في معرفة الله

من نوعين يعرف الناس أن الله موجود من الطبيعة والثاني من الكتاب. أما من الطبيعة فلان المعرفة مغروسة في بني البشر أن الله موجود. وانه خالق كل المخلوقات.
بل ويغرف وجود الله من مباحث منطقية وطبيعية. أن الموجود أما أزلي وإما زمني. الأزلي فيدل على ما ليس له بداءة ولا نهاية وهو من صفات الله وحده. أما الزمني فيدل عما قد بدا وينتهي كالمحسوسات. وما لا ينتهي كالمخلوقات المعقولة

أن العالم هو زمني ومخلوق. ويعرف ذلك من هذه القضايا. وهي ان العالم هو جسم والجسم ليس بأزلي. وان العام هو محدود ومركب ومحسوس وينقسم الى أجزاء وقابل الاعراض والتغير. ويحوي الأضداد ومحصور في مكان. والذي تطلق عليه هذه الصفات ليس أزلي. وهو الله ما له بداءة ولا نهاية.

وشاهدنا اننا أذا رأينا بيتا. فنعلم ان له بناء ولو لم يكن البناء قريبا. كذا أذا رأينا كرسيا او سفينة فنتصور صانعها النجار. كذلك لما نرى المخلوقات فنتعلم أن الله خالفها.
وهكذا أذا نرى العالم محظوظا ومصانا والأضداد فيه موجود فنعلم أن الله حارسه وحافظه بقدرته القادرة جل شأنه.
اما من الكتاب فهو كما قال الرسول(لان أموره غير المنظورة ترى منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية ولاهوته حتى أنهم بلا عذر رو1:19)