لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد

فهيمة الشيخ الإثنين أبريل 21, 2008 9:23 pm

لك القوة والمجد والبركة والعزة الى الابد امين يا عمانوئيل (الرب معنا)الهنا وملكنا

لك القوة والمجد والبركة والعزة الى الابد امين ياربنا يسوع المسيح .

هذه هى أنشودة الخلاص التى تسبح بها الكنيسة المسيح خلال فترة اسبوع الالم , فى الصباح وفى المساء, ومنذ دخل المسيح اورشاليم كحمل الله وحتى صُلب فى يوم الجمعة العظيمة,
وكنائسنا الشرقية تحيا الخلاص وتعيشه معايشة حية خلال طقوسها واسرارها ,فمنذ سلم المسيح تلاميذه سر الافخارستيا يوم خميس الفصح, وكنيستنا تعيش كأمتداد لعمل المسيح فى يوم خميس العهد .
وتعتمد الكنيسة في هذا على اساس هام جدآ فى ممارسة طقوسها ,وهو ما قاله المسيح له المجد بفمه الالهى :
وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر.آمين مت 28: 20

والكنيسة تعتمد على أخر ما قاله المسيح له المجد لتلاميذه ها أنا معكم كل الايام ,فنحن فى كنيستنا لا نحتفل بأحداث قد تمت قديمآ للمسيح ونُحيى ذكرها ..!! ولكن نحن نحتفل بالمسيح شخصيآ الحاضر معنا بالفعل فى الكنيسة,لا نحتفل بأحداث قد حدثت له وانتهت ولكن نحتفل به هو شخصيآ الكائن معنا وفيه كل مفاعيل الاحداث التى حدثت له .
والكنيسة تطلق على مسيحنا كما سُميَ من الله شخصيآ حسب نبؤة أشعيا بأسم عمانوئيل:

<< هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعون اسمه عمانوئيل» (الذي تفسيره الله معنا). مت 1 : 23

هذا هو اسم مسيحنا انه عمانوئيل اى انه هو الله معنا كل الايام والى انقضاء الدهر, وفى أيام اسبوع الآلام نحتفل بأحداث الصلب منذ دخول المسيح الى أورشاليم كملك حتى موته على الصليب .
واذا كنا نتابع أحداث الصليب خلال هذه الايام عن طريق القراءت والمزامير ثم التسبيح بالتسبحه السمائية لك القوة والمجد فمن الضرورى لا يغيب عن ذهننا ,أننا لا نتذكر الاحداث ونحتفل بها ولكن نذهب الى الكنيسة فنجد يسوع حاضر فعلاً نحن نحتفل بالمسيح الحى الحاضر معنا فى كل وقت .
والطقوس والرموز التى توجد حولنا فى الكنيسة لكى تشير لحضور المسيح بالفعل فهى تساعد القلوب التى لم تُعاين حضور الرب بالفعل لكى تكتشف حضوره وتشترك فى حضوره ومن يذهب إلى الكنيسة ويشترك فى الصلاة ولم يعاين حضور الله ويقدم له فى حضوره التسبيح يكون كمن لم يذهب ولا يستفيد اى شيئ.!
وفى اسبوع الالام يكون المسيح حاضر فى كنيسته والمؤمنين مجتمعين حوله وفعل الصليب هو محور كل الاهتمام ولان الصليب عثرة لحكمة العالم ولكبرياء البشرية الساقطة ولكن هو لنا سر قوة الله ومجده وعزته ومصدر كل البركات فلذلك نصرخ له :

لك القوة والمجد والبركة والعزة الى الابد امين يا عمانوئيل الهنا وملكنا .

وعندما يسمع المرتلون كلامات التسبيح لرب المجد يسوع الذى يكون حاضر فى وسط كنيسته ونوره يملئ كل قلوب اولاده المجتمعين حوله , تلتهب قلوبهم فيرددون عليهم :

لك القوة والمجد والبركة والعزة الى الابد امين ياربنا يسوع

والمسيح الحاضر وسط التسبيح رغم ان المناسبة هى الصليب ولكن عيون قلوب المؤمنين المبصرة لا ترى المسيح ضعيف ابدآ كما كان يظهر لعيون اليهود فى القديم او كما يظهر الان فى عيون من لم يلمسهم النور الالهى بعد .
ولكن المؤمنين عيونهم تبصر فى الصليب قوة الله الجبارة لانه هو القوة الجبارة قوة الحياة ولكن لكى يُظهر هذه القوة فى الطبيعة البشرية قبل ضعف الطبيعة البشرية لكى يُظهر فيها قوته .
فهو قبل عار الصليب لكى يهبنا نحن مجده. قبل ان يُقيد حتى يحلنا نحن من رباطات الخطية .
قبل أن يرفض من الكهنة والكتبة حتى نُقبل نحن من السماء. قبل أن يُجلد حتى بجرحاته يشفينا .
وهكذا ترى عيون المؤمنين ان الصليب قوة الله فيصرخ كل مرتِلْ مقابل الاخر :

لك القوة والمجد والبركة والعزة الى الابد امين يا عمانوئيل الهنا وملكنا.
لك القوة والمجدو البركة والعزة الى الابد امين ياربنا يسوع المسيح.

هذا هو سر قوة الكنيسة وسر خروج قديسين منها ليس لهم عدد ,هذا السر يكمن فى انها لا تحتفل بأحداث للمسيح بل بالمسيح نفسه فى طقوسها وأعيادها وفى كل مناسبة يكون المسيح حاضر وفيه قوة الحادثة التى نحتفل بها وبالتالى يأخذ الانسان من المسيح قوة فعل المناسبة .
ففى اسبوع الالام يكون المسيح حاضر وفعل وقوة موت المسيح فيه, وكل شخص يسبح المسيح بتسبحة القوة والمجد والبركة, قلبه فى نفس اللحظة يكون مفتوح ويطلب ان يأخذ من سر الصليب وموت المسيح يقول له:

ياربى يسوع انت صرت بمحبتك واحد منا وقبلت الصليب بأرادتك ومت عنا فهبنى قوة وفعل موتك على الصليب يارب
اجعل موتك وسر موتك هما بشارتى

أعطنى يارب بقوة موتك ان اموت عن العالم وعن كل شهوات العالم .
أعطنى يارب قوة فعل موتك في انسانى الداخلى، به لا اخاف الموت ابدآ وكل ما يؤدى الى الموت.
اعطنى بقوة فعل موتك يارب ان لا يتسلط على اى شيء بل اتحرر من كل شيء يمكن ان يُعطلنى عنك
ذاتى يارب ومحبتى لذاتى هى اكبر معطل لى عن التقدم فى الحياة الابدية وبلوغ محبتك الحقيقية,
ولكن انت يارب بموتك ابطلت الانفرادية والذاتية وجمعتنا كلنا الى واحد وصرنا كلنا جسدآ واحدآ وروحآ واحدآ وبهذا لم يعد هناك مكان ابدآ لى أنا ..!!

يارب انت بالصليب ادنت البغضة والكرهية والانتقام تمامآ عندما قبلت الاهانة والظلم وغفرت لكل الذين بغضوك وحقدوا عليك حتى ببغضتهم قتلوك ولكنك غفرت لهم .
فلهذا بفعل الصليب وموتك اعطيتنى ان اقبل الظلم وان أغفر لكل من يضطهدنى ويرفضنى.

انه سر عظيم يارب هو سر موتك الذى صار فيك لحسابنا ونحن خلال التسبيح فى اسبوع الآلام نرفع عيوننا نحوك وانت حاضر فى وسطنا ونتضرع اليك ان تنقل فينا هذا الفعل العظيم الذى صنعته انت من اجلنا واحتفظت به فيك .

فهو ينبوع نشرب منه كلنا وكل مرة تتهلل قلوبنا اثناء التسبيح لك نشرب من سر موتك وقوته لكى نستطيع ان نموت نحن ايضآ بقوة موتك عن البغضة والخوف وعن كل شهوات العالم .

فلك القوة والمجد والبركة والعزة الى الابد امين

مجموعة المنهري