النوفلي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» صلاة صباح عيد ختان الرب 2023
 ما هي الذبيحة في الكتاب المقدس Emptyالسبت فبراير 17, 2024 4:02 am من طرف Jo Hermiz

» رمش عيد ختان الرب 2022
 ما هي الذبيحة في الكتاب المقدس Emptyالخميس فبراير 15, 2024 3:09 pm من طرف Jo Hermiz

» الجمعة الرابعة من السوبارا
 ما هي الذبيحة في الكتاب المقدس Emptyالأربعاء فبراير 14, 2024 5:43 pm من طرف Jo Hermiz

» تشبوحتا
 ما هي الذبيحة في الكتاب المقدس Emptyالخميس سبتمبر 01, 2022 3:32 pm من طرف Jo Hermiz

» شبح لالاها معشنان
 ما هي الذبيحة في الكتاب المقدس Emptyالثلاثاء مايو 03, 2022 5:20 am من طرف Jo Hermiz

» تشبوحتا دمثأمرا بسهرة الحش يوم خميس الفصح بعد الانجيل
 ما هي الذبيحة في الكتاب المقدس Emptyالجمعة أبريل 15, 2022 3:04 pm من طرف Jo Hermiz

» شليحا دعيذا قديشا دقيمتيه دمارن
 ما هي الذبيحة في الكتاب المقدس Emptyالخميس أبريل 14, 2022 3:09 pm من طرف Jo Hermiz

» قريانا دعيذا قديشا دقيمتيه دمارن
 ما هي الذبيحة في الكتاب المقدس Emptyالأربعاء أبريل 13, 2022 3:48 pm من طرف Jo Hermiz

» قولاسى دقوداشا تليثايا تسجيل جديد
 ما هي الذبيحة في الكتاب المقدس Emptyالأربعاء أبريل 13, 2022 3:06 pm من طرف Jo Hermiz

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
قم بحفض و مشاطرة الرابط النوفلي على موقع حفض الصفحات
التبادل الاعلاني
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط النوفلي على موقع حفض الصفحات


ما هي الذبيحة في الكتاب المقدس

اذهب الى الأسفل

 ما هي الذبيحة في الكتاب المقدس Empty ما هي الذبيحة في الكتاب المقدس

مُساهمة  طلال فؤاد حنوكة ايشوعي السبت أكتوبر 16, 2010 4:02 am

Sacrifice

1. من البساطة الأصلية:في حقبة بعيدة القدم، يشير إليها تاريخ الكتاب المقدس، سَنميز مجموعة الطقوس بالبساطة البدائية التي تناسب عادات البدو الرُحّل أو نصف الرُحَل: إقامة مذابح، رفع الدعاء للاسم الإلهي، تقدمة حيوانات أو محصولات الأرض (تكوين 4: 3، 12: 7- . فليس من أماكن ثابتة بل تنحر الذبيحة في المكان الذي يظهر الله فيه. إن المذبح الترابي البدائي، والخيمة المتنقلة (خروج 20: 24، 23: 15) يشهدان بطريقتهما الخاصة، على الطابع غير الثابت والمؤقت لأماكن العبادة القديمة.
كذلك ليس هناك خدام متخصصون: إن رب الأمة أو رئيس القبيلة، والملك في العهد الملكي، هم الذين ينحرون الذبائح. إلا أنه من زمن مبكّر، أخذ بعض الرجال المختارين خصيصاً يقومون بهذه الوظيفة (تثنيه 33: 8- 10، قضاة 17).
فكما أن الهيكل على عهد يوشّيا، سيصبح المركز الوحيد لكل نشاط خاص بالذبائح، كذلك الكهنة بمعاونة اللاويين أو دون معاونتهم، سيجعلون إقامة الذبائح وقفاً على أنفسهم.2. إلى تشعب الطقوس:إن هذا التشعب قد نجم عما أتى به التاريخ من تجديدات متوالية. فإننا نلمس، في الواقع، تطوراً في الاتجاه نحو الكثرة والتنوُّع والتخضُص في الذبائح. وهناك أسباب كثيرة توضح هذا التطور: الانتقال من الحياة البدوية والرعوية إلى حياة الاستقرار والزراعة، التأثير الكنعاني، وصورة الكهنوتّ المتزايدة. فشعب إسرائيل يتبنى عناصر يقتبسها من جيرانه: فهو يُنقيها، ويُصحّحها، ويُرَوْحِنُهَا.
ورغم مظاهر التمادي في الديانة الشعبية (ميخا 6: 7، قضاة 11: 30- 31، 1 ملوك 16: 34)، يرفض إسرائيل تقديم الضحايا البشرية (تثنية 12: 31، 18: 10، 1 صموئيل 15: 33 الذي لا يصف ذبيحة، بل إيقاع حرم).
لقد اغتنى شعب إسرائيل بالاقتباس من تُراث الشعوب الأخرى في العبادات، ممارساً بذلك وظيفته كوسيط، موجهاً من جديد نحو الإله الحق بعض ممارسات طرأ عليها تحريف خلال المفاهيم الوثنية. وبذا تأخذ مجموعة طقوسه في التكامل والتشعب.ثانياً: جوانب الذبيحة المختلفة1. من أنواع مختلفة تظهر في التاريِخ:شهد الكتاب المقدس، منذ البداية، بوجود أنواع مختلفة (من الذبائح). فالمحرقة (بالعبرية عُولَه)، الذبيحة غير المعروفة لدى سكان ما بين النهرين، والتي دخلت مصر في وقت متأخر، تظهر أول ما تظهر في التقاليد القديمة، وفي عهد القضاة (تكوين 8: 20، قضاة 6: 21، 11: 31، 13: 19). فكانت الضحية تُحرق بجملتها (ثور، خروف، جدي، طائر، تعبيراً عن الهبة الكاملة التي لا رجعة فيها).
وهناك نوع آخر من الذبائح كثير الانتشار عند الساميين، كان يقوم أساساً كل مأدبة مقدسة (ذَبح شيلَميم) (ذبيحة السلامة)، فيأكل المؤمن ويشرب "أمام الرب" (تثنية 12: 18، 14: 26). وقد ختم عهد سيناء بذبيحة من هذا النوع (خروج24: 4- .
ومن المؤكد أن كل مأدبة مقدسة لا تفرض بالضرورة وجود ذبيحة، إلا أنه في الواقع، ولائم مشاركة الاتحاد، هذه، في العهد القديم كانت تشتمل على ذبيحة، فجزء من الضحية (سواء أكانت حيواناً كبيراً أو صغيراً)، كان يُصبح من حق الله، سيد الحياة (دماً مراقاً، شحوماً محرقة، "غذاء الله "، "طعامِ يهوه ")، في حين كان يستخدم اللحم كطعام للمدعوِّين.
هذا و لم يلبثوا طويلاً حتى أخذوا يمارسون بعض الطقوس التكفيري (1 صموئيل 3: 14، 26: 19، 2 صموئيل 24: 15...، راجع هوشع 4: 8، ميخا 6: 7). وبحسب صيغة طقسية عتيقة (تكوين 8: 21) احتفظ بها وأضفيت عليها صيغة روحانية (لاويين 9:1، 3: 16)، كان الله يُسر بتقادم فوّاحة "بعطر التهدئة".2. نحو صورة جامعة في كتاب اللاويين:إن حب اللاويين يعرض بأسلوب فني وصورة نظامية،" العطايا" المقدمة لله (لاويين 1 إلى 7، 22: 17- 30) الدموية وغير الدموية (ينحَب)، محرقة، تقادم من الأغذية، ذبائح وحدة الشركة (إفخارستيا، نذرية، طوعية)، ذبيحة مقابل الخطيئة (خطَأة)، ذبيحة تعويض (أشَم). إلا أن الرتب الطقسية لم تكن تطغي على الروح. فالحركات الدقيقة تحمل معنًى مقدساً، كرفع الشكر، والرغبة في التكفير (لاويين 1: 4، راجع أيوب 1: 5) اللذين يلهمان بتقديم المحرقة.
وفي خلفية بعض اصطلاحات مثيرة أحياناً، يكتشف شعور دقيق بقداسة الله، وخوف ملازم من الخطيئة، وحاجة ملحة للتطهير. إن مفهوم الذبيحة، في هذه المجموعة الطقسية، يتجه إلى التمييز حول فكرة التكفير. وإن الدم في ذلك يلعب دوراً هاماً، إلا أن فاعليته تتعلق في النهاية بالمشيئة الإلهية (لاويين 17: 11، راجع إشعيا 43: 25)، وتفرض توفر مشاعر التوبه.
إن التعويض عن النجاسات الطقسية والأخطاء غير المقصودة كان يدفع المؤمنين عملياً نحو تطهير قلوبهم، كما أن الشرائع الخاصة بالطاهر والنجس كانت توحي للنفوس بالابتعاد عن الشر.
إن وليمة الشيلميم (السلامة) تترجم وتحقق في الفرح والابتهاج الروحي وحدة الشركة بين المدعوين بعضهم مع بعض ومع الله، لأن الجميع يشتركون في الضحية عينها.ثالثاً: من الطقوس إلى الذبيحة الروحية1. الطقوس كعلامة "للذبيِحة الروحية":إن إله الكتاب لا يستمدّ فائدة له من الذبائح فلا يُعتبَر الرب مديناً للإنسان، بل الإنسان هو الذي يُعتبر بمثابة مشتر من الله. فتجعل الطقوس بعض المشاعر الباطنية مرئية، كالسجود (محرقة)، والاهتمام بالوحدة الحميمة مع الله (شيلميم سلامة)، والاعتراف بالخطيئة، والتماس الغفران (طقوس تكفيرية).
وتدخل الذبيحة في الاحتفالات بالعهد مع المعبود الإلهي (راجع تكوين 8: 20- 22)، ولا سيما في سيناء (خروج 24: 5- . إنها نقدس الحياة القومية، والأسرية، والفردية، وخصوصاً بمناسبة مزارات الحج والأعياد (1 صموئيل 1: 3، 20: 6، 2 ملوك 16: 15).
وإن الحوارات (خروج12: 26، 13: 8، 24: 84)، والاعتراف بالإيمان (تثنية 26: 5- 11)، والاعتراف بالخطايا (1 صموئيل 7: 6، راجع لاويين 5: 5)، وتلاوة المزامير (راجع مزمور 22: 23- 30، 27: 6، 54: ، تبرز أحياناً المعنى الروحي ضمن الحركة المادية.
وطبقاً لتكوين 22، ولعله بمثابة الميثاق بالنسبة إلى ذبائح الهيكل، يرفض الله الضحايا البشرية، ويتقبل الذبائح الحيوانية. إلا أنه لا يسرّ بهذه العطايا، إلا إذا قدمها الإنسان بقلب أهل للتضحية، في إيمان، بأغلى ما عنده، على مثال أبي الآباء ابراهيم.2. أولوية الديانة الباطنية:بقيت هناك تجربة: التعلق بالرتبة الطقسية مع إهمال العلامة المتعلقة بها. ومن هنا جاءت تحذيرات الأنبياء. وقد يخطئنا التوفيق أحياناً في تبين نيّاتهم. إنهم لا يشجبون الذبيحة في ذاتها، ولكن ينددون بالانحرافات الطارئة عليها، وعلى وجه الخصوص الممارسات الكنعانية الدخيلة (هوشع 2: 15، 4: 13). فكرة الطقوس ليست في حدَ ذاتها، تمجيداً لله. بل إن هذا التعدد لم يوجد فيما مضى (عاموس 5: 25، إشعيا 43: 23- 24، إرميا 7: 22 - 27).
فإن الذبيحة، إذا تجردت من استعدادات القلب، تنقلب عملاً باطلاً ورياءً، فضلاً عن أنها تُغضب الله إن صاحبها مشاعر شريرة (عاموس 4: 4، إشعيا 1: 11- 16). ويركز الأنبياء بشدة، بحسب بلاغهم في اللغة، على أولوية النفس (عاموس 5: 24، هوشع 6: 6، ميخا 6: . إنهم لا يدخلون تجديداً فتعليمهم ليس إلا امتداداً لتقليد قديم (خروج 19: 5، 24: 7- ، وثابت (1 صموئيل 15: 22، أيام 29: 17، أمثال 15: 8، 21: 3 و 27، مزمور 7:40 9،16:50- 23،31:69- 32، سيراخ 34: 18- 20).
إن الذبيحة الباطنية ليست بديلاً، بل هي الجوهر (مزمور 51: 18- 19). فهي تقوم أحياناً مقام الطقس (سيراخ 35: 1- 10، دانيال 3: 38- 40).
وهذا التيار الروحي، الذي يظهر مجدداً في قمران، قد يشجب التقوى السطحية القائمة على المصلحة، أو المخالفة للحياة، وقد أثار في النهاية جدلاً حول الطقوس ذاتها.
وكان الأنبياء في ذلك بمثابة الممهّدين للعهد الجديد بشأن جوهر الذبيحة.3. قمّة الديانة الباطنية في العهد القديم:إلى جانب التصور الجامع الشرعي الوارد في كتاب اللاويين، يُقدّم الكتاب المقدس تصورا جامعاً آخر، يتميز بالحيوية لأنه متجسد في شخص. فإن عبد الله، بحسب إشعيا 53، سيجعل من موته تقدمةً لذبيحة تكفير، وان التصريح النبوي يُسجّل تقدماً ملحوظاً بالنسبة للمفاهيم الواردة في لاويين 16.
وكبش الفداء، في يوم التكفير العظيم، كان يحمل وزر خطايا الشعب. إلا أنه، بالرغم من رتبة وضع الأيدي، لم يكن ليصير هو وضحية الذبيحة واحداً. إن تعليم الإنابة في القصاص لم يكن على صلة بهذه الليتورجيا. وأما العبد، بالعكس، فإنه يُسلَم نفسه طواعية نيابة عن الخطأة. وتقدمته الحالية من العيوب تعود بالفائدة على "كثيرين" بحسب تدبير الله.
هنا تلتقي أقصى الباطنية، مع أقصى العطاء، وأقصى الفاعليّة.العهد الجديدإن يسوع يرجع إلى الفكرة النبوية عن أولوية النفس على الطقس (متى 5: 23- 24،مرقس12: 33)، وبرجوعه هذا يعدّ الأذهان لتفهم معنى ذبيحته الخاصة. فمن عهد إلى عهد يقوم استمرار وتفوّق: أما الاستمرار فيبدو في انطباق عناصر الذبيحة، في العهد القديم، على موت المسيح وأما التفوّق فيظهر بفضل طابع الأصالة المطلقة في تقدمة يسوع. والواقع أن هذا التفوّق يُدخل قي العالم حقيقة جديدة في جوهرها.أولاً: يسوع يقدم نفسه كذبيحةينبئ يسوع عن آلامه باستخدامه الكلمات والألفاظ عينها التي كانت تتميز بها ذبيحة عبد الله التكفيرية: إنه يأتي " ليخدم "، " ويبذل حياته "، و يموت " فداء " عن كثيرين (مرقس 10: 45//، لوقا 22: 37،إشعيا 53: 10- 12). فضلاً عن ذلك فإن الإطار الفصحي في عشاء الوداع " (متى 26: 2، يوحنا 11: 55- 57، 12: 1...، 1:13) يؤكد وجود علاقة مقصودة ومحدَّدة، بين موت المسيح وذبيحة الحمل الفصحي.
وأخيراً فإن يسوع يرجع صراحة إلى خروج 24: 8، متبنّياً الصورة التي استخدمها موسى: "دم العهد" (مرقس 14: 24//). على أن الإشارة المثلثة إلى الحمل الذي يخلص بدمه الشعب اليهودي وإلى ضحايا سيناء التي تثبت العهد" القديم، وإلى موت العبد التكفيري، هي إشارة تؤِكد بوضوح طابع الذبيحة في موت يسوع: إن هذا الموت يُفيد الجموع بغفران الخطايا، ويُكرِّس العهد النهائي وميلاد شعب " جديد، ويكفل الفداء. فالموت يصبح إذ ذاك ينبوعاً للحياة.
إن الصيغة المليئة بالمعاني الواردة في يوحنا 17: 19 تُلخِّص هذا التعليم: "وأقدّس نفسي من أجلهم، ليكونوا هم أيضاً مقدّسين في الحق".
أمّا الأفخارستيا التي أسست لتجعل قربان الصليب الواحد حاضراً بالذاكرة (راجع لاويين 24: 7)، في إطار مأدبة، فهي تربط طقس المسيحيين الجديد بذبائح وحدة الاتحاد القديمة. وعلى هذا النحو فإن تقدمة يسوع، في واقعها الدموي وتعبيرها السري، توجز وتُتمم تدبير الضحايا في العهد القديم: فهي في وقت واحد، محرقة (مِنحَه)، وتقدمة كفّارية، وذبيحة اتحاد.
فالاستمرارية بين العهدين قائمة لا جدال فيها. إلا أن قربان المسيح، بحكم وحدته الفريدة، ورفعة قدر ابن الله وكمال تقدمته، وأخيراً بفضل فاعليته العالمية الشاملة، ليفوق كل ذبائح العهد القديم المختلفة والمتحدة. فالمصطلحات قديمة، والمضمون جديد، والحقيقة الواقعيّة تتجاوز نوعيّات الفكر المستخدمة للتعبير عنها.ثانياً: الكنيسة تتأمل في ذبيحة يسوع1. من ذبيحة الجلجلة إلى مائدة الإفخارستيا:تتوسع المؤلفات الرسولية في عرض هذه الأفكار الأساسية بصور مختلفة. فيسوع يصير"فصحنا" (1 كورنتس 5: 7، يوحنا 19: 36)، و"الحمل الذبيح" (1 بطرس 1: 19، رؤيا 5: 6). يفتتح بدمه العهد الجديد (1 كورنتس 11: 25)، ويفتدي القطيع (أعمال 20: 28)، ويحقّق التكفير عن الخطايا (رومة 3: 24- 25)، والمصالحة بين الله والناس (2 كورنتس 5: 19- 21، كولسي 2: 14).
ومثل ما ورد باللاويين، يبدو الإلحاح في إبراز دور الدم (رومة 5: 9، كولسي 1: 20، أفسس 1: 7، 2: 13، 1 بطرس 1: 2، و18- 19، 1 يوحنا 1- 7، 5: 6- 8، رؤيا 1: 5. 5: 9). إلا أن هذا الدم يسفكه الابن بمشيئة أبيه. وعلى هذا النحو يسرع الرسل في إقامة تقارب بين ذبيحة اسحق وذبيحة يسوع. وهذا التوازي يُظهر كمال قربان الجلجلة، فإن المسيح الابن " الحبيب " "agapetos " (راجع مرقس 12: 6، 1: 11، 9: 7)، يسلم نفسه للحوت، والآب لا يضن بابنه الوحيد في سبيل محبة البشر (رومة 8: 32، يوحنا 3: 16).
وعلى هذا النحو يُظهر الصليب صميم طبيعة الذبيحة "الرائحة الطيبة" (أفسس 5: 2): فالذبيحة، في جوهرها الروحاني، هي فعل محبة. ويكون الموت "، مصير البشرية الخاطئة، من الآن فصاعداً، مركزاً في تطلع فريد للغاية (رومة 5).
وفي الهيكل كانت تُعد مائدة لخبز التقدمة، وكذلك تتوفر لدى الجماعة المسيحية "مائدة الرب". ويشبّه بولس صراحة الإفخارستيا بمآدب بني إسرائيل المقدسة (1 كورنتس 10: . ولكن، يا له من فارق، فإن المسيحيين لم يعودوا يشتركون فقط في أشياء "مقدسة" بل "مقدسة للغاية"، وإنما يشتركون في جسد ودم المسيح (1 كورنتس 10: 16)، مبدأ الحياة الأبدية (يوحنا 6: 53- 58).
وإن هذا الاشتراك يغني وينشئ وحدة المؤمنين في جسد واحد (1 كورنتس 10: 17)، فتتحقق على هذا النحو، في الواقع الذبيحة المثالية التي تنبأ عنها ملاخي (1، 11) الذبيحة الصالحة للجميع، ولكافة الأزمنة.2. الرموز والحقيقة:إن الإشارات الكثيرة، الواردة في الأناجيل والمؤلفات الرسولية، إلى مصطلحات العهد القديم الخاصة بالشعائر الطقسية، تكشف المعنى العميق لليتورجيا القديمة التي كانت تمهد لذبيحة الفداء، وترمز إليها.
وتوضح الرسالة إلى العبرانيين هذا التعليم عن طريق التشبيه المتواصل بين التدبيرين. فيسوع، الكاهن الأعظم والضحية، يُنشئ، مثل موسى على جبل سيناء، عهداً بين الله وشعبه. إنه الآن عهد كامل ونهائي (عبرانيين 8: 6- 13، 9: 15- 10: 18) .
وفضلاً عن ذلك، يقوم المسيح، مثل الكاهن الأعظم في يوم الكفّارة، بعمل تطهيري، إلا أنه، في هذه المرة، يزيل الخطيئة بسفك دمه، وهو أجدى فاعلية من دم ضحايا الهيكل.
فلا يعود المؤمنون يحصلون فقط على "طهارة الجسد "، وإنما على " طهارة الضمائر" (9: 12- 14). وإن شخصية الحبر، وعظمة المقدس الذي تتم فيه الذبيحة- والمقدس هو السماء- كلاهما ضامنان للقيمة الفريدة لقربان المسيح ولفاعليته المطلقة والعالمية.
إن هذه الذبيحة، وهي المثل الأعلى لكل الذبائح الأخرى التي لم تكن إلا ظلاً لحقيقتها ليست في حاجة إلى أن تكرر من بعد (10: 1 و10). والليتورجيا التي بحسب الرؤيا (رؤيا 5: 6...)، تقام في السماء من حول الحمل الذبيح، تطابق الصورة المرسومة في الرسالة إلى العبرانيين.3. من ذبيحة الرأس إلى "ذبيحة الأعضاء الروحية":كان الأنبياء يركّزون على صور امتداد الشعائر الطقسية في الحياة اليومية. بل أكثر من ذلك كان ابن سيراخ يُشبه السلوك الفاضل بالذبيحة (سيراخ 35: 1- 3).
ونجد في العهد الجديد نفس التطبيق الروحي على الحياة المسيحية والرسولية (رومة 12: 1، 15: 16. فيلبي 2: 17، 4: 18، عبرا يين 13: 15).
إن المؤمنين، إذ يحثّهم الروح الذي يعمل فيهم، يشكّلون باشتراكهم الحيوي مع ربهم، "كهنوتاً مقدساً، كما يقربوا ذبائح روحية مرضيّة عند الله إكراماً ليسوع المسيح" (1 بطرس 2: 5) .




طلال فؤاد حنوكة ايشوعي
طلال فؤاد حنوكة ايشوعي

عدد الرسائل : 1971
العمر : 63
تاريخ التسجيل : 31/03/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى