لقاءً منه، وسألوه عن مشاعره لهذه الخسارة الكبيرة، ففاجأهم بجملةٍ واحدة: أخيراً صرتُ حُراً من دون همٍّ أو قلقٍ.
ربنا يسوع يُريدنا اليوم أن نؤمن، أي أن نضع كل ثقتنا بالله، هو الآمان والأمن، والإنشغال بالمال أو بالإنجاز إنما هو تعبير عن عوز في الإيمان وقلّة الثقة بالله الآب. ويُعلّمنا أن المالَ والغني أُعطي لنا ليكونَ وسيلة نُسعِد بها حياة الفقراء والتعساء من حولنا. فلنوسّع قلوبنا لتحتضِنَ إحتياجاتهم، ونملء أهرائنا من صلاة المساكين ودعاء الفقراء لنا، فيكون الله كنزنا الأوحد.
دخلت حياة الغني في ليل مُظلمَ عندما أبدلَ المُعطي بالعطية التي بين يديه، فلم يعد يُفرّق بين الهبة والواهب. بل تعلّقت نفسه بالهبة وتركَ الواهب، وهكذا دخلت حياته ليلاً مُظلماً فلم يعرف ماذا يُقرر، وإن قرر فسيُقرر بجهلٍ، والجاهل هو من يُنكِر وجود الله، ومَن يعتقد أن بإمكانهِ أن يعيشَ من دونِ الله. فأعتقدَ الغني الذي وصفهُ ربّنا يسوع بالجاهل، مثلما نعتقد نحن أيضاً"، أن المال هو غايةٌ بحدِ ذاتها، فوضعوه صنماً يعبده، متجاهلاً حقائق أخرى منها: الإنسان، القريب الذي نحن مسؤولون عليه، ومحبّة القريب هي التي ستُوصلنا للهّ، لأن الإنسان لا يأخذ معه شيءُ إلا ما أعطاه لقريبهِ. فحياة القريب ومحبته هي الأهراء التي لا ينفذ إليه سارقٌ أو لصٌ، لأنه مُؤمّنةٌ في الله الذي لا يغلبهُ الشرير، وهذا ما نسيهُ الغني، وينساه كثيرون منّا أيضاً.
يروي لنا آباؤنا الروحيون عن أحد الأغنياء الذين دخلوا الفردوس بعد مماتهم. فبينما كان يتجول في أسواقها تعجّب من ان البضائع في السماء رخيصة جداً... فوقف في أحدِ المحلات التجارية وأراد أن يشتري أشياء كثيرة. فأخرج دفتر الشيكات وأرادَ التسوق... فقاطعه أحد الملائكة بقوله: "هذه العملة غير متداولة في السماْء". فسأله الغني: "وما هي العملة المتداولة هنا؟" فأجاب الملاك: "العملة المتداولة في السماء هي الأموال التي أنفقت على الفقراء في الارض".
يريد ربنا يسوع أن يتحدّانا لنواجه أنفسنا بالسؤال: ما معنى حياتنا الأرضية؟ ولما نعيش؟ ويُريد أن يُعطينا الجواب: معنى الحياة هو أن نعترف بالله إلهاً ورباً وملكاً يُعبد، وبالإنسان قريباً يُحتَرم، وهكذا نُفقّر أنفسنا، ونغتني بالله. وهذا ما لم يفهمهُ هذا الغني الذي عاشَ مع نفسهِ فقط، وإستشارَ نفسه فقط، وحضّرَ المُمتلكات لنفسه فقط، فبقيَّ في ظٌلمةٍ مع نفسهِ، فكان غنياً مع نفسهِ وفقيراً بالله، بل ناكراً وجود الله. وفي هذا برهنَ على أنه غبيٌّ لأنه لم يرَ أن الناس هم من حولهِ، فكان لا اُبالياً، ولم يُبيّن محبةً أو قلباً يُشفِق على بؤسهم، ولم يتعرّف على أن العطية التي وُهبت له: المال، إنما كانت من أجل أن تُقرّبهُ أكثر من الناسن لا أن تعزلهُ عنهم. "يقول مار بولس في رسالته الأولى إلى طيمثاوس: فإن اصلَ الشرور محبّة المال، وقد طمحَ إليه أُناسٌ، فشردوا عن الإيمان، وطعنوا أنفسهم بأوجاعٍ شتّى" (1 طيم 6: 10). المشكلة ليست في المال أو الخيرات، بل في كيفية التصرّف بها. المال والخيرات وُجدت لخدمة الإنسان وخدمة حياة القريب، وهذا ما لم يفهمه الغني، ولا يقبل أن يفهمه الإنسان دوماً، ومازلنا نُعناد أنفسنا إلى اليوم ونقول: بالمال نستطيعُ فعلَ كل شيء. نعم المالُ وسيلةٌ متى صارتَ إلهاً قتلتَ إنسانيتنا وإنسانية الآخرين.
نتأسفُ اليوم حزانى على مُشكلاتٍ تحصلُ يومياً بين عائلاتنا المسيحية وسببها: عبادة المال. نتأسفُ على سُمعتنا كمسيحيين بين الناس والتي تلطخّت بمواقفَ مُخجلة بسبب عبادة المال! كان مجتمعنا يضرب بنا المثل في الأمانة والإخلاص الصدق، ورعاية أموالهم، أما اليوم، وقد دخلَ الطمع والجشعُ نفوسنا، صاروا يخافونَ منّا، لأننا أزحنا الله عن أنظارنا، ونصبّنا الله إلهاً. يحزن إلهنا بإستمرارٍ لأننا ننساه دوماً بسبب رغبتنا في جمعِ أموالٍ أكثر، مُعتقدين أن في ذلك آمانٌ وأمنٌ. يُحكى عن غني كان حريصاً على قصرهِ الفخم، والذي أقلقهُ دوماً لأنه كان يُفكر في أن يجعلهُ في أحسنٍ حالٍ. حدثت حرائق في الغابات القريبة من قصره، وجاءت النيران لتلتهمَ كل شيءٍ. طلبَ الصحفيون لقاءً منه، وسألوه عن مشاعره لهذه الخسارة الكبيرة، ففاجأهم بجملةٍ واحدة: أخيراً صرتُ حُراً من دون همٍّ أو قلقٍ.
ربنا يسوع يُريدنا اليوم أن نؤمن، أي أن نضع كل ثقتنا بالله، هو الآمان والأمن، والإنشغال بالمال أو بالإنجاز إنما هو تعبير عن عوز في الإيمان وقلّة الثقة بالله الآب. ويُعلّمنا أن المالَ والغني أُعطي لنا ليكونَ وسيلة نُسعِد بها حياة الفقراء والتعساء من حولنا. فلنوسّع قلوبنا لتحتضِنَ إحتياجاتهم، ونملء أهرائنا من صلاة المساكين ودعاء الفقراء لنا، فيكون الله كنزنا الأوحد.
رد: الأحد الخامس من الرسل (10 تمّوز 2011)
عزيزي ابو ارسلان قدسك الرب
شكرا لهذه الموعظة الرائعة، هذا التوضيح الرائع لنص الانجيل هذا الدرس الذي يربي ايماننا ومفاهيمنا لتعليم المسيح في الاحد الخامس من الرسل. يا رب وسّع قلوبنا لنحتضِنَ إحتياجات الفقراء، ونملء أهرائنا من صلاة المساكين ودعاء الفقراء لنا، فتكون يا الله كنزنا الأوحد.
شكرا مرة اخرى الرب يحفظك ويقدسك ويزيد امثالك تحياتي واشواقي الكم واحدا واحدا مع قبلاتي.
محبتكم الاخت مركريت قلب يسوع
شكرا لهذه الموعظة الرائعة، هذا التوضيح الرائع لنص الانجيل هذا الدرس الذي يربي ايماننا ومفاهيمنا لتعليم المسيح في الاحد الخامس من الرسل. يا رب وسّع قلوبنا لنحتضِنَ إحتياجات الفقراء، ونملء أهرائنا من صلاة المساكين ودعاء الفقراء لنا، فتكون يا الله كنزنا الأوحد.
شكرا مرة اخرى الرب يحفظك ويقدسك ويزيد امثالك تحياتي واشواقي الكم واحدا واحدا مع قبلاتي.
محبتكم الاخت مركريت قلب يسوع
مركريت قلب يسوع- عدد الرسائل : 570
تاريخ التسجيل : 04/06/2008
رد: الأحد الخامس من الرسل (10 تمّوز 2011)
أختي العزيزة
هذه المواعظ هي من نتاج سيدنا بشار يرسلها لي وأنا أضعها في الموقع وفاتني هذه المرة أن أنوه عن ذلك
شكر لزيارتك التي أطلت الغيبة هذه المرة كما لم أرى تعليقا لك على سلسلة المقالات التي بدأت الكتابة عنها بعونان نحن والكنيسة والمنشورة بعض منها في الموقغ
أنا بالانتظار
هذه المواعظ هي من نتاج سيدنا بشار يرسلها لي وأنا أضعها في الموقع وفاتني هذه المرة أن أنوه عن ذلك
شكر لزيارتك التي أطلت الغيبة هذه المرة كما لم أرى تعليقا لك على سلسلة المقالات التي بدأت الكتابة عنها بعونان نحن والكنيسة والمنشورة بعض منها في الموقغ
أنا بالانتظار
مواضيع مماثلة
» موعظة الاحد الخامس من الرسل
» عونيثا دواساليقى الأحد الخامس من الرسل
» موعظة الأحد الخامس من الرسل/ مثل الغني الغبي
» الأحد الرابع من الرسل (3 تموّز 2011)
» الأحد الخامس من القيامة 2011
» عونيثا دواساليقى الأحد الخامس من الرسل
» موعظة الأحد الخامس من الرسل/ مثل الغني الغبي
» الأحد الرابع من الرسل (3 تموّز 2011)
» الأحد الخامس من القيامة 2011
النوفلي :: المواضيع الدينية :: عظات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت فبراير 17, 2024 4:02 am من طرف Jo Hermiz
» رمش عيد ختان الرب 2022
الخميس فبراير 15, 2024 3:09 pm من طرف Jo Hermiz
» الجمعة الرابعة من السوبارا
الأربعاء فبراير 14, 2024 5:43 pm من طرف Jo Hermiz
» تشبوحتا
الخميس سبتمبر 01, 2022 3:32 pm من طرف Jo Hermiz
» شبح لالاها معشنان
الثلاثاء مايو 03, 2022 5:20 am من طرف Jo Hermiz
» تشبوحتا دمثأمرا بسهرة الحش يوم خميس الفصح بعد الانجيل
الجمعة أبريل 15, 2022 3:04 pm من طرف Jo Hermiz
» شليحا دعيذا قديشا دقيمتيه دمارن
الخميس أبريل 14, 2022 3:09 pm من طرف Jo Hermiz
» قريانا دعيذا قديشا دقيمتيه دمارن
الأربعاء أبريل 13, 2022 3:48 pm من طرف Jo Hermiz
» قولاسى دقوداشا تليثايا تسجيل جديد
الأربعاء أبريل 13, 2022 3:06 pm من طرف Jo Hermiz