حبة خردل

Abdullah الأحد يونيو 15, 2008 8:43 pm

يشبه ملكوت السماوات حبّة خردل أخذها إنسان وزرعها في حقله.

وهي أصغر جميع البذور،

ولكن متّى نمت فهي أكبر البقول،

وتصير شجرة حتى أن طيور السماء تأتي وتتآوى في أغصانها" [31-32].

ما هى هذه الحبة؟ والام تشير؟

يرى الآباء في حبّة الخردل الصغيرة أن قيمتها لا تظهر إلا بدفنها. فتظهر شجرة عظيمة تأوي طيور السماء، ويستظل تحتها حيوانات البرّيّة، أو بسحقها تقدّم طعامًا مفيدًا "الموستاردة".

لذا فهى تشير الى

1- السيد المسيح

بالتجسّد الإلهي ظهر الله الكلمة كصغير جدًا، إذ صار عبدًا، لكن بقبره قام واهبًا إيّانا سرّ الحياة. نأوي في أغصان كنيسته كطيور محلّقة في السماوات، ونستظل تحته، كقول النشيد: "تحت ظلِّه اشتهيت أن أجلس" (نش 2: 3). بسحقه قدّم لنا جسده طعامًا روحيًا، ذبيحة حقَّة واهبة التقديس!

2- الأباء الرسل

إن كانت حَبّة الخردل تمثّل شخص السيّد المسيح المتألّم، فهي تمثِّل إنجيله والكرازة به. أو قُل هي الإيمان بالمسيّا المصلوب. إنها تحمل قوّة في داخلها قدرة على جذب الكثيرين للملكوت، بالرغم من أن الكارزين بها بسطاء وأُميُّون. هي صورة عن الكنيسة التي بدأت صغيرة بكرازة الأباء الرسل الذين بشروا ببشارة الملكوت فى العالم كله بقوة الروح القدس حين حل عليهم فى يوم الخمسين

3-هى كلمة الانجيل

فكل إنسان يتقبل بذرة خردل، أي كلمة الإنجيل، مغروسة في حديقة نفسه، تصير شجرة عظيمة تحمل أغصانًا،فقد تقبل بولس تعليمًا من حنانيا (أع 9: 17) كحبة صغيرة، غُرست في جنته، فأنتجت تعاليم صالحة كثيرة لاتزال الكنيسة تتأوى تحت ظلها

4-هى كل انسان مؤمن يجاهد فى حياته

فكما أن بحبّة الخردل الصغيرة، وقد ألقيت في حقل وسط التربة، تحاصرها الظلمة من كل جانب، ويضغط ثقل الطين عليها، لكن "الحياة" الكامنة فيها تنطلق خلال هذه التربة لتصير شجرة تجذب إليها الطيور لتأوي فيها. كذلك المؤمن كعضو في ملكوت السماوات يحاصره عدوّ الخير من كل جانب بظلمته ليفقده استنارته الروحيّة. ويحرمه من التمتّع بشمس البر،ّ والارتفاع عن الأرضيّات، ويثقِّل عليه بالطين، فيستخدم شهوات الجسد الترابي ليكتم أنفاس روحه. لكن الروح القدس الناري في قلبه ينطلق به خلال هذا الجهاد كعملاق حيّ، لا ليحيا مقدّسًا للرب فحسب، وإنما ينجذب نحوه الكثيرون. يسندهم في الحياة المقدّسة. يكون كشجرة تضم داخلها طيورًا كثيرة
كذلك تمثل الانسان بقوة ايمانه هكذا يبدو الإيمان بسيط جدًا، لكنّه إن سُحق خلال الأعداء يُبرهن على قوّته، إذ يملأ الآخرين الذين يسمعون أو يقرأون عنه برائحة حلاوته كمثال أبائنا الشهداء وكل من يتألم من أجل المسيح

أخيرا نتعلم من حبة الخردل ألا نحتقر شيئا مهما كان صغيرا
ولا نحتقر أنفسنا أو أى أحد مهما كنا بلا ثمر انما نتعلم من هذه الحبة أن الرب يعمل فى القليل والكثير,وأن الرب بروحه القدوس يعمل فى النفوس المتضعة التى تسلم حياتها فى يدى الرب لتصير شجرة كبيرة مثمرة بثمار روحه القدوس