النوفلي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» صلاة صباح عيد ختان الرب 2023
الباعوثة اليوم الثالث Emptyالسبت فبراير 17, 2024 4:02 am من طرف Jo Hermiz

» رمش عيد ختان الرب 2022
الباعوثة اليوم الثالث Emptyالخميس فبراير 15, 2024 3:09 pm من طرف Jo Hermiz

» الجمعة الرابعة من السوبارا
الباعوثة اليوم الثالث Emptyالأربعاء فبراير 14, 2024 5:43 pm من طرف Jo Hermiz

» تشبوحتا
الباعوثة اليوم الثالث Emptyالخميس سبتمبر 01, 2022 3:32 pm من طرف Jo Hermiz

» شبح لالاها معشنان
الباعوثة اليوم الثالث Emptyالثلاثاء مايو 03, 2022 5:20 am من طرف Jo Hermiz

» تشبوحتا دمثأمرا بسهرة الحش يوم خميس الفصح بعد الانجيل
الباعوثة اليوم الثالث Emptyالجمعة أبريل 15, 2022 3:04 pm من طرف Jo Hermiz

» شليحا دعيذا قديشا دقيمتيه دمارن
الباعوثة اليوم الثالث Emptyالخميس أبريل 14, 2022 3:09 pm من طرف Jo Hermiz

» قريانا دعيذا قديشا دقيمتيه دمارن
الباعوثة اليوم الثالث Emptyالأربعاء أبريل 13, 2022 3:48 pm من طرف Jo Hermiz

» قولاسى دقوداشا تليثايا تسجيل جديد
الباعوثة اليوم الثالث Emptyالأربعاء أبريل 13, 2022 3:06 pm من طرف Jo Hermiz

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
قم بحفض و مشاطرة الرابط النوفلي على موقع حفض الصفحات
التبادل الاعلاني
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط النوفلي على موقع حفض الصفحات


الباعوثة اليوم الثالث

اذهب الى الأسفل

الباعوثة اليوم الثالث Empty الباعوثة اليوم الثالث

مُساهمة  Abdullah الأربعاء فبراير 16, 2011 5:04 am

اليوم الثالث من أيام الباعوثا (الأربعاء 16 شباط 2011)

زمن الباعوثة ... زمن الأعمال الصالحة (متى 6: 1- 18)

سيادة المطران بشار متي وردة




يكتمل صومنا وصلاتنا دوماً بالأعمال الحسنة تُقدّمها أيدينا والنابعة من قلبٍ نقي يرى في كلِّ إنسان صورة الله المُحِب، فالصوم والصلاة إفراغ من ذواتنا وإمتلاءٌ من الله. أن نفرِغَ المجال كلّه لله ليأتي ويملء حياتنا، وأن نملئ أيدينا من أعمال الخير لقريبنا. وهذه كلّها: الصوم والصلاة والصدقة هي هدّية لإلهنا الذي دعانا إليه. من هنا يقول لنا ربّنا اليوم: صدقتُكَ وصومُك وصلاتك ليست لكَ لكي تُظهِرها للناس، وتتفاخر بها، بل هي لله أبيكَ فلهُ وحده تُظهِر هذه المحبّة.

أوصى الله منذ البدء بالأخوة المُحتاجين فخصَّ لهم الكثير من أقوال ألأنبياء، وبيّن لنا أنه المُدافعَ عنهم على الأرض فلا مجال للإنسان لأن يُقسي قلبه ويتجاهلهم ويُبخِل في مساعدتهم: "ولذلك آمُرُكم اليوم أن تفتحوا أيدكم لإخوتكم المَساكينَ المُحتاجينَ الذين في أرضكم" (تث 15: 11). ويُريد ربّنا اليومَ أن يجعلَ من أعمال الإحسان والصدقة تعابير عرفانِ الجميل لله، فيطلّب منّا أن نُخصصها له من دون ضجيج ما بينَ الناس، فإذا أردنا أن نُكرِم الله من خلال مُساعدتنا للفقير والمُحتاج، فليكن الأمرُ خفيةً، من دونِ طبولٍ أو تهليلٍ أو غناء. معلوّمنا الروحيون كانوا يقولون دوماً: مَن يُساعد الناس خفيةً هو أعظمُ من موسى مُعلم الشريعة"، وهم يعلمونَنا أنه إذا وقفَ الفقيرَ أمامك، وقفَ الله على يمينهِ، فهذه المُساعدة ليست موجهة للفقير فقط، بل للإنسان الذي نرى فيه وجه الله فنخدمهُ بمحبّة صادقة غير منتظرين المُجازة، لأننا نلنا المُجازاة مُسبقاً عندما وضعَ الله في طريقنا هذا الفقير أو المحتاج لعوننا. عوننا وصدقتنا هي إستجابة لدعوة الله، والله وحدهُ هو المعني بهذا الجواب، وهو الذي يقبلنا في ملكوتهِ تلاميذ أُمناء له لا لأنفسنا وإفتخارنا.

هكذا يكون عملُ الإحسان عملاً لخلاصنا، لا لأن الله يرضى عنّا ويقبلنا ويجازينا خيراً على الخير الذي صنعناه، بل لأننا ومن خلال صدقتنا الخفية والتي لم يراها أحدٌ، ولم نُعلنها للناس، ولم ندقَ الطبول لنشرها، من خلال هذا الإحسان الخفي نتحدّى أنانيتنا، فالصدقة تحدٍ ومُحاربة للغرور والكبرياء الذي هو فينا، وإسكاتٌ لصوتِ المُجرّب الذي يُريد الشُهرة الباطلة، ليكونَ عملٌ الإحسان عملَ تعبدٍ متواضعٍ نزيه مثلُ إلهنا المُنزّه. فلا أقفُ أمام الله لأُبرر ذاتي أمامه وأُطالبهُ بالمُجازاة، بل أقف وكُليّ تواضع شاكراً له هذا الإحسان الذي قدّمه هو لي، فرصةَ أن أكونَ خيّراً مثله، وهكذا حُراً من كل كبرياء وغرور باطلِ.

هنا نفهم أن المعنى الحقيقي للصدقة هو تعبّد لله الواحد وهي ممارسة للعدالة، "العدالة" التي نُظهرُها تجاه الفقير، فالصدقة ليست كرماً منّا، بل واجبٌ علينا، فكلُّ ما ما يملكهُ الإنسان إنما هو عطية وقرضٌ من الله الخالق، مالكُ الأرض كلّها، فإذا زادَ المال لدينا فهذا ليس لكي نخزنه بل لنتقاسمه. فالمُحسِن يُصلي للرب مع داود المُزمّر في قلبه عندما يُعطي صدقة: ما لنا هو لك وكلُّ شيءٍ يأتي منكَ. فواجبُ الإحسان والصدقة هو على الجميع، حتى الفقير الذي يعيش على الصدقة عليه أن يُمارسَ الصدقة، لأن مَن يُمارس الصدقة يملءُ العالم طيبة ومحبّة، أي يلمؤه من الله، وهكذا تتواصلَ الحياة التي يُريدها الله للإنسان.

يُحكى عن فتى فقيرٍ كان يعمل مساءً ليتمكّن من تسديد أقساط الدراسة. حدث يوماً أنه دقَ الباب على بيتٍ يطلب كوباً من الماء. فتحت له المرأة الباب ورأت أنه طفلٌ ضعيفُ البُنية فأعطتهُ كوباً من الحليب، فشكرها وغادرها فرحاً. إتفقَ بعد سنواتٍ طويلة أن المرأة تمرّضت وتطلّبَ الأمرُ نقلها إلى مشفى مُتخصص، يعمل فيه طبيبٌ ماهر. عندما رأها عرفها، فراح يعمل جاهداً على إنقاذها، ونجح َفي ذلك. سأل أهلُ المريضة عن فاتورة الحساب من المشفى، فإذا هي عالية التكاليف، ولكنهم إستغربوا عندما وجدوا على ظهر الورقة كتابة تقول: كل الحسابِ مدفوع بكوبٍ من الحليب"، وكانت الكتابة للطبيب المُختص. فالصدقة عملٌ يُخاطبُ قلبَ الله الذي لا ينسى كوب ماء يُقدم لفقراءه.

ولكنَّ ربّنا قالَ: "ليظهر نوركم أمام الناس، فيروا أعمالكم الصالحة (متى 5: 16)، فكيفَ يُطالبنا بإخفاء هذا النور عن الناس؟

عندما سألت السامرية ربّنا يسوع: أين تكون العبادة الحقّة؟ أجابها أن العابدون الصادقونَ هم مَن يعبدون الآب بالروح والحق" (يو 4: 19- 24)، ربّنا يُريدنا أن نعبدَ الآب بالحق، وهذا يعني أن نُؤمِن بأنه هو الله الذي نُحبُه من كلِّ القلب والفكر والقوّة، وهو يعني أنني مُلزمٌ بأن تظهر فيَّ دوماً صورة الإنسان الذي خلّصهُ الآب برحمتهِ التي ظهرت لي بيسوع المسيح، والتي جعلتني تلميذاً أميناً ليسوع مُحباً له، محبّة ننسى فيها أنفسنا من أجل القريب، محبّة تلقائية لا تنتظر مناسبةً أو إحتفالاً أو تملقاً، بل تُحب وتُحسِن بشكل طوعي ومجاني ودائم.

فنحن مُطالبونَ أن نُظهرنا مسيحيتنا عندما يلحظ فيها الجميع تأثيرَ عمل الله: كلامٌ طيّب، قلبٌ خيّر، فكرٌ نقي، يدٌ معطاءة، صدقٌ ثابت، وأخلاقٌ نبيلة ... وكلّها هي تعابير شُكرٍ لله الآب، وهو الذي يقبلها ويزدها بركة. يروي لنا آباؤنا الروحيون أن أحدهم أعطى القديس مكاريوس عنقوداً فاخراً من العنب، فتذكّر أن بجانبه نُساكٌ مريضٌ يحتاجِ إلى طعام مُغذي، فقام ووضعهُ خفيةً أمام منسكنته. رأى النساك المريض هذا العنقود، ففكرَ براهبٍ آخر سيكون أكثر حاجةٍ إليه منه، فقام ووضعه أمام منسكته خفية، فيُقال أن هذا العنقود زار كل صومعاتِ صعيدِ مصر حتى وصلَ إلى القديس مكاريوس نفسه. فشكر الله على المحبة الصادقة الموجودة بين رُهبانهِ وعلى السخاء الوافر الذي أظهروه في تخلّيهم عن حاجاتهم من أجل حياة وراحة القريب.

صومنا يكون إذن لا بالإمتناع عن الطعام فقط، بل بالإمتناع عن كلِّ ما يُعيقُ حضوره في حياتنا: تكبّرنا، غرورنا، إسمنا ومكانتنا إنجازاتنا ... وهكذا في صومنا وصلاتنا نُعلِن إيماننا بأننا نعبدُ الله وحده دون سواه، ونعمل على تزينَ حياتنا بأعمال الخير التي تُفرح قلبَ الله، فنكسر للجائع خبزنا، ونُدخِلَ البائيسنَ بيوتنا، ونكسو العُريان ثوباً (إش 58: 7)، لأن الصوم لا يعني الإمتناع بل العطاء، عطاء الحياة كلّها لله وللقريب.
Abdullah
Abdullah
Admin
Admin

عدد الرسائل : 12852
العمر : 71
تاريخ التسجيل : 10/01/2008

http://shamasha.com.au

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى