ليس إله آخر يقدر أن ينجى هكذا

أولاً: لماذا التجربة؟!

1- إمتحان إيمان:

• يقول يعقوب الرسول:

"إحسبوه كل فرح يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة، عالمين أن امتحان ايمانكم ينشئ صبراً" (يع 1: 2، 3).

• إمتحان إبراهيم: " بالايمان قدّم ابراهيم اسحق وهو مجرّب". (عب 11: 17).

• إمتحانات الطلبة تسمح لهم بالترقى فى الدراسة.

• (البابا شنودة الثالث): إن الإنسان لا يكلل إلا إذا انتصر، و لا ينتصر إلا إذا حارب، و لا يحارب إلا إذا تعرض لضيقات تمتحن مدي روحانية حياته، و ثبات إرادته التابعة للمشيئة الالهيه.

• قصة طوبيا: " و انما اذن الرب ان تعرض له هذه التجربة لتكون لمن بعده قدوة صبره كايوب الصديق".

2- حسد شيطان:

• فى قصة أيوب: "فقال الرب للشيطان هل جعلت قلبك على عبدي ايوب. لانه ليس مثله في الارض . رجل كامل ومستقيم يتقي الله ويحيد عن الشر" (أي 1: 8، 2: 3).

• (القديس أغسطينوس): لا تخف من تجارب إبليس، فالشيطان لا يستطيع أن ينصب فخاخه في الطريق، لأن الطريق هو المسيح الذي هو الطريق والحق والحياة .. لكن الشيطان ينصب فخاخه على جانبي الطريق.

• و التجربة لا تكون إلا بسماح من الله حتى لو كانت حسد شيطان.

• (البابا شنودة الثالث): تحدث التجارب أحيانا بحسد من الشيطان و بخاصة في أيام الصوم و التناول و الحرارة الروحية. لا تحزن فهذا دليل علي أن صومك له مفعول و قد أزعج الشيطان.

• بعد صوم السيد المسيح نفسه: "ولما اكمل ابليس كل تجربة فارقه الى حين" (لو 4: 13)

3- تنقية من خطية:

(القديس كبريانوس): الله يهذب لكي يصلح ، ويصلح لكي يحفظنا.

• و هو ما حدث مع أيوب إذ أن الله نقاه من البر الذاتى.

• و هو ما حدث مع داود النبى إذ مات إبنه بعدما قتل أوريا الحثى، و زنى مع إمرأته بثشبع.

• و كذلك حينما أغواه الشيطان و أحصى الشعب، و عرض الله عليه عقوبة من ثلاث فاختار داود الوقوع فى يد الرب و قال:

" دعني اسقط في يد الرب لان مراحمه كثيرة ولا اسقط في يد انسان" (1 أخ 21: 13).

• و كما حدث مع شمشون أيضاً.

• و كما حدث مع شعب إسرائيل فى سفر القضاة كلما سقط كان يسمح الله بوقوعهم فى يد أعداءهم و يدفعهم لأيديهم.

4- إظهار مجد الله:

• حزقيا الملك (2 مل 18، 19): تجربته مع سنحاريب ملك آشور، و رؤساء جيشه ترتان و ربساريس و ربشاقى الذين قالوا

" لا يخدعكم حزقيا لانه لا يقدر ان ينقذكم من يده. ولا يجعلكم حزقيا تتكلون على الرب قائلا انقاذا ينقذنا الرب ولا تدفع هذه المدينة الى يد ملك اشور" (2 مل 18: 29، 30).

ثم أنقذهم الله و يقول

" وكان في تلك الليلة ان ملاك الرب خرج وضرب من جيش اشور مئة الف وخمسة وثمانين الفا. ولما بكروا صباحا اذا هم جميعا جثث ميتة. فانصرف سنحاريب ملك اشور وذهب راجعا واقام في نينوى. وفيما هو ساجد في بيت نسروخ الهه ضربه ادرملّك وشرآصر ابناه بالسيف ونجوا الى ارض اراراط وملك آسرحدون ابنه عوضا عنه" (2 مل 19: 35-37).

• المولود أعمى: " فسأله تلاميذه قائلين يا معلّم من أخطأ هذا أم ابواه حتى ولد اعمى؟ اجاب يسوع لا هذا اخطأ ولا ابواه لكن لتظهر اعمال الله فيه" (يو 9: 2، 3).

• دانيال: حينما ألقاه داريوس فى الجب قال:

" اجاب الملك وقال لدانيال ان الهك الذي تعبده دائما هو ينجيك". (دا 6: 16) و يكررها حينما راع يطمئن عليه و قال: " يا دانيال عبد الله الحي هل الهك الذي تعبده دائما قدر على ان ينجيك من الأسود؟!" (دا 6: 20).

بل أن داريوس كتب قرار غريب جداً " من قبلي صدر امر بانه في كل سلطان مملكتي يرتعدون ويخافون قدام اله دانيال لانه هو الاله الحي القيوم الى الابد وملكوته لن يزول وسلطانه الى المنتهى. هو ينجي وينقذ ويعمل الآيات والعجائب في السموات وفي الارض. هو الذي نجى دانيال من يد الأسود"
(دا 6: 26، 27).

• الفتية الثلاثة (موضوع الليلة): حنانيا (الله حنان) – عزاريا (الرب عونى) – ميصائيل (من مثل الله) تغيرت إلى (شدرخ = أخو إله القمر) و (ميشخ = من مثل الإله) و عبد ناغو (عبد الإله نبو).

و بعد تفسير دانيال لحلم التمثال للملك نبوخذ نصر إرتفع شأنهم جميعاً و يقول الكتاب " فطلب دانيال من الملك فولى شدرخ وميشخ وعبد نغو على اعمال ولاية بابل (محافظين أو وزراء). اما دانيال فكان في باب الملك" (دا 2: 49). – شرح الاصحاح الثالث.

ثانياً: بركات التجربة

(البابا شنودة الثالث): كل تجربة لها خبراتها وبركاتها .. ولولا ذلك ماسمح الله بها .. المهم ان يتحسس الانسان هذه البركات ويغتنمها.

و يقول أيضاً:

الإنسان الروحي لا يتعب من الضيقات إنما يأخذ مافيها من فائدة روحية و يفرح بالأكاليل التي ينالها باحتمال التجربة, لا تهزه التجربةإنما في التجربة يختبر حياة الانتصار.

(القديس مرقس): إذا أتت عليك تجربة فلا تبحث عن سببها بل احتملها بدون حزن

1- إمتحان إيمان --- إكليل الحياة:

• يقول يعقوب الرسول: " طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة. لانه اذا تزكى ينال اكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه" (يع 1: 12).

• (البابا كيرلس السادس): تأكد أن بعد هذه الضيقات سيعطى الله النعمه لأن كل نعمه تتقدمها محنه.

2- حسد الشيطان --- معونة الله:

• يقول بولس الرسول: "و لكن الله امين الذي لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون بل سيجعل مع التجربة ايضا المنفذ لتستطيعوا ان تحتملوا" (1كو 10: 13).

• "يعلم الرب أن ينقذ الأتقياء من التجربة" (2بط 2: 9).
• (الأنبا بولا): من يهرب من الضيقة يهرب من الله.

• (مار إسحق السريانى): إذا شاء الله أن يريح أبناءه الحقيقيين لا يرفع عنهم التجارب بل يعطيهم قوة ليصبروا عليها.

3- تنقية من خطية --- إقتناء مواهب و فضائل:

أيوب إقتنى الاتضاع بدلاً من الكبرياء: "فاجاب ايوب الرب وقال: ها انا حقير فماذا اجاوبك. وضعت يدي على فمي"
(أي 40: 3، 4).

داود إقتنى التوبة بدلاً من الخطية و وضع المزمور الخمسين ما زلنا نتغنى به لليوم.

الصبر و الاحتمال و الشكر بدلاً من التذمر و الغضب: كما فى أيوب.

الصلاة أيضاً:

(رجل الصلاة البابا كيرلس السادس): الصلاة قادرة على كل شيء لأنها تحرك اليد التي تدير الكون, تفتح باب السماء , وتجعل للمؤمنين نصيباً في جميع الخيرات.

(القديس مرقس): من أراد الإنتصار على التجارب بدون صلاة وصبر ازداد ضيقه بسببها.

السيد المسيح يقول: اسهروا وصلّوا لئلا تدخلوا في تجربة.

4- ظهور مجد الله:

• أنقاذ الله لحزقيا الملك و شعب إسرائيل من سنحاريب: " وكان في تلك الليلة ان ملاك الرب خرج وضرب من جيش اشور مئة الف وخمسة وثمانين الفا. ولما بكروا صباحا اذا هم جميعا جثث ميتة. فانصرف سنحاريب ملك اشور وذهب راجعا واقام في نينوى. وفيما هو ساجد في بيت نسروخ الهه ضربه ادرملّك وشرآصر ابناه بالسيف ونجوا الى ارض اراراط وملك آسرحدون ابنه عوضا عنه" (2 مل 19: 35-37).

• كما أنقذ الله شعبه من الابادة فى سفر أستير، و انقلبت الدائرة على هامان.

• إنقاذ الله لدانيال من جب الأسود: "من قبلي صدر امر بانه في كل سلطان مملكتي يرتعدون ويخافون قدام اله دانيال لانه هو الاله الحي القيوم الى الابد وملكوته لن يزول وسلطانه الى المنتهى. هو ينجي وينقذ ويعمل الآيات والعجائب في السموات وفي الارض. هو الذي نجى دانيال من يد الأسود"
(دا 6: 26، 27).

• إنقاذ الله للفتية الثلاثة و إعلان شهادة حق لله من فم نبوخذ نصر نفسه: "فمني قد صدر أمر بان كل شعب وامة ولسان يتكلمون بالسوء على إله شدرخ وميشخ وعبد نغو فانهم يصيرون إرباً إرباً وتجعل بيوتهم مزبلة إذ ليس إله آخر يستطيع أن ينجي هكذا." (دا 3: 29).

الاستاذ الدكتور
حازم فهيم