النوفلي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» صلاة صباح عيد ختان الرب 2023
إسمحولي ان اكتب إلكم كل يوم تأملات شهر قلب يسوع الأقدس... Emptyالسبت فبراير 17, 2024 4:02 am من طرف Jo Hermiz

» رمش عيد ختان الرب 2022
إسمحولي ان اكتب إلكم كل يوم تأملات شهر قلب يسوع الأقدس... Emptyالخميس فبراير 15, 2024 3:09 pm من طرف Jo Hermiz

» الجمعة الرابعة من السوبارا
إسمحولي ان اكتب إلكم كل يوم تأملات شهر قلب يسوع الأقدس... Emptyالأربعاء فبراير 14, 2024 5:43 pm من طرف Jo Hermiz

» تشبوحتا
إسمحولي ان اكتب إلكم كل يوم تأملات شهر قلب يسوع الأقدس... Emptyالخميس سبتمبر 01, 2022 3:32 pm من طرف Jo Hermiz

» شبح لالاها معشنان
إسمحولي ان اكتب إلكم كل يوم تأملات شهر قلب يسوع الأقدس... Emptyالثلاثاء مايو 03, 2022 5:20 am من طرف Jo Hermiz

» تشبوحتا دمثأمرا بسهرة الحش يوم خميس الفصح بعد الانجيل
إسمحولي ان اكتب إلكم كل يوم تأملات شهر قلب يسوع الأقدس... Emptyالجمعة أبريل 15, 2022 3:04 pm من طرف Jo Hermiz

» شليحا دعيذا قديشا دقيمتيه دمارن
إسمحولي ان اكتب إلكم كل يوم تأملات شهر قلب يسوع الأقدس... Emptyالخميس أبريل 14, 2022 3:09 pm من طرف Jo Hermiz

» قريانا دعيذا قديشا دقيمتيه دمارن
إسمحولي ان اكتب إلكم كل يوم تأملات شهر قلب يسوع الأقدس... Emptyالأربعاء أبريل 13, 2022 3:48 pm من طرف Jo Hermiz

» قولاسى دقوداشا تليثايا تسجيل جديد
إسمحولي ان اكتب إلكم كل يوم تأملات شهر قلب يسوع الأقدس... Emptyالأربعاء أبريل 13, 2022 3:06 pm من طرف Jo Hermiz

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
قم بحفض و مشاطرة الرابط النوفلي على موقع حفض الصفحات
التبادل الاعلاني
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط النوفلي على موقع حفض الصفحات


إسمحولي ان اكتب إلكم كل يوم تأملات شهر قلب يسوع الأقدس...

اذهب الى الأسفل

إسمحولي ان اكتب إلكم كل يوم تأملات شهر قلب يسوع الأقدس... Empty إسمحولي ان اكتب إلكم كل يوم تأملات شهر قلب يسوع الأقدس...

مُساهمة  طلال فؤاد حنوكة ايشوعي الأحد يونيو 13, 2010 7:10 pm

إسمحولي ان اكتب إلكم كل يوم تأملات شهر قلب يسوع الأقدس...
الذي انقله لكم عن كتاب طُبع في ديترويت - مشيكَن ، الولايات المتحدة الأمريكية
تأليف: المرحوم المنسينيور عبد الأحد جرجي..

اعرف هسا تكولون طويل هواية شلون نقراه كله.. لكن صدقوني لمن تبدون بقرائته رح ترتاحون هواية..


ملاحظة : اولاً.. اعتذر ان كان هناك اي كلمات تنقصها الحروف او النقاط ، .. اكيد كل واحد لمن يكتب شي لو شكَد قراه مينتبه على أغلاطه.. لكني سأحاول بقدر المستطاع ان ما يكون بيه اي غلط مطبعي..

وثانياً.. سأحاول ايضا بقدر المستطاع ان اكتبه لكم يوم بيوم.. ولكن إن حدث وتأخرت يوماً ، فارجو ان تعذروني.. لأن السبب اكيد مو بيدي واقوى مني..

وثالثاً ، الرب يبارككم ويحميككم وقلب يسوع يحفظكم من كل مكروه..






مقدمة


إن عبادة شهر قلب يسوع الأقدس أبتدأت سنة 1833 م في باريس ، على يد فتاة تدعى آنجلا ( 1260 – 1309 ). كانت هذه الفتاة في أول أمرها متوسطة الأخلاق والسلوك في مدرستها ، لكن على أثر اعتكفا دام أربعة أيام ، تغير سلوكها كل التغيير ، فدخلت أخوية بنات مريم وطلبت الى هذه العذراء القديسة ان تمنحها عبادة شديدة لقلب يسوع أبنها الإلهي ، فإستجابت العذراء طلبتها والهمتها ان تسعى لتخصيص شهر حزيران لتكريم قلب يسوع على منوال شهر أيار المخصص بها ، وكان ذلك سنة 1833 م . فقصدت آنجلا للوقت الى معلماتها الراهبات وباحت إليهن رغبتها أن يخصص شهر حزيران لعبادة قلب يسوع الأقدس.
فإستحسنت رئيسة الراهبات رغبة تلميذتها آنجلا وأشارت عليها أن تطلب الى راعي الأبرشية تأييد طلبها ، فأستحسنهُ للوقت رئيس أساقفة باريس، وكان يومئذ المطران كيلن، وقال: (( اننا نوافق على تحقيق هذا الطلب لأجل رجوع الخطأة وخلاص فرنسا )) ، ورتبَ هو بنفسهِ صلوات الشهر وجعله ثلاثة وثلاثين يوماً ذكراً للثلاث والثلاثين سنة التي قضاها ربنا يسوع على الأرض.
وفي الثالث والعشرين من شهرآب سنة 1865 م أصدرَ مجمع الطقوس في روما مرسوماً بأمر الأب الأقدس البابا بيوس التاسع يلزم الكنيسة كلها بأن تحتفل بعيد قلب يسوع الأقدس وتقيم صلاته الفرضية في اليوم الذي أراده قلب يسوع بنفسه، ومنذ ذلك الحين شرعَ المؤمنون يتمسكون بعبادة هذا القلب الألهي ويقضون شهر حزيران برمتهِ في تمجيده وتكريمه على نحو شهر أيار. وكثرت كتب التأملات لكل يوم من هذا الشهر المبارك ، فأختار منها الإباء المرسلون كتاباً يفوق الجميع برفيع معانيه وسديد أقواله ، ونقلوه إلى العربية ، وطبع في الموصل (عراق) وبيروت (لبنان) طبعات عديدة منها ما قام بها الآباء الدومنيكيون ، ومنها ما قام بها الآباء اليسوعيون ، وهو الذي يقرأ الآن في الكنائس الشرقية منذ أخذت تحتفل بشهر قلب يسوع الأقدس اي منذُ سنة 1894 م.
غير أن تأملات هذا الكتاب وجدها كثيرون سامية المعنى وعسرة الأدراك على الشعب الذي يحتاج إلى تأملات بسيطة سهلة المعنى والأدراك وتوافق احتياجاته واحواله الحاضرة، فأجتهدنا لذلك ان نبدل كثيراً من تأملات الكتاب المؤمأ إليه بتأملات اخرى بسيطة العبارة وسهلة الفهم والإدراك، لكي يستطيع ان يفهمها الجميع بأخبار مفيدة مقتطفة من أخبار القديسين ترشد إلى محبة يسوع بالمثل الحي.
ولا يخفى على المحتفلين بشهر قلب يسوع الأقدس ان قداسة الحبرين الأعطمين البابا لاون الثالث عشر والبابا بيوس العاشر قد منح الأول في 30 / آب / 1902 والثاني في 8 / آب / 1906 ،وفي 26 / كانون الثاني / 1908 م غفرانات عديدة منها كاملة ومنها غير كاملة لجميع الذين يحتفلون بشهر قلب يسوع الأقدس أو يحضرون رتبته في الكنائس التي تحتفل بهِ، منها غفران كامل يناله المؤمن في الأحد الأخير من شهر حزيران كل مرة يزور كنيسة احتفلت بشهر قلب يسوع الأقدس فعلى العابد اذن ان يقصد في بدء هذا الشهر المبارك الحصول على جميع الغفرانات المخصصة بهِ ليغني نفسهُ بالكنوز المُعِدة لها.



فعل تخصيص بقلب يسوع الأقدس



( يقتضي تلاوته في كل يوم من الشهر المخصص بعبادته الجليلة )


يا يسوع فاديّ الحبيب ، إني اهدي لكَ قلبي فضعهُ في قلبك الأقدس ، إذ في هذا القلب الطاهر اشتهيت السكنى وبه قصدتُ أن احبك. بهذا القلب الأقدس رمتُ ان يجهلني العالم لتعرفني انت وحدك فقط. من هذا القلب الأقدس أستمد حرارة حب أغني به قلبي. في هذا القلب الأقدس أجد القوة والأنوار والشجاعة والتعزية التامّة. فأن ضعفتُ قوّاني ، وان ذبلتُ أحياني ، وان حزنتُ عزّاني ، وان قلقتْ سكنّ روعي.
يا قلب يسوع الأقدس ليكن قلبي هيكلاً لحبك وليذع لساني جودك ولتثبت عيناي دائماً في جروحك. وليتأمل عقلي كمالك ، ولتتذكر ذاكرتي عظم مراحمك ، وليعبر كل ما بي حبي الجزيل لقلبك وليكن قلبي مستعداً لأحتمال كل شيء والتضحية بكل شيء حباً لك.
يا قلب مريم الطاهر، يا أشهى القلوب وأحنّها وأقدرها بعد قلب مخلصي الحبيب. قدمي يا بتولاً طاهرة إلى قلب ابنك الحبيب تخصيصنا به وحبنا له ومقاصدنا كلها ، فأنه يشفق على بؤسنا ويتحنن على شقائنا ، فينجينا من بلايانا حتى اذا ما كنتِ شفيعتنا ومحامية عنا في وادي الشقاء أصبحتِ ملكتنا في دار البقاء ، آمين.





----------------------------------------------------------------------------------------------------
[/b]











اليوم الأول

1 \ حزيران \ 2006



تأمل في أصل عبادة قلب يسوع الأقدس وأنتشارها





أخذت عبادة قلب يسوع الأقدس مبدأها مع ابتداء الكنيسة المقدسة عينها ، ونشأت عند أسفل الصليب ، لأن مريم هي أول من سجدَ لهذا القلب المطعون لأجلنا ، ثم ان يسوع المسيح من بعد قيامته ظهرَ لتلاميذه المجتمعين وأراهم جرح جنبهِ، وأمر توما بأن يضع فيهِ أصبعه. ومن ثُمَ رأينا أعظم قديسي العصور الأولى وما بعدها قد تعمقوا في بحر هذه العبادة الى حين شاء الله فأوحاها بطريقة خصوصية وشرّفَ بها الأزمان المتأخرة.

أما العبادة الجهرية العمومية لقلب يسوع الأقدس فقط حفظت لأهالي القرن السابع عشر وفخراً لمملكة فرنسا التي فيها نشأت. أما النفس السعيدة التي اختارها الله وأوعز بواسطتها هذه العبادة فهي راهبة تقية من رهبانية الزيارة، تفردت بصدق حبها وخلوص تقواها ، أسمها مرغريتا مريم ( 1647 – 1690 )، فظهر لها يوماً المخلص وقال لها : (( هاهو ذا القلب الذي أحب البشر كل هذا الحب ، حتى انه افنى ذاته دلالة على حبه لهم ، وأنا لا أرى منهم عوض الشكران سوى الكفران والأحتقار والأهانات والنفاق والبرودة نحو سر محبتي، والذي يحزنني كل الحزن ان ذلك يصدر من قلوب خصصت ذاتها لي. ولهذا اطلب ان يُعيد في اليوم الثامن بعد عيد سر جسدي ( عيد القربان ) وهو يوم الجمعة، عيداً لأكرام قلبي، وليتناول فيهِ المؤمنون جسدي تعويضاً عن خطاياهم التي بها يهينون سر محبتي حينما يكون مصموداً على المذابح المقدسة، وها أنا ذا أعدك بأن قلبي يمنح نعماً كثيرة وبركات غزيرة لأولئك الذين يكرمونه أو يسعون في اكرامه عيى هذه الصورة )) . أجابته تلك المتواضعة قائلة : (( ربي وإلهي من اتخذت لقضاء هذا العمل العظيم، أخليقة مسكينة خاطئة ؟ فما أكثر النفوس البارة القادرة على قضائه )) . فقال لها يسوع : (( أفما تعلمين اذن انني لا أستعمل إلا الوسائط الضعيفة لأخزي الأقوياء. وأنني اظهر قدرتي على يد المساكين بالروح لكي لا ينسبوا من ذلك شيئاً لنفوسهم )). فأجابته حينذ مرغريتا مريم : (( أعطني اذاً يا مولاي، أعطني واسطة بها أقدر أن أعمل ما أمرتني به )) . فقال لها : (( اذهبي الى عبدي الأب كلمبيار ( وهو يسوعي ومرشدها الروحي ) وقولي له من قِبلي ان يهتم بنشر هذه العبادة فيسر بها قلبي ، ولا يقشل اذا ما أذابته بعض الصعوبات إذ لابد من المشاق بل ليتيقن ان كل من اعتمد عليّ لا على ذاته كان قادراً على كل شيء لا محالة )) .
أما ما كان من أمر الاب كلمبيار فأنه إذ كان يثق بقداسة هذه الراهبة وتاكدت لديه صحة حوارها مع المخلص ، همّ بنشر هذه العبادة الخالية من كل شبهة واراد ان يكون بكر التلاميذ لقلب يسوع الأقدس. فخصص بهذا القلب وبالحب الواجب له الجمعة الأولى التابعة للأيام الثمانية التي تعقب عيد القربان المقدس ، وهو اليوم الواقع في 12 / حزيران / 1675 م.
فمنذ ذلك اليوم تشيدت أركان هذه العبادة على رغم كثرة المقاومات واشتداد المحاربات ، ونمت واتسعت ولا سيما بعد ان ثبتها الأحبار الأعظمون.



{ خبر }


في سنة 1680 م أتفق للأب يوسف غاليفا عند اتمامه سنتي الأبتداء الرهباني ان يكون في ارشاد الطوباوي الأب كلاوديوس كلمبيار اليسوعي مرشد القديسة مرغريتة مريم ، ومنه أستقى مبادئ العبادة لقلب يسوع وارشاداتها ومن ثم تاصلت هذه العبادة في قلبه تأصلاً وشغف بحبها. فعندَ ختامه درس اللاهوت ارسل إلى دير القديس يوسف في مدينة ليون واذ كان يخدم المرضى فيها أعترته حمّى ضديدة ألقته بعد بضعة أيام على أبواب الأبدية، فيئس الأطباء من شفائه وتأكدو دنو رحيله. ثم غاب عن حواسه وأخذ ينازع، والحاضرون ينتظرون دقيقة تسليمه الروح. فلما شاهد ذلك أحد أصحابه المشهود لهم بالتقوى والقداسة توجه بالهام الهي إلى القربان المقدس وقدّمَ هناك نذراً عن المريض وهو أن شاءت ارادته وأذنت بشفاء الأب غاليفا فسيقضي هذا الأب المريض ما يتبقى له من الحياة في تجيد قلب يسوع الاقدس فأستجاب الله دعاءه وشفى المريض، وحيث انه كان يجهل النذر المذكور عرضوه عليه خطاً عند زوال خطره فوافقهم عليه بكل سرور معتبراً ذاته من ذلك الحين جندياً خاصاً انتخبته العناية الربانية لخدمة قلب يسوع الأقدس وخصص ذاته بجملتها بتمجيده.


( إكرام )


حث الذين تحت أمرك ومن يصغي لمقالك على الاحتفال بعيد قلب يسوع الأقدس وفيه أقترب من المائدة المقدسة لتُكفر عن جميع الأخطاء المرتكبة اهانة لسر القربان المقدس.




(( نافذة ))



< تقال ثلاث مرات دائماً >


اني وجدتُ قلب خليلي اللطيف يسوع المحبوب




فعل التكريس لقلب يسوع الأقدس


يا قلب يسوع الهي المسجود له الممتليء قداسة ورحمة . انني أجسر ان اهدي لك لأنك قلب قدوس القديسين وما قلبي الا ضعيف ومائل الى الخطأ ومع ذلك فأني واثق بأن رحمتك الغريزة تقبله مني لتطهره وتصلحه وتقدسه.
يا معلمي المحبوب اني اهدي لقلبك الأقدس ذاتي بجملتها وكل ما أنا حاصل عليه واملكه اي حياتي و موتي وعقلي وتمييزي وضميري ومخيلتي وارادتي ولا سيما قلبي مع جميع حركاته وأشواقه ، أهدي لك جسدي وحواسي وأقوالي وأعمالي وجميع أشغالي وأفراحي وآلامي ، وبالنتيجة اني اهدي ذاتي واكرسها بجملتها لقلبك الأقدس من الآن وحتى الأبد.
هذا واني بكل سرور اعدك بأني سأكرم قلبك الأقدس وأسجد له كل أيام حياتي وسأجتهد بنشر أسمه واكرامه وجذب القلوب الى محبته.
ان قلبك الألهي الموجود حقيقة مع ناسوتك المقدس تحت السر العجيب سيكون منذ الآن وصاعداً ملجأي وراحتي وتعزيتي ورجائي ومحبتي. يا مخلصي الحبيب ليكن قلبك تتمة سجودي وشكري وصلواتي وتوبتي وليكن قلبك تتمة سجودي وشكري وصلواتي وتوبتي وليكن لي كل شيء ، أي نوري وقوتي وسندي ومقري وحياتي.
وانت ايتها العذراء المحبول بها بلا دنس ، أمي وسيدتي العزيزة أني اقدم هذا التكريس على يديك المباركتين ، واجسر ان اطلب منكِ ان تحفظيني الى النفس الأخير من حياتي أميناً لأبنكِ الحبيب الذي تجب لهُ المحبة والمجد الى دهر الداهرين ، آمين.


{ طلبة قلب يسوع الأقدس }


كيرياليسون كريستاليسون
يا ربنا يسوع المسيح أنصت إلينا
يا ربنا يسوع المسيح أستجب لنا
أيها الآب الأله السماوي ارحمنا
أيها الأبن مخلص العالم ارحمنا
أيها الروح الأقدي الأله ارحمنا
أيها الثالوث القدوس الأله الواحد ارحمنا
يا قلب يسوع المتحد بالكلمة الألهية ارحمنا
يا قلب يسوع مقدس اللاهوت ارحمنا
يا قلب يسوع لجة الحكمة ارحمنا
يا قلب يسوع بحر الجودة ارحمنا
يا قلب يسوع كرسي الرحمة ارحمنا
يا قلب يسوع الكنز غير الفاني ارحمنا
يا قلب يسوع الذي من ملئه ننال النعم كلنا ارحمنا
يا قلب يسوع صلاحنا وسلامنا ارحمنا
يا قلب يسوع مثال جميع الفضائل ارحمنا
يا قلب يسوع المحب والمحبوب إلى الغاية ارحمنا
يا قلب يسوع ينبوع الحياة الأبدية ارحمنا
يا قلب يسوع سرور الآب الأزلي ارحمنا
يا قلب يسوع المضحي عن آثامنا ارحمنا
يا قلب يسوع المملوؤ مرارة من أجلنا ارحمنا
يا قلب يسوع الحزين حتى الموت ارحمنا
يا قلب يسوع المجروح بالمحبة ارحمنا
يا قلب يسوع المطعون بالحربة ارحمنا
يا قلب يسوع السافك دمه من اجلنا ارحمنا
يا قلب يسوع المنسحق من اجلنا ارحمنا
يا قلب يسوع المهان في سر محبته المقدس ارحمنا
يا قلب يسوع ملجأ الخطأة ارحمنا
يا قلب يسوع قوة الضعفاء ارحمنا
يا قلب يسوع تعزية الحزانى ارحمنا
يا قلب يسوع ثبات الصديقين ارحمنا
يا قلب يسوع خلاص الراجين بك ارحمنا
يا قلب يسوع رجاء المائتين فيك ارحمنا
يا قلب يسوع الحماية الطيبة لمكرميه ارحمنا
يا قلب يسوع نعيم جميع القديسين ارحمنا
يا قلب يسوع نعيم جميع القديسين ارحمنا
يا قلب يسوع عوننا في الشدائد ارحمنا
يا حمل الله الحامل خطاسا العالم اصت إلينا
يا حمل الله الحامل خطايا العالم إستجب إلينا
يا حمل الله الحامل خطايا العالم ارحمنا
كرياليسون كريستاليسون



يا يسوع الوديع والمتواضع القلب
إجعل قلوبنا وديعة ومتضهة نظير قلبك الأقدس.




(( الصلاة ))



ايها الأله الضابط الكل السرمدي ، انظر إلى قلب ابنك الحبيب وإلى المجد والوفاء اللذين يؤديهما إلك عن الخطأة وهديء غضبك وأغفر لنا نحن الطالبين رحمتك باسم ربنا يسوع المسيح أبنك الوحيد الذي يحيا ويملك معك ومع روحك القدوس الى أبد الآبدين ، آمين.



-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------











اليوم الثاني
تأمل في محبة قلب الله

2 \ حزيران \ 2006


أوحى الله الينا منذ عهد مديد بأن له قلباً. أجل ان لله قلباً ، وقد سمعنا بذلك إذ يقول في الكتاب المقدس عن داؤد عبده : (( انه رجل مثل قلبه )) ( 1 صمو 14:13 ) وأعلن لسليمان الملك يوم تدشينه هيكل اورشليم الفخم : (( ان قلبه يكون فيه كل الأيام )) ( 1 ملكوك 3:9 ) فأراد الله ان يعبر بهذا الإسم عن ارادته وعواطف حبه غير المتناهي. ولكن جل اسمه لم يكتف بهذا التعبير بل أراد ان يكون لكلمته الأزلية قلب منظور ، قلب مُجَسّم بحيث انه يقدر في كلامه للبشر ان يقول لهم نظير أيوب الصديق : (( وأنا أيضاً لي قلب مثلكم )) ( ايوب 3:12 ).
قد عبرت ستة عشر قرناً على الكنيسة منذ تأسيسها وليس من يذكر هذا المقدس الحي ، مقدس الحب غير المتناهي ، ولابد من سبب مشروع لهذا التأخير في إعلان عبادة قلب يسوع الأقدس للعالم كله ، وهو ان الله كان قد حفظ هذه العبادة للأزمنة الأخيرة لتكون دواءً ناجعاً لكثرة امراضها وشرورها ، فنبعت في حقل الكنيسة كينبوع جديد لأنعاش الغرسات السماوية التي أوشكت ان تذبل وتذوي في ارض قاحلة يابسة ، ولتنشيطها تنشيطاً صادقاً. فعلى هذه الغرسات وهي النفوس المسيحية ان ترتوي الآن بمياه ذلك الينبوع السماوي وتأتي بثمار الفضيلة والقداسة. ومن اجل ذلك نرى الأحبار الرومانييين قد جعلو كل ثقتهم في قلب يسوع الأقدس ومن مراحمه الغنيسة يرجون ويتوقعون في هذه الأزمنة المتأخرة خلاص الشعب المسيحي ، ولهذا قال البابا لاون الثالث عشر حينما اراد تخصيص العالم بقلب يسوع الأقدس : (( ان هذا العمل سيكون للعالم فرصة حلول المراحم الألهية التي ننتضرها له )) . وقد حذا قداسة البابا بيوس العاشر حذو سالفه في احساسات ايمانه وثقته بقلب يسوع الاقدس منذ جلوسه على كرسي القديس بطرس وينادي بها المعمورة ويزيدها غفرانات كاملة وغير كاملة ويحرض المؤمنينعلى ممارستها لأنه جعل فيها نظير أسلافه الكرام غاية ثقته ومنها يرجو (( تجديد كل شيء في المسيح )) .


{ خبر }



نقرأ في سيرة القديسة جرترودة (1264 – 1334 ) ، انها حظيت يوماً بمشاهدة القديس يوحنا الأنجيلي الحبيب فسألته قائلة : (( من حيث انك أيها الرسول الفاضل قد اتكأت على صدر المخلص وقت العشاء السري ، فلماذا لم تكتب شيئاً عن حركات ذلك القلب الألهي ارشاداً للعبادة ؟ )) . أجابها الرسول بكلمات تستحق الألتفات قائلاً لهذا : (( فرض علي ان اكتب كلام الله الأب الأزلي لأجل الكنيسة المنشأة إذ ذاك حديثاً. أما ما كان من عذوبة القلب الألهي فقد شاء سبحانه ان يؤخر اعلانها الى الأزمنة التأخرة ليوقد محبته في قلوب خامرها التفور بل البرودة )).
فها قد بلغنا إلى تلك الأزمنة التي أشار اليها التلميذ الحبيب بخطابه هذا للقديسة المؤمأ اليها . حقاً ان نيران المحبة المنظفئة الآن في أغلب القلوب ، ولكن لم لا نثق بأن عبادة قلب يسوع الأقدس التي لا تزال تمتد وتنتشر في جميع الجهات عتيدة ان تشعل هذه النيران .



( إكرام )



لا تدع أسبوعاً يمضي من هذا الشهر دون ان تتكلم عن قلب يسوع الأقدس ، وأجتهد في نشر عبادته في بيتك وأسرتك..



(( نافذة ))


< تقال ثلاث مرات دائماً >

قلباً نقياً أخلق بيّ يا رب . ( مز 50 : 12 ) ..
[/b]





تقال كل يوم ----- > فعل تخصيص بقلب يسوع الأقدس

و فعل التكريس لقلب يسوع

و طلبة يسوع و الصلاة





-------------------------------------------------------------------------------------------------------------








اليوم الثالث


تامل في تقرب الله من الأنسان

3 \ حزيران \ 2006


من الأمور المدهشة التي تذهل العقول هو طلب الله الأقتراب من الأنسان خليقته الحقيرة.
نعم ان قدوس القديسين ورب الأرباب يسعى منذ ان أبتعد الأنسان عنه بالخطيئة ، في اعادته الى حضنه ، فكلمهُ أولاً بلسان أنبيائه وارشده بكلامه هذا الى معرفته ومحبته ، ولم يزل الأنسان مع ذلك بعيداً عنه وخائفاً منه ، فأراد جل أسمه ان ينزع هذا الخوف من قلبه ويهدم الجدار الذي كان يفصله عنه ، فتجسد وتأنس وأقترب من الأنسان بصورة محسوسة ، منظورة ، شهية. ظهر طفلاً جميلاً محبوباً ومحفوفاً بالفقر والتواضع والحلم والوداعة لكي يُمكن كل واحد من الأقتراب منه ، فدنا منه الرعاة المساكين ثم المجوس الأغنياء وأحتضنه شمعون الشيخ . وبعد أختفائه برهة من الزمن في الناصرة ، طهر بين الناس وعاشرهم وخالطهم وأحسن اليهم. دخل بيوتهم وجالسهم و كلمهم وأكل وشربَ معهم. قصدهُ المرضى فأبراهم ، قصده الخطأ فبررهم وزكاهم . زاحمته الجموع وضايقوه فلم يتضيق ولم يأنف منهم ، وغايته من جميع هذه الأفعال ان يقّرب من الأنسان إله. وقد ظفر بأمنيته هذه في بداية الأمر ، وقد شهد لنا الأنجيل : (( جموعاً كثيرة تبعته من الجليل ومن اليهودية ومن أورشليم ومن آدوم وعبر الأردن والذين حول صور وصيدا وكانو يضايقونه )) ( مرقس 3 : 7 – 9 ) ويطلبون التقرب منه ويسمعون كلامه بلذة ويسألونه ان يقيم معهم ويمسكونه عندهم ولا يخلونه.
فكيف حدث ان هذا الأقنوم الألهي المحبوب للغاية أمسى بعدئذ مبغوضاً لدى شعبه حتى طلبو صلبه وفضلو عليه برأباّ السارق القاتل ؟ لاشك ان في هذا الأنقلاب سراً غامضاً نرى مثيله في هذه الأيام في شرور البشر التي لا تزال تتكاثر وتتفاقم وتقاوم محبة الله ورحمته لهم. ولكن ياللعجب ان جميع خطايا البشر لا تغير عزم الله عن مصافحتهم ومسالمتهم والأقتراب منهم ، بل جعل كل نعيمه على الأرض في تبرير الخطأة ومؤاساتهم ودعوتهم اليه ، وفضلاً عن ذلك يعدهم من أخص أحبائه فأعلن لهم في هذه الأزمنة الأخيرة عبادة قلبه الأقدس مؤكداً لهم ان هذه العبادة تُلين القلوب الجلمودية وتوقد فيها نار محبته الألهية ، فقال للقديسة مرغريتا مريم : (( اني أعدك بأن قلبي ينبسط ليسكب مفاعيل حبه الألهي على من يكرمه )) .
فهلمو اذن ايها الأنام الى يسوع ، بل ادخلو قلبه الأقدس وأقيموا فيه حياتكم كلها ، فأنه هيكيكم المقدس بل مقر راحتكم. لا تعتذرو قائلين : اننا خطاة، لأن الخطأة يصبحون مع يسوع صالحين قديسين لأنه مخلصهم ومبررهم.



( خبر )


حدث في سنة 1722 م في مدينة مرسيليا بقرنسا طاعون هائل ضرب خلقاً كثيراً وطالت مدته نحو ثلاثة أشهر. فعجز الأطباء عن دفعه ، وظهرت كأن السماء لا تلتفت الى تنهدات ذلك الشعب المسكين . فرأى مطران تلك المدينة ان تقام دعاءات وصلوات وابتهالات اكراماً لقلب يسوع الأصدس ، وفي هذا كان آخر رجائه وفي غيره لم يكن ، فأستجاب الرب طلبته ورفع الطاعون عن تلك المدينة ولم يمت بعد تلك المدة بثلاثة أشهر أحد من تلك المدينة ولم يمرض أحد قط. فعند ذلك نذرت مرسيليا كلها بصوت واحد ان تحتفل بعيد قلب يسوع في كل عام وان تعمل فيه تطوافاً وتقدم هدية ما شكراً لقلب يسوع الأقدس عما أسداه اليها.




( إكرام )


التجيء الى قلب يسوع الأقدس في جميع احتياجاتك ، وقدم اليه أفعالك اليومية لئلا يشوبها نقص ، وباشرها كلها تتميماً لأرادته تعالى .




(( نافذة ))

< تقال ثلاث مرات دائماً >

يا قلب يسوع لا تدعني انفصل عنك .



تقال كل يوم ----- > فعل تخصيص بقلب يسوع الأقدس

و فعل التكريس لقلب يسوع

و طلبة يسوع و الصلاة





--------------------------------------------------------------------------------












اليوم الرابع


تأمل في الحب المجهول

4 \ حزيران \ 2006


ان الناس لا يجهلون كلمة الحب ، بل اكثر احاديثهم هي على الحب واعظم مساعيهم هو لأدراك الحب. لأجل الحب يبذلون الأمول الطائلة ، ولأجله يقضون الأوقات الثمينة. ولكن حباً واحداً يجهله الناس ولا يعبأون به ، هو حب يسوع المسيح الذي بدونه لا راحة لنا. لا سلام لنا ولا خلاص لنا. أجل يسوع وحده ، ولا يجد من يحبه. لأن الناس لا يجدون في محبته ما يرضي أجسادهم ويلذ حواسهم ، لذا يعرضون عنه مفضلين أفراح الجسد على افراح الروح . ترونهم يصلون كثيراً ولكنهم لا يطلبون بصلواتهم محبة الله فوق كل شيء بل محبة الدنيا وخيراتها الباطلة.
كان الوثنيون يعبدون جميع الآلهة الكاذبة ما خلا الأله الحق الذي كانو يجهلونه ومثلهم اليوم اولئك المسيحيون الذين ترونهم يحبون جميع الأشياء ما عذا الأله المحبوب حقاً ( 1 يو 3 : 19 ) ولذا كان القديس فرنسيس الأسيزي ( إيطاليا 1181 – 1226 ) يطوف في الشوارع باكياً وهاتفاً (( ان الحب غير محبوب ، ان الحب غير محبوب )) .
فلما شاهد يسوع برودة المسيحيين في محبته وجهلهم لها ظهر هو نفسه لأمته القديسة مرغريتا مريم بقلب متأجج ناراً وتشكى اليها من نسيان البشر لمحبته الشديدة لهم ونسيان كثرة احسساناته اليهم ، فطلب منها ان تنادي بعبادة قلبه الأقدس وتذيع هذه العبادة في المعمورة كلها ليعرف الناس محبة يسوع لهم ويقابلوا حبه بالحب ، وهذا كلامهُ لها: (( أذيعي وبشري في كل مكان واثيري في قلب البشر هذه العبادة العزيزة عليّ فأنها وسيلة أكيدة وطريقة سهلة لمن يروم ان ينال من لدني محبة الله الحقيقية )) .




( خبر )



روي ان رجلاً كانت مهنته الضرب على العود وكان بمهنته هذه يفسد اهلاق الشباب والشابات ويوقعهم في شباك الغرام الدنيوي ليدهورهم من ثمة في اعماق الجحيم ، فدخل ذات يوم كنيسة ليسمع وعظاً ، وكان الواعظ يتكلم اذ ذاك عن أسباب الخطيئة ، فأثر كلام الخطيب الغيور في قلبه كل التأثير وعزم للوقت على اصلاح سيرته حباً ليسوع وابتغاء خلاص نفسه ، فقصد الواعظ طالباً ان يعترف له بخطاياه وبعد الأعتراف قال له الكاهن بحب أبوي ولطف جزيل : أني أتأسف غاية الأسف على اني لا أقدر ان أحلك حتى تترك مهنتك لأنها سبب عثرة وشك لقريبك وواسطة هلاك لنفسك. سكتَ الرجل وعاد الى بيته حزيناً وكئيباً لأن عيشته كانت متعلقة بتلك المهنة. وفي الغد قصد الواعظ مرة ثانية حاملاً معه العود وقال له بصدق وأخلاص : أبتي اني رجل فقير الحال لست اعرف كيف أقدر ان اعيش وأعيّش أطفالي ان تركت صنعتي هذه ، لكن من حيث ان حياة نفسي أفضل من حياة جسدي أتيتك بعودي مقدماً اياه اليك وعازماً على ان لا أزاول في ما يأتي مهنة تذهبُ بي وبقريبي الى جهنم وتحرمنا محبة يسوع الى الأبد . وبعد أيام قليلة قص الكاهن هذا الخبر على سيدة فائلة غنية ، فأشترت منه العود بمبلغ باهض جداً ، فأعطاها الكاهن للحال للتائب النصوح ليعيش بها هو واطفاله.


( إكرام )


اذا اردتَ ان تكون أفعالك كثيرة الأستحقاق فعليك ان تقدمها الى الله بواسطة قلب يسوع الأقدس أو أتحاداً به على هذه الطريقة أو ما شاكلها قائلاً : اللهم اني أقدم اليك جميع اعمالي متحدة بأعمال قلب يسوع الأقدس وأعمال مريم العذراء وجميع قديسيك الكرام .



(( نافذة ))

< تقال ثلاث مرات دائماً >

يا قلب يسوع اجعل نفسي تحيا بك دائماً .





تقال كل يوم ----- > فعل تخصيص بقلب يسوع الأقدس

و فعل التكريس لقلب يسوع

و طلبة يسوع و الصلاة





-------------------------------------------------------------------------------------------






اليوم الخامس



تأمل في الأله المتروك



ان ذنب الذين يجهلون الل ويتركونه ، هو أقل جرماً من ذنب الذين يعرفونه ويعرضون عنه. ولذا لم يتشكّ الله سبحانه في العهد القديم من الأمم والوثنيين الذين تركوه في جهلهم اياه وعبدوا الآلهة الغريبة عوذه. بل تشكى من شعبه اسرائيل الذين عرفوه وشهدوا قواته في أرض مصر وفي بلد صاغان ومع ذلك تركوه وعبدوا البعل وعشتروت ، فقال لهم بلسان أرميا نبيه: (( اسمعو يا بيت يعقوب وجميع قبائل بيت اسرائيل ، اي جور وجد فيّ آباؤكم حتى أبتعدو عني.. تركوني أنا ينبوع الماء الحي وأحتفرولأنفسهم آباراً مشققة لا تضبط ماء )) ( أرميا 2 : 5 – 13 ) .
والآن ايضاً لا نسمعه يتشكى من الشعوب البعيدة عنه والرافضة الطاعة له ، ولكنه يتشكى من شعبه المسيحي الذي ميزه بين شعوب كثيرة وخسه بمواعيده واستحقاقاته وأسراره وتعاليمه ، ومع ذلك لا يجد عنده حظوة ، واياه عني بقوله بلسان داؤد عبده : (( لو عيرني العدو لأحتملتهُ ، ولكن أنت أيها الأنسان شبيهي أليفي ومؤنسي )) ( مز 54 : 13 ) .
في يسوع كل الجمال وكل الصلاح وكل القداسة وكل كمال محبوب . يسوع هو سرور الأب الأزلي وبهجة الأرواح الطوباوية في السماء. يسوع الذي منه كل خير وكل فرح وكل سلام راهن ، لا يجد من يعشقه ويتعلق به ويهتم به. والخليقة التي هي بازاء الله عدم ولا شيء ، وفيها كل شر ، بل كل خبث ولؤم يحبها الأنسان ويعشقها ويعلق قلبه بها ، بل يستغني بها عن الله مع علمه ان الأستغناء عنه بالخليقة جرم جسيم وحزن أليم وموتٌ أبدي وهلاك سرمدي في نيران الجحيم.
ان الأنسان يترك الله ولكن الله لا يتركه فلو تركه لتحول العالم جهنم وانتهى الأنسان من عذابه الزمني الى العذاب الأبدي. ولذا شاء لقلبه السجود في غزارة رحمته وذديد حبه للأنسان ان يقيم معنا على الأرض في سر القربان المقدس لندنو منه فيشفينا من امراضنا ويغفر لنا خطايانا ، ومع ذلك لا يرى يسوع الناس مقبلين الى هيكله ، وإن أقبلوا كانت أفكارهم وقلوبهم بعيدة عنه. إن المجدليات الجالسات عندقدميه ليسمعن كلامه قليلات جداً وسائر الناس مهتمون بأمور كثيرة ما خلا الأمر الواحد الذي يجتاحون اليه وبه يتعلق خلاصهم الأبدي وهو محبة يسوع فوق كل شي.





(( خبر ))



كان هناك رجلاً فاتراً في ممارسته الدينية. ولما اراد ان يتزوج ، وقع نظره على فتاو مهذبة مسيحية ، فخطبها لنفسه فأقنعه اهلها ان يغيير سيرته فلم يفلحوا. وفي الآخر تزوج الفتاة المسيحية وبقي هو على آرائه تاركاً الحرية لزوجته لتمارس فروض ديانتها. و بعد مرور سنتين على زواجه توفيت الزوجة على اثر ولادتها صبية. فخضع لأرادة الله صابراً ، ونشأ يربي طفلته بكل اعتناء جاعلاً فيها كل تعزيته وجميع آماله ، ثم شرع يقرأ في عزلته كتباً مصيحية أهدته الى معرفة الأيمان الحق وكنيسة المسيح الحقيقية، فغير للوقت سيرته وكان يكمل بكل حرص ودقة جميع فروضه الدينية. ولما نشأت وحيدته على أحسن ثقافة مسيحية وبلغت السن الخامسة عشرة وهو يزداد عجباً وتعلقاً بها مرضت مرضاً ثقيلاً ذهب بحياتها النضرة ـ فتركت والدها في اقصى غايو من الحزن. غير انه لم يترك كنيسته ولا عبادته كمل يفعل بعض المسيحين الذين يمتنعون في حزنهم عن التردد الى الكنيسة ةعن الصلاة والعبادة. أما ذاك الأب الحزين فكان بعد وفاة وحيدته وعزيزته يتناول كل يوم القربان المقدس قائلاً : لم يبقى لي تعزية على الأرض سوى القربان المقدس.



( إكرام )

أتل بيتاً من مسبحة الوردية لأجل اهتداء الخطأة إلى محبة الله.




(( نافذة ))

< تقال ثلاث مرات >


ياقلب يسوع ليأت ملكوتك.



تقال كل يوم ----- > فعل تخصيص بقلب يسوع الأقدس

و فعل التكريس لقلب يسوع

و طلبة يسوع و الصلاة





----------------------------------------------------------------------------------------------










اليوم السادس

6 \ حزيران \ 2006

تأمل في معرفة قلب يسوع


يعلمنا يوحنا الأنجيلي ان المسيح جاء الى خاصته وخاصته لم تقبله. ( يو 1 : 11 ) ولم تعرف انه المسيح الموعود به ، وحيد الأب وابنه الأزلي . لأن هذه المعرفة هي هبة من لدن الله لا يدركها الأنسان بعقله بل بنعمة فائقة الطبيعة وبنور الوحي الألهي ، كما يتضح من شهادة ربنا يسوع نفسه لشمعون بطرس إذ عرف قبل الجميع ان المسيح هو أبن الله الحي فقال له إذ ذاك (( طوبى لك يا شمعون بريونا ان اللحم والدم لم يكشفا لك ذلك لكن أبي الذي في السماوات )) ( متى 16 : 17 ) . والآن ايضاً كثير من المسيحين لا يعرفون المسيح حق معرفته ، لا يعرفون غير اسمه دون علم بصفاته وكمالاته التي تحببه الى الناس ولذا تراهم بعيدين عن الله محرومين من محبته لا يشعرون في ديانتهم وعبادتهم بذاك الشعور العذب الذي يجعلهم يتمسكون بديانتهم ويقدمونها على كل ديانة اخرى.
وكذلك يمكننا ان نقول عن عبادة قلب يسوع الأقدس ، كثيرون لا يعرفونها حق معرفتها ولذا لا يعرفون ان يغترفو من كنوزها الخيرات التي فيها ولا سيما محبة الله فوق كل شي ، لأن معرفة هذه العبادة نحصل عليها بنعمة خصوصية من لدن ابي الأنوار وهذه النعمة يجب ان نطلبها بصلواتنا اليومية ولا سيما في هذا الشهر. فالصلاة هي الوسيلة الأولى للحصول على محبة يسوع المضطرمة وعلى عبادة قلبه الحقيقية. وهي علامة الأرتداد الى الله. فلنصلّ اذن بثقة وايمان وخشوع وادمان. قال سليمان الحكيم : (( حالما بادرت ملتجئاً الى الله اعطاني الحكمة )) ، وقال الرب نفسه للقديسة بريجيتا ( ايطاليا 1303 – 1381 ) : (( إننا ان صلينا بالتأهب الكامل والأستعداد التام اعطانا الله اكثر مما نطلبه ومنحنا اكثر مما نتمناه بل اعطانا ذلك في كل ساعة ودقيقة )) .
فما نقول اذن في الصلاة التي نوجهها الى ربنا يسوع المسيح لكي ننال منه محبة قلبه الأقدس ؟ حقاً انها لذيذة ومقبولة لديه جداً. فلنبتهل اليه ولنطلبها منه بتذلل ومن المحال ان يردنا خائبين.




( خبر )


روى ان سيداً شريفاً زار ذات يوم راهباً وقصّ عليه احواله السيئة التي أوصله اليها ضعف تربيته لأبنته الوحيدة بعد وفاة والدتها ، فأنها تسلطت عليه واخذت تعامله معاملة السيد الغريب لا معاملة أب ، إذ لم يكن لها رغبة إلا في الملاهي الدنيوية وتبديد ثروته في الأزياء الحديثة وغيرها من الأباطيل. فذات يوم أنحرف مزاجها فطلب أبوها بالحاح الى الراهب ان يأتي لزيارتها. فوجد الراهب هذه الفرصة سانحة ليريها الحقائق فقال لها : اعلمي يا فتاو انك اذا واصلتِ سيركِ في طريقكِ هذا انتهيت الى الجحيم. فأمتعضت الفتاة من هذا الكلام وأجابت الراهب : أني لا أريد موعظتك. اني شريفة النسب وغنية وشابة ولا رغبة لي البتة في أن أحيا حياة راهبة. أجاب الراهب: أني لغالم بأن ليس لدي أدنى حق في ان افرض عليكِ شيئاً ، ولكن أبوسعكِ ان ترفضي عليّ سؤالاً ما ؟ أجابت : قل ماذا تطلب. قال الراهب : أني اريد ان تعديني وعداً سهلاً جداً . أجابت : وماهو ؟ أني لا أمتنع عنه اذا كان سهلاً كما تقول. فأخذ إذ ذالك الراهب من كتاب صلاة الفرض صورة صغيرة لقلب يسوع الأقدس وقال للفتاة : كل ما أطلبه هو ان تقولي كل يوم صباحاً لمدة تسعة أيام متوالية (( المجد للآب )) امام هذه الصورة وانت راكعة. فأمتقع لون الفتاة من هذا الكلام واخذت الصورة قائلة : نعم اني افعل ذلك. وكانت النعمة قد بدأت تغير قلبها العاصي.
وفي الغد جاء الوالد عند الراهب وقال له : ماذا حدث أمس بينك وبين أبنتي ، فمنذ ذهابك عنها لم تزل راكعة تذرف الدموع ؟ فأجاب : هذا عمل قلب يسوع الأقدس. وفي ذلك المساء ذهبت الفتاة واعترفت بجميع خطاياها. وبعد مدة شهر أستلم الراهب رسالة طافحة بالشكر من التي خلصها وأعلمته بأنها هجرت الدنيا ودخلت الدير. وبعد سنة ونصف أستلم الراهب رسالة اخرى اجمل من الأولى كتبتها الفتاة يوم جهرت بنذورها الرهبانية.
فيا لها نفس مغبوطة لا تحب الآن غير قلب يسوع الأقدس وفيه وجدت السعادة الراهنة.



( إكرام )


التجيء كل يوم من هذا الشهر الى قلب يسوع الأقدس وأسأله بأخلاص ان يضرم نيران حبه الألهي في قلبك.




(( نافذة ))

< تقال ثلاث مرات >

يا قلب يسوع الحلو زدني حباً لك كل حين.



تقال كل يوم ----- > فعل تخصيص بقلب يسوع الأقدس

و فعل التكريس لقلب يسوع

و طلبة يسوع و الصلاة



-------------------------------------------------------------------------------------------------







اليوم السابع

7 \ حزيران \ 2006

تأمل في تواضع قلب يسوع الأقدس


إن التواضع يعده الناس جبانة ومسكنة ، وهو في حكم الله فضيلة سامية القدر ترفع الأنسان الى أوج المجد والعظمة . ويؤيد كلامنا هذا روح القدس نفسه بقوله في كتابه المقدس : (( من يضع نفسه يرتفع ومن يرفع نفسه يتضع )) ( لو 14 : 11 ) ؟ . وضعت مريم العذراء نفسها فرفعها الله الى أسمى منزلة في السماء وعلى الأرض. أرتفعت مدينة كفرناحوم الى السماء فهبطت الى الجحيم ( لو 10 : 15 ) . فالتواضع اذن مرقى الفضيلة والعظمة وسُلم المجد الأبدي. ولذا لما جاء ربنا يسوع الى عالمنا ليخصلنا ، جاءنا بطريق التواضع (( فأخلى نفسه ووضعها في سر التجسد مع انه كان صورة الله وشبيهاً له ، فأخذ صورة عبد وصار في شبه الناس فوجد في الشكل مثل الأنسان )) ( فيلبي 2 : 6 – 7 ) ، ولم يشأ حياته كلها ان يتميز عن الأنسان وهو أبن الله ورب الأجناد السماوية ، بل أحصى نفسه مع الخطأة فطلب معموذية التوبة من يوحنا وكان في تواضعه يخدم تلاميذه عوض ان يخدموهُ ( متى 20 : 28 ) ، بل انتهى في تواضعه الى غسل ارجلهم ، فتعجب بطرس من هذا التواضع العميق فأبى ان يغسل له معلمه قدميه كما أبى يوحنا ان يعمدهُ ( يو 13 : 8 ) .
هذا ما أنتهى اليه تواضع ربنا يسوع ، وبهذا التواضع قرب الأنسان منه وعلمه طريق الرفعة الحقيقية وهي القداسة ، فلا يرتفع انسان في القداسة إلا بالتواضع على مثال قلب يسوع الأقدس.




( خبر )


كان للقديس فرنسيس الأسيزي ( ايطاليا 1181 – 1226 ) راهب يدعى لاون أتخذه رفيقه في أسفاره وأمين أسراره ومرشده الروحي . فذات شتاء قارس كان كلاهما يسيران من بيروزة الى كنيسة (( سيدة الملائكة )) وكان الأخ لاون يتقدم القديس فرنسيس غارقاً في التأمل. فناداه القديس قائلاً : (( أيها الأخ لاون ليت جميع الأخوة الصغار يكونون للعالم كله قدوة صالحة ، ولكن أعلم ايها العزيز ان ليس في ذلك الفرح الكامل )) . ثم قال بعد خطوات قليلة : (( أيها الأخ لاون ، اذا طرد الأخوة الصغار الشياطين و أطلقوا ألسنة البكم وأقامو الموتى ، فليس في ذلك الفرح التام )). وبعد مسافة قليلة أردف قائلاً : (( أيها الأخ لاون اذا عرف الأخوة الصغار كل اللغات والعلوم وأعطوا موهبة النبوة وتمييز الأرواح فليس في ذلك الفرح الكامل )) . وبعد خطوات آخر صاح قائلاً : (( أيها الأخ لاون ، هبّ ان الأخوة قدروا بمواعظهم ان يهدوا الى الأيمان المسيحي جميع الشعوب الوثنية ، فأعلم مع ذلك ان ليس في هذا الفرح التام )) . وفي الآخر سأله الأخ لاون متعجباً وقائلاً : أيها الأب أسألك بأسم الله ان تقول لي على اي شي ، يقوم اذن الفرح الكلمل ؟ )). أجابه القديس اذ ذاك قائلاً : (( إذا وصلنا الى الكنيسة مبلولين وجائعين ومرتجفين من البرد وطردنا البواب قائلاً إذهبا من هنا انكما عبدان بطلان تخدعان الناس وتسرقان منهم الصدقات وتركنا الليل كله على الباب وأحتملنا هذه الأهانة بسلام وصبر مفتكريرن بأننا نعامل بحسب استحقاقنا وشاكرين الله ، فأعتقد أيها الأخ لاون ان في هذا اليوم يقوم الفرح الكامل لأن أفخر العطايا والمواهب هي التألم بفرح حباً لله.



( إكرام )

إن اصابتك إهانة من إنسان فأقبلها ، فأنها تفيدك خيرا من ألف مديح.



(( نافذة ))


< تقال كل يوم 3 مرات >
يا يسوع الوديع والمتواضع القلب أجعل قلوبنا نظير قلبك الأقدس.



-----------------------------------------------------------------------------






اليوم الثامن

8 \ حزيران \ 2006

تأمل في وداعة قلب يسوع الأقدس [/b]


أمتاز قلب يسوع الأقدس بفضيلة الوداعة ، كما أمتاز بفضيلة التواضع ، ووداعته هذه كانت بادية على سيماء وجهه فجعلت القديس يوحنا المعمدان يشبهه من اول نظرة اليه بالحمل الوديع فقال عنه لتلاميذه (( هوذا حمل الله )) ( يو 1 : 36 ) بل هو ايضاً نعت نفسه بهذا الأسم فقال : (( وكنتُ انا كحمل وديع )) ( ارم 11 : 19 ) . والمعروف ان الحمل أشد الحيوانات حلماً ووداعة . كان يسوع حليماً منذ حداثته ، شاهده فتيان الناصرة فأفتتنوا برقة أخلاقه وعذوبة كلامه وسكون خاطره، بل وجدوا صحبته تنفي الحزن وتولي السلام فلم يدعوه إلا بأسم العذوبة قائلين بعضهم لبعض : هلم نذهب الى العذوبة لنلقي الحزن من قلوبنا . ولما ظهر يسوع بين الناس ظهرت معه ساطعة عذوبته الفائقة الوصف فقال عنه احد الكتبة الورعين : عذباً كان صوت يسوع ، عذبأً وجهه ، عذباً اسمه ، عذبة جميع افعاله.
وفي الحقيقة ان كلمة واحدة لا غير هي (( أتبعني )) جذبت اليه جماعة رسله الصيادين ومتى العشار فتركوا للوقت كل شيء وتبعوه ، بل الجموع ايضاً من كل جنس وصنف تبعوه لاحقين به في البراري القفرة ليسمعوا تعاليمه العذبة التي كانت تقطر كالعسل من فمه وتبهج جميع السامعين اليه. تعلقوا به تعلقاً أشد من تعلق يوناتان بداؤد الملك ، فتركو بيوتهم وحقولهم ليكونوا مع يسوع لأن بيوتهم بدون يسوع كانت وحشة كالبراري ووحشة البراري مع يسوع تضحي بهجة عذبة وتتحول جنة غناء .
رأى يعقوب ويوحنا اخوه السامريين يهينون معلمها ويأبون قبوله في قريتهم فقالا له : يا رب أتريد ان نقول فتنزل نار السماء فتفنيهم ؟ فألتفت اليهما ونهرهما قائلاً : لستما تعرفان من اي روح أنتما ، لأن أبن الأنسان لم يأتِ ليهلك نفوس البشر بل ليخَلّصْ ( لوقا 9 : 56 ) . وفي الحقيقة كم من خطايا يفعلها الناس كل يوم بدون خوف وبلا مبالاة بأهانة الله. ومع ذلك نراهُ تعالى يفضل الرحمة على العقاب وينتظر توبتنا ليغفر لنا خطايانا. فالوداعة هي التي تحببنا الى الناس كما ان الحدة تجعلنا مكروهين لديهم.

( خبر )

جاءت في حياة القديسة جرترودة ( 1264 – 1334 ) ، انها قصدت ذات صباح قصداً لتنجزهُ في نهارها ، غير انها عند المساء شاهدت انها خالفت قصدها ذاك سبع مرات ، فخشيت ان تذهب لزيارة يسوع معلمها الألهي لتتكلم معه كعادتها . فناداها يسوع وقال لها : ما سبب انسحابكِ عني يا جرترودة ، وماذا جرى لكِ ؟ أجابته جرترودة وجلة خجلة : يا رب ها أنا ذا قد أهنتكَ سبع مرات في هذا النهار . فقال لها يسوع هذا القول المملوء جودة وعذوبة : يا جرترودة إني أنسى ، إني أغفر ، إني لا أحسب.



( إكرام )

لازم السكوت في اثناء غضبك ، فأنه يقيك من نتائج وخيمة.


(( نافذة ))

< تقال كل يوم 3 مرات >

لا توبخني يا رب بغضبك ، ولا تؤدبني برجزك
( مز 37 : 2 ) .





يقال كل يوم ----- > فعل تخصيص بقلب يسوع الأقدس

و فعل التكريس لقلب يسوع

و طلبة يسوع و الصلاة



-----------------------------------------------------------------------------------------------------






اليوم التاسع [/size] [/b]

9 \ حزيران \ 2006

تأمل في صبر قلب يسوع الأقدس


إننا لا نتكلم في هذا التأمل على صبر يسوع ، على الأحزان والأوجاع التي احتملها حباً بنا مدة اقامته معنا على الأرض. بل موضوع كلامنا يكون الآن على صبره تعالى على الآهانات التي تصيبه من الخطأة وعلى تأجيل توبتهم. ومنهم من يؤجلها الى ساعة موته وتكون إذ ذاك توبتهم من الخوف والأضطرار لا من اجل حب الله ومن التوجع على اهانته. فتمادي الخطأة في خطاياهم واصرارهم عليها حتى الموت ، هو الذي يصبر عليه قلب يسوع صبراً فاق كل صبر على الأرض. إن ايوب صبر على فقدان خيراته الزمنية وعلى موت اولاده الزمني ، أما يسوع فيصبر على خسارته النفوس التي أفتداها بدمه الكريم ، وهو دم يفوق جميع خيرات الأرض بما لا يقدر ولا يوصف . إن جميع التدابير التي يدبرها لخلاص الخطأة تذهب بلا جدوى لهم. انه ابوهم وهم ينكرون اوبته. انه ربهم وهم يهينون ربوبيته. انه مخلصهم وهم يرفضون خلاصه. انه فاديهم وهم يأبونَ فداءه. ولذا سمعناه يشتكي بلسان ملاخي نبيه قائلاً : (( ان كنتُ أباً فأين كرامتي ، وإن كنتُ سيداً فأينَ هيبتي )) ( ملاخي 1 : 6 ) . ومما يزيد صبر الله عجباً هو طمع الخطأة في صبره هذا فأنهم يرونه صابراً عليهم فيواصلون اهانته عوض ان يتوبوا. واذا قلتم لماذا يصبر الله على الأثمة كل هذا الصبر ، أجبتُ انه يصبر عليهم لكي لا يبقى لهم حجة في هلاكهم. لأن السنين عند الله كيوم واحد والصبر الطويل اجدر بالاه الرحمة من البطش والأنتقام السريع ، لأن الصبر فضيلة والأنتقام قصاص والفضيلة اكمل وأمجد من الأنتقام. فاذا أجل الله حسابه وأطال صبره فيقصد بذلك خير الخطأة لعلهم يتوبون لأنهم لا يزالون شعبه ورعيته ولا تزال حقوقه عليهم ثابتة. وفي الحقيقة ان خطأة كثيرون تابوا لصبر الله عليهم وندموا وصاروا في طريق الفضيلة والقداسة.



( خبر )


روى القديس يوحنا السلمي انه شاهد ذات يوم ثلاثة رهبان يهانون اهانة واحدة وفي وقتٍ واحد ، فأولهم تأثر من تلك الأهانة وأنفعل جداً لكنه خوفاً من الله كظم غيظه وحبس لسانه. والثاني فرح بالإهانة التي اصابته ابتغاء المكافأة الأبدية في السماء. أما الثالث فأفتكر في الأهانة التي لحقت بالله من جراء تلك الخطيئة وشرعَ يذرف الدموع حزناً على اهانة الله. ففي هؤلاء الرهبان عبيد الرب الثلاثة يمكننا ان نرى درجات المحبة الثلاث واختلاف انواعها في النفوس. فالنوع الأول من المحبة هو محبة الله خوفاً من جهنم . والنوع الثاني منها هو محبة الله طمعاً في الملكوت السماوي. وأما الثالث فهو محبة الله لأجل الله . فالمحبة الأولى حميدة ممدوحة ومقدسة ولكنها ناقصة. والمحبة الثانية أرفع من الأولى لكنها غير خالصة من حب الذات. وأما المحبة الثالثة فهي محبة كاملة خالصة لأنها تقصد الله وحده وحبه المقدس لا غير وهي القائلة مع القديسا مرغريتا مريم : (( الكل لله وحده )).



( إكرام )

لا تنسوا قط في اوجاعكم ومحنكم ان الله لا يستشير في الحوادث التي يدبرها إلا بحبه الشديد لكم.


(( نافذة ))

يا قلب يسوع لا تدعني أشك في محبتك إذ تمتحنني.




يقال كل يوم ----- > فعل تخصيص بقلب يسوع الأقدس

و فعل التكريس لقلب يسوع

و طلبة يسوع و الصلاة



---------------------------------------------------------------------------






اليوم العاشر

10 \ حزيران \ 2006



تأمل في محبة قلب يسوع لنا


ان قلب يسوع يحبنا ومن اجل حبه لنا تأنس وولد في مغارة حقيرة ومات على الصليب ليفي عن خطايانا وترك لنا ذاته في سر القربان المقدس ليغذي نفوسنا ويكون تعزيتها وخلاصها. إن قلب يسوع يحبنا مع كثرة شرورنا وخطايانا ، بل يحبنا من اجل هذه الشرور والخطايا عينها ليزيلها عنا ويزكينا ، لذلك ترك لنا جميع استحقاقات حياته والآمه وموته على الصليب ليغنينا بها . إن قلب يسوع يحبنا محلة جعلته يترك أباه وسماءه وملائكته ليأتي الينا ويساكننا ويضمنا الى صدره ويكون لنا ملجأ وملاذاً في محننا وتجاربنا. إن قلب يسوع يحبنا وقد أحبنا اكثر من نفسه اذ انه بذلها عنا فوق الصليب ومن بذل نفسه عن غيره اعطاه كل شيء ولم يبق له شيئاً. أراد أبوه السماوي ان يرشقنا بسهام سخطه وغضبه ، فمثل هو امامه وتوسط بينه وبيننا ورد عنا تلك السهام بل قبلها هو في جسده فمزقته تمزيقاً . قبلها في قلبه فطعنته زجرحته وفتحته وأخرجت منه دماً لغسل خطايانا وخطايا العالم بأسره.
إن قلب يسوع يحبنا ، لذلك لم يبال من اجل حبه لنا بكرامته ولا بمجده ولا بعظمته ، فصبر على انواع الأهانات والأوجاع ولم يفتح فاه امام مقرفيه والمشتكين عليه زوراً والطالبين صلبه عوضاً عن جزيل احساناته اليهم ، واليوم يصبر على هذه الأهانات وهذه الأوجاع عينها في سر القربان المقدس. فهل من حبٍ أعظم من هذا ؟ وهل يسعنا بعد سماعنا كل ما تقدم عن محبة يسوع الشديدة لنا بكل محبة قلوبنا نادمين بل باكين على الأيام التي صرفناها في محبة الخليقة وأباطيل الدنيا ؟ فلنصلح اذن سلوكنا ولنرجع من كل قلبنا عن غيّنا الماضي لنحب يسوع كما أحبه الق
طلال فؤاد حنوكة ايشوعي
طلال فؤاد حنوكة ايشوعي

عدد الرسائل : 1971
العمر : 63
تاريخ التسجيل : 31/03/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى