بحـث
المواضيع الأخيرة
خدمة الكهنوت بين كاهن وكاهن
صفحة 1 من اصل 1
خدمة الكهنوت بين كاهن وكاهن
يتحدث الطوباوي يوحنا ذهبي الفم عن سر الكهنوت او عن الكاهن و يقول:
"الكهنة يلدوننا لحياة خالدة مستقبلة، ووالدونا يلدوننا لحياة فانية".
وهذه حقيقة لا مجال للتشكيك فيها، فنعلم علم اليقين عندما ينال الطفل او الانسان البالغ سر المعمودية المقدسة، فبواسطة الكاهن يصبح انسان جديد، فللكاهن سلطة إلهية مأخوذة من السيد المسيح، ليقدس الاسرار السبعة التي لدى الكنائس الرسولية، ولا احد يستطيع ان يقدس هذه الاسرار السبعة ان لم يكن كاهناً, ولا "احد يأخذ هذه الوظيفة بنفسه بل المدعو من الله".
والكاهن هو الذي دُعي من المسيح ليرعَى قطيعه كما جاء في إنجيل يوحنا الاصحاح الحادي والعشرون عندما دعَا السيد المسيح الرسول بطرس ليرعى خرافه (يو 21).
ونحن هنا نتحدث عن الكهنوت الشامل بكل دراجاته سوى ان كان ككاهن بسيط او بطريرك، فالجميع لهم سر كهنوت واحد.
و الامر الذي يحزن القلب ويدمي العين هو تطاول بعض الكهنة او ممن قد دُعيو بالاسم "كهنة" على هذه العطية المقدمة من الله!!
ففي حاضرنا يوجد بعض الأناس يقتبلون هذه الدرجة المقدسة التي يقول عنها الطوباوي يوحنا ذهبي الفم "ان الكهنوت يمارس على الارض في الواقع، ولكن محله في السماء" وبعد ذلك بقليل تراهم يحتقرونها كأنها خدمة ليست إلهية من اجل حجج واهية ليس لها أي وجود في الكتاب المقدس والتي سوف نتطرق على البعض منها بعد ان نتعرف على أنواع الدعوة لنوال هذه الدرجة المقدسة وهذا السر العظيم.
باختصار شديد، عندما أرد بني إسرائيل ان يُقيموا لهم ملكاً كباقي الشعوب (صم1 اذن الله لهم ان يختاروا الملك الذي يردونه، رغم التهديدات التي اطلقها نبي الله صموئيل على مسامعهم، الا أنهم آبوا ان يسمعوا، وأقاموا شاول بن قيس ليملك عليهم. وعندما نقرأ كتاب صموئيل الأول سوف نرى كيف ان شاول أثقــَلَ كاهل الشعب اليهودي من اجل مصالحه الشخصية لذلك رفضه الله. فاختار بعد ذلك رجلً من بيت يسى بدلا منه ليقمه ملكً على اسرائيل، واختار الملك داود الذي منه سوف تنحدر مملكة المسيح، اذ نظر الى أعماقه فوجد فيه الملك والراعي الذي سوف يقود شعبه، واختياره لداود لم يكن على أساس المنظر الخارجي، الطول والقامة كما يفعل الانسان، لكنه الى الاعماق ينظر(صم1 16).
وبعد هذا المثال الذي جئنا به أعلاه، نفهم انه يوجد نوعان من الاختيار "اختيار داخلي " و "اختيار خارجي " فأما الاول هو الاختيار الذي يبنى على اساس اعماق الانسان وما له من مواهب روحية عميقة التي بها "يستطيع ان يرى وجه سيده" ( يوحنا الدلياتي).
واما الاختيار الثاني، فهذا يُبني على اساس المظاهر الخارجية التي يمتلكها الإنسان، على سبيل المثال، الطول، القامة، الشكل، الفكر، التحصيل الدراسي، معرفة عامة..لخ.
ولكي نربط المثال والتحليل أعلاه بموضوعنا الذي نريد ان نتحدث عنه وهو (خدمة الكهنوت بين كاهن وكاهن) نقول:
يوجد بعض الاشخاص الذين تم اختيارهم للخدمة الكهنوتية قد اختيروا على اساس المظهر الخارجي!
فانَ كل كاهن لا يستمر في الخدمة الكهنوتية، ويتحجج بحجج واهية، فاعلم ان هذا الانسان قد اُخْتير على اساس المظهر الخارجي كما نوهنا آنفا. أما ان يكون سبب اختياره تحصيله الدراسي، او بسبب سمعته الطيبة بين الناس، او بسبب دواعي أخرى لها علاقة بالمظهر الخارجي.
فانه من غير الصائب ان نقول للأشخاص الذين لبسوا الثوب الكهنوتي ولم يعملوا به، انهم مدعوون من الله!
فهل الله يدعو أناسا يحتقرون عطيته؟ ام انه لا يميز خدامه؟.
اذ لا يعقل ألبته ان يأتي احدهم بحجة على سبيل المثال ان الكاهن الاكبر منه مرتبة ليس قدوة حسنة للرعية فلا ينبغي العمل معه!!
اليس هذا جهلا!! هل الله يقم أنبياء ليتنبئوا لأنبياء آخرين؟ ام من اجل بنيان الكنيسة؟ هل الكاهن يعمل من اجل كاهن اخر ام من اجل الرعية المُسلمة للكاهن؟ فلمن يا ترى يُقدس الكاهن جسد ودم المسيح اهو لكاهن مثله ام للرعية التي تريد ان تخلص بذلك الجسد؟ واساسا من انت لكي تدين؟
هل عندما يكون للأب بنين وبنات كثر ويتطاول عليم بالضرب، أيقوم البكر بترك البيت ام يتحمل كل شيء من اجل إخوانه؟ فان ترك ذلك البكر البيت فاعلم انه اخو اناني ولا يحب غير نفسه. و ان صبر مع اخوته وصّبرهم في محنتهم، فاعلم انه الخادم الامين الذي اقامه سيده على رعيته (مت 25:21).
ألم يقل السيد المسيح: ويل لذلك الانسان الذي به تأتي العثرة (مت 18:7) أوليس الكاهن عندما يتوقف عن الخدمة الكهنوتية بملء إرادته يصبح عثرة للآخرين؟ بالطبع فانه سوف يكون كذلك، فأي شخص علماني ان قال: اذا كان الكاهن توقف عن الخدمة فمن انا حتى اخدم الله! فان الكاهن والحال هذه أصبح عثرة.
فالكاهن الذي يختاره الله يصبر على كل شيء من اجل الرعية كما تحمل سيدنا المسيح الكتبة والفرسين من اجل الذين اختارهم.
ونختم مقالنا هذا بالقول، ان الله لا يحتاج الى اناس ليخدموه، فله خدام باللهيب نار والكوّن كله يخدمه، الا انه بحبه الكبير أشركنا نحن الترابيين لنعمل معه من اجل أنفسنا. فبعد ان تمم الله الخليقة طلب من ادم الترابي ان يساعده على العمل في الجنة (تك 1) فهل كان الله محتاج لآدم ان يساعده او بالتعبير الأصح ان يعمل في الجنة؟ بالطبع كلا، لكن من اجل ادم لكي يُعلمَه الاستمرارية في العمل، وان كل انسان لا يستمر في عمل الرب يطرح كما طرح ادم من الجنة الى اعماق الارض، فهذا عملُ الله وليس من مصلحة احد ان يحتقره.
"الكهنة يلدوننا لحياة خالدة مستقبلة، ووالدونا يلدوننا لحياة فانية".
وهذه حقيقة لا مجال للتشكيك فيها، فنعلم علم اليقين عندما ينال الطفل او الانسان البالغ سر المعمودية المقدسة، فبواسطة الكاهن يصبح انسان جديد، فللكاهن سلطة إلهية مأخوذة من السيد المسيح، ليقدس الاسرار السبعة التي لدى الكنائس الرسولية، ولا احد يستطيع ان يقدس هذه الاسرار السبعة ان لم يكن كاهناً, ولا "احد يأخذ هذه الوظيفة بنفسه بل المدعو من الله".
والكاهن هو الذي دُعي من المسيح ليرعَى قطيعه كما جاء في إنجيل يوحنا الاصحاح الحادي والعشرون عندما دعَا السيد المسيح الرسول بطرس ليرعى خرافه (يو 21).
ونحن هنا نتحدث عن الكهنوت الشامل بكل دراجاته سوى ان كان ككاهن بسيط او بطريرك، فالجميع لهم سر كهنوت واحد.
و الامر الذي يحزن القلب ويدمي العين هو تطاول بعض الكهنة او ممن قد دُعيو بالاسم "كهنة" على هذه العطية المقدمة من الله!!
ففي حاضرنا يوجد بعض الأناس يقتبلون هذه الدرجة المقدسة التي يقول عنها الطوباوي يوحنا ذهبي الفم "ان الكهنوت يمارس على الارض في الواقع، ولكن محله في السماء" وبعد ذلك بقليل تراهم يحتقرونها كأنها خدمة ليست إلهية من اجل حجج واهية ليس لها أي وجود في الكتاب المقدس والتي سوف نتطرق على البعض منها بعد ان نتعرف على أنواع الدعوة لنوال هذه الدرجة المقدسة وهذا السر العظيم.
باختصار شديد، عندما أرد بني إسرائيل ان يُقيموا لهم ملكاً كباقي الشعوب (صم1 اذن الله لهم ان يختاروا الملك الذي يردونه، رغم التهديدات التي اطلقها نبي الله صموئيل على مسامعهم، الا أنهم آبوا ان يسمعوا، وأقاموا شاول بن قيس ليملك عليهم. وعندما نقرأ كتاب صموئيل الأول سوف نرى كيف ان شاول أثقــَلَ كاهل الشعب اليهودي من اجل مصالحه الشخصية لذلك رفضه الله. فاختار بعد ذلك رجلً من بيت يسى بدلا منه ليقمه ملكً على اسرائيل، واختار الملك داود الذي منه سوف تنحدر مملكة المسيح، اذ نظر الى أعماقه فوجد فيه الملك والراعي الذي سوف يقود شعبه، واختياره لداود لم يكن على أساس المنظر الخارجي، الطول والقامة كما يفعل الانسان، لكنه الى الاعماق ينظر(صم1 16).
وبعد هذا المثال الذي جئنا به أعلاه، نفهم انه يوجد نوعان من الاختيار "اختيار داخلي " و "اختيار خارجي " فأما الاول هو الاختيار الذي يبنى على اساس اعماق الانسان وما له من مواهب روحية عميقة التي بها "يستطيع ان يرى وجه سيده" ( يوحنا الدلياتي).
واما الاختيار الثاني، فهذا يُبني على اساس المظاهر الخارجية التي يمتلكها الإنسان، على سبيل المثال، الطول، القامة، الشكل، الفكر، التحصيل الدراسي، معرفة عامة..لخ.
ولكي نربط المثال والتحليل أعلاه بموضوعنا الذي نريد ان نتحدث عنه وهو (خدمة الكهنوت بين كاهن وكاهن) نقول:
يوجد بعض الاشخاص الذين تم اختيارهم للخدمة الكهنوتية قد اختيروا على اساس المظهر الخارجي!
فانَ كل كاهن لا يستمر في الخدمة الكهنوتية، ويتحجج بحجج واهية، فاعلم ان هذا الانسان قد اُخْتير على اساس المظهر الخارجي كما نوهنا آنفا. أما ان يكون سبب اختياره تحصيله الدراسي، او بسبب سمعته الطيبة بين الناس، او بسبب دواعي أخرى لها علاقة بالمظهر الخارجي.
فانه من غير الصائب ان نقول للأشخاص الذين لبسوا الثوب الكهنوتي ولم يعملوا به، انهم مدعوون من الله!
فهل الله يدعو أناسا يحتقرون عطيته؟ ام انه لا يميز خدامه؟.
اذ لا يعقل ألبته ان يأتي احدهم بحجة على سبيل المثال ان الكاهن الاكبر منه مرتبة ليس قدوة حسنة للرعية فلا ينبغي العمل معه!!
اليس هذا جهلا!! هل الله يقم أنبياء ليتنبئوا لأنبياء آخرين؟ ام من اجل بنيان الكنيسة؟ هل الكاهن يعمل من اجل كاهن اخر ام من اجل الرعية المُسلمة للكاهن؟ فلمن يا ترى يُقدس الكاهن جسد ودم المسيح اهو لكاهن مثله ام للرعية التي تريد ان تخلص بذلك الجسد؟ واساسا من انت لكي تدين؟
هل عندما يكون للأب بنين وبنات كثر ويتطاول عليم بالضرب، أيقوم البكر بترك البيت ام يتحمل كل شيء من اجل إخوانه؟ فان ترك ذلك البكر البيت فاعلم انه اخو اناني ولا يحب غير نفسه. و ان صبر مع اخوته وصّبرهم في محنتهم، فاعلم انه الخادم الامين الذي اقامه سيده على رعيته (مت 25:21).
ألم يقل السيد المسيح: ويل لذلك الانسان الذي به تأتي العثرة (مت 18:7) أوليس الكاهن عندما يتوقف عن الخدمة الكهنوتية بملء إرادته يصبح عثرة للآخرين؟ بالطبع فانه سوف يكون كذلك، فأي شخص علماني ان قال: اذا كان الكاهن توقف عن الخدمة فمن انا حتى اخدم الله! فان الكاهن والحال هذه أصبح عثرة.
فالكاهن الذي يختاره الله يصبر على كل شيء من اجل الرعية كما تحمل سيدنا المسيح الكتبة والفرسين من اجل الذين اختارهم.
ونختم مقالنا هذا بالقول، ان الله لا يحتاج الى اناس ليخدموه، فله خدام باللهيب نار والكوّن كله يخدمه، الا انه بحبه الكبير أشركنا نحن الترابيين لنعمل معه من اجل أنفسنا. فبعد ان تمم الله الخليقة طلب من ادم الترابي ان يساعده على العمل في الجنة (تك 1) فهل كان الله محتاج لآدم ان يساعده او بالتعبير الأصح ان يعمل في الجنة؟ بالطبع كلا، لكن من اجل ادم لكي يُعلمَه الاستمرارية في العمل، وان كل انسان لا يستمر في عمل الرب يطرح كما طرح ادم من الجنة الى اعماق الارض، فهذا عملُ الله وليس من مصلحة احد ان يحتقره.
طلال فؤاد حنوكة ايشوعي- عدد الرسائل : 1971
العمر : 63
تاريخ التسجيل : 31/03/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت فبراير 17, 2024 4:02 am من طرف Jo Hermiz
» رمش عيد ختان الرب 2022
الخميس فبراير 15, 2024 3:09 pm من طرف Jo Hermiz
» الجمعة الرابعة من السوبارا
الأربعاء فبراير 14, 2024 5:43 pm من طرف Jo Hermiz
» تشبوحتا
الخميس سبتمبر 01, 2022 3:32 pm من طرف Jo Hermiz
» شبح لالاها معشنان
الثلاثاء مايو 03, 2022 5:20 am من طرف Jo Hermiz
» تشبوحتا دمثأمرا بسهرة الحش يوم خميس الفصح بعد الانجيل
الجمعة أبريل 15, 2022 3:04 pm من طرف Jo Hermiz
» شليحا دعيذا قديشا دقيمتيه دمارن
الخميس أبريل 14, 2022 3:09 pm من طرف Jo Hermiz
» قريانا دعيذا قديشا دقيمتيه دمارن
الأربعاء أبريل 13, 2022 3:48 pm من طرف Jo Hermiz
» قولاسى دقوداشا تليثايا تسجيل جديد
الأربعاء أبريل 13, 2022 3:06 pm من طرف Jo Hermiz