خلّص أيها الصالح

تركتني افرح و أعيش....
ومن الفرح ناديتني لتخبرني أن الألم قريب....
لكنك لم ترحل... أكملت بأنك لا زلت قريب....
تركتني اعمل و اتعب.... و من التعب شددت على يدي لأقوم
لكنك لم تتركها....وضعتها بين يديك..و همست انك حقا قريب
أمام العيون....لفّتك الغيوم..و رحلت
صعدت....فظننت أنني أنا سقطت
هل أبكي...لا فرحت مع انه فراق....ولأول مرة افرح بالفراق
لأنك قد علمتنا انه بدون فراق لا يوجد لقاء...
مع انك أنت وحدك هو اللقاء
ناديتك بصراخ...كيف...الآن...و لمَ الآن تصعد...و تتركني
أنا من بدأت اصعد بعد سنين من السقوط
لكنكم لم تجب...و كان جوابك هو الصمت...
بدون أن نسقط... لن نقوم...ولن نصعد
وماذا سأنتظر..اخبرني
يا من أنت جالس عن يمين الآب
أانتظر اليوم قيامة...أانتظر صعودا...أم انتظر وعدا
وليس عندي وعد أحبّ من أن يكون حبي لك وعدا
أخبرتني أن روحك القدوس سوف يأتي
وعدتني أن روحك القدوس يحيي
صرخت..وماذا سيحيي و العالم يتخبط بالموت
لم يعد لدي كثير من الوقت...كي أفكر...كي أعي...كي أدرك، فاعرف ما أتمنى أن يحيا فيّ
يوجد الكثير...الكثير...فهل أخبرته أنت!؟ فأنت و إياه واحد
أنت تعرفني...لا بل جبلتني...وأنا لا أجد الكلمات
أي كلمة استطيع فيها أن أرحب بروحك القدوس
أي خشوع...أية رهبة..أي فرح
هلاّ اخبره أن قلبي مفتوح
هل اهمس بأني أخيرا استطعت أن أسامح
هل اناديه قائلة إن الغد معه جميل
إني أترقب مواهبه و كأنها كنوز
لا بل هي أجمل من اللؤلؤ وأغلى من الياقوت
هل اصمت و اتركه يسكن في أعماقي
هل ارجوه أن يجددني ويعطيني صبرا...طول أناة..فرحا...حبا..سلاما...لقاء

علمني أيها المنتصر..القائم. العائد إلى حضن الآب، مع انك دائما في حضن الآب
علمني...ماذا سأقول..كيف سأرحب به...لقاء فريد...ضع كلمات بين شفاهي..وصلّي فيّ
روحك هو روح النشاط و التعزية...القوة و الثبات..
آه.. كم نحتاج للثبات...
روحك قدوس...هو روح الصمت و الصلاح
يرف على وجه المياه فتهدأ العواصف...يسكن الرعد..يخجل الغضب...يهرب الخوف
روحك القدوس قريب..تصلي له الكنيسة قائلة:
أيها الملك السماوي المعزي روح الحق. الحاضر في كل مكان و المالئ الكل
كنز الصالحات وواهب الحياة.. هلمّ واسكن فينا و طهرنا من كل دنس. وخلص أيها الصالح نفوسنا. آمين


منقول