النوفلي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» صلاة صباح عيد ختان الرب 2023
البروتستانت والانجيليون في العـراق  Emptyالسبت فبراير 17, 2024 4:02 am من طرف Jo Hermiz

» رمش عيد ختان الرب 2022
البروتستانت والانجيليون في العـراق  Emptyالخميس فبراير 15, 2024 3:09 pm من طرف Jo Hermiz

» الجمعة الرابعة من السوبارا
البروتستانت والانجيليون في العـراق  Emptyالأربعاء فبراير 14, 2024 5:43 pm من طرف Jo Hermiz

» تشبوحتا
البروتستانت والانجيليون في العـراق  Emptyالخميس سبتمبر 01, 2022 3:32 pm من طرف Jo Hermiz

» شبح لالاها معشنان
البروتستانت والانجيليون في العـراق  Emptyالثلاثاء مايو 03, 2022 5:20 am من طرف Jo Hermiz

» تشبوحتا دمثأمرا بسهرة الحش يوم خميس الفصح بعد الانجيل
البروتستانت والانجيليون في العـراق  Emptyالجمعة أبريل 15, 2022 3:04 pm من طرف Jo Hermiz

» شليحا دعيذا قديشا دقيمتيه دمارن
البروتستانت والانجيليون في العـراق  Emptyالخميس أبريل 14, 2022 3:09 pm من طرف Jo Hermiz

» قريانا دعيذا قديشا دقيمتيه دمارن
البروتستانت والانجيليون في العـراق  Emptyالأربعاء أبريل 13, 2022 3:48 pm من طرف Jo Hermiz

» قولاسى دقوداشا تليثايا تسجيل جديد
البروتستانت والانجيليون في العـراق  Emptyالأربعاء أبريل 13, 2022 3:06 pm من طرف Jo Hermiz

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
قم بحفض و مشاطرة الرابط النوفلي على موقع حفض الصفحات
التبادل الاعلاني
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط النوفلي على موقع حفض الصفحات


البروتستانت والانجيليون في العـراق

اذهب الى الأسفل

البروتستانت والانجيليون في العـراق  Empty البروتستانت والانجيليون في العـراق

مُساهمة  طلال فؤاد حنوكة ايشوعي الجمعة يوليو 30, 2010 7:17 pm




حارث يوسـف غـنيمة(1)



في العراق ثلاث طوائف بروتستانتية إنجيلية معترف بها وهي :

1. الطائفة البروتستانتية الإنجيلية الوطنية

2. الطائفة الإنجيلية البروتستانتية الاثورية

3. طائفة الادفنتست السبتيين

ان هذه الطوائف وان كانت وليدة التبشير البروتستانتي في غربي إيران وفي أرجاء الدولة العثمانية وفي العراق الحديث إلا أنها الآن طوائف وطنية تتمتع بالاستقلال الذاتي إداريا وماليا.

نشأ نظام الطوائف في الدولة العثمانية بعد استيلاء العثمانيين على القسطنطينية سنة 1453 وذلك لما عين السلطان محمد الثاني [ كينادوس] ـ بطريرك الارثوذكس اليونانيين ـ وسيطا بينه وبين الرعايا المسيحيين واصبح مسئولا عنهم وعن دفع الجزية واخلاصهم للسلطان . مع توالي الزمان اعترف البابا العالي بموجب فرمانات كان يصدرها بالطوائف الكاثوليكية والارثوذكس القائمة في دولته . لقد أتاح هذا النظام ونظام الامتيازات التي كانت تتمتع به فرنسا ودول أوربية أخرى فرصة للتدخل في شؤون الدولة العثمانية تارة بدافع سياسي وطورا بحجة حماية الاقليات غير الإسلامية واصبح لفرنسا الحق في إيفاد المرسلين الكاثوليك للتبشير بين مسيحي الدولة بينما انتهجت السلطات العثمانية سياسة عرقلة نشاط الإرساليات البروتستانتية ولكن بسبب مساندة الدول الأوربية الكبرى للدولة العثمانية في قهر محمد علي ، اخذت الدولة العثمانية تغمض عينيها عن النشاط البروتستانتي.

إذا كانت فرنسا قد دعمت الكنائس الشرقية الكاثوليكية وشجعت روسيا الكنائس الارثودكس فأن إنجلترا ليكون لها دور في التسابق الدولي رعت الطوائف البروتستانتية رعت المبشرين البروتستانت الوافدين من إنجلترا وأمريكا هذا وبجهود السفير البريطاني في اسطنبول ـ السر سترافورد كاننج ـ حصل البروتستانت المنشقون عن الطائفة الأرمينية الغريغورية على الاستقلال سنة 1948 وانضم إليهم فيما بعد البروتستانت السريان واليونان وكونوا الطائفة البروتستانتية " بروتستانت جماعتي " ثم حصلوا في سنة 1850 بجهود ممثلي بريطانيا وبروسيا والولايات المتحدة الاميركية على الاعتراف الرسمي بالطائفة التي شملت أتباع جميع الكنائس البروتستانتية كالمشيخية والأسقفية والميثودستية والابرشانية .

في العقد الثالث من القرن التاسع عشر تجول في بلاد الشرق الأوسط مبشرون موفدون من جمعيات وهيئات بروتستانتية إنجليزية وأمريكية لدراسة أحوال السكان وتوزيع الكتاب المقدس والقيام بالوعظ ثم أخذت هذه المؤسسات تنشئ لها مراكز ومحطات رئيسية وفرعية في هذه المنطقة بهدف تحويل أبنائها إلى البروتستانتية ولتحقيق أهدافها استخدمت الوسائل التبشيرية التقليدية كافتتاح المدارس للبنين والبنات وإنشاء المكتبات والمستوصفات والمستشفيات وتشييد دور العبادة وغير ذلك من الفعاليات الدينية والثقافية .

في سنة 1833 أوفد مجلس الوكلاء الأمريكي للإرساليات الأجنبية المبشرين جوستن بركنز والدكتور اساهل جرانت مع زوجتيهما الى اورميا في غربي إيران حيث أسسا فيها محطة رئيسية ومنها امتد نشاط الإرسالية ليشمل جبال كردستان والموصل . قابل د. جرانت المار شمعون مرات عديدة كما زار الموصل مع بركنز وبناء على توصيتهما افتتح المجلس الأمريكي محطة في الموصل في 1841 ، وفي سنة 1842 وصل الموصل القس جورج برس بادجر ممثل رئيس أساقفة كانتربري ـ ومطران لندن للعمل بين النساطرة والكلدان وراح يبذل أقصى جهوده لجذب الكنيسة الاثورية الى الا نكليكانية وأبعادها عن المنشقين الأمريكان والكنيسة الكاثوليكية وكذلك لأحداث انشقاق بين صفوف الكلدان الذين تحولوا الى الكنيسة الكاثوليكية إلا انه فشل في جميع محاولاته .

أصبحت منطقة الموصل في النصف الثاني من القرن التاسع عشر مسرحا لصراع البعثات التبشيرية البروتستانتية وتعرضت محطة الموصل الى انتقالها من إرسالية الى أخرى في فترات زمنية قصيرة . فإرسالية المجلس الأمريكي التي تسلمت محطة الموصل في 1841 تخلت عنها في 1845 وحلت محلها إرسالية الكنيسة الأسقفية في الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت بإشراف القس هوراتيو ساوت كيت المقيم في استنبول ولفشلها في مهامها عاد المجلس الأمريكي ليؤسس في 1850 الإرسالية الاثورية التي شملت منطقة عملها ولايات الموصل وماردين وديار بكر وقد ظلت هذه الإرسالية تركية الشرقية وبذلك أصبحت الموصل " محطة بالاسم والزيارة " خلت من مبشرين مقيمين يزورها مبشرون متواجدون في المنطقة بين حين وآخر . ظل هذا الوضع قائما حتى سنة 1892 حينما تسلم مجلس الكنيسة المشيخية في الولايات الأمريكية إدارة المحطة وذلك لغاية سنة 1898 ويجدر بنا هنا أن نشير الى ان منطقة نشاط الإرساليات البروتستانتية الوارد ذكرها كانت محصورة بالمنطقة الشمالية من العراق وما جاورها ولا تشمل المنطقتين الوسطى و الجنوبية .

ان اقدم كنيسة بروتستانتية لا تزال موجودة في العراق هي كنيسة الموصل فمنذ 1840 اقام فيها البروتستانت مكانا للعبادة ولذلك اعتبروها سنة تأسيس الكنيسة في العراق ولكن انتظام الكنيسة لم يتم الا بعد ان انتمى الى الكنيسة تسعة أشخاص في 3 / 11/ 1851 وبدأ المبشرون بتدوين أسماء أبناء الطائفة وتواريخ ولادتهم و زواجهم و وفاتهم في سجل يدلنا على ان نمو الكنيسة كان نموا بطيئا فبعد خمس سنوات أصبحت الكنيسة تتألف من (12) عضوا و (57) نفسا هذا ولم يكن عدد أعضاء الكنيسة في ازدياد مطرد بل كان متذبذبا بين ارتفاع وانخفاض وان عددهم حتى سنة 1896 لم يزد على (60) شخصا معظمهم من السريان الارثوذكس والكلدان . ان الدوافع التي حملت هؤلاء الأشخاص الى التحول الى البروتستانتية متنوعة فمنهم من فضل معتقداتهم على معتقدات كنائسهم السابقة ومنهم من غضب على رجال الدين التابعين لكنائسهم السابقة ومنهم من ركض وراء الاغراءات الشخصية والمادية وغير ذلك من الأسباب الشخصية أما الأسباب التي عرقلت مساعي المبشرين البروتستانت فعديدة منها ان فرمان 1850 القاضي باعتراف الدولة العثمانية بالطائفة البروتستانتية اعترافا رسميا لم يستفد منه أهالي الموصل إذ استمرت الطوائف التي كان البروتستانت ينتمون إليها سابقا تقاومهم بحرمانهم من الكنيسة وتفرض عليهم جزية باهظة الى ان صدر فرمان 1854 الموجه الى باشا الموصل والقاضي بوجوب حماية البروتستانت كما ان أقارب المتحولين إلى البروتستانتية وأصدقائهم كانوا يقاطعونهم اجتماعيا وكذلك كانت الخلافات بين أبناء الطائفة البروتستانتية حافزاً الى عودتهم الى كنائسهم السابقة كما كانت مثبطة لعزائم الراغبين في الانتماء الى البروتستانتية .

عندما شرعت الإرساليات التبشيرية بتأسيس دور العبادة والمدارس وغيرها من المشاريع كانت تقوم بإدارتها وبالصرف عليها وبتقديم المنح للبروتستانت المعوزين ولكن بعد الاعتراف بالبروتستانت كطائفة في الموصل صدرت فرمانات بتعيين الوكيل المالي ورئيس لإدارة الطائفة وكثيرا ما كانت الإرساليات تساهم بدفع رواتب لمثل هؤلاء الأشخاص وتقدم المساعدات المالية لبناء دور العبادة ومشاريع الطائفة فمثلا قدمت إرسالية المجلس الأمريكي مساعدات قيمة لبناء الكنيسة المعروفة بأسم " مار سماق " وملاحقها في الموصل.

الى أواخر القرن التاسع عشر كانت الإرساليات العاملة في المنطقة الشمالية أمريكية تتبع النظام المشيخي بينما الإرساليات التي وفدت الى بغداد كانت من إنجلترا تتبع الكنيسة الا نكليكانية . ابتدأ العمل الإنجيلي في بغداد في نهاية 1829 بوصول المبشر الذائع الصيت " انتوني غروفز "وهو من جماعة الاخوة البليموتيين . حقق هذا المبشر بعض النجاح إذ افتتح مدرسة لأبناء الأرمن وبناتهم وباشر بعلاج أمراض الأسنان والعيون دون أن يلاقي مقاومة من السلطات الرسمية ولكن سرعان ما قلب له الدهر ظهر المجن اذ تفشى مرض الطاعون في 1831 بشكل مروع لم يسبق له مثيل وقضى على ثلثي سكان بغداد بما فيهم زوجة غروفز وابنه وعدد من منتسبين الإرسالية بحيث اضطر بعد فترة قصيرة الى غلق الإرسالية ومغادرة بغداد .

خلت بغداد من المبشرين البروتستانت حتى سنة 1844 حينما وصلها أحد المبشرين الموفدين من جمعية لندن لنشر المسيحية بين اليهود هذا ولم يقتصر نشاط هذه الجمعية على بغداد بل امتد ليشمل المدن التي كان يسكنها اليهود مثل الحلة والبصرة والموصل . افتتحت هذه الجمعية معهدا في بغداد لتلقين اليهود مبادئ الديانة المسيحية البروتستانتية أنشأت مكتبة و مطبعة ومصلى ولكن بالرغم من العمل المتواصل لمدة تزيد على عشرين عاما فان عدد اليهود الذين تم تحويلهم إلى البروتستانتية لم يتجاوز عدد أصابع اليد .

في سنة 1883 بدأت الجمعية الإرسالية الكنسية عملها في بغداد وبعد مضي خمس سنوات أسست " الإرسالية العربية التركية التي بالإضافة الى بغداد ، تسلمت حقا الموصل من الإرسالية المشيخية وقد واصلت نشاطها الى أن أبعدت السلطات الحكومية منتسبي هذه الإرسالية الى خارج القطر لنشوب الحرب العالمية الاولى واشتراك الدولة العثمانية بالحرب ضد الحلفاء . أنشأت هذه الإرسالية مشاريع متعددة في مناطق عملها ففي بغداد افتتحت مدرسة مدة الدراسة فيها أربع سنوات عرفت بـ " المكتب البروتستانتي " وكانت تدرس فيها العربية والإنجليزية والتركية والعلوم العامة وكانت هيئتها التعليمية تضم نخبة من حملة الأقلام ومعلمين قديرين ومبشرين أتفاضل . لقد تخرج فيها طلاب تسنى لهم مواصلة الدراسات العليا واصبحوا أطباء أو صيادلة أو تقلدوا مناصب مرموقة في الدولة . بلغ عدد طلابها عند غلقها في 1915 (120) طالباً اغلبهم من أبناء الجالية البروتستانتية والباقي من الطوائف والأديان الأخرى . هذا وافتتحت الإرسالية مدرسة ابتدائية للبنات في بغداد كما افتتحت مدرسة للبنين وأخرى للبنات في الموصل وأنشأت مكتبة لبيع الكتب المقدسة في الموصل علما بأن في بغداد كانت المكتبة تملكها جمعية الكتاب المقدس أما نشاط الإرسالية في حقل الطب فمنذ 1886 افتتحت عيادة خارجية طورتها الى مستشفى صغير اصبح في 1915 يضم 33 سريرا وعيادة خارجية . لقد كان في نية الإرسالية بناء مستشفى صغير اصبح في1915 يضم 32 سريرا وعيادة خارجية. لقد كان في نية الإرسالية بناء مستشفى واسع وحديث الا انه لنشوء الحرب العلمية الأولى توقف المشروع . وعلى غرار هذا المستشفى افتتحت الإرسالية في الموصل مستشفى ذات 24 سريرا خدم فيه أطباء وصيادلة وممرضات عراقيون بالإضافة إلى الأجانب .

كانت كنيسة الموصل كما سبق وان ذكرنا تتبع الطقس المشيخي ولكن بعد أن تسلمت الجمعية الإرسالية شؤونها أصرت على إتباع الطقس الأسقفي وبما ان راعي الكنيسة رفض ذلك وعينت أحد البروتستانت الوطنيين ليقوم بالخدمة الدينية والإشراف على شؤون الطائفة الرسمية والمكتبة ثم عهدت هذه المهمة الى المس مارتن التي اضطلعت بها الى أن غادرت العراق بسبب نشوء الحرب العالمية الأولى . أما في بغداد فالنازحون إليها من الموصل وماردين وسعرت وديار بكر شكلوا مع العوائل الأرمينية الساكنة فيها نواة كنيسة بغداد البروتستانتية وكان يرعاها القسس الإنجليز أو نوابهم الوطنيون ويقيمون الخدمة الدينية وفقا للطقس الأسقفي في مجمع الإرسالية . لقد عززت هذه الإرسالية موقف البروتستانت في الموصل وبغداد باستقدام معلمين من ماردين لخدمة الكنيسة والمدارس وأيتام الى ميتم الإرسالية في الموصل .

في مستهل هذا القرن أخذت الطائفة البروتستانتية تزدهر في العراق لا سيما بعد أن نزحت إليه عائلات بروتستانتية من ماردين والمناطق المجاورة لها كما نزحت إليه عائلات اثورية وارمنية حلت في مخيمات اللاجئين في بعقوبة .

بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى واحتلال العراق من قبل الإنجليز ونشوب ثورة العشرين قررت الكنيسة الانكليكانية عدم استئناف نشاطها في العراق لئلا تتعرض مؤسساتها الى الفشل بسبب تنامي الشعور الوطني المعادي لبريطانيا بينما تقرر في نيويورك في 1923 تأسيس " الإرسالية المتحدة فيما بين النهرين التي عرفت فيما بعد بـ " الإرسالية المتحدة في العراق " ثم أطلق عليها بعد ثورة 14 تموز 1958 المباركة اسم " الزمالة العراقية " هذا وقد أسس أعضاء الإرسالية تنفيذا لمتطلبات القوانين العراقية " الجمعية الخيرية الأمريكية في شمال العراق " وكان هدف الإرسالية التبشير بين سكان المنطقتين الشمالية والوسطى . افتتحت الإرسالية محطة في كل من بغداد والموصل ثم امتد نشاطها الى كل من كركوك ودهوك وبعشيقة واربيل والحلة وبعد ان انسحبت الإرسالية العربية التي سيأتي ذكرها من جنوبي العراق تسلمت الإرسالية المتحدة أعمالها من 1/ 1/ 1962 أصبحت مسئولة عن العمل الإنجيلي في العراق بأجمعه الى أن أغلقتها الحكومة العراقية في 1969 .

لقد شهدت الإرسالية خلال عملها في العراق أحداثا اقتصادية وسياسية جساما وتغييرات اجتماعية وثقافية على الصعيدين العالمي والوطني آثرت على خططها وفعالياتها منها الأزمات (1929 ـ 1933 ) التي أدت التي أدت الى انخفاض المساعدات المالية التي كانت تتلقاها لتنفيذ برامجها ومخططاتها والى عصيان بعض الاثورريين في 1933 الذي وضع أعضاء الإرسالية في موقف حرج هذا بالإضافة الى تنامي الشعور القومي بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية وقيام ثورات مايس 1941 و14 تموز 1958 و17 ـ 30 تموز 1968 وفتور شعور العراقيين تجاه المرسلين .

أوفدت الإرسالية خلال عملها في العراق مائة مرسل ونيف توزعوا على مراكز نشاطاتها و قدموا خدمات ثقافية وطبية وإنسانية كما قدموا المساعدات القيمة الى الكنائس الإنجيلية في العراق إلى أن استقلت هذه الكنائس إداريا وماليا . ففي الموصل افتتحت الإرسالية روضة ومدرسة ودار ضيافة للبنات وبعد أن شيدت بناية حديثة خصصت لمدرسة الفنون البيتية .

شُكلت هيئة مشتركة من الوطنيين ومنهم لإدارة المنبر وشؤون الطائفة والقيام بالفرائض الدينية ولكن بعد أن أخذ الآهلون يهجرون الموصل لاسيما بعد ثورة الشواف تضاءل عدد البروتستانت في الموصل أغلقت الكنيسة أبوابها بينما في كركوك ازدادت عوائلهم وانتعشت الكنيسة في العقد الثامن من هذا القرن وفي بعشيقة حققت الإرسالية نجاحا طفيفاً باشرافها على أعمال الإرسالية الدانماركية إلى الشرق وتحويل بعض اليزيديين إلى البروتستانتية وافتتحت محطة لتدريب القرويين والمزارعين على أساليب الزراعة الحديثة . وفي اربيل عملت الإرسالية اللوثرية الشرقية ومن العراقيين الذين خدموا فيها القس صادق شامي (1942 ـ 1977) وهو من اصل يزيدي وبعد انفكاكه من الإرسالية واصل عمله الكنسي بصفته الشخصية .

أما في بغداد فبالاضافة إلى نشاطها التبشيري أولت هذه الإرسالية التعليم اهتمامها البالغ . أسس الدكتور ستاوت 1924 مدرسة تضم ستة صفوف ابتدائية وخمسة صفوف ثانوية اضيف اليها فيما بعد قسم داخلي . لقد نالت هذه المدرسة شهرة واسعة واعتبرت من أرقى مدارس عصرها حتى أن الجامعات الأمريكية في أمريكا أو في الشرق الأوسط اعترفت بشهاداتها وقبلت خريجيها في الدراسات العليا إليها ولكن لظروف طارئة اضطرت إلى غلق أبوابها في 1949 . أما مدرسة البنات فقد تم افتتاحها في 1925 وعهدت ادارتها إلى السيدة تومس التي ظلت في منصبها 18 سنة طورت خلالها المدرسة من ابتدائية إلى متوسطة إلى إعدادية الفرع الأدبي وفي عهد خليفاتها انتقلت المدرسة إلى بناية حديثة في المنصور أضيفت إليها دراسة الفرع العلمي إلا أنه في سنة 1968 تم تعريقها .

ان الجالية البروتستانتية في بغداد كانت تؤدي فرائضها الدينية بعد الحرب العالمية الأولى في كنيسة سانت جورج الانكليكانية في الباب الشرقي ولكن بعد أن تسلمت الإرسالية المتحدة في العراق حقل بغداد أخذت هذه الجالية تصلي مع المرسلين الأمريكان أما في دور سكناهم أو في جمعية الشبان المسيحيين إلى أن تسنى لهم بمساعدة هذه الإرسالية بناء كنيسة لهم في السنك في 1930 وكان يرأس الصلاة أما أحد القسس الأمريكان أو أحد شيوخ الطائفة . هذا وبعد تهديم كنيسة السنك لغرض تنظيم شوارع المنطقة ، أهدت الحكومة العراقية أرضا واسعة في بارك السعدون شيدت عليها الطائفة كنيسة واسعة ومرافق اخرى وقد تم افتتاحها في 1954 وتسلم شؤون الطائفة الدينية القس المصري حليم توفيق جيد إلى 1995 وذلك بإشراف مجلس الطائفة المنتخب .

ننتقل إلى المنطقة الجنوبية في العراق التي فيها انفردت بالتبشير البروتستانتي ، الإرسالية العربية المؤسسة في ولاية نيوجرسي الأمريكية ، فمنذ 1891 أسست محطة في البصرة ومنها انطلقت إلى مدن أخرى . في السنوات اللاحقة افتتحت محطة في العمارة وأخرى في الناصرية كما امتد نشاطها ليشمل البحرين والكويت ومطرح ومسقط وقطر . لقد ظلت هذه الإرسالية عاملة في جنوبي العراق حتى سنة 1962.

لم تكن مهمة المرسلين في أول عهدهم سهلة الاداء إذ لاقوا معارضة شديدة من الآهلين ومقاومة عنيفة من قبل السلطات التركية ولكن بعد نجاح الاتحاديين في الاستيلاء على الحكم في 1908 تحسنت أوضاعهم ولذا اخذ عددهم يزداد ونشاطاتهم تتنامى في المجالات المختلفة وفيما يلي موجزها :

1. دور العبادة : حتى سنة 1913 كان المرسلون يقومون بالفرائض الدينية أما في منازلهم أو في إحدى مؤسساتهم إلا أنهم شيدوا في تلك السنة كنيسة صغيرة على أرض الإرسالية التي تملكوها . وفي 1945 أقاموا كنيسة صغيرة أيضا في مدينة العمارة ظلت قائمة حتى 1959 .

2. بعد أن قدم بعض المرسلين الخدمات الطبية البسيطة أنشاؤا في 1911 مستشفى لنسنج التذكاري ولكن بعد اندلاع الحرب العالمية الاولى واحتلال بريطانيا للبصرة والعمارة توجه المرسلون للعناية بالجنود البريطانيين الى ان وضعت الحرب





طلال فؤاد حنوكة ايشوعي
طلال فؤاد حنوكة ايشوعي

عدد الرسائل : 1971
العمر : 63
تاريخ التسجيل : 31/03/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى