من أنا ومن أكون؟، بقلم الشماس وعد بلو

ارجو نقد المقالة رجاءاً من دون ذكر اسم الشخص مع تقديري.
نقرا كثيراً في مواقع شعبنا المختلفة اموراً ومقالات عن الوحدة، وعن كل مُكوّن يريد ان يثبت وجوده، كأنه هو الوحيد الموجود في الساحة، وكأنه هو الأول في الانسانية منذ خلقها قبل خمسة او ستة الاف سنة، والذي يُحزن المخلصون من ابناء شعبنا التطرف والتعصب من كل الجهات بدون استثناء. عندما فكّرت ان اكتب هذه المقالة قبل شهر تقريبا كنت أسأل نفسي بالحقيقة (من انا ومن اكون) ليس انتقاصا بوجود شعبنا العظيم، ولكن حُزناً على مايدور من حولنا من انقسام وتفكك وتشرد، من دون ان نفكر باولادنا واحفادنا، وخاصة عندما يسألوننا مَنْ نحن؟ وهم مولودون خارج الوطن. ان ارض مابين النهرين منذ الاف السنين تعرضت لغزوات وحروب في ما بين قبائلها ومدنها، وبعد ذلك بين دولها وامبراطورياتها، حتى وصل الامر الى التآمر مع الغريب للقضاء على الاخر. ودار فينا الزمن فأسقطنا انفسنا الى الاسفل من دون ان نفكر باجيالنا (اقصد هنا آبائنا) وما يجري لهم في وقت كانت بلادنا محط نور وعلم، ولكل العالم في ذلك الزمان بعد سقوط بابل بيد الفرس وبالتامر من اليهود، ماذا حدث؟ بقينا تحت نيران الاحتلال منذ تلك الفترة وحتى يومنا هذا، كم شعب وامة وامبراطورية من الغرب والشمال والشرق والجنوب دخل الى ارض الرافدين حدّث ولاحرج. السؤال الذي اطرحه وقد ينتقدني كثيرون ألم يحدث التزاوج بين هذه الشعوب وشعب مابين الرافدين؟ الجواب اكيد نعم وعلى مدى 2500 سنة. ألم يحدث تغيير في الجنس البشري في بلادنا مثلاً؟ ومع دخول المسيحية الى بلادنا على يد مار توما الرسول ألم يحدث التزاوج بين الشعوب التي قبلت المسيح؟ مثلاً بسيطاً، القوش بلدتي كم وكم من العوائل من مختلف القرى والمناطق قدموا اليها وسكنوا فيها، وبالعكس ايضا فكم بالاحرى ارض مثل ما بين النهرين . والآن في الوقت الحاضر من يستطيع ان يقول ويبرهن لي (من انا ومن اكون) سؤالي ليس انه لا اعرف من اكون، ولكن ردا على الانقسام والتعصب والتشرد عن الذي يدور في عقولنا ودمائنا وكانه نفعلها عن قصد وحقد وعمى، فنقول في وقت ان المسيح ينادينا بالوحدة الايمانية وحتى هذا نحن بعيدون كل البعد عن وحدتنا مع ايماننا وضمائرنا وعقولنا وقلوبنا. بيننا الحقد والكره في قلوبنا من دون ان نعرف ماذا نفعل، الى متى نستيقظ وننهض بانفسنا ونتجاوز كل هذه الحواجز التي تغلق قلوبنا وعقولنا مع بعضنا وحتى نبغض انفسنا بعيون اولادنا الذين يعيشون في مدارس ينتمي اليها مختلف الاديان والاجناس عندما نتحدث هذا القوشي وتلكيفي وبطناوي......الخ. اليس عيب علينا شعوبا تتحد مع بعضها وهي بعيدة كل البعد عن الاخر قوميا وثقافيا وتاريخيا وحضاريا ولكنها موحدة وتجاوزت الحدود وهذه اوربا الموحدة (الاتحاد الاوربي)، وكذلك امريكا وكندا والمكسيك . متى ننهض ونقوم من غفوتنا؟ دخل الغريب ورضينا به، وقسمنا انفسنا الى اجزاء واجزاء وكتل كل حسب مصلحته وانانيتة، والشعب يدفع ثمن هذه الانانية والمصلحة الذاتية، يدفع من دمه وحياته ومستقبله ومستقبل اولادنا. اين نحن من لغتنا، ومن ثقافتنا، ومن تراثنا الايماني الروحي، والايمان الذي كان في السبعينات؟ حيث كانت الباعوثا في القوش تبدا الساعة التاسعة صباحا حتى الواحدة، ومن الساعة الثانية او الثالثة الى نهاية القداس. لاتتوقف الالحان الشجية والانغام الجميلة في مدح وتمجيد الآب وحنانه للانسانية. وكذلك بقية القرى والنواحي الأخرى. اين نحن من هذا؟ كثيرة هي الححج والاسباب، ونلقي على انفسنا هموما نحن في غنى عنها ونثقل على انفسنا من دون ان نفكر باولادنا ومستقبلهم. عذرا لانني خرجت من الموضوع قليلا، ولكن اريد ان اوضّح بعض الامور التي تخص حياتنا الماضية والحاضرة وبُعدنا عن البعض ايمانياً واجتماعيا مما قد يوثر على وحدتنا ايضا. اذن الخلاصة مَنْ انا ومن اكون، الم اكون بعيدا عن وجودي الحقيقي؟ اعرف مَنْ انا، ومَنْ اكون، عندما ارى شعبي في نظرة واحدة بعيدا عن الانانية والتعصب، ومُتمسِّكاً في النظرة الواحدة الموّحّدة. والرب يسوع يكون في عون شعبنا المظلوم والمُبتلى بمشاكله فلنُصلّي من اجل بعضا البعض.
مُحبكم
شماشا وعد