بحـث
المواضيع الأخيرة
الأحد السادس للقيامة وتذكار العذراء 2011
2 مشترك
النوفلي :: المواضيع الدينية :: عظات
صفحة 1 من اصل 1
الأحد السادس للقيامة وتذكار العذراء 2011
الأحد السادس للقيامة
(يو 17: 1- 26)
سبادة المطران بشار متي وردة
(يو 17: 1- 26)
سبادة المطران بشار متي وردة
صلّى ربّنا يسوع المسيح من أجل تلاميذه الذين سيقومون بنشر بشارته بين الناس. فيطلب إلى الآب أن يحفظهم ويُقدسهم، وأكثر من ذلك أن يكون لهم الفرح الذي كان ليسوع بالآب. فالفرح هو علامة تُميز المسيحي، لأن المسيحي الحزين لا يُمكن أن يكون شاهداً لحضور ربّنا يسوع المسيح في حياته. وحده المسيحي الفرِح علامةٌ حيّة لقيامة يسوع المسيح. وحده المسيحي الفِرح علامةٌ حيّة لإنتصار كلمة الله المحيّة، لأنه مسيحي يحملُ رجاء الله المُخلَّص.
مراراً ما يطلب البعض منّا: لماذا لا تسعى الكنيسة إلى حلَّ أزمة المسيحيين فيصدر البابا أمر بأن تخصص لهم أرضٌ كبيرة في أوربا أو أمريكا ليعيشوا فيها. وكأن المسيحية هي راحة واطمئنان: اليوم يُسمعنا يسوع في صلاته: أننا مُلكُ الله: "كُلُّ ما هو لي فهو لكَ، وكُلُّ ما هو لكَ هو لي، وأنا أتمجدُّ فيهم"، وأن الله أعطانا لأبنه يسوع المسيح، وأن ربّ،ا يسوع قدّمنا لأبيه عطيّة فرحٍ، فنحن إذن موضوعَ فرحِ إلهنا وربنا خالقنا. لذا، لا يُريد ربّ،ا يسوع أن يُخرجنا من العالم، "أنني لا أطلب أن تُخرجهم من العالم، بل أن تحفظهم من الشرير وتقدسهم وهم في العالم". هم ملحُ الأرض ونور العالم وخميرتهُ. فالعالم بحاجةٍ إلينا، وكل يوم يمر على هذه الأرض، فيها طلبٌ لأن يعيش الناس مسيحيتهم بشكل أصدق. وهذا يكون إذا ما كان لنا حياة مع الله، وإذا قدّمت حياتنا شهادة حيّةً لهذا الحضور الإلهي. ولكنَّ كيف لنا أن نشهدَ في حياتنا لنورِ الله فينا ونحن نعيش وسط عالم ٍيرفض النور بل يُميتهُ مثلما أرادَ قتلَ ربّنا يسوع؟
يروي لنا آباؤنا الروحيون عن ناسكٍ إجتمعَ حولهُ نُخبةٌ من الشباب الطيّب كانوا يرغبون في تعلّم فنِّ عيشِ الحياة مسيحياً. أنهى هذا الناسك تعليمهُ فسألهُ أحد الشباب: ما معنى الحياة؟ ضحكَ بقية الشباب من السؤال المُبهَم، إلا أن الناسكَ تأملّّ في وجهِ الشاب بمحبةٍ وأخرجَ قطعة مرآة صغيرة من جيبهِ وقالَ له: "كُنت طفلاً صغيراً يومَ إشتعلت الحرب في مدينتنا ودمرّت كلَّ شيء، وكنت أتجوّل يوماً بين الحُطام فرأت مرأةً مكسورة أخذت منها أكبر القطع، ورُحت أتجولُ وأتسلى بهذه القطعة فأوجهها إلى الشمس وأعكسها في المناطق المُظلمِة لأكتشفَ خفاياها، وعندما كبرتُ إكتشفتُ أنن يلم أكن ألعب، بل أن الله درّسني دراسً مهماً وهو: "أنني موجود لأتوجّه إليه وأسعى لأعكُسَ من نورهِ ومن خلالي ظُلمات العالم لأُنيرها، فكلُّ واحدٍ منّا قُطعةٌ من نور الله، وعلينا أن نعيش َهذا النور محبة وتسامحاً وصدقاً وغفراناً مع الناس ليكتشفوا هم ايضاً أنهم قطعة من نور الله، وهذا هو معنى الحياة يا عزيزي". .
إلهنا تجسّد، صار منّا ولنا، أعطانا من حياته، أعطانا يسوع ليكوّن فينا الإنسان الذي يجب أن يكبر في العالم. ولكنه ينتظر منّا نحن أيضاً أن يكون لنا الاستعداد لأن نعطي من راحتنا ومن أجسادنا ومن دمنا ومن فكرنا ليتقدس العالم ليكون العالم أرض الله، ملكوت الله. أن نكونَ مثلَ الأم التي تحملُ الجنينَ وتسمح له بأن يكبرَ في داخلها جسدَ طفلٍ. هما اثنان على الرغمِ من أننا نرى شخصَ الأم وحدها. هناك حياة تنمو ببطأ وصمت وهي حياة حقيقية. هناك ألمٌ وعذابٌ تتحمله الأم وتتنازل عن راحتها فرحةٌ لأنها تُعطي الطفلَ حياة إنسانية، وتُقدم للبشرية إنساناً يُمكن أن يُغيّر حياة الناس كلّهم.
فكيف لنا اليوم أن نعيش صلاة يسوع يسوع؟
أولاً أن نتعلّم كيف نشكر الله حقيقة على عطيّة الحياة. أن نتعلّم التمجيد والذي يكون خاصة بعد أن نُتّم ما لنا من التزامات مسيحية في عاتقنا. فقبل أن نتوجّه بكلمات فارغة في صلاة إلى الله، يُمكن أن ننظر إلى حياتنا ونرى كم سمحنا لله أن يكون فيها إلهاً لنا وللآخرين؟ هل سمحنا لله أن يُقدس حياتنا ويُنعشها بالنور والحقيقة فتكون للآخرين نوراً هادياً؟ أن نشكره لأنه إختارنا على الرغم من ضعفنا لنكون رُسل محبته إلى العالم، فعلّمنا بيسوع المسيح إبنه كيف نعيش منه وله وفيه، وأحيانا بروحه القُدوس شهوداً أُمناَ لكلمه.
مراراً ما يطلب البعض منّا: لماذا لا تسعى الكنيسة إلى حلَّ أزمة المسيحيين فيصدر البابا أمر بأن تخصص لهم أرضٌ كبيرة في أوربا أو أمريكا ليعيشوا فيها. وكأن المسيحية هي راحة واطمئنان: اليوم يُسمعنا يسوع في صلاته: أننا مُلكُ الله: "كُلُّ ما هو لي فهو لكَ، وكُلُّ ما هو لكَ هو لي، وأنا أتمجدُّ فيهم"، وأن الله أعطانا لأبنه يسوع المسيح، وأن ربّ،ا يسوع قدّمنا لأبيه عطيّة فرحٍ، فنحن إذن موضوعَ فرحِ إلهنا وربنا خالقنا. لذا، لا يُريد ربّ،ا يسوع أن يُخرجنا من العالم، "أنني لا أطلب أن تُخرجهم من العالم، بل أن تحفظهم من الشرير وتقدسهم وهم في العالم". هم ملحُ الأرض ونور العالم وخميرتهُ. فالعالم بحاجةٍ إلينا، وكل يوم يمر على هذه الأرض، فيها طلبٌ لأن يعيش الناس مسيحيتهم بشكل أصدق. وهذا يكون إذا ما كان لنا حياة مع الله، وإذا قدّمت حياتنا شهادة حيّةً لهذا الحضور الإلهي. ولكنَّ كيف لنا أن نشهدَ في حياتنا لنورِ الله فينا ونحن نعيش وسط عالم ٍيرفض النور بل يُميتهُ مثلما أرادَ قتلَ ربّنا يسوع؟
يروي لنا آباؤنا الروحيون عن ناسكٍ إجتمعَ حولهُ نُخبةٌ من الشباب الطيّب كانوا يرغبون في تعلّم فنِّ عيشِ الحياة مسيحياً. أنهى هذا الناسك تعليمهُ فسألهُ أحد الشباب: ما معنى الحياة؟ ضحكَ بقية الشباب من السؤال المُبهَم، إلا أن الناسكَ تأملّّ في وجهِ الشاب بمحبةٍ وأخرجَ قطعة مرآة صغيرة من جيبهِ وقالَ له: "كُنت طفلاً صغيراً يومَ إشتعلت الحرب في مدينتنا ودمرّت كلَّ شيء، وكنت أتجوّل يوماً بين الحُطام فرأت مرأةً مكسورة أخذت منها أكبر القطع، ورُحت أتجولُ وأتسلى بهذه القطعة فأوجهها إلى الشمس وأعكسها في المناطق المُظلمِة لأكتشفَ خفاياها، وعندما كبرتُ إكتشفتُ أنن يلم أكن ألعب، بل أن الله درّسني دراسً مهماً وهو: "أنني موجود لأتوجّه إليه وأسعى لأعكُسَ من نورهِ ومن خلالي ظُلمات العالم لأُنيرها، فكلُّ واحدٍ منّا قُطعةٌ من نور الله، وعلينا أن نعيش َهذا النور محبة وتسامحاً وصدقاً وغفراناً مع الناس ليكتشفوا هم ايضاً أنهم قطعة من نور الله، وهذا هو معنى الحياة يا عزيزي". .
إلهنا تجسّد، صار منّا ولنا، أعطانا من حياته، أعطانا يسوع ليكوّن فينا الإنسان الذي يجب أن يكبر في العالم. ولكنه ينتظر منّا نحن أيضاً أن يكون لنا الاستعداد لأن نعطي من راحتنا ومن أجسادنا ومن دمنا ومن فكرنا ليتقدس العالم ليكون العالم أرض الله، ملكوت الله. أن نكونَ مثلَ الأم التي تحملُ الجنينَ وتسمح له بأن يكبرَ في داخلها جسدَ طفلٍ. هما اثنان على الرغمِ من أننا نرى شخصَ الأم وحدها. هناك حياة تنمو ببطأ وصمت وهي حياة حقيقية. هناك ألمٌ وعذابٌ تتحمله الأم وتتنازل عن راحتها فرحةٌ لأنها تُعطي الطفلَ حياة إنسانية، وتُقدم للبشرية إنساناً يُمكن أن يُغيّر حياة الناس كلّهم.
فكيف لنا اليوم أن نعيش صلاة يسوع يسوع؟
أولاً أن نتعلّم كيف نشكر الله حقيقة على عطيّة الحياة. أن نتعلّم التمجيد والذي يكون خاصة بعد أن نُتّم ما لنا من التزامات مسيحية في عاتقنا. فقبل أن نتوجّه بكلمات فارغة في صلاة إلى الله، يُمكن أن ننظر إلى حياتنا ونرى كم سمحنا لله أن يكون فيها إلهاً لنا وللآخرين؟ هل سمحنا لله أن يُقدس حياتنا ويُنعشها بالنور والحقيقة فتكون للآخرين نوراً هادياً؟ أن نشكره لأنه إختارنا على الرغم من ضعفنا لنكون رُسل محبته إلى العالم، فعلّمنا بيسوع المسيح إبنه كيف نعيش منه وله وفيه، وأحيانا بروحه القُدوس شهوداً أُمناَ لكلمه.
تذكار مريم العذراء ملكة الكون
نحتفل اليوم بعيد مريم العذراء ملكة الكون وبه نختتم الشَّهر المريمي المكرَّس منذ زمن بعيد لإكرام مريم العذراء. هذا الشهر الذي فيه تُقدم الكنيسة أينما كانت الإكرام الواجب لمريم أمنا. مريم التي، وكما قدّمها إلينا الإنجيل كانت حاضرة دوماً مع ابنها ومعنا. صحيح أن الأناجيل لم تَمُدنا بالكثير عن مريم لأنها أرادت أن تنقل إلينا بشارة الرب يسوع المسيح إبنها. ولكننا إذا ما تأملنا فيما يتقاسمه الإنجيل معنا سنجد أننا بُشرنا لا بمحبة الله إلينا فحسب، بل بفرح الله بجواب إنسان منّا قادر على أن يتجاوب مع حب الله، فيُحقق الله ملكوته بيننا.
فمريم لم تتكلم كثيراً في الأناجيل، بل كانت دوماً تسأل: ما معنى هذا؟ أين أنت يا بُني؟ ليس عندهم خمرٌ؟ تسأل مريم وتريد أن تفهم سر حضور يسوع المخلص في حياتها. وهي بذلك تسأل عوض عنّا نحن أيضاً الذين نتلوى أحياناً كثيراً أمام سر الله في حياتنا. نحن الذين ومراراً ما نتسأل: ما معنى ذلك؟ لماذا أنا بالذات؟ أين أنت يا رب؟ إننا نبحث عنك في حياتنا؟
البعض من المسيحيين يقول: ما حاجتنا لمريم؟ فالله استخدمها لتُقدم لنا المُخلص، هذا كان دورها أتمته وكفاها ذلك. في ذلك يُخطئون. فالله لا يجبر أحداً على أن يستقبله، هو يقول لنا بلسان يوحنا في رؤيته: ها أنا ذا واقف على الباب أقرع، إن فتح أحد الباب أدخل ... وعندما دقع باب حياة مريم لم تتردد في أن تستقبله، وكانت بذلك إنسانيتنا التي طالما رفضت الله في حياتها، وها هي اليوم تستقبله وهي تعرف أنها ستدفع ثمن ذلك: سيجوز في نفسك رمح الحزن ... فهل ينسى الله فَضَلَ مريم؟ هل ينسى الله كيف رعت مريم ابنها يسوع وتجولت به الأرض لتحميه من غدر الحاسدين؟ كيف سارعت لتُخبئه من سيف الموت، وبحثت عنه أياماً عندما تاه عن أنظارها؟ وهل ينسى الله كيف قرّبته للناس، عندما رفعت إليه حاجة الناس في عرس قانا فتحولت أزمتهم ومشكلتهم إلى عُرس دائم؟ فإن نسيها فإنه سينسانا إلى الأبد لأننا في مريم أبناء، ومريم فينا أمٌ.
يروي لنا آباؤنا الروحيون أنه وفي أحدى الأيام، كانت مريم، وهي سلطانة السماء، تتجول في الفردوس وتتفقد الأمور المختلفة في مملكة ابنها، وصلت إلى حافة السماء، ونظرت إلى السفل، فاذا بها ترى نار جهنم مشتعلة، والأنفس الهالكة تتعذب وتتلوى. تأثرت من المنظر وخفق قلبها، لا سيما وأنها رأت بين الأنفس المُعذبة بعض الأشخاص الذين طالما صلّوا مسبحتها الوردية ... وقفت مريم تنظر حزينة، ولا تعلم ماذا تعمل لتُخفف من الآم ابنائها المعذبين. رآها الملائكة والقديسون واقفة تُفكر بحزنٍ، فصمتوا احتراماً لها. وتقول القصّة أنه وبينما كانت تُفكر والحزن يملأ قلبها، دمعت عيناها ... وكبرت إحدى الدمعات وتدحرجت كبيرة على خد مريم العذراء، وسقطت في جهنم فأطفأت النار...
فمن أجل إيمانها وثقتها وتمسكها وصبرها وشجاعتها اختارها الله لتحتضن شعبه أماً. هو يقول للتلميذ الذي يُحبه: لنا شعبه الذي يُحبه: "هذه أمك، سترعاك إني أعرفها جيداً". فاليوم ونحن نُشارك السماء والأرض تتويج مريم، إنما نحتفل إنسانيتنا التي قدمت لله مريم. إننا نقف اليوم أمام الله بافتخار ونقول: لا تنظر يا رب إلينا إلا من خلال مريم، وستفرح بنا لأن مريم حملت عنّا، كأمٍ كُل ما يُتعبُنا ويُبعدنا عنك. مريم بحثت عنّا لتُثبتنا في بيتك. مريم هي المرأة التي أعطت فسحة من حياتها لعطيَّة المحبَّة؛ وآمنت بأنَّ الصليب ليس انهزام الله إنَّما انتصاره؛ مريم هي التي وبنظرها إلى الصليب، عرفت أنَّ قوَّة الله هي المحبَّة. وعبر النظر والإصغاء إلى مريم، نفهم أنَّ القوَّة الحقيقيَّة القادرة على تبديل العالم هي قوَّة المحبَّة. وقداسة البابا بندكتس السادس عشر قال في قدَّاس بداية حبريَّته كلمات رائعة:"الخلاص يأتي من المصلوب لا من الصالبين." وذكَّر الأب الأقدس أيضًا بنداء السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني:"شرِّعوا الأبواب للمسيح"، ومريم هي التي تساعدنا في فتح قلبنا على المسيح، وتمسكنا بيدنا لتقودنا إليه، لأنها هي التي بقيت أمينة معه حتى الصليب. فيا مريم: فيك وضعنا كل رجائنا، يا أم الله. فاحفظينا تحت كنفك.
[b]فمريم لم تتكلم كثيراً في الأناجيل، بل كانت دوماً تسأل: ما معنى هذا؟ أين أنت يا بُني؟ ليس عندهم خمرٌ؟ تسأل مريم وتريد أن تفهم سر حضور يسوع المخلص في حياتها. وهي بذلك تسأل عوض عنّا نحن أيضاً الذين نتلوى أحياناً كثيراً أمام سر الله في حياتنا. نحن الذين ومراراً ما نتسأل: ما معنى ذلك؟ لماذا أنا بالذات؟ أين أنت يا رب؟ إننا نبحث عنك في حياتنا؟
البعض من المسيحيين يقول: ما حاجتنا لمريم؟ فالله استخدمها لتُقدم لنا المُخلص، هذا كان دورها أتمته وكفاها ذلك. في ذلك يُخطئون. فالله لا يجبر أحداً على أن يستقبله، هو يقول لنا بلسان يوحنا في رؤيته: ها أنا ذا واقف على الباب أقرع، إن فتح أحد الباب أدخل ... وعندما دقع باب حياة مريم لم تتردد في أن تستقبله، وكانت بذلك إنسانيتنا التي طالما رفضت الله في حياتها، وها هي اليوم تستقبله وهي تعرف أنها ستدفع ثمن ذلك: سيجوز في نفسك رمح الحزن ... فهل ينسى الله فَضَلَ مريم؟ هل ينسى الله كيف رعت مريم ابنها يسوع وتجولت به الأرض لتحميه من غدر الحاسدين؟ كيف سارعت لتُخبئه من سيف الموت، وبحثت عنه أياماً عندما تاه عن أنظارها؟ وهل ينسى الله كيف قرّبته للناس، عندما رفعت إليه حاجة الناس في عرس قانا فتحولت أزمتهم ومشكلتهم إلى عُرس دائم؟ فإن نسيها فإنه سينسانا إلى الأبد لأننا في مريم أبناء، ومريم فينا أمٌ.
يروي لنا آباؤنا الروحيون أنه وفي أحدى الأيام، كانت مريم، وهي سلطانة السماء، تتجول في الفردوس وتتفقد الأمور المختلفة في مملكة ابنها، وصلت إلى حافة السماء، ونظرت إلى السفل، فاذا بها ترى نار جهنم مشتعلة، والأنفس الهالكة تتعذب وتتلوى. تأثرت من المنظر وخفق قلبها، لا سيما وأنها رأت بين الأنفس المُعذبة بعض الأشخاص الذين طالما صلّوا مسبحتها الوردية ... وقفت مريم تنظر حزينة، ولا تعلم ماذا تعمل لتُخفف من الآم ابنائها المعذبين. رآها الملائكة والقديسون واقفة تُفكر بحزنٍ، فصمتوا احتراماً لها. وتقول القصّة أنه وبينما كانت تُفكر والحزن يملأ قلبها، دمعت عيناها ... وكبرت إحدى الدمعات وتدحرجت كبيرة على خد مريم العذراء، وسقطت في جهنم فأطفأت النار...
فمن أجل إيمانها وثقتها وتمسكها وصبرها وشجاعتها اختارها الله لتحتضن شعبه أماً. هو يقول للتلميذ الذي يُحبه: لنا شعبه الذي يُحبه: "هذه أمك، سترعاك إني أعرفها جيداً". فاليوم ونحن نُشارك السماء والأرض تتويج مريم، إنما نحتفل إنسانيتنا التي قدمت لله مريم. إننا نقف اليوم أمام الله بافتخار ونقول: لا تنظر يا رب إلينا إلا من خلال مريم، وستفرح بنا لأن مريم حملت عنّا، كأمٍ كُل ما يُتعبُنا ويُبعدنا عنك. مريم بحثت عنّا لتُثبتنا في بيتك. مريم هي المرأة التي أعطت فسحة من حياتها لعطيَّة المحبَّة؛ وآمنت بأنَّ الصليب ليس انهزام الله إنَّما انتصاره؛ مريم هي التي وبنظرها إلى الصليب، عرفت أنَّ قوَّة الله هي المحبَّة. وعبر النظر والإصغاء إلى مريم، نفهم أنَّ القوَّة الحقيقيَّة القادرة على تبديل العالم هي قوَّة المحبَّة. وقداسة البابا بندكتس السادس عشر قال في قدَّاس بداية حبريَّته كلمات رائعة:"الخلاص يأتي من المصلوب لا من الصالبين." وذكَّر الأب الأقدس أيضًا بنداء السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني:"شرِّعوا الأبواب للمسيح"، ومريم هي التي تساعدنا في فتح قلبنا على المسيح، وتمسكنا بيدنا لتقودنا إليه، لأنها هي التي بقيت أمينة معه حتى الصليب. فيا مريم: فيك وضعنا كل رجائنا، يا أم الله. فاحفظينا تحت كنفك.
رد: الأحد السادس للقيامة وتذكار العذراء 2011
عزيزي ابو ارسلان قدسك الرب
شكرا لك على موعظة الاحد السادس من القيامة. تحياتي واشواقي الى ام ارسلان والى فيفيان وارسلان وليليان وستيفان الرب يقدسكم ويفرحكم دوما
محبتكم الاخت مركريت قلب يسوع
شكرا لك على موعظة الاحد السادس من القيامة. تحياتي واشواقي الى ام ارسلان والى فيفيان وارسلان وليليان وستيفان الرب يقدسكم ويفرحكم دوما
محبتكم الاخت مركريت قلب يسوع
مركريت قلب يسوع- عدد الرسائل : 570
تاريخ التسجيل : 04/06/2008
رد: الأحد السادس للقيامة وتذكار العذراء 2011
عزيزي ابو ارسلان قدسك الرب
شكرا لك على موعظة الاحد السادس من القيامة. تحياتي واشواقي الى ام ارسلان والى فيفيان وارسلان وليليان وستيفان الرب يقدسكم ويفرحكم دوما
محبتكم الاخت مركريت قلب يسوع
شكرا لك على موعظة الاحد السادس من القيامة. تحياتي واشواقي الى ام ارسلان والى فيفيان وارسلان وليليان وستيفان الرب يقدسكم ويفرحكم دوما
محبتكم الاخت مركريت قلب يسوع
مركريت قلب يسوع- عدد الرسائل : 570
تاريخ التسجيل : 04/06/2008
مواضيع مماثلة
» موعظة الأحد السادس من الدنح
» الأحد السادس من الدنح
» موسم الأحد السادس من القيامة
» موعظة الأحد السادس من القيامة
» مذاريش سابوع الصوم
» الأحد السادس من الدنح
» موسم الأحد السادس من القيامة
» موعظة الأحد السادس من القيامة
» مذاريش سابوع الصوم
النوفلي :: المواضيع الدينية :: عظات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت فبراير 17, 2024 4:02 am من طرف Jo Hermiz
» رمش عيد ختان الرب 2022
الخميس فبراير 15, 2024 3:09 pm من طرف Jo Hermiz
» الجمعة الرابعة من السوبارا
الأربعاء فبراير 14, 2024 5:43 pm من طرف Jo Hermiz
» تشبوحتا
الخميس سبتمبر 01, 2022 3:32 pm من طرف Jo Hermiz
» شبح لالاها معشنان
الثلاثاء مايو 03, 2022 5:20 am من طرف Jo Hermiz
» تشبوحتا دمثأمرا بسهرة الحش يوم خميس الفصح بعد الانجيل
الجمعة أبريل 15, 2022 3:04 pm من طرف Jo Hermiz
» شليحا دعيذا قديشا دقيمتيه دمارن
الخميس أبريل 14, 2022 3:09 pm من طرف Jo Hermiz
» قريانا دعيذا قديشا دقيمتيه دمارن
الأربعاء أبريل 13, 2022 3:48 pm من طرف Jo Hermiz
» قولاسى دقوداشا تليثايا تسجيل جديد
الأربعاء أبريل 13, 2022 3:06 pm من طرف Jo Hermiz