شذرات مخفية من تاريخ المسيحية في العراق

شذرات مخفية من تاريخ المسيحية في العراق


**************************
بقلم/ نزار ملاخا/الدنمارك

الحلقة السادسة

أيها التكفيريون : إن قيادتنا الدينية المتمثلة بالكنيسة الكلدانية ورئيسها البطريرك مار عمانوئيل الثالث دلي قد أصرّت على الأنتماء للعراق الماضي والحاضر والمستقبل إنتماءً وطنياً حقيقياً , وليس مجرد أنتماء تاريخي تعاطفي , ولها من عناصر القوة والتأثير ما يفوق جميع الكنائس المسيحية في العراق , والكلدان بطبيعة الحال يمثلون 80 % من مكونات الشعب المسيحي العراقي .

فهل تعرفون بأن كنيسة المشرق كانت منتشرة في كل الأراضي العراقية إضافة إلى دول أخرى وكان لها من الأبرشيات ما يفوق العدد الحالي فعلى سبيل المثال كطان لها :

1- الأبرشية الكبرى ( البطريركية ) وكانت تقع في كلدو الشمالية – بيث آرامايي - وسط العراق الحالي . وكلدو نسبة إلى بلاد الكلدانيين , والأمبراطورية الكلدانية وهي سلالة بابل الحادية عشرة .

2- الأبرشية الثانية وتقع في بلاد كلدو الجنوبية وهي برات وميشان أي منطقة جنوب العراق وبالضبط في مدينة البصرة .

3- أبرشية بيث كرماي – باجرمي أو كرخ سلوخ – وهي منطقة كركوك الحالية .

4- أبرشية حدياب وهي أربيل الحالية .

5- أبرشية بيث عربايي وتشمل المنطقة الممتدة من نصيبين شمالاً إلى سنجار جنوباً .

وفي مجمع ألتأم عام 410 م تقرر ان تكون مطرانية كركوك أي باجرمي أو كرخ سلوخ أن تتكون من الأسقفيات التالية :

1- أسقفية شهركرد وتشمل المنطقة التي تقع شرق كركوك .

2- أسقفية لاشوم كانت تقع قرب دمينة داقوق الحالية جنوب شرق كركوك .

3- أسقفية حربة گلال وتقع في منطقة كرميان ديالى الحالية شرق كركوك .

4- أسقفية دار وتقع على ساحل الزاب الأسفل وهي ألتون كوبري الحالية .

5- أسقفية ماحوزا وتقع على شاطئ الزاب الأسفل وهي بيث وازيق وبالعربية ألبوازيج.

6- أسقفية تحل وتقع جنوب غرب كركوك وهي الحَويِجَة الحالية .

7- أسقفية نيقاطور وكانت تقع شمال كركوك وهي قضاء طوز خورماتو الحالية .

8- أسقفية بورزان وهي منطقة دربند بازيان الحالية .

إن الضغط على الحريات يفقد الإنسان المواطنة الصالحة ويبعده عن التفكير بمصلحة الآخرين , ولهذا نجد المجتمعات الديمقراطية تعطي الحرية لكل فئات المجتمع , لذا تراهم يعملون بإخلاص لخدمة الوطن والتضحية في سبيله .

أيها العراقيون : لقد عشنا في وطننا غرباء مضطهدين , لاجئين نهرب من محافظة إلى أخرى تركنا قرانا ومدننا رغماً عنا بعد أن تم تدميرها من قبل إخوتنا قادة النظام وكانوا كلهم عراقيين منذ مر الزمان , نبحث عن الأمن والأطمئنان لنكد ونبحث عن لقمة العيش بشرف وكرامة , لم نكن في يومٍ ما أتكاليين كما كان غيرنا من العراقيين , لأننا كنا نشعر وما زلنا بأننا أصحاب البلد الأصليين ...

بلادي وإن جارت عليَّ عزيزةٌ .... أهلي وإن شَحّوا عَلَيَّ كِرامُ

طوردنا من قرية إلى قرية ومن مدينة إلى مدينة , وبحثنا عن سكنٍ آمن ولكن بدون جدوى فأتخذنا القرار الصعب ... قرار الرحيل وهذا ما أرادوه لنا البعض من إخوتنا العراقيين الذين نختلف معهم في الدين لا لشئ بل لأننا مسيحيين فتركنا وطننا مرغمين نجرع الويل والحسرة والأنين , تركنا رموساً في العراق لعزيزين , وهجرنا بلد الأباء ومثوى الأكرمين , نحن بناة العراق الأصليين , نحن الذين نتسمى بالكلدانيين ...

يا أيها الإرهابيين .. إن كنتم لا تعرفون من هم الكلدانيين فإليكم نبذة عنهم :

أولاً كانت حدود الامبراطورية الكلدانية تمتد من بابل شمالاً وحتى الخليج الكلدي – الخليج العربي حالياً – وجزره جنوباً ومن عيلام جنوب غرب إيران شرقاً وحتى حوض الفرات غرباً وبقيت عاصمتها بابل .

لقد ظهر الكلدان على مسرح التاريخ منذ العصور القديمة وقبل مولد السيد المسيح بآلاف السنين وأنشأوا دولاً وأمبراطوريات ما تزال آثارها خالدة باقية إلى دهر الداهرين , خالدة خلود الزمن تُذكِّر مَن خانته الذاكرة بأهل العراق الأصليين , ولكن .. آخ من كلمة لكن ... ولكن مرّت على العراق أيام سوداء علا فيها الأنين , وليالي مغبرة جعلتهم من مسرح الأحداث مختفين , وإلى متاهات الزمن سائرين , ومشعل الحضارات السابقة حاملين , ولغتهم وعلمهم على جميع الشعوب فارضين ,و الحضارات اليونانية والرومانية مستوعبين , وأعظم الكتب إلى اللغة الآرامية مترجمين , فترجموا كتب الطب والهندسة والفلسفة , والفلك والرياضيات والفيزياء والكيمياء وغيرها , وعند ظهور الإسلام وأنتشاره , وإنتشار اللغة العربية محل اللغة الارامية تم ترجمة جميع هذه الكتب إلى اللغة العربية , فلم يبخل الكلدان وعلماؤهم على العرب والمسلمين بأي شئ , لا بل قدموا لهم خدمات جليلة في كافة المجالات ولا زالت آثار تلك الخدمات باقية لحد الآن . لا بل أصبحت أساساً للكثير من العلوم والنظريات والصناعات وفي جميع المجالات .

أيها البغداديون : هل تعرفون بأن الباب الشرقي الحالي كان يسمى باللغة الكلدانية – باب كلواذي – وهو أسم لقرية كلدانية قديمة مشهورة كانت إحدى القرى التي تأسست على أنقاضها بغداد الحالية , وهل تعلمون أنه في أواخر العهد العباسي سكن بغداد 43000 مسيحي معظمهم من الكلدان وكانت لديهم 56 كنيسة . ميخائيل بابو إسحق – تاريخ نصارى العراق – ص 107 – 112

ويقول المسعودي بأن بلاد الكلدانيين كانت تضم : العراق وديار ربيعة وديار مضر والشام وبلاد العرب الحالية وبرّها واليمن وتهامة والحجاز واليمامة والعروض والبحرين والشحر وحضرموت وعمان, وكانت هذه مملكة واحدة ولها لغة واحدة هي لغة آدم ونوح وإبراهيم عليهم السلام . المسعودي – الإشراف والتنبيه – ص 68 و 69

ايها السلفيون : ليس غريباً علينا أن ندخل حروباً ونعيشها ولا نجني منها شيئاً فليس بغريب علينا ذلك لأن حرب البسوس قامت من أجل عنزة وأستمرت لسنواتٍ طويلة وحرب داحس والغبراء قامت من أجل حصان . لقد أجدتم صناعة الموت بإتقانٍ تام .

هل سمعتم بمجلس شورى المجاهدين ؟ إنه مجلس تأسس في العراق في أعقاب سقوط الحكم العراقي السابق وكانت غايته وهدفه مقارعة المحتلين , ولكن الأمر أختلط لديهم فلم يعد يميزوا ما بين المحتل وأبن البلد بل يحاسبوا الجميع بنفس الجرم لكونهم أصحاب ديانة واحدة وإن أختلفوا في المذهب , فنحن يأجب أن نؤمن بمبدأ أن يؤخذ الإنسان بجريرة إنسان آخر , والشواهد والأمثلة على ذلك كثيرة أكثر من أن تحصى , ولكن نورد هنا مثلاً للتذكير فقط , فعندما قامت الرسوم الكاريكاتورية في الدنمارك فإن الإسلام والمسلمين صبوّوا جام غضبهم على أبناء شعبهم من المسيحيين فقاموا بقتل الرهبان وحرق الكنائس والأعتداء على أموال وممتلكات المسيحيين من أبناء جلدتهم ,وأهانوا رجالهم وخطفوا من خطفوا منهم وأجبروا قسم منهم على الهرب وترك دورهم وممتلكاتهم بعد أن تهددوهم وتوعدوهم !!! ماذا أقترف هؤلاء الناس الأبرياء لكي يعاملوا بهكذا تصرفات حمقاء ورعناء ؟ أسمع ما قاله مجلس شورى المجاهدين يوم 19/6/2006في العراق :

"سنكسر الصليب , ونريق الخمر , ونضع الجزية , فلا يقبل في حينها إلا الإسلام أو السيف , وإن الله سيفتح على المسلمين روما . اللهم مكنّا من رقابهم وأجعلهم وأموالهم وذراريهم غنيمة للمجاهدين ".

بالله عليكم أي دين يقبل بأنتهاك حقوق الجيرة ؟ ألم تقولوا بأن النبي قد أوصاكم في سابع جار ؟ فإذا كان أول جار لم يسلم من شرّكم فكيف يسلم من أذاكم سابع جار ؟ أم إنكم تقولون ذلك الكلام فقط عندما تكونون بحاجة إلى مساعدة ورحمة المسيحي ؟ أم إنكم تسوقونه في وقت الضيق فقط ؟ أم ..... الله أحترنا معكم ....!!!!ماذا لمس منكم المسيحيون كل هذه الفترة ؟ لماذا لا تساندوهم في محنتهم ؟ ألم يساندوكم في وقت محنتكم ؟ ألا يوجد في تاريخكم شواهد على ما أقول ؟



إلى اللقاء في الحلقة السابعة