لنحقق أرادة الله في اللحظة الحاضرة

Abdullah الخميس يناير 17, 2008 7:48 pm

لنحقق أرادة الله في اللحظة الحاضرة

لكل منا هدف يسعى إليه وهذا ضروري لكل خطوة نخطوها فإن خططنا للمسير إلى مكان ما، علينا أن نرسم طريقنا قبل الخروج حتى نصل الهدف بيسر وسلامة وسرعة، فالذي لا هدف له يتيه في الطرقات ويتعرض إلى مشاكل جمّة كونه لا يعلم أين يذهب ويصرف من الجهد والوقت الكثير، وببساطة يذهب كل هذا دون جدوى. وكمؤمنين يكون هذا أيضا هدرا للقدرات التي جعلها الله فينا بغية تحقيق ما يتمناه هو لكي نقوم به نحن ونعمل بموجبه، فهو ليس إلا رقيبا ومدققا لأعمالنا ويترك لنا مطلق الحرية في التصرف، وفي النهاية يسأل عن الحصاد وعن الثمار التي كسبناها، وهل قمنا بتطوير الجوهرة التي أوكلت لنا مهمة رعايتها وجعلها أكثر بريقا ولمعانا، أم أننا فكرنا بأن الله يحصد من حيث لا يزرع، وهو بغير حاجة لكي نطور نحن ونجتهد وفي الأخير نعيدها إليه كما هي وقد تكون ناقصة مما ألحقناه بها من أعمالنا التي لا تُسرّ العدو ولا الصديق، وهذه أقل ما نطلقه عليها هو أننا ناكري الجميل.
والشيء الذي يبدأ لابد له أن يكتمل وينتهي، لأن لكل بداية نهاية فلا يمكن أن يبدأ شيئ ولا ينتهي أو يبقى مفتوحا هكذا دون نهاية، وإلا لما كانت بداية أصلا، فأي تقييم يتم بدراسة العمل من لحظة الانطلاق وحتى لحظة النهاية. حيث نقوم بدراسة الجدوى والربح والخسارة، لكن العمل بحد ذاته هو خطوة إيجابية إلى أمام.
وعندما نقول لنحقق أي لنبدأ هذه الخطوة الإيجابية، وكيف ذلك دون أن يكون لنا التصميم والإرادة الصالحتين، لأن ما نريد تحقيقه هو الصلاح بأكمله، إنها إرادة الله في كل زمان ومكان، إننا بذلك نكون جنودا أمناء في معركة الخير والشر، إننا أيضا نكون قد حسمنا أمرنا لنكون بجانب الخير كله، نعمل لكي نستأصل الشر من دواخلنا ومن قلوب الآخرين وأفعالهم، فكيف للزرع الجيد أن ينمو إذا أحاطت به الأدغال وتعمل على خنقه؟ إذا لابد من تهيئة المستلزمات.. لابد من وجود إرادة .. ولابد من الإصرار لكي ننال مبتغانا، إنها حياة من نوع جديد لا تتحقق بسهولة بل هي بحاجة لكي نجهد أنفسنا .. نُضحي .. نتألم لكي نحقق ما نريده ونتمنى تحقيقه، فلا تأتي الثمار هكذا دون تعب، ولا نحصل على السنابل إلا عندما تموت حبات الحنطة تحت التراب لينبثق منها نبات مثمر تعلوه سنابل الخير، هكذا تماما فعل ربنا فبموته على خشبة الصليب انبثقت من خلاله أنهار الحياة التي بدأت تسقي البشرية ماء الخلاص المجاني، وهكذا نحن لكي نقتدي بربنا، علينا حمل ذات الصليب وجعل من نفوسنا مشرعة للشهادة حتى نصبح مشروعا للحياة ونحقق الإرادة الإلهية لنا ولغيرنا في هذه اللحظة وكل اللحظات. إنها طريقاً للخير والمحبة وطريقا للخلاص الأبدي.