الغفران والمسامحه

الحياة والمحبة المسيحية هي ان تقول دائما انا اسامحك او انا اغفر لك . في الصلاة الربانية التي علمنا اياها الرب نقول : اغفر لنا ذنوبنا كما نحن نغفر لمن اساء الينا " . لكن لو سألنا سؤال : هل الغفران او المسامحة هو ضعف كما تتهم المسيحية به ؟ بالطبع لا ، لان الغفران الاخر يعني اننا نقيمه ، نساعده على النهوض مرة اخرى . مثل اله ، عندما نطلب الصفح منه فأنه يغفر لنا ويقيمنا ويجعلنا قادرين مرة اخرى على الوقوف والسير معه .

الغفران والمسامحة هي عطية مجانية . فالمسامحة لا يصدر عن الضعف ، وانما هو قوة . لأن الحياة المسيحية لا تأمرنا بالبغض الاخر اذا كان اساء الينا . المخلص الالهي يحثنا على محبة الاعداء وان نصلي من اجل الذين يساؤون الينا . هذه هي المحبة التي لا نفهمها بصورة صحيحة . لأن الرب يأمرنا ان نحب القريب ، لأنه يطالبنا ان نعرف كيف نسامح كما هو غفر لصالبيه . لهذا يقول اغفروا لمن اساء اليكم .

الغفران او المسامحة هي فعل صادر من ارادة انسان وليس صحيح مجرد عاطفة او مشاعر كما يقول البعض . لان الغفران هو التزام متواصل . هذا ما نقرأه في الانجيل المقدس ، هناك آيات كثيرة التي تحث على المسامحة . " فإن كنتم تغفرون للناس زلاتهم يغفر لكم اباكم السماوي " . ويقول بولس رسول الامم : (( احتملوا بعضكم بعضا وليسامح بعضكم بعضا ، إذا كانت لأحد شكوى من الاخر فكما سامحكم الرب سامحوا انتم ايضا )) كولسي .

المخلص الالهي هو من فتح لنا باب المغفرة لكل واحد منا . وبدورنا نحن ايضا يجب ان نسامح ونغفر للاخر . لأن عندما لا نسامح الاخر نجلب لأنفسنا الدينونة .

المسامحة والغفران هو عهد بيننا وبين الرب ، هذا ما عمله يسوع . لأنه يقول : اغفروا يغفر لكم ، اغفروا من قلوبكم التي يراها الاب . لان هناك من يسامح فقط في الفم من اجل الاخرين حتى يقولون انه غفر لكنه من الداخل لايزال الكره او الحقد موجود .

الرب يريدنا كاملين . انه يريد ان نتطهر من الخطايا ويمنحنا السلام الداخلي ويشفي اوجعانا الروحية ، لانه يريد ان نكون كاملين (( كونوا كاملين كما اباكم السماوي هو كامل )) . لان حينما نغفر الاخر ، يعطينا الرب حياة جديدة مليئة بسلام القلب .

فأذن لنتشبه بالمخلص عنما غفر لصالبيه ، وهو مجروح من اجل اثامنا ومسحوق من اجل خطايانا . وكما يقول بولس رسول الامم " فما اعطانا الله روح الخوف بل روح القوة والمحبة والفطنة " . نعم اعطانا القوة والحب لكي نغفر وليس الخوف . فالخائف من غفران الاخر او مسامحته فانه يفتح باب الجحيم عليه ولا يستحق الرب