غبطة الكاردينال دلي ونيافة المطران ساكو والتطرف والانقسام ال

انطوان دنخا الصنا

احتدمت المناكفة والمماحكة والسجال هذه الايام بين بعض كتاب ومثقفي ومفكري ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري من المتطرفين والمتعصبين قوميا من الاشوريين والكلدان بشكل خاص ومعهم بعض تنظيماتنا شعبنا القومية المتعصية والقى الجميع كل ما كان يغلي ويعتمل في صدورهم فالساحة غاصة بالمتقاذفين والمتبارين لاثبات تعصبهم البطولي والتاريخي القومي وتقسيم شعبنا قوميا !! بأي طريقة لان موضوع التطرف القومي لدى البعض من ابناء شعبنا وهم قلة ان شالله اخذ يلعب بقشور ادمغتهم كفعل السحر الاسود دون الاكتراث بالبحر الهائج والمتلاطم من القتل والتهديد والاضطهاد والتفجير والتهجير القسري الذي طال شعبنا في الوطن رغم اننا شعب واحد وامة واحدة وان اختلفت التسميات فهي ارث لمدلولات تاريخية وحضارية ...

حيث ان اي خلاف او اختلاف او تقاطع بين التنظيمات والمفكرين والمثقفين والكتاب لا يجد امامه سوى طريقين اما ان يحل او ان لا يحل فأن تمت مواجهة الخلاف والتقاطع بالحوار والحوار الجاد المسؤول والاعتدال وقبول الاخر من قمة الهرم الى قاعدته في تنظيماتنا وابناء شعبنا وتحكمت النفوس والعقول الناضجة والحكيمة والمهيئة للحوار والمناقشة وقبول الاخر والمعتدلة قوميا والمؤمنة بالوحدة القومية لشعبنا نصل الى الحل لإتخاذ القرار الصائب حيث ان الحوار صيغة تميز اهل الحضارة والتاريخ فهو قيمة حضارية وانسانية وتربوية عالية لا غنى عنها حتى اذا طال الزمن رغم ان الظروف المحيطة بشعبنا لا تتحمل التأجيل ... لكن ما العمل ...؟

ان وحدة شعبنا القومية حالة مقدسة وهدف سامي ونبيل لدى ابناء شعبنا ( الكلداني السرياني الاشوري ) في الوطن والخارج لا جدال فيه وان قدسيتها يساوي قدسية بقية اهداف شعبنا القومية الاخرى وبشكل خاص تحقيق الحكم الذاتي لشعبنا في ارضه الذي من خلال تطبيقه تتعزز الوحدة القومية لشعبنا وتنظيماته لان الهجمة الشرسة التي تعرض ويتعرض لها شعبنا لاستئصاله من جذوره في وطنه جهارا نهارا واضحة حيث انكشفت كل النوايا وسقطت كل الاقنعة خاصة بعد 2003 فما فائدة قدسية ونوعية التسمية القومية والانقسام القومي ؟ وشعبنا معلقة اغصان شجرته واوراقها وثمارها في الهواء في ارض الشتات !! وجذوره مهددة بالقلع من ارض الاباء والاجداد !! ...

ثم ماذا تنفعنا التسميات مهما يكن نوعها والانقسام القومي !! اذا كان الاصل والمسمى غير موجود في عشه وداره !! ... حيث ان الخطر اصبح يداهمنا واقترب من حدودنا ونحن نتفرج ولا زالت بعض تنظيمات شعبنا القومية المتعصبة قوميا من حيث تدري او لا تدري تصب الزيت على النار وتعمق جروحنا المثخنة بالدم بفعل تطرفها وعصبيتها وتشنجها وعدم ادراكها واكتراثها بما يحيق بشعبنا وامتنا من مخاطر وتهديدات حقيقية نقول لهؤلاء المتعصبين المنشغلين بالتسمية القومية والانقسام القومي وليس الاهداف القومية ..

ان وضع تنظيمات شعبنا القومية الانقسامية بأشد الحاجة الى قراءة متأنية وتأمل لواقعها الاليم والمنقسم والمرتبك قوميا وكذلك حال شعبنا الذي لا يسر الاعداء قبل الاصدقاء في الوطن لذلك مطلوب منها إعادة النظر في طريقة طرح الاهداف والخطاب والتفكير والمعالجة للنهوض به وتصحيح المسارات الغير صحيحة والمشوهه قوميا لان الفكر المتطرف عادة يظهر على السطح وينمو ويزدهر ويتنفس وينتعش في اوقات الازمات والمحن والانقسام مثل التي نعيشها اليوم واللبيب من الاشارة يفهم ...

حيث ان التشدد والتطرف يعتبر سلوك طبيعي للمشتغلين بالسياسة فقط وليس لاغلب ابناء شعبنا المؤمنين بوحدتنا القومية لان ألاحساس بالضعف والتهميش ينتج عنه عملية تفكير معقدة قادرة على ادراك عناصر الضعف والقوة عند البشر وهو ما يفتقر اليه المتطرف الذي يعتبر نفسه قادرا على القفز على هذه الاسوار والولوج من الثغرات ليثبت قوته وموهبته وتميزه وان ذلك يؤدي الى التصادم بدلا من المعالجة والحل والتسوية وهذا ما يحصل اليوم بين المتطرفين من ابناء شعبنا ...

ان اهم اسباب التطرف السياسي والقومي لدى بعض كتاب ومثقفي ابناء شعبنا وتنظيماتهم هي قضية الاستقواء الزائد لدى فئة مقابل عدم الاقتدار لدى الجهة المقابلة حيث اصبحت الحياة اليومية لبعض ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بكل تعقيداتها الامنية والاقتصادية والسياسية معملا لتفريخ وتوليد التطرف القومي المتشدد والمتعصب ...



وبات المواطن من ابناء شعبنا على الارض يشعر بقلق حقيقي على مصيره ومستقبله من جراء الازمات والتقاطعات والمناخات الكئيبة والسلبية بين تنظيمات شعبنا القومية التي يخيم على بعضها شبح الانقسام ومشاعر الحقد والنرجسية وتمزيق تماسك النسيج القومي والاجتماعي لشعبنا وضعف ثقافة المجتمع المدني لذلك نجدهم يحاولون التفكير بالهجرة خارج العراق لضعف عوامل تجذرهم بالارض قوميا واقتصاديا اولا ويضاف لها الظروف الموضوعية من المشهد السياسي والامني المعقد والمتشابك في الوطن ثانيا علاوة لظروف المحيط الاقليمي والدولي ...

فنجد في سبيل المثال ان بعض المثقفين والمفكرين والكتاب المتطرفين من ابناء شعبنا لديهم قوالب اتهامات جاهزة ضد هذا التنظيم او ذلك من ابناء شعبنا دون الاكتراث بالظروف المحيقة بشعبنا فبدلا من ان يكافيء مثلا المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري ورابي (سركيس اغاجان) على انجازاته واعماله وتضحياته ومشاريعه المقدمة لشعبنا على الارض وفعليا وما عجز الاخرون عن تقديمه له خلال العقود الماضية حكومات واحزاب ومؤسسات نجد ان المتطرف الاشوري السيد (عوديشو ملكو) في سبيل المثال لا الحصر يوجه سهامه المسمومة الى المجلس الشعبي و (رابي سركيس) بدون وجه حق او ادلة وبراهين وسند لغاية في نفس يعقوب ...

ويقابله في التطرف الكلداني السيدان ابلحد افرام وحبيب تومي وغيرهم ... (حيث قال السيد ابلحد افرام بتاريخ 25 - 9 - 2010 في ندوة مدينة تلسقف ما نصه مع الاسف الان البيت الكلداني ليس بالوضع الجيد انا متشاءم كثيرا في هذه الفترة !! ...) وانت ماذا تمثل لشعبنا الكلداني ؟ وماذا قدمت له من انجازات واعمال ؟ وماذا حصل حزبك من اصوات في الانتخابات ؟ اصلا عيب تتحدث بأسم الشعب الكلداني وهو رفضك علنا وديمقراطيا ولم تحصل على منضدة !! في الانتخابات وليس مقعد برلماني !! ..

ارجو ان تترحم ولا تتنكر لكتلة التحالف الكوردستاني الذي اوصلتك بدون انتخابات الى البرلمان في الدورة السابقة انهم اصحاب فضل عليك يارجل !! الجواب نتركه لشعبنا وطبعا افرام متشائم من الشعب الكلداني لانه اغلبه وبنسبة اكثر من 90% منه مع وحدة شعبنا القومية وليس مع التقسيم والتشرذم وهذا فخر ورفعة للشعب الكلداني وتنظيماته الوحدوية كافة (للاطلاع الرابط الخامس ادناه) ...

حيث ان المتطرفون الاشوريون والكلدان ينشرون السموم والافتراء والتطرف والانقسام والمغالاة وحملات الدعاية التظليلية لتقسيم شعبنا قوميا رغم ان نتائج الانتخابات في ثلاثة ممارسات انتخابية هي (مجالس المحافظات 2009 وبرلمان اقليم كوردستان 2009 وبرلمان العراق الاتحادي 2010) كانت بمثابة الاستفتاء على رفض شعبنا للفكر الانقسامي بكل انواعه ورفضه انتخاب التنظيمات القومية الكلدانية المتطرفة الانقسامية (للاطلاع الرابط الثاني ادناه) لذلك نرى ان على كافة المتطرفين الكف عن هذه الطروحات والبالونات الاعلامية المغرضة لانها لا تؤدي الا الى المزيد من التعصب والتطرف والتشدد والانقسام وتخلق حالة من الاحباط واليأس والقنوط لدى ابناء شعبنا الامر الذي سوف يولد ويفرخ حالة من الاحتقان والتطرف والتعصب والكراهية في التعاطي مع قضايا شعبنا القومي وهذا لا يخدم مستقبل شعبنا في الوطن ...

وحسب رأي اذا مكن التطرف والغلو من استقطاب المشهد السياسي والقومي لشعبنا فأن ذلك مؤشر خطير ينذر بالشؤم والانقسام والتشرذم والضعف والمستقبل المجهول في اكثر من مكان وموقف وموقع وهذا امر مستحيل ولن يحدث لان المتطرفون اقلية ونحن امة حية واحدة وهذا ما حذر منه نيافة المطران (لويس ساكو) رئيس اساقفة الكلدان في كركوك بتاريخ 9 - 10 - 2010 قائلا (نحن مهددون بالانقراض إذا استمر التطرف بين تنظيماتنا وان حضورنا المسيحي تعبان ووجودنا مهدد ونحن نتعارك حول هذا كلداني او سرياني او أشوري هذا لايجوز لانه يشبه الجدل البيزنطي عندما كانت المدينة محاصرة كانوا مشغولين بالمناقشة حول جنس الملائكة) (للاطلاع الرابط الاول ادناه) ..

وللامانة اقولها واني مسؤول امام شعبنا وتنظيماتنا ان غبطة الكاردينال مار (عمانوئيل الثالث دلي) قال في الكلمة المسجلة صوتيا في بغداد لرثاء الدكتور المرحوم (حكمت حكيم) والتي تليت في اربعينية المرحوم في ولاية مشيكان وكنت حاضرا واستمع لكلمته بعناية حيث قال غبطته (ان المرحوم حكمت حكيم خدم العراق وخدم شعبنا العراقي وطائفتنا بأخلاص ...) وكررها لاكثر من مرة ولم يتطرق غبطته اطلاقا الى القومية الكلدانية او التنظيمات القومية الكلدانية او الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية التي اصبحت في خبر كان !! (للاطلاع الرابط الثالث والرابع ادناه) في كل كلمته وانما الى الطائفة الكلدانية فقط فتحية له لانه يعرف جيدا اننا شعب واحد وقومية واحدة وان كره الكارهون ....

لذلك لا بد من القول ان التطرف افه خطيرة سوف تعصف بنا جميعا دون استثناء وتهدد مستقبل شعبنا ووجودنا القومي والديني في الوطن اذا لم نحسن معالجة اسبابها بروية وحكمة ودراسة نتائجها لذلك لابد من بلورة مشروع سياسي وحدوي قومي تشارك فيه كل تنظيمات شعبنا القومية ومؤسساته المختلفة المؤمنة بوحدتنا القومية اولا وتوفير المناخ المناسب لاخراج شعبنا من ازمته ومحنته وابعاد شبح التطرف والتعصب عن المشهد السياسي والقومي لشعبنا وكلنا معا ويمكن ان يكون المجلس الشعبي الخيمة التي ينمو ويترعرع تحتها ومعها هذا المشروع القومي لشعبنا وهو الحكم الذاتي ليتولى ابناء شعبنا حكم انفسهم ...

بسم الثالوث الاقدس


شكرا اخ مسعود على المرور والتعبير الجميل يباركك الرب


طلال فواد

بسم الثالوث الاقدس

شكرا اخ عبد الله على المرور والتوضيح الجميل وبلفعل مثلما تفضلتم ان ينور عقول السياسين الاخراجنا من هذا الواقع




طلال فواد