بحـث
المواضيع الأخيرة
قيادة يسوع في الاجتماعات
النوفلي :: المواضيع الدينية :: عظات
صفحة 1 من اصل 1
قيادة يسوع في الاجتماعات
يجب أن تكون لدينا الشجاعة لتغيير شيء آخر هو الاجتماعات لكي تصبح مثلما يصفها الكتاب المقدس في 1 كورنثوس 14 “فَمَا هُوَ إِذًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ؟ مَتَى اجْتَمَعْتُمْ فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ لَهُ مَزْمُورٌ، لَهُ تَعْلِيمٌ، لَهُ لِسَانٌ، لَهُ إِعْلاَنٌ، لَهُ تَرْجَمَةٌ. فَلْيَكُنْ كُلُّ شَيْءٍ لِلْبُنْيَانِ «وعندما نعيش على هذا النحو فإن غير المؤمن سوف يسقط على وجهه “مُنَادِيًا:أَنَّ اللهَ بِالْحَقِيقَةِ فِيكُمْ”!
لا يوجد أي رئيس إلا يسوع! “لا تدعوا أي إنسان قائداً، سيداً، معلّماً، أو قساً. أنتم جميعاً إخوة”. ويسوع هو لكم جميعاً وهو على قدم المساواة في كل واحد منا. بالتأكيد سيكون هناك تفاوت في النضج، وبعض المواهب أوضح للعلن، في حين أن غيرها من المواهب أكثر هدوءاً أو أقل وضوحاً في الأماكن العامة. ولكننا جميعاً متوفرون وعندنا الفرص. نحتاج إلى رحمة يسوع أحياناً، وأحياناً نحتاج إلى تعاليمه. نحتاج أحياناً إلى ترانيم عن يسوع وأحياناً نحتاج إلى مساعدته في حلّ المشاكل. ولكن يسوع في هذه كلها. أرجو أن تقرأ 1 كورنثوس 26:14-40. لا يوجد أي شخص مسؤول سوى يسوع نفسه
“وَلْنُلاَحِظْ بَعْضُنَا بَعْضًا لِلتَّحْرِيضِ عَلَى الْمَحَبَّةِ وَالأَعْمَالِ الْحَسَنَةِ” (عبرانيين 24:10-26). يجب علينا أن نفكر ونصلّي حول كيفية إمكاننا أن نساعد بعضنا بعضاً عندما نلتقي معاً، وكل واحد منا يتحمل المسؤولية لينقل كلمة الله ومحبته. لا يوجد «شخص مميّز” يُتَوقَّع منه “تلقائياً” أن يفعل أي شي إلا الاستماع إلى الله والتجاوب معه مثل كل شخص آخر. فإذا كان أحد الأفراد ينقل تعليماً من عند يسوع ثم يأتي الآخرون بكلمات تعليم أو ترنيم أو إعلان؛ فإذا كان هذا الأخ أو تلك الأخت يشاركان بما أظهره لهما يسوع ثم أتى الإعلان لشخص آخر فالأول ينبغي أن “يجلس”- إن كنا نتجاوب مع وصية الله أكثر من تقاليد البشر. يقول الكتاب المقدّس، “وَلكِنْ إِنْ أُعْلِنَ لآخَرَ جَالِسٍ فَلْيَسْكُتِ الأَوَّلُ»! هذا ما تقوله الآية في 1 كورنثوس 14. هذا لا يحظى بشعبية كبيرة مع أولئك الذين يحبّون أن يكونوا أولاً» ويحبّون أن يكونوا مسؤولين وأن يراهم الناس بأنهم «الأكثر روحانية» وهم يأخذون أموال القديسين. لقد ورثنا عبئاً ثقيلاً من التقاليد من الروم الكاثوليك ومن أجدادنا في»البروتستانتية» و»الطائفية» والوثنية أيضاً. فمن هو “كاهن” أو “قس” أو “عريف الحفل” أو “رئيس” يتحدّث في المقدّمة مخاطباً العامة “الأدنى” والشعب المسكين، وكل الجمهور جلوس يستمعون. وهذا على الأرجح هو التقليد الذي قال يسوع إنه يكرهه- إنه تعليم “النقولاويين” (المترجمة بمن “يغلبون شعبه”). ولكن الله قال إن كل هذا ينبغي أن يتغيّر من أجله ومن أجلنا.
من الناحية العملية، أودّ أن أقترح عليكم أنه إذا كنا فعلاً نريد أن نكرم المواهب التي لدى كلّ منا، ونستخلص المواهب التي في شعب الله، فعلينا أن نغيّر أشياء كثيرة. ومع أن الأمر قد يبدو سخيفاً للغاية فإن أحد هذه الأشياء قد يكون كيفيّة الجلوس عندما نلتقي معاً. لما كان يسوع هنا، كان له مجموعة من الناس حوله. وقال للجالسين في الدائرة من حوله- هؤلاء أمي وإخوتي وأخواتي» (مرقس 34:3، 35). كانوا جالسين حوله! أليس ذلك هو الطبيعيّ أن نفعله عندما نلتقي معاً لنسمع له وليس مجرّد إنسان له مواهب محدودة؟ قد يبدو ذلك بسيطاً وقد لا يبدو مهماً ولكنني أؤكد لك أنه كذلك. لقد سمعت أن الكلمتين المستخدمتين في تعبيري «المنبر» و»الجسد» تُلفظان بالطريقة نفسها في اللغة الفرنسية.
عندما نجلس ووجه كلّ واحد فينا يتجه نحو الأمام فإن كل الانتباه ينصبّ على رجل واحد. فنحن لسنا بعد متساوين فيما بيننا، وأنا أخضع لأيٍّ من يجلس في العرش أمامي وكأنه لي سيّد أو خبير الصفّ أو الاجتماع. عندما نجلس على كراسي موضوعة في صفوف عوضاً عن دائرة حول يسوع فكأنما نسلّط الضوء على رجل واحد. وذلك خطأ جسيم لأنه توجد مواهب كثيرة فيما بيننا، وكل الأفراد هم أجزاء من يسوع. إذا وضعنا الجميع بحيث ينظرون إلى الأمام فإننا نعظّم موهبة واحدة. وكم يمكن للإنسان أن يفتخر عندما يُسمَح له بأن يكون دائماً في «مركز الرئيس» أو موضع تسليط الأضواء.
والنموذج في الصورة أعلاه هو نموذج شائع من النماذج الدينية في المؤسسات و”كنائس البيوت”. يوجد مجرّد رجل “مسؤول” بشكل رسميّ وينبغي أن يَعبُر كل شيء من خلاله. وهو الذي يبدأ رسمياً وينتهي رسمياً، ويعلم بشكل رسميّ أو “يعيّن” التعليم أو “العبادة”. وهو الذي يتّخذ القرارات، ويجيب عن الأسئلة، ويتحكّم في “السيولة”. هذا غير كتابيّ (1 كور 26:14) وبعيد كل البعد عن الإثمار. ففي هذا النموذج تبقى الخميرة في العجين ويستمر إطفاء المواهب وفقدان ربوبيّة يسوع. وكذلك فإن مثل هذا النموذج غير موجود البتة في الكتاب المقدّس. وهذا ما يجب أن يكون سبب تبكيت وتأنيب.
لا يوجد في الكتاب المقدّس ولا في قلب الله وفكره نظام رجل الدين/عامة الشعب و”الاستعراض” التفاعليّ المسبَق التخطيط اللذان يكادان أن يكونا عالميّين (في جميع أديان «العالم»، بما في ذلك «المسيحية الحضارية”). تكلّم يسوع بكل وضوح وقوة ضد نظام مليء بالتقاليد والمستأجرين وأولئك الذين يرفعون أنفسهم فوق شعب الله، بل سمّى ذلك باسمه. وحتى إن “رسل الحَمَل الاثني عشر» يجب أن يكونوا مجرد «إخوة بين إخوة» في «وسط» القديسين، وليس «عليهم»، وفقاً ليسوع نفسه. لقد أحبّ الله قيادة صموئيل من دون لقب أو منصب في خضم الحياة، ولكن فقط في المحبة والموهبة اللازمتين. وإلا فإننا «نرفض الله» من خلال السماح بنموذج شاول في «القيادة» واشتهائه ، وفقا لإعلان الله لصموئيل، ولشعبه. إنها دعوة جذرية مقارنة مع تقليد الناس الذين لُوّثت أذهانهم كل أيام حياتهم. وما لم نقيّم طرقنا من جديد بحسب الكتاب المقدّس فسوف نستمرّ في الحصول على نتائج فاترة ومليئة بالخميرة مثل عادة الدين العصري الحضاريّ.
هنا جوهر إحدى القضايا التي يجب أن نعيد النظر فيها: هل أوقاتنا معاً “عن” يسوع أو “من» يسوع؟ إن الطاعة والتواضع والحرية لجميع القديسين تُظهِر الفرق! «منه وله وبه كل الأشياء!» إن نموذج المسيحية المصنوع من الإنسان والمؤسّس على «الحضور» و»الرجل المقدّس» يضمن الخسارات الهائلة. فعندما يكون البشر مسيطرين بحسب «إبداعهم» وتلاعبهم في السلطة لن يحقّق المسيح إرادته فيك أو من خلالك أو لك بحسب مشيئته. وهذه الطريقة المؤسسة على الخوف أو ترويج الذات مُربِحة مادياً ورافعة للأنا لدى طائفة رجال الدين. ولا عجب أنهم يواجهون هذه الأشياء بكثير من الحماس والنعت بأوصاف. «الحجر الذي رفضه البنّاؤون هو قد صار رأس الزاوية».
إن البنّائين هم الذين يمكن أن يخسروا، أو على الأقل يعتقدون أن لديهم شيئا يخسرونه، لأنهم لم يثقوا بيسوع أو بشعبه بما فيه الكفاية. ومع ذلك ، فمن المؤكّد بأن يسوع يحظر (متى 23 إلخ) الأنظمة الهرمية المصنوعة من الإنسان ومن كافة الألقاب الدينية التي أصبحت شائعة اليوم. وهذا مخزٍ وهو خسارة كبيرة لأن مواهب الله تضيع وصوته لا يُسمَع. وهذا صحيح حتى ولو كانت «العظة» «جيّدة» أو كتابية، أو «الموسيقى» «ملهمة». سنريحك من ذكر «إحصائيات» «الثمر» السيّئ الذي يرتبط بالمسيحيّة العصرية على الرغم من «المواعظ الجيدة» و»الموسيقى الملهمة». فالدين القائم على الحضور وعلى تسلّط رجال الدين ليس ديناً من عند الله حتى ولو كان من «أجله». فيوجد كل الفرق بين كون «كل أبواب الجحيم لا تقوى عليها» وبين أن تقوى عليها أشياء كثيرة في الحياة اليومية (1 كور 12؛ أعمال 42:2-47؛ عب 12:3-14). فالمسيح يريد أن يكون رأساً لكنيسته وليس الموضوع الذي يتحدّث به المجتمعون باسمه.
فماذا لو كانت كل المواهب تتمتّع بمكانة متساوية عوضاً عما سبق؟ فربما يجلس في الدائرة شخص له موهبة الرعاية. وربما يجلس آخر له موهبة التعليم هنا وآخر له موهبة الرحمة يجلس هناك. وقد يجلس صاحب موهبة المساعدة هنا وآخر له موهبة النبوة هناك. كل هذه المواهب لها مكانة متساوية لأنها كلها ليسوع!
وكما سبق وتحدّثنا من قبل، فإن بولس يصف بوضوح في 1 كور 14 وقت اجتماع “كل الكنيسة» معاً. وهو يصف مشاركة كل القدّيسين الذين يعيش يسوع داخلهم. فالمسيحيّون حسبما وصفهم قبل دقائق خلت في الرسالة (الفصل 12) الذين يعيشون يومياً تحت ربوبيّته يجب أن يستمرّوا في الحياة ككهنة عندما تجتمع الكنيسة معاً في مكان واحد. والفرصة متاحة لكل واحد فيهم كلما التقت الكنيسة معاً لكي يتجاوب مع يسوع ورئاسته الحالية باعتبارهم كهنة حقيقيّين. فلا يوجد نساء متديّنات أو رجال متديّنون مسيطرون أو مختارون سابقاً يقدّمون مواعظ مدروسة ومهيّاة مسبقاً أو استعراضاً موسيقياً. فنموذج، «وَلكِنْ إِنْ أُعْلِنَ لآخَرَ جَالِسٍ فَلْيَسْكُتِ الأَوَّلُ»يحافظ على صورة يسوع في العهد الجديد كرأس للاجتماع في «مملكة الكهنة» الخاصة به. فكل المواهب المنسكبة على جسد المسيح، الكنيسة، يمكن ن تكون فعّالة في أي لحظة. يقول الربّ، «وَلكِنْ إِنْ أُعْلِنَ لآخَرَ جَالِسٍ فَلْيَسْكُتِ الأَوَّلُ». فلا مجال للسيطرة على الناس والأحداث ولا للحركات المدروسة مسبقاً للوعظ وللموسيقى أو للترفيه أو لأغراض المراقبة.
توجد الحرية في الكنيسة التي تسمح ليسوع أن يحيا فيها ويكون مشمولاً في كل شيء وفعالاً وليس شخصية تاريخية معتبرة ومبجّلة وتستحقّ الدراسة. وكل من يعيش يسوع داخله ويتصرّف بهذه الطريقة في وسط المؤمنين يومياً تقع على عاتقه مسؤولية تقديم مواهبه “لتكميل الجسد”. فيسوع بأكمله ينسكب على جسده، بكل مواهبه- وبأي موهبة لازمة لأي وقت معين. إذا فتح أحد الشباب قلبه ليشارك عن صعوبات في عمله، أو إذا اعترفت إحدى الأخوات بأنها تواجه المشاكل مع الأولاد فقد تبرز مواهب التعليم أوالتشجيع أو الرعاية أو الخدمة بينما “يعلن للثاني»! وهذه هي الصورة الوحيدة عن الوقت الذي «تجتمع فيه الكنيسة كلها معاً» في الكتاب المقدس. ويُسمَح ليسوع في هذه الصورة بأن يكون رأس كنيسته عوضاً عن أن تكون منظمة مصنوعة من البشر ومسيطر عليها من قبل البشر. إن كل من سكن المسيح الحيّ داخله يجب أن يكون مستعداً لكي يحرّكه يسوع ويستخدمه للتجاوب مع ما يحدث حالياً. هذا فقط هو “جسد المسيح”. عندئذ لا بدّ من أن تفيض “الاجتماعات” بما يحدث يومياً في الحياة المشتركة “في كل بيت» في المسيح. يجب أن يكون ليسوع مكان لكي يسود ويقود في كل حين من خلال شعبه والمواهب التي أعطاهم إياها، سواء في البيوت وفي ما يدعى بـ «اجتماعات». يحاول الناس أن يقلّدوا هذا بأداء «وقت خدمة»- أياً كان مفهوم ذلك- لكنهم يبقون هم المسيطرين. لا تقبل أي تقليد عندما يستطيع يسوع عوضاً عن ذلك أن يعيش من خلال كل مواهبه وشعبه.
موضوعنا هنا عن مسرّة قلب الله في أن تكون له “مملكة كهنة» وفيها يسوع رأس لجسده بالحق والعمل. وبطبيعة الحال، هذا النقاش ليس حول بعض العيّنات الصبيانية وغير الكتابية من «ساعة الهواة» والجميع «يتناوبون» ومن «تجمع الجهل» والآراء، أو «يفترض في كل فرد أن يقول شيئاً» و «إذا تكلمتَ أكثر من 5 دقائق ‹الأسبوع الماضي› فلا يمكنك أن تتكلم ‹هذا الاسبوع›»، إلخ. فكنيست المسيح بالتأكيد ليست «ديمقراطية». يجب أن تكون كنيسته ثيوقراطية حيث تسود المسحة والمواهب وفكره على تفاعلاتنا في طرق مدهشة ومتغيرة باستمرار وغير مخطط لها من قبل. في بعض الأحيان (وبدون تخطيط) قد يردّ شخص واحد على الله بصوت مرتفع لفترة طويلة من الزمن. لكنه ليس الشخص «المتوقع» لكي يفعل هذا بتكرار.
مع ذلك، فإن القضية ليست “عفوية إلزامية” (على الرغم من أن يسوع في مت10: 20 قد أعطى قيمة للاتكال على الآب بأن يعطي غيضاً من فيض، عوضاً عن أي شيء سبق التأمل به وتعليبه (لاحظ واو العطف! J) وما أعنيه بكلمة "تعليب" هو "عدم التجاوب مع الله الحيّ". ومع ذلك، في سياق -عب 25:10- توجد عب 24:10! «لاحظوا” كيف تحرّضون الآخرين حين يجتمع القديسون معاً. ومن الواضح في 1 كور 14 أن “كل واحد» له ترنيمة أو كلمة تعليم متواجدة في فيض قلبه وحياته. والجميع لديهم مرونة بما فيه الكفاية لكي «يتأقلموا» مع ما يحدث حالياً عندما يجتمع القديسون معاً وتحدث الأشياء، سواء في توقيت « متى» أقول ذلك، أم في مضمون «ما» يجب أن يقال بالتحديد. لذلك إذا كان يسوع الرأس فالتحضير أمر جيد، في حين أن المرونة في ماهية ما يقال أو توقيته أو من سيقوله أو إذا كان لا يزال يلزم قول أي شيء تبقى أمراً إلزامياً. عندما يجتمع القديسون فهم بحاجة لكي يكونوا مرنين، وهذا ليس «عفوية» إلزامية.
سواء في يوم الثلاثاء أو في يوم الجمعة أو في أي وقت، في غرفة الجلوس أو في المدرج، سواء أكان ذلك الوقت مبرمجاً مسبقاً ومقرّراً قبل خمسة أيام أو قبل 20 دقيقة من حدوثه، فإذا كنا مستعدين في الحياة، فإن حقيقة ما يريد يسوع قوله أو فعله هي تحضيرنا الأساسيّ لأي وقت نجتمع فيه مع القديسين الآخرين، سواء كان ذلك على ملعب التنس أو ملعب كرة السلة أو خلال اختبار الكريكيت وهذا صحيح أيضاً بالنسبة للأوقات التي يتلقى فيها جميع القديسين "تحذيراً" أنهم سيلتقون جميعا معاً. لذلك فالمسألة ليست “العفوية” بقدر ما هي فيض مما يفعله الله فينا، بدلاً من «إعداد درس” نتمكن من “مشاركته”. وعندما نكون في وضع الفيض فإننا نقدر بالتأكيد أن ندوّن بعض الملاحظات والآيات الكتابية إذا كان ذلك يساعدنا(كما قال بولس) “كي أظهره يجب أن أتكلّم». ولكن، «تحضير رسالة يمكن مشاركتها» (خصوصاً إذا كنا نحن «الشخص المنتظر» للقيام بذلك، مما يحرم الكهنوت من المسؤولية والفرصة) أمر يختلف في جوهره وفي دافعه عن إعداد حياتنا ومشاركة شيء حقيقي يفعله الله فينا عندما تظهر الحاجة في حالات حقيقية تواجهنا حين نكون معاً في غرفة الإقامة أو فيما نقوم بأعمال الحديقة أو أثناء التسوق مع القديسين. هل هذا معقول؟ إذا كنتم تجتمعون معاً لأن شخصاً معيناً لديه شيء محدد يريد التحدث به مع الجميع فهذا ليس مشكلة مادام مرناً في الموضوع وفي التوقيت ومستعد لتغيير المسار- تجاوباً مع ما يمكن أن يفاجئك به يسوع في الوقت المعيّن
ونقرأ في ا كور 14 عن الحرية والطاعة لطرق الرب. ولكن، تذكّر أن بولس أيضاً عالج في هذا الفصل انتهاكات محتملة من جانب الناس الذين تجاهلوا الرئاسة، أو استفادوا من «الحرية» بسبب طموحهم أو عاطفتهم أو قلة حكمتهم. لنتذكّر من جديد أن سياق 1 كور 14 بأكمله يشمل «الفصول» 10-13، حيث يبدو أن رغبة قلب الله هي في أن يعيش شعبه وكأنهم «رغيف واحد» مميّزين جسد الرب ويقضون حياتهم اليومية في تواصل كما أن اليد تتصل بالأصابع والمعصم. وفي هذا السياق من الحياة الكتابية في الكنيسة يمكن أن نطيع 1 كور 14 أيضاً. «إذا أعلن لآخر فليجلس الأول». فلا يوجد هنا «عرض» ولا «رجل واحد مقدس» يقود العرض. يسوع «هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد!» فلا يمكن أن نسمح لكل من الخوف والطمع والتسلط والطموح لدى حفنة من الناس بأن تسرق الميراث من شعب الرب. يسوع حيّ ويتحدث من خلال مواهبه «كما يشاء» عندما نكون حقا جسده، بدلا من أن نمثّل أحد الاحتفالات في يوم مقدس.
نعم، قد يوجد بعض الناظرين الذي يساعدون ويوجّهون. ونعم، ربما توجد أوقات للإعلان أمام غير المؤمنين جهاراً كما فعل بولس في بعض الأحوال المعينة والمسجلة في سفر أعمال الرسل. ولكن، وخلافاً لما هو في أيامنا، فقد تواجد “الحوار» حتى في تلك الأوقات من الإعلان (وهي الكلمة اليونانية لما حدث في ترواس)- ولم يكن «حديثاً لشخص واحد». وهذا النوع من الإعلان في حالة غير المؤمنين في أفسس أو في أثينا يجب ألا نخلطه مع الأوقات التي «تجتمع فيها الكنيسة كلها معاً». (مع أنه لا شكّ في أن غير المؤمنين غالباً ما يكونون حاضرين عندما تلتقي عائلة الله معاً- 1كو 14). إن الوقت الذي يفرح فيه كل الجسد المحلّي للمسيح أحدهم بالآخر في المكان نفسه يختلف عن الوقت الذي تلتقي فيه كنيسة المسيح المفدية والتي يسكنها المسيح كما هو وارد في 1 كو 12-14 أو في أعمال 20 عندما «يتحاور» (بحسب الكلمة اليونانية) بولس مع عائلته حتى الفجر في جو غير رسميّ.
إن رغبة يسوع من نحو كنيسته هي في أن أبواب الجحيم لا تقوى عليها!”بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي». فهو يريدنا أن نصبح معاً «مسكناً» له-وأن نُحبَك معاً «كل الجسد مركّباً معاً ومقترناً» و»مجاهدين معاً بنفس واحدة لإيمان الإنجيل». وفي مسيرة حياة الألفة اليومية هذه التي أسسها يسوع والقائمة على وجود الأم والأخ والأخت فسوف يستخدم روح المسيح كل شعبه (من فيض حياتهم اليومية المحبوكة معاً، أعمال 42:2-47، 1 كور 12-13). وفي الحقيقة، الأمر بسيط . إنه هو المتكلم تماما كما لما كان معنا في جسده المادي . وعندما لا نطفئ روحه بواسطة خطط الإنسان والمراتب الكهنوتية والتقاليد وخطط البشر والطقوس والتقاليد واستعراض الناس والحياة العالمية المستقلة فستكون له الحرية لكي يعبّر عن نفسه وعن مواهبه تماماً مثلما فعل لما كان على الأرض في جسده الماديّ. وشغفنا هو في فكره الحاليّ وفي مسحته سواء كان للحظة من الزمن أم "حتى الفجر»، «فإذا أعلن لآخر فليجلس الأول...»!
لا يوجد أي رئيس إلا يسوع! “لا تدعوا أي إنسان قائداً، سيداً، معلّماً، أو قساً. أنتم جميعاً إخوة”. ويسوع هو لكم جميعاً وهو على قدم المساواة في كل واحد منا. بالتأكيد سيكون هناك تفاوت في النضج، وبعض المواهب أوضح للعلن، في حين أن غيرها من المواهب أكثر هدوءاً أو أقل وضوحاً في الأماكن العامة. ولكننا جميعاً متوفرون وعندنا الفرص. نحتاج إلى رحمة يسوع أحياناً، وأحياناً نحتاج إلى تعاليمه. نحتاج أحياناً إلى ترانيم عن يسوع وأحياناً نحتاج إلى مساعدته في حلّ المشاكل. ولكن يسوع في هذه كلها. أرجو أن تقرأ 1 كورنثوس 26:14-40. لا يوجد أي شخص مسؤول سوى يسوع نفسه
“وَلْنُلاَحِظْ بَعْضُنَا بَعْضًا لِلتَّحْرِيضِ عَلَى الْمَحَبَّةِ وَالأَعْمَالِ الْحَسَنَةِ” (عبرانيين 24:10-26). يجب علينا أن نفكر ونصلّي حول كيفية إمكاننا أن نساعد بعضنا بعضاً عندما نلتقي معاً، وكل واحد منا يتحمل المسؤولية لينقل كلمة الله ومحبته. لا يوجد «شخص مميّز” يُتَوقَّع منه “تلقائياً” أن يفعل أي شي إلا الاستماع إلى الله والتجاوب معه مثل كل شخص آخر. فإذا كان أحد الأفراد ينقل تعليماً من عند يسوع ثم يأتي الآخرون بكلمات تعليم أو ترنيم أو إعلان؛ فإذا كان هذا الأخ أو تلك الأخت يشاركان بما أظهره لهما يسوع ثم أتى الإعلان لشخص آخر فالأول ينبغي أن “يجلس”- إن كنا نتجاوب مع وصية الله أكثر من تقاليد البشر. يقول الكتاب المقدّس، “وَلكِنْ إِنْ أُعْلِنَ لآخَرَ جَالِسٍ فَلْيَسْكُتِ الأَوَّلُ»! هذا ما تقوله الآية في 1 كورنثوس 14. هذا لا يحظى بشعبية كبيرة مع أولئك الذين يحبّون أن يكونوا أولاً» ويحبّون أن يكونوا مسؤولين وأن يراهم الناس بأنهم «الأكثر روحانية» وهم يأخذون أموال القديسين. لقد ورثنا عبئاً ثقيلاً من التقاليد من الروم الكاثوليك ومن أجدادنا في»البروتستانتية» و»الطائفية» والوثنية أيضاً. فمن هو “كاهن” أو “قس” أو “عريف الحفل” أو “رئيس” يتحدّث في المقدّمة مخاطباً العامة “الأدنى” والشعب المسكين، وكل الجمهور جلوس يستمعون. وهذا على الأرجح هو التقليد الذي قال يسوع إنه يكرهه- إنه تعليم “النقولاويين” (المترجمة بمن “يغلبون شعبه”). ولكن الله قال إن كل هذا ينبغي أن يتغيّر من أجله ومن أجلنا.
من الناحية العملية، أودّ أن أقترح عليكم أنه إذا كنا فعلاً نريد أن نكرم المواهب التي لدى كلّ منا، ونستخلص المواهب التي في شعب الله، فعلينا أن نغيّر أشياء كثيرة. ومع أن الأمر قد يبدو سخيفاً للغاية فإن أحد هذه الأشياء قد يكون كيفيّة الجلوس عندما نلتقي معاً. لما كان يسوع هنا، كان له مجموعة من الناس حوله. وقال للجالسين في الدائرة من حوله- هؤلاء أمي وإخوتي وأخواتي» (مرقس 34:3، 35). كانوا جالسين حوله! أليس ذلك هو الطبيعيّ أن نفعله عندما نلتقي معاً لنسمع له وليس مجرّد إنسان له مواهب محدودة؟ قد يبدو ذلك بسيطاً وقد لا يبدو مهماً ولكنني أؤكد لك أنه كذلك. لقد سمعت أن الكلمتين المستخدمتين في تعبيري «المنبر» و»الجسد» تُلفظان بالطريقة نفسها في اللغة الفرنسية.
عندما نجلس ووجه كلّ واحد فينا يتجه نحو الأمام فإن كل الانتباه ينصبّ على رجل واحد. فنحن لسنا بعد متساوين فيما بيننا، وأنا أخضع لأيٍّ من يجلس في العرش أمامي وكأنه لي سيّد أو خبير الصفّ أو الاجتماع. عندما نجلس على كراسي موضوعة في صفوف عوضاً عن دائرة حول يسوع فكأنما نسلّط الضوء على رجل واحد. وذلك خطأ جسيم لأنه توجد مواهب كثيرة فيما بيننا، وكل الأفراد هم أجزاء من يسوع. إذا وضعنا الجميع بحيث ينظرون إلى الأمام فإننا نعظّم موهبة واحدة. وكم يمكن للإنسان أن يفتخر عندما يُسمَح له بأن يكون دائماً في «مركز الرئيس» أو موضع تسليط الأضواء.
والنموذج في الصورة أعلاه هو نموذج شائع من النماذج الدينية في المؤسسات و”كنائس البيوت”. يوجد مجرّد رجل “مسؤول” بشكل رسميّ وينبغي أن يَعبُر كل شيء من خلاله. وهو الذي يبدأ رسمياً وينتهي رسمياً، ويعلم بشكل رسميّ أو “يعيّن” التعليم أو “العبادة”. وهو الذي يتّخذ القرارات، ويجيب عن الأسئلة، ويتحكّم في “السيولة”. هذا غير كتابيّ (1 كور 26:14) وبعيد كل البعد عن الإثمار. ففي هذا النموذج تبقى الخميرة في العجين ويستمر إطفاء المواهب وفقدان ربوبيّة يسوع. وكذلك فإن مثل هذا النموذج غير موجود البتة في الكتاب المقدّس. وهذا ما يجب أن يكون سبب تبكيت وتأنيب.
لا يوجد في الكتاب المقدّس ولا في قلب الله وفكره نظام رجل الدين/عامة الشعب و”الاستعراض” التفاعليّ المسبَق التخطيط اللذان يكادان أن يكونا عالميّين (في جميع أديان «العالم»، بما في ذلك «المسيحية الحضارية”). تكلّم يسوع بكل وضوح وقوة ضد نظام مليء بالتقاليد والمستأجرين وأولئك الذين يرفعون أنفسهم فوق شعب الله، بل سمّى ذلك باسمه. وحتى إن “رسل الحَمَل الاثني عشر» يجب أن يكونوا مجرد «إخوة بين إخوة» في «وسط» القديسين، وليس «عليهم»، وفقاً ليسوع نفسه. لقد أحبّ الله قيادة صموئيل من دون لقب أو منصب في خضم الحياة، ولكن فقط في المحبة والموهبة اللازمتين. وإلا فإننا «نرفض الله» من خلال السماح بنموذج شاول في «القيادة» واشتهائه ، وفقا لإعلان الله لصموئيل، ولشعبه. إنها دعوة جذرية مقارنة مع تقليد الناس الذين لُوّثت أذهانهم كل أيام حياتهم. وما لم نقيّم طرقنا من جديد بحسب الكتاب المقدّس فسوف نستمرّ في الحصول على نتائج فاترة ومليئة بالخميرة مثل عادة الدين العصري الحضاريّ.
هنا جوهر إحدى القضايا التي يجب أن نعيد النظر فيها: هل أوقاتنا معاً “عن” يسوع أو “من» يسوع؟ إن الطاعة والتواضع والحرية لجميع القديسين تُظهِر الفرق! «منه وله وبه كل الأشياء!» إن نموذج المسيحية المصنوع من الإنسان والمؤسّس على «الحضور» و»الرجل المقدّس» يضمن الخسارات الهائلة. فعندما يكون البشر مسيطرين بحسب «إبداعهم» وتلاعبهم في السلطة لن يحقّق المسيح إرادته فيك أو من خلالك أو لك بحسب مشيئته. وهذه الطريقة المؤسسة على الخوف أو ترويج الذات مُربِحة مادياً ورافعة للأنا لدى طائفة رجال الدين. ولا عجب أنهم يواجهون هذه الأشياء بكثير من الحماس والنعت بأوصاف. «الحجر الذي رفضه البنّاؤون هو قد صار رأس الزاوية».
إن البنّائين هم الذين يمكن أن يخسروا، أو على الأقل يعتقدون أن لديهم شيئا يخسرونه، لأنهم لم يثقوا بيسوع أو بشعبه بما فيه الكفاية. ومع ذلك ، فمن المؤكّد بأن يسوع يحظر (متى 23 إلخ) الأنظمة الهرمية المصنوعة من الإنسان ومن كافة الألقاب الدينية التي أصبحت شائعة اليوم. وهذا مخزٍ وهو خسارة كبيرة لأن مواهب الله تضيع وصوته لا يُسمَع. وهذا صحيح حتى ولو كانت «العظة» «جيّدة» أو كتابية، أو «الموسيقى» «ملهمة». سنريحك من ذكر «إحصائيات» «الثمر» السيّئ الذي يرتبط بالمسيحيّة العصرية على الرغم من «المواعظ الجيدة» و»الموسيقى الملهمة». فالدين القائم على الحضور وعلى تسلّط رجال الدين ليس ديناً من عند الله حتى ولو كان من «أجله». فيوجد كل الفرق بين كون «كل أبواب الجحيم لا تقوى عليها» وبين أن تقوى عليها أشياء كثيرة في الحياة اليومية (1 كور 12؛ أعمال 42:2-47؛ عب 12:3-14). فالمسيح يريد أن يكون رأساً لكنيسته وليس الموضوع الذي يتحدّث به المجتمعون باسمه.
فماذا لو كانت كل المواهب تتمتّع بمكانة متساوية عوضاً عما سبق؟ فربما يجلس في الدائرة شخص له موهبة الرعاية. وربما يجلس آخر له موهبة التعليم هنا وآخر له موهبة الرحمة يجلس هناك. وقد يجلس صاحب موهبة المساعدة هنا وآخر له موهبة النبوة هناك. كل هذه المواهب لها مكانة متساوية لأنها كلها ليسوع!
وكما سبق وتحدّثنا من قبل، فإن بولس يصف بوضوح في 1 كور 14 وقت اجتماع “كل الكنيسة» معاً. وهو يصف مشاركة كل القدّيسين الذين يعيش يسوع داخلهم. فالمسيحيّون حسبما وصفهم قبل دقائق خلت في الرسالة (الفصل 12) الذين يعيشون يومياً تحت ربوبيّته يجب أن يستمرّوا في الحياة ككهنة عندما تجتمع الكنيسة معاً في مكان واحد. والفرصة متاحة لكل واحد فيهم كلما التقت الكنيسة معاً لكي يتجاوب مع يسوع ورئاسته الحالية باعتبارهم كهنة حقيقيّين. فلا يوجد نساء متديّنات أو رجال متديّنون مسيطرون أو مختارون سابقاً يقدّمون مواعظ مدروسة ومهيّاة مسبقاً أو استعراضاً موسيقياً. فنموذج، «وَلكِنْ إِنْ أُعْلِنَ لآخَرَ جَالِسٍ فَلْيَسْكُتِ الأَوَّلُ»يحافظ على صورة يسوع في العهد الجديد كرأس للاجتماع في «مملكة الكهنة» الخاصة به. فكل المواهب المنسكبة على جسد المسيح، الكنيسة، يمكن ن تكون فعّالة في أي لحظة. يقول الربّ، «وَلكِنْ إِنْ أُعْلِنَ لآخَرَ جَالِسٍ فَلْيَسْكُتِ الأَوَّلُ». فلا مجال للسيطرة على الناس والأحداث ولا للحركات المدروسة مسبقاً للوعظ وللموسيقى أو للترفيه أو لأغراض المراقبة.
توجد الحرية في الكنيسة التي تسمح ليسوع أن يحيا فيها ويكون مشمولاً في كل شيء وفعالاً وليس شخصية تاريخية معتبرة ومبجّلة وتستحقّ الدراسة. وكل من يعيش يسوع داخله ويتصرّف بهذه الطريقة في وسط المؤمنين يومياً تقع على عاتقه مسؤولية تقديم مواهبه “لتكميل الجسد”. فيسوع بأكمله ينسكب على جسده، بكل مواهبه- وبأي موهبة لازمة لأي وقت معين. إذا فتح أحد الشباب قلبه ليشارك عن صعوبات في عمله، أو إذا اعترفت إحدى الأخوات بأنها تواجه المشاكل مع الأولاد فقد تبرز مواهب التعليم أوالتشجيع أو الرعاية أو الخدمة بينما “يعلن للثاني»! وهذه هي الصورة الوحيدة عن الوقت الذي «تجتمع فيه الكنيسة كلها معاً» في الكتاب المقدس. ويُسمَح ليسوع في هذه الصورة بأن يكون رأس كنيسته عوضاً عن أن تكون منظمة مصنوعة من البشر ومسيطر عليها من قبل البشر. إن كل من سكن المسيح الحيّ داخله يجب أن يكون مستعداً لكي يحرّكه يسوع ويستخدمه للتجاوب مع ما يحدث حالياً. هذا فقط هو “جسد المسيح”. عندئذ لا بدّ من أن تفيض “الاجتماعات” بما يحدث يومياً في الحياة المشتركة “في كل بيت» في المسيح. يجب أن يكون ليسوع مكان لكي يسود ويقود في كل حين من خلال شعبه والمواهب التي أعطاهم إياها، سواء في البيوت وفي ما يدعى بـ «اجتماعات». يحاول الناس أن يقلّدوا هذا بأداء «وقت خدمة»- أياً كان مفهوم ذلك- لكنهم يبقون هم المسيطرين. لا تقبل أي تقليد عندما يستطيع يسوع عوضاً عن ذلك أن يعيش من خلال كل مواهبه وشعبه.
موضوعنا هنا عن مسرّة قلب الله في أن تكون له “مملكة كهنة» وفيها يسوع رأس لجسده بالحق والعمل. وبطبيعة الحال، هذا النقاش ليس حول بعض العيّنات الصبيانية وغير الكتابية من «ساعة الهواة» والجميع «يتناوبون» ومن «تجمع الجهل» والآراء، أو «يفترض في كل فرد أن يقول شيئاً» و «إذا تكلمتَ أكثر من 5 دقائق ‹الأسبوع الماضي› فلا يمكنك أن تتكلم ‹هذا الاسبوع›»، إلخ. فكنيست المسيح بالتأكيد ليست «ديمقراطية». يجب أن تكون كنيسته ثيوقراطية حيث تسود المسحة والمواهب وفكره على تفاعلاتنا في طرق مدهشة ومتغيرة باستمرار وغير مخطط لها من قبل. في بعض الأحيان (وبدون تخطيط) قد يردّ شخص واحد على الله بصوت مرتفع لفترة طويلة من الزمن. لكنه ليس الشخص «المتوقع» لكي يفعل هذا بتكرار.
مع ذلك، فإن القضية ليست “عفوية إلزامية” (على الرغم من أن يسوع في مت10: 20 قد أعطى قيمة للاتكال على الآب بأن يعطي غيضاً من فيض، عوضاً عن أي شيء سبق التأمل به وتعليبه (لاحظ واو العطف! J) وما أعنيه بكلمة "تعليب" هو "عدم التجاوب مع الله الحيّ". ومع ذلك، في سياق -عب 25:10- توجد عب 24:10! «لاحظوا” كيف تحرّضون الآخرين حين يجتمع القديسون معاً. ومن الواضح في 1 كور 14 أن “كل واحد» له ترنيمة أو كلمة تعليم متواجدة في فيض قلبه وحياته. والجميع لديهم مرونة بما فيه الكفاية لكي «يتأقلموا» مع ما يحدث حالياً عندما يجتمع القديسون معاً وتحدث الأشياء، سواء في توقيت « متى» أقول ذلك، أم في مضمون «ما» يجب أن يقال بالتحديد. لذلك إذا كان يسوع الرأس فالتحضير أمر جيد، في حين أن المرونة في ماهية ما يقال أو توقيته أو من سيقوله أو إذا كان لا يزال يلزم قول أي شيء تبقى أمراً إلزامياً. عندما يجتمع القديسون فهم بحاجة لكي يكونوا مرنين، وهذا ليس «عفوية» إلزامية.
سواء في يوم الثلاثاء أو في يوم الجمعة أو في أي وقت، في غرفة الجلوس أو في المدرج، سواء أكان ذلك الوقت مبرمجاً مسبقاً ومقرّراً قبل خمسة أيام أو قبل 20 دقيقة من حدوثه، فإذا كنا مستعدين في الحياة، فإن حقيقة ما يريد يسوع قوله أو فعله هي تحضيرنا الأساسيّ لأي وقت نجتمع فيه مع القديسين الآخرين، سواء كان ذلك على ملعب التنس أو ملعب كرة السلة أو خلال اختبار الكريكيت وهذا صحيح أيضاً بالنسبة للأوقات التي يتلقى فيها جميع القديسين "تحذيراً" أنهم سيلتقون جميعا معاً. لذلك فالمسألة ليست “العفوية” بقدر ما هي فيض مما يفعله الله فينا، بدلاً من «إعداد درس” نتمكن من “مشاركته”. وعندما نكون في وضع الفيض فإننا نقدر بالتأكيد أن ندوّن بعض الملاحظات والآيات الكتابية إذا كان ذلك يساعدنا(كما قال بولس) “كي أظهره يجب أن أتكلّم». ولكن، «تحضير رسالة يمكن مشاركتها» (خصوصاً إذا كنا نحن «الشخص المنتظر» للقيام بذلك، مما يحرم الكهنوت من المسؤولية والفرصة) أمر يختلف في جوهره وفي دافعه عن إعداد حياتنا ومشاركة شيء حقيقي يفعله الله فينا عندما تظهر الحاجة في حالات حقيقية تواجهنا حين نكون معاً في غرفة الإقامة أو فيما نقوم بأعمال الحديقة أو أثناء التسوق مع القديسين. هل هذا معقول؟ إذا كنتم تجتمعون معاً لأن شخصاً معيناً لديه شيء محدد يريد التحدث به مع الجميع فهذا ليس مشكلة مادام مرناً في الموضوع وفي التوقيت ومستعد لتغيير المسار- تجاوباً مع ما يمكن أن يفاجئك به يسوع في الوقت المعيّن
ونقرأ في ا كور 14 عن الحرية والطاعة لطرق الرب. ولكن، تذكّر أن بولس أيضاً عالج في هذا الفصل انتهاكات محتملة من جانب الناس الذين تجاهلوا الرئاسة، أو استفادوا من «الحرية» بسبب طموحهم أو عاطفتهم أو قلة حكمتهم. لنتذكّر من جديد أن سياق 1 كور 14 بأكمله يشمل «الفصول» 10-13، حيث يبدو أن رغبة قلب الله هي في أن يعيش شعبه وكأنهم «رغيف واحد» مميّزين جسد الرب ويقضون حياتهم اليومية في تواصل كما أن اليد تتصل بالأصابع والمعصم. وفي هذا السياق من الحياة الكتابية في الكنيسة يمكن أن نطيع 1 كور 14 أيضاً. «إذا أعلن لآخر فليجلس الأول». فلا يوجد هنا «عرض» ولا «رجل واحد مقدس» يقود العرض. يسوع «هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد!» فلا يمكن أن نسمح لكل من الخوف والطمع والتسلط والطموح لدى حفنة من الناس بأن تسرق الميراث من شعب الرب. يسوع حيّ ويتحدث من خلال مواهبه «كما يشاء» عندما نكون حقا جسده، بدلا من أن نمثّل أحد الاحتفالات في يوم مقدس.
نعم، قد يوجد بعض الناظرين الذي يساعدون ويوجّهون. ونعم، ربما توجد أوقات للإعلان أمام غير المؤمنين جهاراً كما فعل بولس في بعض الأحوال المعينة والمسجلة في سفر أعمال الرسل. ولكن، وخلافاً لما هو في أيامنا، فقد تواجد “الحوار» حتى في تلك الأوقات من الإعلان (وهي الكلمة اليونانية لما حدث في ترواس)- ولم يكن «حديثاً لشخص واحد». وهذا النوع من الإعلان في حالة غير المؤمنين في أفسس أو في أثينا يجب ألا نخلطه مع الأوقات التي «تجتمع فيها الكنيسة كلها معاً». (مع أنه لا شكّ في أن غير المؤمنين غالباً ما يكونون حاضرين عندما تلتقي عائلة الله معاً- 1كو 14). إن الوقت الذي يفرح فيه كل الجسد المحلّي للمسيح أحدهم بالآخر في المكان نفسه يختلف عن الوقت الذي تلتقي فيه كنيسة المسيح المفدية والتي يسكنها المسيح كما هو وارد في 1 كو 12-14 أو في أعمال 20 عندما «يتحاور» (بحسب الكلمة اليونانية) بولس مع عائلته حتى الفجر في جو غير رسميّ.
إن رغبة يسوع من نحو كنيسته هي في أن أبواب الجحيم لا تقوى عليها!”بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي». فهو يريدنا أن نصبح معاً «مسكناً» له-وأن نُحبَك معاً «كل الجسد مركّباً معاً ومقترناً» و»مجاهدين معاً بنفس واحدة لإيمان الإنجيل». وفي مسيرة حياة الألفة اليومية هذه التي أسسها يسوع والقائمة على وجود الأم والأخ والأخت فسوف يستخدم روح المسيح كل شعبه (من فيض حياتهم اليومية المحبوكة معاً، أعمال 42:2-47، 1 كور 12-13). وفي الحقيقة، الأمر بسيط . إنه هو المتكلم تماما كما لما كان معنا في جسده المادي . وعندما لا نطفئ روحه بواسطة خطط الإنسان والمراتب الكهنوتية والتقاليد وخطط البشر والطقوس والتقاليد واستعراض الناس والحياة العالمية المستقلة فستكون له الحرية لكي يعبّر عن نفسه وعن مواهبه تماماً مثلما فعل لما كان على الأرض في جسده الماديّ. وشغفنا هو في فكره الحاليّ وفي مسحته سواء كان للحظة من الزمن أم "حتى الفجر»، «فإذا أعلن لآخر فليجلس الأول...»!
طلال فؤاد حنوكة ايشوعي- عدد الرسائل : 1971
العمر : 63
تاريخ التسجيل : 31/03/2010
النوفلي :: المواضيع الدينية :: عظات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت فبراير 17, 2024 4:02 am من طرف Jo Hermiz
» رمش عيد ختان الرب 2022
الخميس فبراير 15, 2024 3:09 pm من طرف Jo Hermiz
» الجمعة الرابعة من السوبارا
الأربعاء فبراير 14, 2024 5:43 pm من طرف Jo Hermiz
» تشبوحتا
الخميس سبتمبر 01, 2022 3:32 pm من طرف Jo Hermiz
» شبح لالاها معشنان
الثلاثاء مايو 03, 2022 5:20 am من طرف Jo Hermiz
» تشبوحتا دمثأمرا بسهرة الحش يوم خميس الفصح بعد الانجيل
الجمعة أبريل 15, 2022 3:04 pm من طرف Jo Hermiz
» شليحا دعيذا قديشا دقيمتيه دمارن
الخميس أبريل 14, 2022 3:09 pm من طرف Jo Hermiz
» قريانا دعيذا قديشا دقيمتيه دمارن
الأربعاء أبريل 13, 2022 3:48 pm من طرف Jo Hermiz
» قولاسى دقوداشا تليثايا تسجيل جديد
الأربعاء أبريل 13, 2022 3:06 pm من طرف Jo Hermiz