النوفلي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» صلاة صباح عيد ختان الرب 2023
إيَّاه وَحْدَه تَعْبُد Emptyالسبت فبراير 17, 2024 4:02 am من طرف Jo Hermiz

» رمش عيد ختان الرب 2022
إيَّاه وَحْدَه تَعْبُد Emptyالخميس فبراير 15, 2024 3:09 pm من طرف Jo Hermiz

» الجمعة الرابعة من السوبارا
إيَّاه وَحْدَه تَعْبُد Emptyالأربعاء فبراير 14, 2024 5:43 pm من طرف Jo Hermiz

» تشبوحتا
إيَّاه وَحْدَه تَعْبُد Emptyالخميس سبتمبر 01, 2022 3:32 pm من طرف Jo Hermiz

» شبح لالاها معشنان
إيَّاه وَحْدَه تَعْبُد Emptyالثلاثاء مايو 03, 2022 5:20 am من طرف Jo Hermiz

» تشبوحتا دمثأمرا بسهرة الحش يوم خميس الفصح بعد الانجيل
إيَّاه وَحْدَه تَعْبُد Emptyالجمعة أبريل 15, 2022 3:04 pm من طرف Jo Hermiz

» شليحا دعيذا قديشا دقيمتيه دمارن
إيَّاه وَحْدَه تَعْبُد Emptyالخميس أبريل 14, 2022 3:09 pm من طرف Jo Hermiz

» قريانا دعيذا قديشا دقيمتيه دمارن
إيَّاه وَحْدَه تَعْبُد Emptyالأربعاء أبريل 13, 2022 3:48 pm من طرف Jo Hermiz

» قولاسى دقوداشا تليثايا تسجيل جديد
إيَّاه وَحْدَه تَعْبُد Emptyالأربعاء أبريل 13, 2022 3:06 pm من طرف Jo Hermiz

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
قم بحفض و مشاطرة الرابط النوفلي على موقع حفض الصفحات
التبادل الاعلاني
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط النوفلي على موقع حفض الصفحات


إيَّاه وَحْدَه تَعْبُد

اذهب الى الأسفل

إيَّاه وَحْدَه تَعْبُد Empty إيَّاه وَحْدَه تَعْبُد

مُساهمة  طلال فؤاد حنوكة ايشوعي الأحد أغسطس 22, 2010 5:44 pm



إيَّاه وَحْدَه تَعْبُد الإنسان بطَبْعه كائن مُتديِّن، لا يستَغْني عن الله. لذلك فجميع الأديان تَعبُد الله، رُغْم اختلافها في مصدرها، وطبيعة الإله الذي تعبُده. ورغم أنَّه من الصَّعب تعريف كلمة (عبادة)، إلاَّ أنَه مِن السَّهل اختبارها. فهي مِثل طَعْم العَسَل لا يُمكِن تَشْبيهه بطَعْم آخَر. وقد جاءت الوَصيَّة بالعبادَة على رأس الوصايا العَشْر (خروج20)، وقد أكَّدها المسيح في تجربته في البريَّة (متَّى4). فما هي العبادة؟ مَن الذي يجِب أنْ نعبده؟ ما هي طبيعة وعناصِر هذه العبادَة؟ ومَا هي الآلِهَة الحديثة التي في حياتنا؟ ما هي العبادة؟ إنَّ الله لا يريدنا أنْ نعبده بكلمات نُردِّدها بغَيْر وَعْي، أو بكلمات جافَّة، أو مَنقولَة مِن كِتاب، بَلْ يريد أنْ تكون لنا شَركَة حقيقية معه، بتلقائية وبدون ادِّعاء، هذه هي العبادَة الحقيقية. ونستطيع تعريفها ببساطَة بأنَّها: مُحادَثَة مُسْتَمِرَّة تلقائية مع الله.. عَطاءٌ مُستَمِرّ لله، عطاء النَّفْس.. الخضوع الكامِل لله.. التَّعبير القلبي الصَّادِق عَن حُبِّنا وشُكرنا له، والاعتراف بألوهيَّته وسيادته.. له الاحترام والإكرام، والخضوع والخشوع، بالفِكر والفِعل والقَول.. الوَفاء بالعُهود، وحِفْظ الحدود، والرِّضا بالموجود، والصَّبر على المَفقود. أول استخدام للكلمة في الكتاب المقدس (تكوين5:22) حين طَلَبَ إبراهيم مِن غُلامَيْه أنْ يجْلِسا، ليذهب هو بابنه اسحق ليسجُد للرَّب، مُقدِّماً له أغلى ما عنده، ابنه الوحيد، ذبيحةً. وأول استخدام للكلمة في العهد الجديد (متى11،2:2)، حين سَجَدَ المجوس للطفل يسوع. إنَّ عبادة الرَّب ليسَت شيئاً بسيطاً نقوم به بدون تفكير أو اهتمام، أو بدون تَكلِفة وتضحية، بل أنْ نُقدِّم أغلى ما عندنا للرَّب. كما قدَّم إبراهيم ابنه وحيده الذي يُحِبُّه. وكما قدَّم المجوس أفْضَل كنوزهم للمسيح. وهكذا يُعلِّم بولس: "قدِّموا أجسادكم ذبيحة حيَّة مُقدَّسة مَرضية، عبادتكم العقلية". مَن الذي نعبُد؟ قد يبدو السُّؤال بسيطاً ساذِجاً وجوابه معروف. إلاَّ أنَّ الحقيقة غير ذلك. فكما يقول المزمور: "قال الجاهل في قلبه ليس إله"، هكذا نجِد أنَّ هناك مَن يعبدون غير الرَّب وهم يَجْهَلون ذلك، أو يَتَجاهَلونَه متى عرفوا الحقيقة الكتابية. فالوصية الأولى تقول: "لا يكُن لك آلِهَة أخرى أمامي. لا تَصْنَع لك تِمثالاً مَنْحوتاً، ولا صُورَةً. لا تَسْجُد لَهُنَّ، ولا تَعْبُدهُنَّ". وعاد مؤكِّداً: "للرَّب إلهك تَسْجُد، وإيَّاه وحدَهُ تَعْبُد" (تثنية13:6). وهو ما اسْتَنَد إليه المسيح في انتصاره على إبليس في التجربة في البرية. ففي قراره بخصوص نوعِية ملكوته، رَفَضَ يسوع الخَيار الاقتصادي (الخُبْز)، ورَفَضَ الخَيار المُعْجِزي (نزوله على أيدي الملائكة)، ورَفَضَ الخَيار الدُّبلوماسي (التَّحالُف مع الشَّيطان بالسُّجود لَهُ)، مُستَنِداً إلى هذه الوصية: "للرَّب إلهك تسْجُد، وإيَّاهُ وحْدَهُ تَعبُد". أراد يسوع أنْ يُحذِّر تلاميذه مِن خُطورَة أيّ تحالُفٍ مع الشَّرّ، أو التَّوافُق بين الخطأ والصَّواب. الأمر الذي كان موضوع كرازة النبيّ إيليا (1ملوك 21:18) حين قال للناس موبِّخاً إيَّاهم على انتمائهم المُزدَوَج: "حتى مَتَى تَعرجون بين الفرقَتَيْن؟ إنْ كان الرَّب هو الله، فاتَّبعوه، وإنْ كان البَعْل، فاتَّبعوه". لأنَّهم لَم يعترفوا عَلَناً بإلهِهِم الحَيّ، وكانوا يتشبَّهون بالوثنيين في عبادَتهم، أو يُجامِلوهُم في مُناسباتهم ومُمارساتهم الوثنية، مُحاولين بذلك أنْ يُمسِكوا العَصا مِن مُنتصفها. هذه كانت رسالة جميع الأنبياء: الولاء الكامِل للرَّب، والشَّهادة العَلَنيَّة بأنَّه وَحْدَه الإله الحيّ الحقيقيّ، الذي يَحِقّ له وحده السُّجود والعبادة. لذلك كثيراً ما أدان المسيح بشِدَّة خطية الرِّياء، أي الولاء المُزدَوَج. فلا يقدِر أحدٌ أنْ يخدم سَيِّدَيْن، ولا شَرِكَة للنُّور مع الظُّلْمَة. الإلَه المَعْبود: تقول الماسونية: يستطيع المسيحي واليهودي والمُسلِم وغيرهم أنْ يعبدوا إلهاً واحِداً بصُوَر مُختلِفَة، والصَّلاة إلى (مُهندِس الكَون العظيم). لكن كلمة الله ترفُض ذلك تماماً: (1كورنثوس 5:8-6/ 1تيموثاوس 5:2/ لوقا 8:4/ 1يوحنا 23:2/ 2يوحنا 10،9)، لأنَّ الإيمان بإله واحِد حيّ حقيقي، كائن في ثلاثة أقانيم، الآب والابن والروح القدس، يختلِف عن ماهية الله عند اليهودي والمُسْلِم. إنَّنا نشترك معهم في الحضارة والثَّقافة والجِوار والحِوار، وفي قضايا أخلاقية وفِكرية مُتعدِّدة، لكن ليس في طبيعة الإله الذي نعبده. فتَنْهَى وصية الله عن العبادة التي يَبتدِعها البَشَر. فالوثنية القديمة كانت تدعو لعبادة آلِهَة صَنَعَها الناس مِن الحَجَر أو الخَشَب أو المَعْدَن. أمَّا الوثنية الحديثة، فقد ابتَدَعَت آلِهَة غير مادية، وظَنُّوا أنَّ الناس يُمكِنهم أنْ ينالوا بَرَكتها وحمايتها، إذا قدَّموا لها العبادة والإكرام والتَّبْجيل. ومع أنَّنا نعيش في عَصْرٍ يستطيع فيه أيّ فَرْد أنْ يُدرِك سَذاجَة وسَخافَة تِلك المُعتقدات الوثنية، إلاَّ أنَّ فِكْر بعض الناس لَمْ يَتَحرَّر بَعْد مِن العبادَة الأصنامية. إذْ يَنْسِبون قوَّة وبَرَكَة خاصَة للرُّموز الدينية، مِن صُوَر وتماثيل وطُقوس ورموز، وكأنَّها مَصْدَر البَرَكَة، ويُنكِرون أنَّهم يفعلون ذلك، الأمر الذي يقودنا للسُّؤال: عناصِر العِبادَة: ما الذي نَفْعله في عبادتنا للرَّب؟ الصَّلاة، والصَّوم، والتَّسبيح، والتَّقدمات. ألا يُقدِّم البَّعض مِنَّا هذه العناصِر التعبُّدية بعينها لغَيْر الله، مِن تماثيل وصُّوَر وأشخاص، ويقولون إنَّهم لا يعبدونها، بل يكرمونها؟ إنَّنا بذلك نُخالِف أول وصايا الله بكلِّ وضوح. لأنَّ تلك الرُّموز والوسائل التوضيحيَّة قد صَنَعَها فنَّانون في الرَّسْم أو النَّحْت، لا بِقَصْد عبادتها، بل لتكون موعِظَة فنيَّة بدون كلام. أما التقليديون فقد أعطَوها أبْعاداً مُقدَّسَة، ليربطوا الناس بالمعنى الصحيح، إلاَّ أنَّه بسبب تشديهم على تلك الرُّموز أكثر مِن المعنى والتَّطبيق، فقد تمسَّك الناس بالرَّموز وتركوا الحقائق، فنَقَضوا وصية الله وعَبَدوا غيره مِن الأشياء والأشخاص. فأيَّة صلاة أو تسبيح أو صَوم أو تقدِّمة تكون لغَير الله، هي عبادة صريحة لغَيره. وإنَّ حَرْف (يـا) في الصلاة أو التسبيح أو الدُّعاء هو حَرْف عبادة. فكيف يظُنّ أحَدٌ أنَّ ملاكاً أو قدِّيساً في السَّماء يُمكِنه أنْ يسمَع لِصَلاته؟! هَل يقدِر ذاك أنْ يسمَع لأكثر مِن مُصَلٍّ واحدٍ، في أكثر مِن مكان، في الوقت نَفْسه؟! لا يستطيع ذلك بأيِ حال، إلاَّ إذا كان كائناً غير محدود، أي إلَهاً. فالمسيح هو الوحيد الذي قال: "حيثُما اجتَمَعَ اثنانِ أو ثلاثة باسمي، هناك أكون في وسطهم". فهل يستطيع غيره أنْ يقول القول نفسه؟ فكيف نؤلِّه البَشَر ونعبد غير الله؟ يرى بعضهم أنَّهم اعتادوا هذه الأساليب الوثنية منذ زمن بعيد، ولا يستطيعون التخلُّص منها!! وبعض آخَر يُجادِلون "بمُباحثات غبية" (2تيموثاوس23:2)، غير كتابية وغير مَنطقية، لإثبات صحَّة اعتقادِهم. أمَّا الموقف الأمين الذي يجِب أنْ نتَّخِذه من كَسْر هذه الوصية الإلهية، هو موقِف بولس في أثينا، حيث "احْتَدَّت روحه فيه، إذْ رأى المدينة مَمْلوءَة أصْناماً" (أعمال 16:17)، فغضب وثار وحاور وعلَم وأقنع البعض. آلِهَة أخرى: تؤكِّد وصية الله: "لا يكُن لك آلهَة أخرى أمامي"، لعلّ أحدنا يقول: وما شأني أنا بهذه الوصية؟ إنَّها موجَّهة للوثنيين والمُلحدين والمُشركين بالله، فهي لا تخصّني، فأنا أردِّد دائماً: بالحقيقة أؤمن بإله واحد.. لكن الحقيقة أنَّها لا تَخُصّ أحداً غيرنا، فكلّ واحِد مِنَّا مقصود مِنها. فلا يقتصِر معناها على عبادة التماثيل والصُّوَر، كما في الوثنية القديمة والحديثة. لأنَّ هناك آلهَة أخرى كثيرة نعبدها، ولا ندري أنَّنا نَخْدَع أنفسنا ونكذب على الله، عندما نعطيها تقديراً وإكراماً لا يُعطى إلاَّ لله وحده. فبالإضافة إلى عبادة التماثيل والصُّوَر تحت شعار إكرام أصحابها، هناك عبادة القوة أو السُّلطة أو المال أو الجمال.... الخ. تُفتتح الوصية بقوله: "أنا الرَّب إلهك الذي أخرجك". يعتقد البعض أنَّ هذه الكلمات مقدِّمة لكلّ الوصايا، ويرى آخرون أنَّها مقدِّمة خاصة للوصية الأولى، باعتبارها مؤسَّسة على أعلى سُلطَة في العالم، سُلطة "الرَّب" الإله القدير القادر على كلِّ شيء. ومؤسَّسة على العلاقة الشَّخصية معه "أنا الرَّب إلهك (أنت شخصياً وليس فقط إله التاريخ والآباء)". ومؤسَّسة على أنَّ الله إله الخلاص والنجاة والخروج مِن العبودية "الذي أخرجك". فهو وحده صاحِب كلّ فَضْل عليك، الذي يقول لك: أنا لا أحتاج إلى عبادتك، لكنَّك أنت تحتاج إلى ربوبيتي. هذه الأسُس الثلاثة لا توجد في أيَّة آلهَة أخرى، مِن الحَجَر أو البَشَر أو الفِكَر، بل في الرِّب وحده. فمِن المهمّ والمُفيد جداً أنْ نتمسَّك بهذه الوصية دون أيَّة مُساوَمَة. إلاَّ أنَّ البعض مِمَّن يُشدِّدون على موقفهم مِن الصُّور والتماثيل وعلاقتها بالعبادة، يتساهَلون كثيراً في أشكالٍ أخرى مِن العبادة الأصنامية. ليس مِن السَّهل الكشف عنها، أو اكتشافها، أو الإقرار بها كآلهَة وثنية. سنذكُر منها خمسة. (1) إلَه المال: المال صَنَم يعبده الناس، ويقف مُنافِساً لله. لذلك قال المسيح: "لا يقدر أحد أنْ يخدم سيِّدين.. لا تقدرون أنْ تخدموا الله والمال" (متَّى 24:6). إنَّ محبَّة المال أصْل لكلِّ الشُّرور، فإمَّا أنْ تكون سيِّده، تُنفِقه في خدمة الرَّب والآخَرين، وإمَّا أنْ يكون سيِّدك، يُسيطر على قلبك وأحلامك وأهدافك. (2) إله البَطْن: يقول بولس عن أناس يذكرهم باكياً: "الذين إلهُهُم بطنُهُم" (فيلبي19:3). ألا يوجَد مَن يعمَلون ألْفَ حسابٍ للأكل والشُّرب؟ ألَم يَبِع عيسو البكورية بكلّ أمجادها مِن أجل أكْلَة عدس (تكوين33:25)؟ ألَم تتسبَّب حواء وآدم في فَساد الجنس البشري وهلاكه، عندما أكلا مِن الشَّجرة المُحرَّمة وكَسَرا الوصية، إذْ رَأَتْ حواء أنَّ الشَّجرة "جيِّدة للأكل وشهيَّة للنَظَر"؟ (3) إله العَقْل: مِن أخطَر الأصنام أنْ يؤلِّه الإنسان عقله الذي اكتشف به الكثير مِن خبايا الطبيعة، ويتجاهل أنَّ ذلك العقل الجبَّار يَشْهد عن جلال صانعه، الرَّب الخالِق. أو أنْ يؤلِّه نفسه ويُعظِّم قُدراته ويريد مِن الآخرين أنْ يعبدوها معه، إذْ يُصبح في نَظَر نفسه أذْكى وأقْوى وأجْمل وأهَمّ إنسان. إنَّ الكثير مِن الخلافات الاجتماعية والعائلية والكنسية، تحدث بسبب هذا الإله الذي يعبده الكثيرون. ففي سبيل وصوله إلى مَنْصِب أو حصوله على لَقَب، يَبيع البعض ضميرهم ويُنْكِرون إلههم، ناسين أو مُتناسين قول الرَّب: "لا يكُن لك آلهة أخرة معي". لذلك حذَّر المسيح مِن خطورة عبادة الذات: "مَن أراد أنْ يأتي ورائي، فليُنكِر نفسه" (مرقس8: 32). والذي يُنكر نفسه هو الذي يتَّضِع ويُحطِّم هذا الصَّنَم. لذلك قال: "مَن يُحِبّ نفسه يهلكها" (يوحنا25:12). ليس هذا ضِدَّ محبة النَّفْس، لأنَّه قال: "تُحبّ قريبك كنفسك". بَلْ: إذا كنتَ تُحبّ نفسك المحبة الصَّالِحَة، عليك أنْ تُقدِّمها وتُخْضِعها للمسيح مُخلِّصها. وتُنكرها بأنْ تكون قادِراً أنْ تقول لها: لا. وتُقدِّم لإلهك كلّ ما هو غالٍ وثمين لديك، ذبيحةً للرَّب إلهك. ولا تُحِبّ نفسك أكثر مِمَّا تُحِبّ الرَّب. (4) إله الجَمَال: كلّ شهوة تسود على الإنسان هي آلهَة أخرى يتعبَّد لها، إذْ يعتبرها مصدر الخيْر في حياته، وكأنَّ حياته لا تستمرّ بدونها، فتُصبح مِن أولى أهدافه. وعلى رأس تلك الشَّهوات شَهوة الجَمال "شَهْوة العيون" (1يوحنا15:2-17). فنحن نعيش في عَصْر أدوات وعمليات التَّجميل، واستعراض القوة الجسدية والجَمال الجسدي. حتى صار هذا الأمر هَوَس الكبار والصغار، نساءً ورجال. لَسْنا ضِدّ الجَمال، كقيمة عظيمة في الحياة، ولا ضدّ التَّجميل، متى كان لازماً، بَل ضِدّ أنْ تكون قيمة الجَمال الخارجي أكبر أهداف الحياة، حتى نُستَعْبَد لها، فتحتلّ مكان الله، وتَستَنْزِف المال والجَهْد والفِكْر والطُّموح. (5) إله الأشْخاص: يقول الشَّاعِر: أحْسِن إلى الناس تَستَعبِد قلوبهم، فطالما اسْتَعبَدَ الإحسانُ إنسانَ. ويقول المَثَل العامي: أطعِم الفَم تستحي العَيْن. فإذا أحسَن إليك أحَد وقدَّم لك معونة ما في وقتها، لا تستَعْبِد نفسك له وتكون رَهْن إشارته في كلّ شيء. فلا تخلِط بين الرِّياء والوفاء. فالعرفان بالجَميل ومُجامَلَة الأصدقاء شيء، وعبادة المٌحسنين شيء آخَر. كما يُعلِّمنا الكتاب: "أطيعوا مُرشديكم"، "أيُّها الأولاد أطيعوا والديكم في الرَّب". لَم يقُل اعبدوهم أو أطيعوهم طاعة عمياء بلا فهْم كلّ ما يقولون ويُعلِّمون ويطلبون مِنكم. لأنْ في هذا تألِيه لهم، وتَحْقير لإنسانيَّتنا وللحُرِّية التي حَرَّرنا بها المسيح. لذلك يقول يوحنا: "امتحنوا الأرواح" (1يوحنا1:4). أمَّا طاعة الوالدين فيجب أنْ تكون في إطار طاعة الرَّب. فيها الإكرام والتقدير، لكن ليست إلى درجة الطاعة العمياء في كلّ ما يأمروننا به. لأنَّه ينبغي أنْ يُطاع الله أكثر مِن الناس. فإذا كان الآباء الجسديين أو المُرشدين الرُّوحيين يُطلبون مِنَّا طاعة بلا فهم، مِن جهة إرشادهم أو أوامرهم، فهم بذلك يؤلِّهون أنفسهم. فالطاعة التي تجعلك في صراع مع عقلك أو ضميرك، أو تلغيهما، أو تُناقِض طاعتك للرَّب ولوصيته، هي طاعة لَيْسَت في الرَّب، وعبادة لغير الإله الحَيّ الحقيقي. فلا تؤلِّهوا أباءكم ولا مُرشديكم ولا ُمعلِّميكم ولا أولادكم. يقول صموئيل النبي: "انْزِعوا الآلهة الغريبة مِن وسطِكم" (1صموئيل3:7)، ويختم الرسول يوحنا رسالته بالتَّحذير: "أيُّها الأولاد احفظوا أنفسكم مِن الأصنام" (1يوحنا21:5). فلنتذكَّر على الدوام قوله: "لا يكن لك آلهة أخرى أمامي. للرَب إلهك تسجد وإياه وحده تعبُد.. لا تصنع لك تمثالاً ولا صورة". ولنُردِّد للرَّب وحده في كلِّ حين: كلُّ ما في القلب شوقٌ نحو شخصه الكريم لَسْتُ أبْغي في حياتي غيرَ مجده العظيم فقواي وحياتي مُلك ربي لا سِواه إذْ شَراني بدماهُ مُنْقِذاً أشْقَى الخُطاه القس أمير اسحق
القس أمير اسحق
طلال فؤاد حنوكة ايشوعي
طلال فؤاد حنوكة ايشوعي

عدد الرسائل : 1971
العمر : 63
تاريخ التسجيل : 31/03/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى