النوفلي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» صلاة صباح عيد ختان الرب 2023
كتاب لاهوت المسيح - البابا شنودة الثالث- مكتوب *** Emptyالسبت فبراير 17, 2024 4:02 am من طرف Jo Hermiz

» رمش عيد ختان الرب 2022
كتاب لاهوت المسيح - البابا شنودة الثالث- مكتوب *** Emptyالخميس فبراير 15, 2024 3:09 pm من طرف Jo Hermiz

» الجمعة الرابعة من السوبارا
كتاب لاهوت المسيح - البابا شنودة الثالث- مكتوب *** Emptyالأربعاء فبراير 14, 2024 5:43 pm من طرف Jo Hermiz

» تشبوحتا
كتاب لاهوت المسيح - البابا شنودة الثالث- مكتوب *** Emptyالخميس سبتمبر 01, 2022 3:32 pm من طرف Jo Hermiz

» شبح لالاها معشنان
كتاب لاهوت المسيح - البابا شنودة الثالث- مكتوب *** Emptyالثلاثاء مايو 03, 2022 5:20 am من طرف Jo Hermiz

» تشبوحتا دمثأمرا بسهرة الحش يوم خميس الفصح بعد الانجيل
كتاب لاهوت المسيح - البابا شنودة الثالث- مكتوب *** Emptyالجمعة أبريل 15, 2022 3:04 pm من طرف Jo Hermiz

» شليحا دعيذا قديشا دقيمتيه دمارن
كتاب لاهوت المسيح - البابا شنودة الثالث- مكتوب *** Emptyالخميس أبريل 14, 2022 3:09 pm من طرف Jo Hermiz

» قريانا دعيذا قديشا دقيمتيه دمارن
كتاب لاهوت المسيح - البابا شنودة الثالث- مكتوب *** Emptyالأربعاء أبريل 13, 2022 3:48 pm من طرف Jo Hermiz

» قولاسى دقوداشا تليثايا تسجيل جديد
كتاب لاهوت المسيح - البابا شنودة الثالث- مكتوب *** Emptyالأربعاء أبريل 13, 2022 3:06 pm من طرف Jo Hermiz

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
قم بحفض و مشاطرة الرابط النوفلي على موقع حفض الصفحات
التبادل الاعلاني
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط النوفلي على موقع حفض الصفحات


كتاب لاهوت المسيح - البابا شنودة الثالث- مكتوب ***

اذهب الى الأسفل

كتاب لاهوت المسيح - البابا شنودة الثالث- مكتوب *** Empty كتاب لاهوت المسيح - البابا شنودة الثالث- مكتوب ***

مُساهمة  طلال فؤاد حنوكة ايشوعي الأحد يونيو 13, 2010 7:55 pm

مقدمة


لاهوت المسيح موضوع من أهم الموضوعات الحيوية في العقيدة المسيحية.


وقد قامت بخصوصة هرطقات كثيرة في شتى العصور،


تصدت لها الكنيسة وردت عليها.


ولعل من أخطر الهرطقات البدعة الأريوسية التى اشتدت في القرن الرابع الميلادى، وانعقدت بسببها مجامع مكانية وأيضاً أول مجمع مسكونى في التاريخ، انعقد سنة 325م، وحضره 318 أسقفاً يمثلون كل كنائس العالم، وشجبوا آريوس وبدعته، ووضعوا قانون الإيمان المسيحى. ومع ذلك ظلت بقايا الأريوسية منتشرة إلى يومنا هذا... وقام ضد لاهوت المسيح فلاسفة وعلماء ملحدون...



وقامت ضده بدعة شهود يهوه الرئيسى إلى نيوريورك سنة 1909 بامريكا جمعية " برج المراقبة والكراريس " ولهم العديد من الكتب، أهمها ليكن الله صادقاً، والحق يحرركم وقيثارة الله، والخلاص، والخليقة، والغنى والاستعداد والحكومة، والعالم الجديد، والمصالحة، والوقاية ونظام الدهور الإلهى... ومجموعة عديدة من النبذات يسمونها الكراريس. وسنحاول في هذا الكتاب أن نتكلم عن لاهوت المسيح ببحث ايجابى نثبت فيه هذه العقيدة الاساسية من الكتاب المقدس. ولعلنا في كتاب آخر نتناول كل الاعتراضات مع الرد عليها.


وقد تعرض للاعتراضات كثير من قديسين عاصروا الحركة الآريوسية ومنهم:



1 القديس أثناسيوس الرسولى في كتابه ضد الأريوسيين Contra Arianos.

2 القديس ايلارى أسقف بواتييه في كتابه عن الثالوث De trinitate..

3 القديس باسيليوس الكبير.

4 القديس غريغوريوس اسقف نيصص.

5 القديس غريغوريوس الثيولوغوس في مقالاته اللاهوتية.

6 القديس كيرلس الأورشليمى في محاضراته للموعوظين (المعدين للعماد).


2- هو اللوجوس (الكلمة)


دعى السيد المسيح بالكلمة في ثلاثة مواضع هامة:


1 (يو1: 1) " في البدء كان الكلمة والكلمة عند الله. وكان الكلمة الله" وهنا الحديث عن لاهوته واضح تماماً.

ب (1يو5: 7) " اللذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الآب والكلمة والروح القدس. وهؤلاء الثلاثة هم واحد" (وهنا اللاهوت واضح أيضاً. والكلمة هنا بدلاً من (الابن) في (متى28: 19).

ج (رؤ19: 13) وهو متسربل بثوب مغسول بدم. ويدعى اسمه كلمة الله.

وعبارة (الكلمة) هي في اليونانية اللوجوس.


وهي لاتعنى لفظة. وإنما لها معنى لغوى وفلسفى واصطلاحى. كلمة لوجوس مأخوذة من الفعل اليونانى ومعناه ينطق.. وجاء منه المنطق Pronunciation إنما يعنى النطق المعقول أو العقل المنطوق به.



ومن هنا كانت عبارة الكلمة تعنى عقل الله الناطق أو نطق الله العاقل. فهى تعنى العقل والنطق معاً. وهذا هو موضع الابن الثالوث القدوس. وطبيعى أن عقل الله لا ينفصل عن الله. والله وعقله كيان واحد. وإذا كان شهود يهوه يرونه إلهاً أصغر غير الله (الإله الأكبر الكلى القدوة)، فهم لا يفهمون معنى عبارة الكلمة التى هي اللوجوس في (يو1: 1) وفي (1يو5: 7).

ومادام المسيح هو عقل الله الناطق، إذن فهو الله، وإذن فهو أزلي، لأن عقل الله كائن في الله منذ الأزل. وإذن فهو غير مخلوق. لأن المخلوق لم يكن موجوداً منذ خلقه. ومحال أن نقول هذا عن الله. وهل يعقل أحد أن الله مر عليه وقت كان فيه بدون عقل!؟ ثم بعد ذلك خلق لنفسه عقلاً! وبأى عقل يخلق لنفسه عقلاً؟! إن فهم الثالوث يعرفنا أزليه الأقانيم الثلاثة. وأن أقنوم الكلمة من طبيعة الله ذاته، وكائن فيه منذ الأزل.



وهكذا فإن الاقنوم الثاني، اللوجوس، الكلمة، هو اقنوم المعرفة أو العقل أو النطق في الثالوث القدوس، هو " المسيح المدخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم" (كو2: 3)، أو هو أقنوم الحكمة في الثالوث لذلك قال القديس بولس الرسول عن السيد المسيح إنه " حكمة الله" (1كو1: 24). لذلك لما تجسد، رأينا الله فيه، الله لم يره أحد قط (يو1: 18) أى لم يره أحد في لاهوته. ولكنه لما تجسد، لما ظهر في الجسد (1تى3: 16) رأيناه في هذا الجسد، رأيناه متجسداً. ولذلك قال القديس يوحنا الرسول " الله لم يره أحد قط. الابن الوحيد الكائن في حضن الآب هو خبر" (يو1: 18) أى هو الذى أعطانا خبراً عن الله، عرفنا الله.



وبهذا المعنى قيل أنه " صورة الله غير المنظور" (كو1: 15). وقيل " الذى إذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله. بل أخلى نفسه آخذاً صورة عبد" (في2: 5 7). أى أنه إن ظهر انه معادل لله (مساو له) ما كان يحسب هذا اختلاساً، لأنه هو هكذا فعلاً. إنما وهو معادل للآب، أخلى نفسه من هذا المجد بتجسده، وأخذ صورة عبد صائراً في شبه الناس... وأطاع حتى الموت موت الصليب (في2: Cool.



وقال عنه القديس بولس في بدء رسالته إلى العبرانيين " الذى به أيضاً عمل العالمين. الذى بهاء مجده ورسم جوهره... بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا، جلس في يمين العظمة في الأعالي، صائراً أعظم من الملائكة" (عب10: 2 4). عبارة " رسم جوهره " أى الصورة بها الله في تجسده ن فرأيناه، أى المسيح. ولذلك قال المسيح " من رآني الآب" (يو14: 9). تجسد لأجل فدائنا، ليصنع بذلك تطهيراً لخطايانا. وقد أخلى ذاته مع أنه بهاء مجد الله، وصورة الله (2كو4: 4). ومع ذلك أنه هو الذى عمل العالمين.



وهنا يقدم لنا الرسول صفة من صفات المسيح الإلهية، وهي كونه الخالق. وقد خلق الكون باعتبار أنه اللوجوس: عقل الله وحكمة الله...


3- البشر أبناء الله

وفي هذا الإثبات تواجهنا نقطة هامة وهى:


1 أليس أن البشر جميعاً قد دعوا أولاد الله أيضاً؟


نعم أن البشر قد دعوا أبناء الله، ولكن بمعنى آخر غير بنوة المسيح لله. في سفر التكوين ود أن " أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات" (تك6: 2). والمقصود بأبناء الله هنا أبناء شيث وأبناء أنوش، حينما " ابتدئ أن يدعى باسم الرب" (تك4: 26).

أما بنات الناس فهن نسل قايين. كذلك قال الله في سفر اشعياء النبى " ربيت بنين ونشأتهم. أما هم فعصوا على" (اش1: 2). وقيل أيضاً في هذا السفر " أنت يارب أبونا، ولينا" (أش 63: 16). وأيضاً " والآن أنت أبونا، نحن الطين وأنت جابلنا، وكلنا عمل يديك" (اش64: Cool.

وهذه عبارات عن البنوة، ولكنها صادرة من مخلوقات، ولا تعنى بنوه من جوهر الله. وورد أيضاً في المزامير " قدموا للرب يا أبناء الله... قدموا الرب " إسرائيل ابنى البكر" (خر4: 22). وقال في سفر الأمثال " يا ابنى أعطنى قلبك" (أم23: 26). وفي العهد الجديد ندعو لله أبانا في مواضع عديدة جداً، يكفى منها قولنا في الصلاة " أبانا الذى في السموات" (متى5: 9)... وعبارات أبوكم السماوي، وأبوك الذى يرى في الخفاء... إلخ كثيرة جداً.



# نوع بنوتهم:


2 ولكن بنوة البشر هي بالإيمان، أو المحبة أو التبنى:


أما عن البنوة بالإيمان: فقال الكتاب عن السيد المسيح " وأما كل الذين قبلوه، فأعطهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أى المؤمنون باسمه" (يو1: 12). فكلمة أبناء هنا تعنى المؤمنين.

ب وأما عن بنوة المحبة: فيقول القديس يوحنا في رسالته الأولى " أنظروا أية محبة أعطانا الآب، حتى ندعى أولاد الله" (1يو3: 1). إذن هو عمل محبة من الله أن يدعونا أولاده...

ج أما عبارة التبنى فقد وردت في (رو8: 23). ومعروف أن الذى يدعى ايناً، وهو ليس ابناً حقيقياً، إنما يكون بالتبنى أو بمفهوم روحى.



3 ومع كوننا أبناء مازلنا ندعى، عبيداً.


فالسيد الرب يقول " متى فعلتم كل ما أمرتم به، فقولوا إننا عبيد بطالون، لأننا إنما عملنا ما كان يجب علينا" (لو17: 10). والأبرار كلهم دعوا عبيداً. فالرب سيقول لكل من جاهد الجهاد الحسن واستحق الملكوت " نعماً أيها العبد الصالح الأمين. كنت أميناً في القليل فأقيمك على الكثير. أدخل إلى فرح سيدك" (متى25: 23). إننا على الرغم من بنوتنا لله، كلنا مخلوقات. والمخلوق لا يدعى إلهاً. حتى الرعاة (الوكلاء) دعوا أيضاً عبيداً مثل رعيتهم. وفي ذلك يقول الرب " يا ترى من هو الوكيل الأمين الحكيم الذى يقيمه سيده على عبيده ليعطيهم طعامهم في حينه... طوى لذلك العبد الذى جاء سيده يفعل هكذا " لو12: 42، 43)...




4- بنوة المسيح للآب



4 أما السيد المسيح فبنوته من جوهر الله نفسه:


لذلك كان يدعى أحياناً (الابن). أو (الابن الوحيد) كما سنشرح فيما بعد، لأن له بنوة فريدة لها نفس طبيعة الله ولاهوته وجوهره.

وسنوضح هنا كيف أن بنوة المسيح للآب ليست بنوة عادية. وكيف شهد لها الكل، حتى الله الآب نفسه، وفى مناسبات معجزيه. وبطريقة تحمل معنى لاهوت الابن. ونذكر في مقدمتها:



5 شهادة الآب للابن في مناسبة العماد:



شهد الآب للمسيح وقت العماد قائلاً " هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت" (متى3: 17) ن (لو3: 22). وهذه الشهادة تأيدت بمعجزات: السماء انفتحت. الروح القدس ظهر بهيئة حمامة وحل عليه. وصوت من السماء هو صوت الآب يشهد. فإن كانت بنوة عادية، وكل الناس أبناء، ما الحاجة إذن لكل هذه المعجزات؟! إننا من أجل هذه العظمة التى ظهرت وقت العماد، نسمى هذا الحادث بالثيئوفانيا، أى الظهور الإلهى...



6 وشهد الآب له أيضاً في مناسبة التجلى:


وذلك في منظر يدل على لاهوته أمام التلاميذ الثلاثة إذ " تغيرت هيئته قدامهم. وصارت ثيابه تلمع جداً كالثلج " وظهر من السحابة قائلاً: هذا هو ابنى الحبيب. له اسمعوا" (مر9: 2 7). فإن كان ابناً عادياً فما حاجته إلى شهادة من الآب؟ وما الداعي لهذا المجد في التجلى: النور والسحابة؟ وما الداعي لصوت الله؟ كما أن عبارة " له اسمعوا " تعطينا أيضاً

أمراً في الخضوع له. إن كان الكل أبناء الله، فمن منهم شهد له الآب في مجد كمجد العماد أو مجد التجلى؟



7 وشهادة الآب للابن قديمة جداً:


تظهر في قوله للإبن في المزمور الثانى " أنت ابنى اليوم ولدتك. اسألني فأعطيك الأمم ميراثاً، وسلطانك إلى أقصاء الأرض لترعاهم بقضيب من حديد" (ز2: 7 9). هنا بنوة بسلطان، إلى أقاصى الأرض تعجب منها القديس بولس الرسول، وذكرها حينما شرح أن السيد المسيح أعظم من الملائكة تسجد له، فقال " لأنه لمن من الملائكة قال قط: أنت ابنى اليوم ولدتك" (عب1: 5).



8 إن بنوة المسيح لله هي هدف كتابة الإنجيل:


فإنجيل مرقس يبدأ بقولة " بدء يسوع المسيح ابن الله" (مر1: 1). فإن كان ابناً كسائر الأبناء، ما الداعى لهذه العبارة وكل المعجزات الذى ذكرها بعدها... والقديس يوحنا بعد أن ذكر في إنجيله معجزات لم يذكرها أحد من قبل، وبعد أن سجل أحاديث المسيح الدالة على لاهوته، قال بعد ذلك " وآيات أخر كثيرة صنعها يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب. وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله، ولكى تكون إذا آمنتم حياة باسمه" (يو20: 30، 31). إذن فهى ليست بنوة عادية، وإنما بنوة تثبتها كل تلك الآيات الدالة على لاهوته. وإن كان ابناً عادياً، فما لزوم سرد



10 كانت بنوة المسيح لله سبب حكم مجمع السنهدريم عليه:


لقد احتار رؤساء الكهنة كيف يحكمون عليه، بعد أن تقدم للشهادة شهود زور كثيرون لم تتفق أقوالهم، حينئذ قال له رئيس الكهنة " استحلفك بالله الحى أن تقول لنا هل أنت المسيح ابن الله؟" (متى 26: 63). فإن كانت بنوة عادية مثل بنوة باقى الناس لله، ما معنى أنه يستحلفه رئيس الكهنة أمام أكبر محفل كهنوتى وقتذاك ويسأله عن بنوته. فلما أجابة المسيح بالإيجاب، وأضاف على ذلك أمرين يلقيان بلاهوته وهما جلوسه عن يمين القوة، وإتيانه على سحاب السماء " مزق رئيس الكهنة ثيابة، وقال قد جدف، ما حاجتنا بعد إلى شهود. ها قد سمعتم تجديفه" (متى26: 63 65). وقدموه للموت لهذا السبب.



11 وبنوة المسيح لله كانت موضع حيرة الشيطان:


لذلك نراه في التجربة على الجبل يقول له " إن كنت ابن الله، فقل أ تصير هذه الحجارة خبزاً" (متى4: 3). سؤال الشيطان يقصد به هذا النوع من البنوة لله التى لها قدرة معجزية خارقة للعادة تحول الحجارة خبزاً وليست بنوة عادية مثل بنوة سائر الناس. ولعل نفس السؤال به الشيطان وقت الصليب على ألسنة الناس القائلين له " إن كنت ابن الله فانزل عن الصليب" (متى27: 40). إذن فالمفهوم هنا من الكل أنها بنوة لها قوة المعجزة التى تستطيع أن تنزل من على الصليب، وليست بنوة عادية يشترك فيها الكل.



12 وهذه البنوة كانت موضع بشارة الملاك للعذراء:


لقد قال لها " الروح القدس يحل عليك، وقوة العلى تظللك. فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعى ابن الله" (لو1: 35). فلو كان ابناً لله كسائر الناس، ما كان الأمر يحتاج إلى حلول الروح القدس، وقوة العلى على والدته، لكى بذلك يدعى ابن الله. إذن هي هذه البنوة التى من الروح القدس، كما قال الملاك أيضاً ليوسف " الذى حبل به فيها هو من الروح القدس" (متى1: 20). وهي البنوة التى يدعى بها قدوساً، وهذه صفة من صفات الله. وقال الملاك أيضاً للقديسة العذراء عن ابنها أنه " يكون عظيماً وابن العلى يدعى ويعطية الرب الإله كرسى داوود أبيه. ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد. ولا يكون لملكه نهاية" (لو1: 32، 33).. ولا يوجد إنسان من بنى البشر لايكون لملكه نهاية، ويملك إلى الأبد. إنما هذه صفة من صفات الله. إذن فقد كانت بشارة العذراء عن بنوة المسيح لله تحمل معنى اللاهوت الذى يملك إلى الأبد ولا تكون لملكه نهاية. ولعل هذه البشارة تذكرنا بما ورد عن هذا الأبن في نبوءة دانيال إذ قال عنه كابن للإنسان ط اعطى سلطاناً ومجداً وملكوتاً، لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة سلطاناً سلطان أبدى ما لن يزول، وملكوته لاينقرض" (دا7: 13، 14).



13 وارتباط هذه البنوة بألوهيته أمر ورد في نبوءة اشعياء:


فقد قال " يولد لنا ولد، ونعطى ابناً. وتكون الرئاسة على كتفه ويدعى اسمه عجيباً مشيراً إلهاً اباً أبدياً رئيس السلام" (اش9: 6). فهناك عبارة " ابن "، وعبارة "إلهاً قديراً" تجتمعان معاً في نبوءة واحدة. وحتى كلمة (عجيباً) تذكرنا بقول الرب لمنوح آبى شمشون " لماذا تسألنى عن اسمى وهو عجيب" (قض 13: 18، 22).



14 وهذه البنوة المرتبطة بالألوهية وردت في سفر الأمثال أيضاً:


قال " من يصعد إلى السماء ونزل؟ من جمع الريح في حفنتيه؟ من صر المياة في ثوب؟ من ثبت جميع اطراف الأرض؟ ما اسمه وإسم ابنه إن عرفت؟!" (أم30: 4). وهنا لايتحدث عن واحد من أبناء عديدين، إنما عن ابن واحد يتميز عن الكل، لأنه من طبيعة الله ولاهوته.



15 وورد الاعتراف ببنوته لله في معجزة المشى على الماء:


معجزة المشى على الماء كانت تحمل معنى اللاهوت، لأنها سلطان معجزى على الطبيعة. وقد مشى المسيح على الماء، بمعجزة عجيبة لم يروها من قبل فقال له بطرس " إن كنت أنت هو، فمرنى أن آتى إليك على الماء " فسمح له " ومشى بطرس بقوة الرب. ثم شك فسقط فنجاه الرب. فماذا حدث؟ يقول الكتاب إن " الذين في السفينة جاءوا وسجدوا له قائلين: بالحقيقة أنت ابن الله" (متى14: 25 33). هل يقصدون بهذه العبارة بنوة عادية مثل بنوة باقى البشر لله؟ مستحيل. فالبنوة العادية ليس دليلها على الماء، والسماح لتلميذه بالمشى على الماء مثله. لذلك سجدوا له وهم يقولون هذه العبارة. وفى هذا السجود اعتراف بأنه ابن الله من نوع فريد ليس لأحد من الناس، بنوة لها قوة المعجزة الخارقة والسيطرة على الماء والريح.



16 وبسبب نفس الاقدرة المعجزية للاهوته، إعتراف نثانائيل بأن المسيح ابن الله:



قال الرب لنثانائيل " قبل أن دعاك فيلبس وأنت تحت التينة رأيتك" (يو1: 48). فلما أدرك نثانائيل قوة الرب على معرفة الغيب سواء برؤيته، أو بقصة مخفاة في حياة نثانائيل، أجاب وقال " يا معلم أنت ابن الله" (يو1: 49). وطبعاً لم يكن المقصود هنا البنوة العامة لبنى البشر، وإنما البنوة التى لها من صفات اللاهوت معرفة الغيب. والسيد المسيح تقبل هذا الاعتراف من نثانائيل، وأضاف عليه ما يقوى هذا الإيمان فيه. فقال له " هل آمنت لأنى قلت لك أنى رأيتك أنى تحت التينة؟ سوف ترى أعظم من هذا... من الآن ترون السماء مفتوحة، وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الإنسان" (يو50: 51).



17 وإيمان قائد المائة ببنوة المسيح لله، إيمان مرتبط كذلك بمعجزة:


يقول إنجيل معلمنا متى " وأما قائد المائة والذين معه يحرسون يسوع، فلما رأوا الزلزلة وما كان، خافوا جداً وقالوا: حقاً كان هذا ابن الله" (متى27: 54). أنظر أيضاً (مر15: 38: 39). إنهم رأوا معجزة الزلزلة، والظلمة أيضاً التى حدثت على الأرض كلها وقت الصلب، من الساعة السادسة حتى الساعة التاسعة أى في الظهيرة تماماً. لذلك آمنوا وقالوا: حقاً كان هذا ابن الله. وهم يقصدون طبعاً البنوة من لاهوته التى لها السيطرة على الطبيعة. لذلك قال الكتاب إنهم خافوا. ولعله قد قوى إيمانم هذا، لما حدث أن أحد العسكر ضربة بالحربة فخرج من جنبه دم وماء" (يو19: 34).



18 ومعجزية العماد هي التى جعلت المعمدان يشهد أن المسيح ابن الله:


لقد شهد يوحنا وقال " وأنا لم أكن أعرفه. ولكن الذى أرسلنى لأعمد بالماء، ذاك قال لى الذى ترى الروح نازلاً ومستقراً عليه، فهذا هو الذى يعمد بالروح القدس وأنا قد رأيت وشهدت أن هذا هو ابن الله" (يو1: 34). وهذه البنوة لله التى يشهد بها يوحنا الكاهن والنبى، ليست هى بنوة عادية إنما هى بنوة بعد معجزة، تحمل معنى الاعتراف بلاهوته، إذ أنه قال في نفس المناسبة " هذا هو الذى قلت عنه يأتى بعدى رجل كان قدامى، لأنه كان قبلى" (يو1: 30) والمعروف أن المسيح ولد بعد يوحنا المعمدان بسته أشهر.



19 والاعتراف بهذه البنوة، ظهر في معجزة منح البصر للمولود أعمى:


بعد المعجزة قابله الرب وقال له: أتومن بابن الله؟ أجاب ذاك وقال من هو يا سيد لأومن به. فقال له يسوع قد رأيته، والذى يتكلم معك هو هو. فقال أومن يا سيد وسجد له" (يو9: 35 38). إلى إيمان، وإلى معجزة، وكانت نتيجتها أنه سجد له كابن الله... ويزيد هذه المعجزة أهميته وهنا ليس الحديث عن بنوة عادية لله يشترك فيها جميع الناس، وإلا ما كان المولود أعمى يسأل: من هو يا سيد؟ ولو كانت بنوة عامة لقال المولود أعمى: كلنا أبناء الله وأنا نفسى ابن الله، لكنها بنوة إحتاجت أنها تحمل اعلاناً من السيد المسيح نفسه أنه ابن الله وتحمل ايضاً دعوته الناس إلى هذا الإيمان.



كذلك الإيمان به كابن الله أمر احتاج إلى كرازة وشرح:


ويظهر هذا الأمر واضحاً في إيمان الخصى الحبشى، الذى قابله فيلبس وكان هذا الخصى يقرأ نبوءات اشعياء عن المسيح، وما كان يفهم معنى ما يقرأ. فشرح له فيلبس ذلك الاصحاح. وبشره بيسوع فطلب العماد. فقال له فيلبس " إن كنت تؤمن من كل قلبك يجوز " فأجاب وقال أنا أومن أن يسوع هو ابن الله" (أع 8: 28 37). والبنوة العامة لاتحتاج إلى شرح وتفسير وكرازة لأنها للكل. ولعل من نفس هذا النوع إيمان مرثا التى شرح لها المسيح أنه القيامة والحياة وقال " من آمن ولو مات فسيحيا. فقالت له: نعم يا سيد أنا قد آمنت أنك أنت المسيح ابن الله الآتى إلى العالم" (يو11: 25 27). طبعاً كانت تقصد بنوة لها الصفة المعجزية تؤيدها عبارة (الآتى إلى العالم). أى أنه ليس من هذا العالم، وإنما أتى إليه.



21 وهي بنوة أعلنها المسيح في أكثر من موضع:


واضحة في دعواته أعمى إلى الإيمان (يو9: 35 37). وواضحة أيضاً في قوله لملاك كنيسة ثياتيرا في سفر الرؤيا " هذا ما يقوله ابن الله الذى له عينان كلهيب نار" (رؤ2: 18). وواضحة في كل أحاديثه عن الابن.



22 وهي بنوة أقنومية في الثالوث القدوس:

كما قال السيد المسيح لتلاميذه " اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والروح القدس" (متى28: 19). واستخدام (اسم) هنا بالمفرد تعنى أن الثلاثة واحد. ولما كانت بنوته للآب ليست بنوة عامة، وإنما هي بنوة خاصة بمعنى خاص يعنى لاهوته. لذلك كان يلقب بالابن.
طلال فؤاد حنوكة ايشوعي
طلال فؤاد حنوكة ايشوعي

عدد الرسائل : 1971
العمر : 63
تاريخ التسجيل : 31/03/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى