بحـث
المواضيع الأخيرة
بيتُ اللـه والمُهتـّمـون به !
النوفلي :: المواضيع الدينية :: عظات
صفحة 1 من اصل 1
بيتُ اللـه والمُهتـّمـون به !
خرج الكون وما فيه من وجود اللـه نفسه. انه امتدادٌ له ومرتبطٌ به. انه بيتُ اللـه. في هذا البيت تعيشُ " أسرة "اللـه. لهذا البيت صاحبٌ صنعَهُ ومهندسٌ صَّمـمَهُ، أو بان ٍ أقامَهُ. وهذا الباني أو الصانع هو اللـه نفسُهُ. وفي البيت أبـناءُ اللـه. وهؤلاء الأبناء هم البشر صورة ُ اللـه وأبناؤُه بالأيمان. ولهذا البيت خـدَمٌ - من أبناء البيت !- يدّبرونه ويُسَّهلون له الحياة. هؤلاء الخدم يخضعون لأرادة صاحب البيت وينفـّذون أوامره وتعليماتِهِ لتتفق مع أسس البناء و تضمن خدماتِه. ليس للخدم ارادة ٌوتخطيط ٌ مستقلٌ وخارجٌ عن تخطيط سيّد البيت. انهم يتقـّيدون فقط بنواياهُ ويتبعون ارشاداتِهِ. لا يملكون بادرتـَهم الخاصّة. البادرة كلها لرب البيت. بادرتهم الخاصّة تكون فقط بمدى وكيفية استيعاب ارادة أبيهم وفي اختيار طرق التفاعل مع تلك الأرادة.
1- موسى خــادمُ بيتِ اللـه !
ادّعى اليهود أنهم شعبُ اللـه المختار. وكانوا كذلك لأن اللـهَ اختار ابراهيم شعبا له يقودُ، بواسطته ، بقية الشعوب الى نور الحق والخلاص. واليهود كلهم من نسل ابراهيم، ويفتخرون بذلك : " انَّ أبانا ابراهيم " (يو8: 39). كما كان شعورُهم قويا ايضا بـبُنوتهم للـه : " لا أبَ لنا الا اللـه " (يو8: 41-44)، لأن اللـه قال يوما بأن بني اسرائيل ابناؤُه : " اسرائيل ابني البكر" (خر4: 22). شعروا انهم بيتُ اللـه. وأقام اللـهُ ، ربُ بيتهم ، مدّبرا لهذا البيت ، هو موسى الذي دعاهُ : " .. تعالَ أرسلكَ.. لتخرجَ شعبي بني اسرائيل من مصر" (خر3: 10)، " فاذهبْ وأنا أعينك على الكلام وأعَّـلمُك ما تقول" (خر4: 12). اللـه هو الذي يقودُ الأحداث لا موسى !.
آمن اليهودُ بأنَّ موسى مُرسَلٌ من قبل اللـه ليدّبر بيتـَه ، وآعترفوا به قائدا لمسيرة حياتهم ومستقبلها. وتمسكوا به بشدّة : " نحن تلاميذه. ونحن نعلم انّ اللـه كلـّمَ موسى " (يو9: 28). وجعلوا فيه " كلَّ رجائهم " (يو5: 45) لأنه على يده " أ ُعطيت الشريعة " ( يو1: 17؛ 7: 19-23). وظلوا متمسكين بـ " سُنن موسى " (أع6: 14) حسبما حَّوَرَها شيوخهم بتفسيراتهم البشرية المحضة البعيدة عن نية صاحب البيت وارادتِه، حتى بلغوا حدا تركوا فيه شريعة موسى ونقضوا شريعة اللـه لأقامة شريعتهم الخاصة بآسم موسى وبآسم اللـه (متى 15: 2- 9). تمسكهم وآفتخارُهم بشخص موسى ( تث 34: 10-11)أعماهم وأخرجهم من بيت اللـه نازعا عنهم " اختيارَهم " (متى 21: 34). لأنهم لم يفهموا موسى ولا تبعوا تعليمه (يو5: 39؛ 7: 19).
لم يكن موسى صاحبَ البيت. ولا هو قاد الشعب عبر مسيرته. بل كان اللـه نفسه يدير مباشرة كل شيء وموسى ينفذ ُ فقط : " الرب الهكم يعبرُ أمامكم ويزيلُ الأمم من أمامكم "(تث 31: 3)، تماما كما كان يسيرُ أمامهم مثل عمود نار يقودهم في برية سيناء (خر13: 21). ولم يّدَع ِ موسى قط أنه الخادمُ الوحيد لبيت اللـه. بل و أكد اختيار اللـه لبديل له يخلفه في قيادة الشعب " اذهب الى يشوع وشدد عزيمته.. لأنه هو الذي يعبر.. ويُمَّـلكُ.. " (تث3: 28؛ 31: 3). كما سبق وأخبرهم بأنَّ اللـه " يقيمُ لكم نبيا من بينكم ... فاسمعوا له "( تث 18: 15). وقد أكد يسوع لليهود أن موسى عنه تـنـّبـأ ( يو5: 46؛ أع 3: 22). وموسى أخطأ فقاصصه اللـه بسبب قساوة الشعب وعدم ايمانهم وتضامن موسى معهم (تث 3: 26؛ عدد 20: 10-13)، فقال له :" لن تعبرَ هذا الأردن "(تث31: 2؛ 34: 4). وكان قد سبق فراعى قساوة قلب شعبه فسمح لهم بالطلاق (تث 24: 1؛ متى 19: 7-. هكذا أخفقَ موسى كلما تصّرف من عنده ، برأيه وبادرتِه الخاصة!. بينما توّفق كلما تبع ونفذ مشيئة اللـه صاحب البيت !.
2- يسوع ربُّ بيتِ اللـه !
وعد الربُ داودَ بنسل " يدوم ملكهُ للأبد "(2صم 7: 14). وأكد الملاك لمريم أنّ هذا الطفل الملوكي الألهي سيولد منها (لو1: 32-33). كما أكد الرسول أن هذا يسوع ابن مريم هو ابن اللـه (عب 1: 5) كما أعلنه الصوتُ السماوي عند عماده (متى 3: 17). وقد اعترفَ يسوع أنـَّه فعلا ابن اللـه (يو5: 18؛ 10: 36؛ متى26: 64؛ مر14: 62؛ لو2: 50؛ 22: 69). والسماء التي أعلنته ابنا أعادت الأعلان وأضافت :" اسمعوا لهُ" (متى 17: 5). وقد آمن الرسل بما عاينوا وسمعوا وشهدوا له (2بط 1: 18). وآمنت جموع المشاهدين ايضا (متى27: 54؛ يو11: 48؛ 12: 9-11). وهذا ابن اللـه هو ابن الأنسان ايضا (متى8: 20؛ 9: 6؛ 11: 19؛ 12: 8-40؛ 16: 13؛ 18: 11؛ 26: 24). انه رب السبت ( مر2: 38) ، وربُ الحصاد (متى9: 38) ورب البيت (متى 13: 52؛ 20: 1-15).
لقد نعته الفريسيون بـ "بعل زبول" (متى9: 34؛ 10: 25) اي يعمل بقوة الشيطان ، مع أن يسوع أكد أنه لا يقول ولا يعمل شيئا من عنده بل بما هو مشيئة اللـه (يو 4: 34؛ 14: 10). لايصنع شيئا من عنده بل متفق في كل شيء مع الآب (يو5: 19-21و30). انه مخولٌ من الآب (يو5: 22 و36) الذي يكشفه للعالم (يو6: 44و65)، ويسوع وحدَه هوالطريق الذي يقود الى اللـه (يو14: 6-7). لأنه هو و الآب واحد (يو10: 30)، ومن رآه رأى الآب لأنه هو موجود في الآب والآب موجودٌ فيه (يو14: 9-11). واذا كان اللـهُ صاحبَ البيت ورَّبَـهُ فلن يكون يسوع أقل من ذلك. لأن كل ما للاهوت يملكه يسوع بالطبيعة (يو 16: 15 ؛ 17: 10). فاللـه الذي أقام موسى وكيلا وأرسله لأنقاذ بني اسرائيل من عبودية المصريين عبر هو بنفسه بين الشعب وأنقذ ابكاره (خر12: 27) ثم سار أمامه (خر13: 21). واللـه أرسل أى تجسد في شخص يسوع لأنقاذ البشرية جمعاء من عبودية الخطيئة. صار اللـه بين الناس ومعهم ، ثم أقام لهم ، في الكنيسة خـدمة (لو22: 25-27؛ يو13: 4-15)،وكلاء وأمناء على الرسالة ( يو20: 21؛ مر16: 15) لينصتوا الى اللـه ويشهدوا له (أع1: ويقودوا البشرية حسب ارشاداته. لأن يبقى اللـه يرشد البشرية ، هو نفسه بالروح القدس ، الى الحق كله (يو16: 13)، لأنه يمكث مع الكنيسة طوال الدهر(متى28: 20).
خلافا لموسى لم يخطأ يسوع مطلقا ولا بشيء صغير يُلامُ عليه. واذا لامه اليهود بأنه لا يحفظ السبت فعن جهل. ولما ناقشهم بالأمر لم يستطيعوا الجواب عليه (مر2: 24-28؛ لو6: 1-11). لم يستطع أحد أن يثبتَ على يسوع خطيئة ما ، بينما ثبَّت هو على جميعهم الخطيئة (يو8: 7 و24 و46). اتهموه وأتوا حتى بشهود زور للأيقاع به واثبات مخالفة ما ، ولم يفلحوا (متى26: 59-60؛ مر14: 55-59؛ لو 23: 14-15). وقد أعلن بيلاطس على الملأ برارة يسوع وبراءته من أي ذنب ، حتى تبَّرأ هو نفسه من دمه (متى27: 24).
آمنَ عامة الشعب بيسوع أنه المسيح ابن اللـه. وأعلنوا ذلك : " ما تكلم انسان قط بمثل هذا الرجل "(يو7: 46)؛ " هل يُجري المسيح من الآيات ، حين يأتي، أكثر مما أجرى هذا الرجل " (يو7: 31)؟ ؛ " لم يأتِ يوحنا بآية ولكن ما قاله في هذا الرجل كان كله حقـا "(يو10: 41). كان تعليمُه وسلوكه وأعماله كمن له سلطان (متى7: 28-29) حتى تعّجبت الجماهيرُ بشخصيته واستغربوا سلطانـَه هذا (متى9: 8؛ لو 4: 36). وآحتار به الفريسيون و الرؤساء وطالبوه بتقديم تبرير لتصرفاته وتعليمه المناهض لتقاليدهم (يو2: 18؛ متى 21: 23). ولما فشلوا في ارغامه على الدخول في حلبتهم والسلوك حسب نظامهم ناصبوه العداء بحجة أنه يخالف الشريعة (يو9: 16). لكن السبب الحقيقي لرفضهم الأعتراف به أنه المسيح كان حسدُهم (متى27: 18) لأن الجماهير صارت تتبعه وتؤمن به (يو11: 48) رغم انهم كانوا قد حكموا بطرد كل من يؤمن به (يو9: 22). لم يجد كلامُ المسيح اليهم سبيلا (يو8: 37) لأنه لم يتعلم عندهم ومنهم (يو7: 15)، ولا تقيَّد بسنن شيوخهم بل فضح خروجهم عن شريعة اللـه (متى15: 2-7). ظلوا غلاظ الرقاب وقساة القلب (خر33: 2-5؛ أع 7: 51) يتمَّردون على اللـه ويحزنون روحَه القدوس (اش63: 10). هكذا رفضوا ليسوع ايضا أن يكون " ربَّ البيت " لأنهم ادعوا ذلك لأنفسهم !. لكنه بقي رغمـًا عنهم " ربَّ البيت "، أى الحجرالذي رذلوه هم صارَرغما عنهم رأس الزاوية (متى 21: 42؛ 1بط2: 7)في بيت اللـه.
3- نحنُ بيتُ اللـه !
اذا كان بنو اسرائيل بيتَ اللـه لحين ، فمن هو الآن بيتُ اللـه ؟ لاسيما وأن الأختيارَالأول قد أ ُنتزع من شعب اللـه القديم ؟ قال الأنجيل :" ان ملكوت اللـه سينزع عنكم ، ليسلمَ الى أمة تجعله يخرجُ ثمَـرَه "(متى21: 43). وقال الرسول نحن :" بيت اللـه " (آية 6). البشرية كلها أسرة اللـه ، اليهود والوثنيون ، لأن المسيح " هدمَ ، بجسده ، الحاجز الفاصل بينهما " (أف2: 14). وبنوع خاص من آمن بيسوع المسيح وحفظ كلامه وسار على خطاه هذا يكون " شعبَ اللـه الجديد " (2كور5: 17)، و" بيـتـَهُ " أى " كنيسة اللـه الحي "(اف2: 19؛ 1طيم3: 15). ورسمَ يسوعُ خطوط هذا البيت ودعاه " الكنيسة ". فالكنيسة هي جماعة المؤمنين بيسوع المسيح ، الحاملين نيره وصليبه ، السائرين في درب جلجلة البذل والعطاء ، المختارين طريق المحّبة والأيمان والرجـاء ، والمتسّلحين بقداسة السيرة (1تس4: 7).
وان كانت الكنيسة ُ كلها بيتَ اللـه فلأن كلَّ مؤمن فيها هو اساسا بيتُ اللـه. يقول الرسول :" نعلمُ أنه اذا هدم بيتنا الأرضي ، وهو أشبه بالخيمة ، فلنا في السماوات بيتٌ من بناء اللـه لم تشِدْهُ الأيدي " (2كور5: 1) وعنى بهذا البيت جسدنا الأرضي (2كور5: 6-10؛ 2بط1: 13-14)، الذي دعاه ايضا " هيكل الروح القدس" لأنه " عضو في جسد المسيح " (1كور6: 15و 19). بل وهيكل اللـه الثالوث كاملا " لأن روح اللـه حالٌ فيكم " (1كور3: 16-17). فاننا اذن للـه ونحيا به ونعمل معه لأننا " بنيانُ اللـه" (1كور 2: 9). اللـه صاحبُ بيتنا ويسوع مهندسُه والكنيسة خادمتـُه ونحن نأوى اليه ونحتمي به وفيه نمجدُ اللـه بحياة تليق به وترضيه.
1- موسى خــادمُ بيتِ اللـه !
ادّعى اليهود أنهم شعبُ اللـه المختار. وكانوا كذلك لأن اللـهَ اختار ابراهيم شعبا له يقودُ، بواسطته ، بقية الشعوب الى نور الحق والخلاص. واليهود كلهم من نسل ابراهيم، ويفتخرون بذلك : " انَّ أبانا ابراهيم " (يو8: 39). كما كان شعورُهم قويا ايضا بـبُنوتهم للـه : " لا أبَ لنا الا اللـه " (يو8: 41-44)، لأن اللـه قال يوما بأن بني اسرائيل ابناؤُه : " اسرائيل ابني البكر" (خر4: 22). شعروا انهم بيتُ اللـه. وأقام اللـهُ ، ربُ بيتهم ، مدّبرا لهذا البيت ، هو موسى الذي دعاهُ : " .. تعالَ أرسلكَ.. لتخرجَ شعبي بني اسرائيل من مصر" (خر3: 10)، " فاذهبْ وأنا أعينك على الكلام وأعَّـلمُك ما تقول" (خر4: 12). اللـه هو الذي يقودُ الأحداث لا موسى !.
آمن اليهودُ بأنَّ موسى مُرسَلٌ من قبل اللـه ليدّبر بيتـَه ، وآعترفوا به قائدا لمسيرة حياتهم ومستقبلها. وتمسكوا به بشدّة : " نحن تلاميذه. ونحن نعلم انّ اللـه كلـّمَ موسى " (يو9: 28). وجعلوا فيه " كلَّ رجائهم " (يو5: 45) لأنه على يده " أ ُعطيت الشريعة " ( يو1: 17؛ 7: 19-23). وظلوا متمسكين بـ " سُنن موسى " (أع6: 14) حسبما حَّوَرَها شيوخهم بتفسيراتهم البشرية المحضة البعيدة عن نية صاحب البيت وارادتِه، حتى بلغوا حدا تركوا فيه شريعة موسى ونقضوا شريعة اللـه لأقامة شريعتهم الخاصة بآسم موسى وبآسم اللـه (متى 15: 2- 9). تمسكهم وآفتخارُهم بشخص موسى ( تث 34: 10-11)أعماهم وأخرجهم من بيت اللـه نازعا عنهم " اختيارَهم " (متى 21: 34). لأنهم لم يفهموا موسى ولا تبعوا تعليمه (يو5: 39؛ 7: 19).
لم يكن موسى صاحبَ البيت. ولا هو قاد الشعب عبر مسيرته. بل كان اللـه نفسه يدير مباشرة كل شيء وموسى ينفذ ُ فقط : " الرب الهكم يعبرُ أمامكم ويزيلُ الأمم من أمامكم "(تث 31: 3)، تماما كما كان يسيرُ أمامهم مثل عمود نار يقودهم في برية سيناء (خر13: 21). ولم يّدَع ِ موسى قط أنه الخادمُ الوحيد لبيت اللـه. بل و أكد اختيار اللـه لبديل له يخلفه في قيادة الشعب " اذهب الى يشوع وشدد عزيمته.. لأنه هو الذي يعبر.. ويُمَّـلكُ.. " (تث3: 28؛ 31: 3). كما سبق وأخبرهم بأنَّ اللـه " يقيمُ لكم نبيا من بينكم ... فاسمعوا له "( تث 18: 15). وقد أكد يسوع لليهود أن موسى عنه تـنـّبـأ ( يو5: 46؛ أع 3: 22). وموسى أخطأ فقاصصه اللـه بسبب قساوة الشعب وعدم ايمانهم وتضامن موسى معهم (تث 3: 26؛ عدد 20: 10-13)، فقال له :" لن تعبرَ هذا الأردن "(تث31: 2؛ 34: 4). وكان قد سبق فراعى قساوة قلب شعبه فسمح لهم بالطلاق (تث 24: 1؛ متى 19: 7-. هكذا أخفقَ موسى كلما تصّرف من عنده ، برأيه وبادرتِه الخاصة!. بينما توّفق كلما تبع ونفذ مشيئة اللـه صاحب البيت !.
2- يسوع ربُّ بيتِ اللـه !
وعد الربُ داودَ بنسل " يدوم ملكهُ للأبد "(2صم 7: 14). وأكد الملاك لمريم أنّ هذا الطفل الملوكي الألهي سيولد منها (لو1: 32-33). كما أكد الرسول أن هذا يسوع ابن مريم هو ابن اللـه (عب 1: 5) كما أعلنه الصوتُ السماوي عند عماده (متى 3: 17). وقد اعترفَ يسوع أنـَّه فعلا ابن اللـه (يو5: 18؛ 10: 36؛ متى26: 64؛ مر14: 62؛ لو2: 50؛ 22: 69). والسماء التي أعلنته ابنا أعادت الأعلان وأضافت :" اسمعوا لهُ" (متى 17: 5). وقد آمن الرسل بما عاينوا وسمعوا وشهدوا له (2بط 1: 18). وآمنت جموع المشاهدين ايضا (متى27: 54؛ يو11: 48؛ 12: 9-11). وهذا ابن اللـه هو ابن الأنسان ايضا (متى8: 20؛ 9: 6؛ 11: 19؛ 12: 8-40؛ 16: 13؛ 18: 11؛ 26: 24). انه رب السبت ( مر2: 38) ، وربُ الحصاد (متى9: 38) ورب البيت (متى 13: 52؛ 20: 1-15).
لقد نعته الفريسيون بـ "بعل زبول" (متى9: 34؛ 10: 25) اي يعمل بقوة الشيطان ، مع أن يسوع أكد أنه لا يقول ولا يعمل شيئا من عنده بل بما هو مشيئة اللـه (يو 4: 34؛ 14: 10). لايصنع شيئا من عنده بل متفق في كل شيء مع الآب (يو5: 19-21و30). انه مخولٌ من الآب (يو5: 22 و36) الذي يكشفه للعالم (يو6: 44و65)، ويسوع وحدَه هوالطريق الذي يقود الى اللـه (يو14: 6-7). لأنه هو و الآب واحد (يو10: 30)، ومن رآه رأى الآب لأنه هو موجود في الآب والآب موجودٌ فيه (يو14: 9-11). واذا كان اللـهُ صاحبَ البيت ورَّبَـهُ فلن يكون يسوع أقل من ذلك. لأن كل ما للاهوت يملكه يسوع بالطبيعة (يو 16: 15 ؛ 17: 10). فاللـه الذي أقام موسى وكيلا وأرسله لأنقاذ بني اسرائيل من عبودية المصريين عبر هو بنفسه بين الشعب وأنقذ ابكاره (خر12: 27) ثم سار أمامه (خر13: 21). واللـه أرسل أى تجسد في شخص يسوع لأنقاذ البشرية جمعاء من عبودية الخطيئة. صار اللـه بين الناس ومعهم ، ثم أقام لهم ، في الكنيسة خـدمة (لو22: 25-27؛ يو13: 4-15)،وكلاء وأمناء على الرسالة ( يو20: 21؛ مر16: 15) لينصتوا الى اللـه ويشهدوا له (أع1: ويقودوا البشرية حسب ارشاداته. لأن يبقى اللـه يرشد البشرية ، هو نفسه بالروح القدس ، الى الحق كله (يو16: 13)، لأنه يمكث مع الكنيسة طوال الدهر(متى28: 20).
خلافا لموسى لم يخطأ يسوع مطلقا ولا بشيء صغير يُلامُ عليه. واذا لامه اليهود بأنه لا يحفظ السبت فعن جهل. ولما ناقشهم بالأمر لم يستطيعوا الجواب عليه (مر2: 24-28؛ لو6: 1-11). لم يستطع أحد أن يثبتَ على يسوع خطيئة ما ، بينما ثبَّت هو على جميعهم الخطيئة (يو8: 7 و24 و46). اتهموه وأتوا حتى بشهود زور للأيقاع به واثبات مخالفة ما ، ولم يفلحوا (متى26: 59-60؛ مر14: 55-59؛ لو 23: 14-15). وقد أعلن بيلاطس على الملأ برارة يسوع وبراءته من أي ذنب ، حتى تبَّرأ هو نفسه من دمه (متى27: 24).
آمنَ عامة الشعب بيسوع أنه المسيح ابن اللـه. وأعلنوا ذلك : " ما تكلم انسان قط بمثل هذا الرجل "(يو7: 46)؛ " هل يُجري المسيح من الآيات ، حين يأتي، أكثر مما أجرى هذا الرجل " (يو7: 31)؟ ؛ " لم يأتِ يوحنا بآية ولكن ما قاله في هذا الرجل كان كله حقـا "(يو10: 41). كان تعليمُه وسلوكه وأعماله كمن له سلطان (متى7: 28-29) حتى تعّجبت الجماهيرُ بشخصيته واستغربوا سلطانـَه هذا (متى9: 8؛ لو 4: 36). وآحتار به الفريسيون و الرؤساء وطالبوه بتقديم تبرير لتصرفاته وتعليمه المناهض لتقاليدهم (يو2: 18؛ متى 21: 23). ولما فشلوا في ارغامه على الدخول في حلبتهم والسلوك حسب نظامهم ناصبوه العداء بحجة أنه يخالف الشريعة (يو9: 16). لكن السبب الحقيقي لرفضهم الأعتراف به أنه المسيح كان حسدُهم (متى27: 18) لأن الجماهير صارت تتبعه وتؤمن به (يو11: 48) رغم انهم كانوا قد حكموا بطرد كل من يؤمن به (يو9: 22). لم يجد كلامُ المسيح اليهم سبيلا (يو8: 37) لأنه لم يتعلم عندهم ومنهم (يو7: 15)، ولا تقيَّد بسنن شيوخهم بل فضح خروجهم عن شريعة اللـه (متى15: 2-7). ظلوا غلاظ الرقاب وقساة القلب (خر33: 2-5؛ أع 7: 51) يتمَّردون على اللـه ويحزنون روحَه القدوس (اش63: 10). هكذا رفضوا ليسوع ايضا أن يكون " ربَّ البيت " لأنهم ادعوا ذلك لأنفسهم !. لكنه بقي رغمـًا عنهم " ربَّ البيت "، أى الحجرالذي رذلوه هم صارَرغما عنهم رأس الزاوية (متى 21: 42؛ 1بط2: 7)في بيت اللـه.
3- نحنُ بيتُ اللـه !
اذا كان بنو اسرائيل بيتَ اللـه لحين ، فمن هو الآن بيتُ اللـه ؟ لاسيما وأن الأختيارَالأول قد أ ُنتزع من شعب اللـه القديم ؟ قال الأنجيل :" ان ملكوت اللـه سينزع عنكم ، ليسلمَ الى أمة تجعله يخرجُ ثمَـرَه "(متى21: 43). وقال الرسول نحن :" بيت اللـه " (آية 6). البشرية كلها أسرة اللـه ، اليهود والوثنيون ، لأن المسيح " هدمَ ، بجسده ، الحاجز الفاصل بينهما " (أف2: 14). وبنوع خاص من آمن بيسوع المسيح وحفظ كلامه وسار على خطاه هذا يكون " شعبَ اللـه الجديد " (2كور5: 17)، و" بيـتـَهُ " أى " كنيسة اللـه الحي "(اف2: 19؛ 1طيم3: 15). ورسمَ يسوعُ خطوط هذا البيت ودعاه " الكنيسة ". فالكنيسة هي جماعة المؤمنين بيسوع المسيح ، الحاملين نيره وصليبه ، السائرين في درب جلجلة البذل والعطاء ، المختارين طريق المحّبة والأيمان والرجـاء ، والمتسّلحين بقداسة السيرة (1تس4: 7).
وان كانت الكنيسة ُ كلها بيتَ اللـه فلأن كلَّ مؤمن فيها هو اساسا بيتُ اللـه. يقول الرسول :" نعلمُ أنه اذا هدم بيتنا الأرضي ، وهو أشبه بالخيمة ، فلنا في السماوات بيتٌ من بناء اللـه لم تشِدْهُ الأيدي " (2كور5: 1) وعنى بهذا البيت جسدنا الأرضي (2كور5: 6-10؛ 2بط1: 13-14)، الذي دعاه ايضا " هيكل الروح القدس" لأنه " عضو في جسد المسيح " (1كور6: 15و 19). بل وهيكل اللـه الثالوث كاملا " لأن روح اللـه حالٌ فيكم " (1كور3: 16-17). فاننا اذن للـه ونحيا به ونعمل معه لأننا " بنيانُ اللـه" (1كور 2: 9). اللـه صاحبُ بيتنا ويسوع مهندسُه والكنيسة خادمتـُه ونحن نأوى اليه ونحتمي به وفيه نمجدُ اللـه بحياة تليق به وترضيه.
طلال فؤاد حنوكة ايشوعي- عدد الرسائل : 1971
العمر : 63
تاريخ التسجيل : 31/03/2010
النوفلي :: المواضيع الدينية :: عظات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت فبراير 17, 2024 4:02 am من طرف Jo Hermiz
» رمش عيد ختان الرب 2022
الخميس فبراير 15, 2024 3:09 pm من طرف Jo Hermiz
» الجمعة الرابعة من السوبارا
الأربعاء فبراير 14, 2024 5:43 pm من طرف Jo Hermiz
» تشبوحتا
الخميس سبتمبر 01, 2022 3:32 pm من طرف Jo Hermiz
» شبح لالاها معشنان
الثلاثاء مايو 03, 2022 5:20 am من طرف Jo Hermiz
» تشبوحتا دمثأمرا بسهرة الحش يوم خميس الفصح بعد الانجيل
الجمعة أبريل 15, 2022 3:04 pm من طرف Jo Hermiz
» شليحا دعيذا قديشا دقيمتيه دمارن
الخميس أبريل 14, 2022 3:09 pm من طرف Jo Hermiz
» قريانا دعيذا قديشا دقيمتيه دمارن
الأربعاء أبريل 13, 2022 3:48 pm من طرف Jo Hermiz
» قولاسى دقوداشا تليثايا تسجيل جديد
الأربعاء أبريل 13, 2022 3:06 pm من طرف Jo Hermiz