عندما اتصرف بصدق مع الآخرين

مركريت قلب يسوع الخميس نوفمبر 19, 2009 3:20 am

عندما أتصرف بصدق مع الآخرين،

المهم أن أتحمل
المسؤولية الكاملة لأفعالي ولردة أفعالي.

نحن في غالبتنا ننشأ في جو يميل الى الألقاء باللآئمة على الأخرين من جراء
ما يحدث من سلبيات في حياتنا.فأروح أشكو مثلاً من أن"الآخر يغضبني".
وأحاول أن أجد اسباباً لبعض ردات فعلي في مواقف الآخرين أو سلوكهم،فكأن مسؤولية
سلوكي تقع على عاتقهُم،وأن لا حول لي ولا قوة في ما يصدر عني من ردات فعل. يبدو من
الصعب علي أن أنظر الى الوراء وأعترف بأن
مسؤولية ما صدر عني من كلام أو تصرف تقع على عاتقي أنا وما هي من مسؤولية
ألأخرين. فأذا تمكنتُ من عبور الخط الذي يفصل بين الذين يلقون باللأئمة على
الأخرين في كل شيء،والذين قرروا أن يتحملوا مسؤولية أقوالهم وأفعالهم،آنذاك أكون
قد أصبحتُ من مصاف الناضجين. فمواجهة الواقع على حقيقتهُ بصدق وشجاعة يبقى السبيل
الوحيد الى النمو الشخصي والنضج الأنساني.

قال القديس أوغسطينس:"عندما نضرع الى الله طالبين،نكون نحن في أوج
قوتنا وهو في قمة ضعفهِ".والسيد المسيح أكد لنا أن"أطلبوا تجدوا. إقرعوا
يُفتح لكُم. كل ما تسألون بأسمي تنالونهُ."

إنني غالباً ما أشبه الله" بنقطة كهربائية".فوراء كل"
نقطة" قوة كهربائية مذهلة تُنير
غرفة،تدفئ منزلاً تُريك صورة. ...إلى ما هنالك..... ولكننا لا نحصل على الطاقة ألا
عندما نحقق أتصالاً بها.نحنُ نعرف حق المعرفة قدرة الله حاضرة دائما ًلتنير ظلمتنا
وتجبر كسرنا وتملأ فراغنا وتقوم أعوجاجنا وتشدد عزيمتنا وتخلق فينا قلوباً
مُحبة.وطريقة الأتصال بهذه الطاقة هي الصلاة.يؤكد لنا صاحب
المزامير:"الرب قريب من كل من
يدعوهُ"(مزمور145 :68 ).

إن فينا حاجة الى عون الله دائماً،ولكن فينا حاجة الى عون خاص من لدنهِ
لنتمكن من أن نعيش الحب.ينصحنا القديس بولس
بأن نطمح الى المواهب العظمى....
واعظمها المحبة.ومن المعلوم أن الحب ما كان يوماً سهل المنال،ولا هو ينزل علينا
كالمن من السماء،بل يأتي نتيجة جهد يومي ومثابرة لا تعرف الكلل.والجهد الأساسي في
الحب هو في محاولة أتقان فن التواصل،بل الحب في صلبهِ تواصل.

اتمنى ان تكون كل تصرفاتنا بصدق مع الاخر ومع انفسنا فنساهم في بناء الاخر وبناء عالم مملوء بالمحبة والسلام والفرح الحقيقي